المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

الأمواج الايثرية
2023-03-26
Bernoulli
6-9-2017
أدب الإمام زين العابدين ( عليه السّلام )
31/10/2022
تفسير آية (142-145) من سورة الأعراف
20-6-2019
الماء في الغلاف الجوي
2023-10-19
مَواطن يرى بها امير المؤمنين بعد الموت
30-01-2015


اخطاؤنا في الحياة الزوجية  
  
1054   07:54 صباحاً   التاريخ: 14-1-2023
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الشباب وقضايا الزواج
الجزء والصفحة : ص130 ــ 134
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /

كل ابن آدم خطّاء، وليس هناك من لا يخطئ حتى أولئك الذين وصلوا المراتب العليا من الحكمة والعلم. والقلة القليلة جداً من البشر التي تخلو حياتهم من الأخطاء.

إن الأخطاء التي تحدث في الحياة الزوجية هي بمثابة نقاط سوداء تشوه وتعكر صفو الحياة المشتركة، بل وتهدد الاساس الأسري بالانهيار. إننا، وبسبب جهلنا، وتربيتنا الخاطئة، وعدم تحملنا، وعقدنا المختلفة، نتسبب في إيذاء أزواجنا من خلال كلام جارح أو وجه عابس أو إشعارهم بالمنّ عليهم ما يعرض توازنهم النفسي إلى الخطر ويؤدي بهم إلى الشعور بالذل والمهانة.

مواقف مختلفة:

ـ المكابرة والعناد:

والتي تنطلق من أنانيتنا وغرورنا لا غير. إن ارتكابنا للخطأ ثم اصرارنا عليه باعتباره موقفا صحيحاً وأسلوباً صائباً في التعامل هو في الحقيقة نرجسية لا جدوى من ورائها سوى إيذاء أزواجنا وشعورهم بالتأسف على مصيرهم.

إن هكذا موقف هو بعيد كل البعد عن الإنسانية؛ عندما لا يرى المرء سوى نفسه فقط ولا يفكر إلا بنفسه بل لا يشعر بوجود الآخرين من حوله؛ إن حياة تقوم على هذا المنطلق، وعلى هذه الرؤية، حيث تكون السيادة للأقوى، لا يكتب لها الاستمرار بل لا يمكن اعتبارها حياة إنسانية.. إنها أشبه ما تكون بالحيوانية.

ـ مسالة الكرامة:

قد يفكر البعض بأن الاعتراف بالخطأ سوف يوجه ضربة إلى كرامتهم ويحط من قدرهم أمام أزواجهم.

غير أن العكس هو الصحيح، ذلك أن اعتراف المرء بخطئه لا يعد منقصة له أبدا ولن يجعله صغيراً أو حقيراً بل سوف يكبر في نظر الآخرين، وسيضيف إلى شخصيته بعداً آخر يجعله مثلاً أعلى، وإذا افترضنا أن ذلك سيحط من شأنه أمام زوجه ولكنه سيجعله كبيراً أمام الله سبحانه.

إن عدم اعترافك بالخطأ سيعرضك إلى عذاب نفسي وروحي ينغص عليك حياتك، فما هو الضرر إذن في أن تبادر إلى إرضاء ضميرك ووجدانك، وسعيك إلى ضبط نفسك تجاه زوجك ومراعاة العدل والإنصاف في تعاملك مع شريك حياتك.

ـ بعد النظر:

ينبغي على الزوجين أن ينظرا ويفكرا في المدى البعيد إلى آفاق المستقبل، فإذا بادر أحدهما إلى الاعتذار عن خطئه فإن على الآخر أن يفتح له قلبه وذراعيه وأن لا يعتبر ذلك فرصة للتنكيل به والانتقام منه، بل ينبغي غض النظر عن أخطائه تلك.

إن إقدام أحد الطرفين على الاعتذار من شريك حياته يجب أن يعتبر خطوة إيجابية تستحق التقدير لا اللوم والتنكيل.

إن الحياة الزوجية لا تنهض على الانتقام، ما هي المصلحة التي تجنيها المرأة إذا أصبح زوجها رجلاً ضعيفاً محطماً يتحمل أنانيتها وغرورها.

