المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



المعلمون والمربّون في تعليم الاذكياء  
  
1190   10:29 صباحاً   التاريخ: 25/12/2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الأسرة وأطفال المدارس
الجزء والصفحة : ص261 ــ 263
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /

المعلّمون والمربّون لهم دور أساسي في رشد وتربية الأذكياء لا نستطيع أن نختار أي شخص لتعليم هؤلاء كما أن هؤلاء ينتخبون من بين أفراد المجتمع ويدرسون في مدرسة خاصة. يجب أن يكون معلميهم ومربيهم من المنتخبين أيضاً وحتى من الأفضل أن يكونوا من مجموعة الأذكياء والعباقرة.

هؤلاء يحتاجون إلى معلمين من ذوي الخبرة وفي الدرس والعمل يكونوا أصحاب رأي ويكونوا في المسائل العلمية والفنية محترفين، والمسامحة في هذا الأمر تسبب في وجود مشاكل تربوية عديدة. هؤلاء لهم شرائط وامكانات تحيّر المعلمين العاديين وتؤدي إلى غضبهم هذا الأمر ناتج من تدقيقاتهم التي لا تنتهي، وقوة تخيلهم طليقة غير مقيدة.

رعاية هؤلاء في الظروف العادية صعبة جداً، يحتاجون إلى معلم ذكي ومستعد حتى يستطيع أغناء هؤلاء ويوجههم بصورة جيدة ويستفيد من امكانات رشدهم بنحو مطلوب ولذلك حتى من الضروري أن يقضي معلموا هؤلاء دورات خاصة.

عملهم وجهدهم

يجب أن يهيّئ المعلمين والمربين برنامجاً خاصاً يشغل هؤلاء في البيت وخارجه. الآباء والأمهات أيضاً يجب أن يضعوا برنامجاً حسناً في هذا المجال ويخططوا له مسبقاً. ألعاباً ولعباً بنّاءة. وبالتأكيد أن تكون لعبهم من التي تحرك فكرهم وذهنهم.

نستطيع في بعض الأحيان أن نرتّب لهم برامج وبحوث لأجل تقوية وتربية استدلالهم وكذلك نستطيع أن نضع لهم برنامج للرسم لأجل تلطيف ذوقهم أو نعيّن لهم أعمالاً فنية هؤلاء لهم استعداد خارق في التصوير والتجسّم، لهم ولع كثير لمطالعة الكتب، ولهم رغبة كثيرة لجمع الأشياء. ويهوون الأعمال الفكرية و...

يجب أن نستفيد من هذه الظروف والامكانات المتاحة لأجل تشجيعهم على أعمالهم. يجب أن نضع ألعاباً فكرية تحت اختيارهم لا مكوكية حتى يستطيعوا الصنع، الايجاد، الخلق والأبداع بتناسب دركهم وفهمهم حتى من الضروري أن نتكلم مع هؤلاء بتناسب فهمهم وعقلهم ومواقفنا وتعاملنا مع هؤلاء، يجب أن يكون مغايراً لتعاملنا مع الآخرين.

أعمالهم الصبيانية

تحقيقات جامعة هارفارد حول المحققين بيّنت أننا أن عزلنا أعمالهم العبقرية فأنهم يشبهوون المجانين، بل يشبهونهم بالمجانين المقيّدين بالسلاسل (كناية عن الخطورة). ينسبون إليهم أعمالاً صبيانية حتى يمتنع الأطفال العاديين عن فعلها في بعض الأحيان أعمالهم عجيبة مثلاً كتبوا:

- كان جان جاك روسو يلتذّ بايذاء الآخرين.

- كان شكسبير يلتذّ من الغش والحيلة والخداع وكان يأخذ أبقار وشياه الجيران ويبيعها.

- كان نيوتن يلعب في اليوم ربع ساعة مع العنكبوت وفي النهاية يقطع أرجلها وأيديها ويأكلها. وكان يتوهّم أن هذا العمل يسبب في زيادة قوة ذهنه.

- اشتفن زوديك قتل نفسه وزوجته وكتب على ورقة: يا أيها الأصدقاء، في أمان الله نحن ذهبنا، لقد اختصرنا الطريق، هذا طريق يجب أن يعبره الجميع.

وبصورة عامة فان أشخاص مثل لمبروزو يقولون ان نبوغهم وجنونهم متعادلان، وكانوا يقولون أن اعمالهم برأي العاديين غير طبيعية، حتى في بعض الأحيان كانوا يصيرون مهرّجين ويُضحكون الناس وكانوا يعملون أعمالاً يمتنع عنها الأشخاص الآخرين. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.