أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-12-20
1256
التاريخ: 1-8-2018
1814
التاريخ: 2024-04-19
769
التاريخ: 17-10-2021
1883
|
كل ابن آدم خطّاء، وليس هناك من لا يخطئ حتى أولئك الذين وصلوا المراتب العليا من الحكمة والعلم. والقلة القليلة جداً من البشر التي تخلو حياتهم من الأخطاء.
إن الأخطاء التي تحدث في الحياة الزوجية هي بمثابة نقاط سوداء تشوه وتعكر صفو الحياة المشتركة، بل وتهدد الاساس الأسري بالانهيار. إننا، وبسبب جهلنا، وتربيتنا الخاطئة، وعدم تحملنا، وعقدنا المختلفة، نتسبب في إيذاء أزواجنا من خلال كلام جارح أو وجه عابس أو إشعارهم بالمنّ عليهم ما يعرض توازنهم النفسي إلى الخطر ويؤدي بهم إلى الشعور بالذل والمهانة.
مواقف مختلفة:
ـ المكابرة والعناد:
والتي تنطلق من أنانيتنا وغرورنا لا غير. إن ارتكابنا للخطأ ثم اصرارنا عليه باعتباره موقفا صحيحاً وأسلوباً صائباً في التعامل هو في الحقيقة نرجسية لا جدوى من ورائها سوى إيذاء أزواجنا وشعورهم بالتأسف على مصيرهم.
إن هكذا موقف هو بعيد كل البعد عن الإنسانية؛ عندما لا يرى المرء سوى نفسه فقط ولا يفكر إلا بنفسه بل لا يشعر بوجود الآخرين من حوله؛ إن حياة تقوم على هذا المنطلق، وعلى هذه الرؤية، حيث تكون السيادة للأقوى، لا يكتب لها الاستمرار بل لا يمكن اعتبارها حياة إنسانية.. إنها أشبه ما تكون بالحيوانية.
ـ مسالة الكرامة:
قد يفكر البعض بأن الاعتراف بالخطأ سوف يوجه ضربة إلى كرامتهم ويحط من قدرهم أمام أزواجهم.
غير أن العكس هو الصحيح، ذلك أن اعتراف المرء بخطئه لا يعد منقصة له أبدا ولن يجعله صغيراً أو حقيراً بل سوف يكبر في نظر الآخرين، وسيضيف إلى شخصيته بعداً آخر يجعله مثلاً أعلى، وإذا افترضنا أن ذلك سيحط من شأنه أمام زوجه ولكنه سيجعله كبيراً أمام الله سبحانه.
إن عدم اعترافك بالخطأ سيعرضك إلى عذاب نفسي وروحي ينغص عليك حياتك، فما هو الضرر إذن في أن تبادر إلى إرضاء ضميرك ووجدانك، وسعيك إلى ضبط نفسك تجاه زوجك ومراعاة العدل والإنصاف في تعاملك مع شريك حياتك.
ـ بعد النظر:
ينبغي على الزوجين أن ينظرا ويفكرا في المدى البعيد إلى آفاق المستقبل، فإذا بادر أحدهما إلى الاعتذار عن خطئه فإن على الآخر أن يفتح له قلبه وذراعيه وأن لا يعتبر ذلك فرصة للتنكيل به والانتقام منه، بل ينبغي غض النظر عن أخطائه تلك.
إن إقدام أحد الطرفين على الاعتذار من شريك حياته يجب أن يعتبر خطوة إيجابية تستحق التقدير لا اللوم والتنكيل.
إن الحياة الزوجية لا تنهض على الانتقام، ما هي المصلحة التي تجنيها المرأة إذا أصبح زوجها رجلاً ضعيفاً محطماً يتحمل أنانيتها وغرورها.
ـ اعتذار المرأة:
كذلك نحذر الرجل فيما إذا أخطأت زوجته أن لا يلجئها إلى الاعتذار مما بدر منها من سلوك، ذلك أن للمرأة كبريائها وكرامتها وعاطفتها التي قد تأبى لها مثل هذا الموقف.
