أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-6-2022
1700
التاريخ: 18-8-2022
1345
التاريخ: 7-7-2021
2385
التاريخ: 26-1-2023
1267
|
إن مرحلة المراهقة تَتَّسِمُ - من الناحية العملية - بكثير من النقاط الغامضة، وما يزال الكثير من جوانبها غير معروف بدقة كافية، خاصة وأنهم ليسوا صغاراً ولا كباراً فهم يمرون بمرحلة انتقالية، وظروف حياتهم تختلف كلياً عن الأدوار السابقة واللاحقة.
إن مشكلتنا معهم - نحن المربين - هي مشكلة التضاد، فالدور الذي يعيشون فيه حافل بما لا يحصى من مواقف التضاد والتصادم، كما لو أن ثورة هائجة أو اعصاراً يعصف بداخل كل واحد منهم، فهناك تناحر متواصل بين الغرائز الطبيعية ومتطلبات الأخلاق، فعواطفه ثائرة ومتأججة، ومشاعره ملتهبة، ومزاجه متغير، ونفسيته متقلبة، وهذا الاضطراب لا يتماشى ولا ينسجم مع تفتحه الفكري، وكما يقول موريس ديبس:
هذا هو السبب الكامن وراء تقهقره في مرحلة أزمة التكليف.
تظهر في هذه المرحلة من العمر ميول حادة في تأنيب الضمير فينتج عن ذلك تغير في سلوكه وحركاته، وتكون اكثر عوامل الشقاء أو السعادة في الحياة ناتجة عن هذه الاضطرابات والانفعالات العاطفية، وذلك يعتمد على كيفية توجيهها وترويضها، وتعتبر هذه واحدة من المشاكل التي تعترض المربي.
كما تظهر في هذه المرحلة ردود فعل من المراهقين، تتمخض عنها أنماط سلوكية؛ مضادة للمجتمع، ومقرونة بالعدوانية والمواجهة السلبية، والسلوك الفوضوي، ومشاكل تتعلق بالدراسة والمدرسة، والكآبة، والقلق، والتوتر وهاجس الانتحار... الخ.
يلاحظ المتخصصون بروز ظاهرتين على المراهقين في هذه المرحلة من العمر، قد تمهد كل منهما الأرضية لحصول مخاطر نفسية وسلوكية لديهم، وفي الوقت نفسه تعتبر كل منهما عامل نضوج وتقدم، وبها يصون وجوده من الأخطار المحدقة به؛ وهاتان الظاهرتان هما:
١- الخوف: يبرز لدى المراهق الكثير من المخاوف في هذه المرحلة من العمر، وأهمها:
أ- المخاوف الصحية والبيئية؛ من قبيل الخوف من اختلال البدن، ونقص الأعضاء، والموت... الخ.
ب - المخاوف الجنسية؛ وسببها ظهور الصفات الجنسية الأقلية والثانوية، أو ظهور أي نقص في تلك الأعضاء والصفات...
ج- المخاوف المدرسية؛ كالخوف من عدم النجاح في الامتحان، والخوف من الواجبات المدرسية، والرسوب... .
د - المخاوف العائلية؛ نظير الخوف من موت الأبوين، أو إصابتهما بمرض، والنزاع، والشجار، والطلاق... الخ.
هـ - المخاوف الأخلاقية؛ كالخوف من الانحراف، وارتكاب الاخطاء، وعدم تطابق السلوك مع الأخلاق العامة.. الخ.
و - المخاوف الاقتصادية؛ كالخوف من الفقر، والبطالة، والكساد الاقتصادي، وعدم القدرة على توفير المستلزمات الأساسية في الحياة.
ز - الخوف من العلاقات الاجتماعية؛ كالتصادم مع المشاكسين، والمزاح، والشجار، والعراك... الخ.
إن هذه المخاوف - مع ما تحمله من أعراض - تمهد للكثير من أنواع اليقظة والانتباه، وقد تكون أيضاً سبباً للحذر، والوقاية من الحوادث... الخ، ووجودها ضروري الى حد ما، وتعد من متطلبات النضوج.
٢- الاضطراب: وهو الشعور بالخوف من خطر لم يأت بعد، أو هو سيادة وتسلط الخوف غير النابع عن أي مصدر أو عنصر، وعلى العموم، يمكن القول إن الاضطراب هو ذلك الخوف الضارب بجذوره في أعماق النفس، وهو غير مرئي في الظاهر.
إن التغييرات الحاصلة في دور المراهقة والبلوغ، وبروز الصفات الجنسية الثانوية على المراهق - كنمو قامته واجهزته الداخلية، وأعضائه الخارجية - تصيبه بنوع من الحيرة والذهول، وتخلق له في بعض الظروف قلقا واضطرابا يسلبه النوم والاستقرار، وهذه حقيقة نذعن بأنها تجعل الكثير من أبنائنا في مرحلة الطفولة والبلوغ عرضة لمشاعر الخوف والقلق، وهذه الحالة تكثر أيضاً عند الفتيات في بداية مرحلة البلوغ... حتى إنه تلاحظ عليهن ولأسباب شتى معالم الامراض السوداوية.
ان مخاطر هذه الاضطرابات كثيرة، ومنها تجلي السلوكية المتذبذبة والقلقة، والعصيان والتمرد والشذوذ الجنسي، والخلود للنوم، والرغبة في الاضطجاع وإهمال الدروس والواجبات المدرسية، وتقلب المزاج، وسرعة وفورة الغضب، واتخاذ القرارات العاجلة وغير المدروسة، ومن مخاطر هذه القلاقل والانفعالات: خطور فكرة الانتحار على أذهانهم أحياناً.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|