ـ اعتذار المرأة:

كذلك نحذر الرجل فيما إذا أخطأت زوجته أن لا يلجئها إلى الاعتذار مما بدر منها من سلوك، ذلك أن للمرأة كبريائها وكرامتها وعاطفتها التي قد تأبى لها مثل هذا الموقف.

إن من المصلحة عدم الإصرار عليها، فجرح كرامتها والإساءة إلى مشاعرها سوف تكون له انعكاسات وخيمة على تربية الأطفال، إضافة إلى الفتور في علاقتها مع زوجها؛ ذلك أن شخصية المرأة تكمن في تلك العاطفة المخزونة، كما أن شخصية الرجل تكمن في ضبطه نفسه.

إنها زوجتك فدعها تشعر بالأمن في قربك. دعها تشعر بأنك ملجأها الوحيد الذي يحميها من تقلبات الزمن. دعها تضع رأسها المثقل بالهموم على رأسك لتشعر بالراحة وتغفو.

ولو جرحت كرامتها وحطمت كبريائها عندها لن تكون زوجة محبة لك ولن تكون أيضاً حضنا دافئا لأبنائك.

ـ تجنب الإعتراف في غير موضعه:

ربما نشاهد بعض الأزواج الذين يبادرون، ومن أجل وضع حد للنزاع والعراك، إلى الإعتراف بأخطاء لم يرتكبوها؛ وعلاوة على ذلك فإنهم يعتذرون إلى أزواجهم. ولعل هذا الإجراء فوائد آنية معينة، ولكنه على المدى البعيد له آثاره التخريبية السيئة.

إننا نؤكد على الحفاظ على الدفء في الجو العائلي، ولكنا لا نقول إن ينذر أحد الزوجين حياته من أجل الآخر، ذلك أن كلاً منهما إنسان، وهو مسؤول أمام ربه قبل أن يكون مسؤولاً أمام زوجه، وأن عقيدتنا الإسلامية لا تسمح لنا بإذلال أنفسنا إلى أي إنسان كائناً ما يكون، فالقيم الإنسانية يجب أن تكون في مأمن من التدمير، وأن تملق الظالم، حتى على مستوى الأسرة، أمر لا يسمح به الدين ولا يتساهل فيه.

نعم، هناك الإعتراف بالخطأ.. الإعتراف بالظلم.. وهو أمر لا يسمح به الإسلام فحسب بل ويحث عليه لما فيه من الشجاعة والشهامة وما فيه أيضاً من تكامل الشخصية.

أما إذا انتفى الخطأ فلا معنى للاعتذار، وينبغي هنا الإصرار والسعي لإثبات البراءة.

ـ السلوك الهادئ:

ينبغي على كلا الطرفين الإلتزام بضبط النفس سواء في حالة الإعتذار أو في حالة سماع الإعتذار، ذلك أن الهيجان وعدم فسح المجال للآخر بالاعتذار سيكون سباحة في وجه التيار مما يفوت الفرصة على عودة الصفاء العائلي.

إن السلوك الهادئ يبعث الشعور بالطمأنينة في القلب وينمي القوى العقلية والفكرية في النفس، فالرجل يطمح أن يرى في زوجته حضن الأم الدافئ، كما أن المرأة تتمنى أن تجد لدى زوجها رعاية الأبوة وحنان الوالد.

ينبغي أن يكون سلوكك مع زوجتك عين ما تتمناه منها، وأن تكون لها ملجأ آمنا يمنحها الشعور بالطمأنينة والسلام. إنك إذا أخفقت في ذلك فقد تفكر زوجتك وبدافع غريزة الخوف إلى البحث عن ملاذ آخر مما يعقد الحياة الزوجية ويعرضها إلى أخطار كبيرة.

وأن المرأة تتمنى أن تكون لزوجها ذلك الحضن الدافئ الذي يشعره بالحنان والحب فإذا أخفقت المرأة في ذلك خطر للرجل أن يفكر في البحث عن ذلك الحضن الذي أفتقده لدى زوجته.

وفي كل تلك المراحل، علينا أن ندعو جميعاً أن نكون أزواجاً طيبين نتحمل في سبيل أسرنا كل متاعب الحياة لينشأ أطفالنا في ظلال وارفة من الحب والمودّة والصفاء. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.