إن من المصلحة عدم الإصرار عليها، فجرح كرامتها والإساءة إلى مشاعرها سوف تكون له انعكاسات وخيمة على تربية الأطفال، إضافة إلى الفتور في علاقتها مع زوجها؛ ذلك أن شخصية المرأة تكمن في تلك العاطفة المخزونة، كما أن شخصية الرجل تكمن في ضبطه نفسه.
إنها زوجتك فدعها تشعر بالأمن في قربك. دعها تشعر بأنك ملجأها الوحيد الذي يحميها من تقلبات الزمن. دعها تضع رأسها المثقل بالهموم على رأسك لتشعر بالراحة وتغفو.
ولو جرحت كرامتها وحطمت كبريائها عندها لن تكون زوجة محبة لك ولن تكون أيضاً حضنا دافئا لأبنائك.
ـ تجنب الإعتراف في غير موضعه:
ربما نشاهد بعض الأزواج الذين يبادرون، ومن أجل وضع حد للنزاع والعراك، إلى الإعتراف بأخطاء لم يرتكبوها؛ وعلاوة على ذلك فإنهم يعتذرون إلى أزواجهم. ولعل هذا الإجراء فوائد آنية معينة، ولكنه على المدى البعيد له آثاره التخريبية السيئة.
إننا نؤكد على الحفاظ على الدفء في الجو العائلي، ولكنا لا نقول إن ينذر أحد الزوجين حياته من أجل الآخر، ذلك أن كلاً منهما إنسان، وهو مسؤول أمام ربه قبل أن يكون مسؤولاً أمام زوجه، وأن عقيدتنا الإسلامية لا تسمح لنا بإذلال أنفسنا إلى أي إنسان كائناً ما يكون، فالقيم الإنسانية يجب أن تكون في مأمن من التدمير، وأن تملق الظالم، حتى على مستوى الأسرة، أمر لا يسمح به الدين ولا يتساهل فيه.
نعم، هناك الإعتراف بالخطأ.. الإعتراف بالظلم.. وهو أمر لا يسمح به الإسلام فحسب بل ويحث عليه لما فيه من الشجاعة والشهامة وما فيه أيضاً من تكامل الشخصية.
أما إذا انتفى الخطأ فلا معنى للاعتذار، وينبغي هنا الإصرار والسعي لإثبات البراءة.
ـ السلوك الهادئ:
ينبغي على كلا الطرفين الإلتزام بضبط النفس سواء في حالة الإعتذار أو في حالة سماع الإعتذار، ذلك أن الهيجان وعدم فسح المجال للآخر بالاعتذار سيكون سباحة في وجه التيار مما يفوت الفرصة على عودة الصفاء العائلي.
إن السلوك الهادئ يبعث الشعور بالطمأنينة في القلب وينمي القوى العقلية والفكرية في النفس، فالرجل يطمح أن يرى في زوجته حضن الأم الدافئ، كما أن المرأة تتمنى أن تجد لدى زوجها رعاية الأبوة وحنان الوالد.
ينبغي أن يكون سلوكك مع زوجتك عين ما تتمناه منها، وأن تكون لها ملجأ آمنا يمنحها الشعور بالطمأنينة والسلام. إنك إذا أخفقت في ذلك فقد تفكر زوجتك وبدافع غريزة الخوف إلى البحث عن ملاذ آخر مما يعقد الحياة الزوجية ويعرضها إلى أخطار كبيرة.
وأن المرأة تتمنى أن تكون لزوجها ذلك الحضن الدافئ الذي يشعره بالحنان والحب فإذا أخفقت المرأة في ذلك خطر للرجل أن يفكر في البحث عن ذلك الحضن الذي أفتقده لدى زوجته.
وفي كل تلك المراحل، علينا أن ندعو جميعاً أن نكون أزواجاً طيبين نتحمل في سبيل أسرنا كل متاعب الحياة لينشأ أطفالنا في ظلال وارفة من الحب والمودّة والصفاء.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|