أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-4-2016
![]()
التاريخ: 2-5-2022
![]()
التاريخ: 9-06-2015
![]()
التاريخ: 21-12-2015
![]() |
{ إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ ... إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ }[يوسف/٤-٥]
قال الشيخ المفيد أدام الله عزه: كان يختلف إلي حدث من أولاد الأنصار ويتعلم الكلام فقال لي يوماً: اجتمعت البارحة مع الطبراني شيخ من الزيدية ، فقال لي: أنتم يا معشر الامامية حنبلية ، و أنتم تستهزؤون بالحنبلية ، فقلت له: وكيف ذلك؟ فقال: لأن الحنبلية تعتمد على المنامات وأنتم كذلك ، والحنبلية تدعى المعجزات لأكابرها وأنتم كذلك. والحنبلية ترى زيارة القبور ، والاعتكاف عندها ، وأنتم كذلك ، فلم يكن عندي جواب أرتضيه ، فما الجواب؟
قال الشيخ أدام الله عزه: فقلت له: أرجع إليه ، فقل له: قد عرضت ما ألقيته إلي على فلان ، فقال لي: قل له: إن كانت الامامية حنبلية بما وصفت أيها الشيخ ، فـالمسلمون بأجمعهم حنبلية ، والقرآن ناطق بصحة الحنبلية ، وصواب مذاهب أهلها ، وذلك أن الله تعالى يقول: { إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4) قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ }.
فأثبت الله جل اسمه المنام ، وجعل له تأويلا عرفه أولياؤه(عليهم السلام) ، وأثبتته الأنبياء ودانت به خلفاؤهم وأتباعهم من المؤمنين ، واعتمدوه في علم ما يكون وأجروه مجرى الخبر مع اليقظة وكالعيان له.
وقال سبحانه: { وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} [يوسف: 36] فنبأهم (عليه السلام) بتأويله ، وذلك على تحقيق منه لحكم المنام ، وكان سؤالهما له مع جهلهما بنبوته دليلاً على أن المنامات حق عندهم ، والتأويل لأكثرها صحيح إذا وافق معناها.
وقال عز اسمه: {وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ (43) قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ } [يوسف: 43-44] ثم فسرها يوسف (عليه السلام) وكان الأمر كما قال.
وقال تعالى في قصة إبراهيم و إسماعيل(عليهم السلام): {فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} [الصافات: 102].
فأثبتا (عليهما السلام) الرؤيا وأوجبا الحكم ولم يقل إسماعيل لأبيه: يـا أبت لا تسـفك برؤيا رأيتها ، فإن الرؤيا قد تكون من حديث النفس وأخلاط البدن وغلبة الطباع بعضها على بعض ، كما ذهبت إليه المعتزلة.
فقول الامامية في هذا الباب ما نطق به القرآن ، وقول هذا الشيخ هو : قول المـلأ مـن أصحاب الملك حين قالوا: { أضغاث أحلام} ، ومع ذلك ، فإنا لسنا نثبت الأحكـام الدينية من جهة المنامات ، وإنما نثبت من تأويلها ما جاء الأثر به عن ورثة الأنبياء (عليهم السلام).
فأما قولنا في المعجزات ، فهو كما قال الله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} [القصص: 7].
فضمن هذا القول تصحيح المنام ، إذا كان الوحي إليها في المنام ، وضمن المعجز لها لعلمها بما كان قبل كونه.
وقال سبحانه في قصة مريم(عليه السلام): {فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29) قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا } [مريم: 29 - 31]. فكان نطق المسيح (عليه السلام) معجزا لمريم (عليها السلام) إذا كان شاهداً ببراءة ساحتها. وأم موسى ومريم لم تكونا نبيين ولا مرسلين ولكنهما كانتا من عباد الله الصالحين. فعلى مذهب هذا الشيخ كتاب الله يصحح الحنبلية.
|
|
4 أسباب تجعلك تضيف الزنجبيل إلى طعامك.. تعرف عليها
|
|
|
|
|
أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في بريطانيا تستعد للانطلاق
|
|
|
|
|
العتبة العباسية المقدسة تبحث مع العتبة الحسينية المقدسة التنسيق المشترك لإقامة حفل تخرج طلبة الجامعات
|
|
|