المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

ِArticles
14-6-2021
الإدارة و البيئة
25-4-2016
Theta Operator
19-5-2018
EF-Hand Motif
28-4-2016
مصرع الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)
8-8-2017
السّماوات السّبع
13-11-2014


أهداف التربية  
  
1749   09:58 صباحاً   التاريخ: 7/12/2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الأسرة والطفل المشاكس
الجزء والصفحة : ص15ــ16
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-5-2017 2255
التاريخ: 20/11/2022 1100
التاريخ: 11-9-2016 2254
التاريخ: 10-3-2022 1706

يرمي كل نظام تربوي عادة إلى تحقيق هدف او عدة اهداف يمكن تلخيصها بشكل عام تحت عنوان سعادة الانسان. لكننا لو اردنا التوغل في اعماق الموضوع لقلنا بان هدف التربية هو ايجاد الانسان الحر، الطليق من كل قيود الذل والعبودية للآخرين، والمتحرر من اغلال الذنوب والانحرافات.

فنحن نستطيع من خلال التربية انشاء الشخصية المتميزة بحسن السلوك، وبالفضائل الانسانية، والنضج العقلي والعاطفي، والقادرة على اثبات وجودها في ميدان الحياة الفردية والاجتماعية، والمستعدة لقبول الضوابط والشروط الاجتماعية المقبولة. ونحن قادون ايضاً على صياغة شخصيته بالشكل الذي يتيح له نيل القيم الانسانية الرفيعة.

ونحن قادرون من خلال التربية على تحويل الشخص الذي يتصف عند ولادته بالصفات الحيوانية إلى انسان يجسد الدين وتعاليمه وتتجلى فيه القدوة والمثال والقيم والقواعد السليمة. وليكون عاجلاً أم آجلاً نافعاً لنفسه ولأسرته ويؤدي دوراً فعالاً في الحياة الاجتماعية.

نحن نسعى من خلال التربية إلى ايجاد الفرد الذي تتميز شخصيته بالسمو والتكامل، والذي يحترم حياته وحقوق مجتمعه ويقر الحريات الاساسية، ويفهم المسائل المتعلقة بالجانب الأساسي للسنن الحاكمة على العالم من تنازع وتكرار وتطابق.

واخيراً فان الفكرة الاساسية التي تهدف إليها التربية هي بناء الشخصية التي تجسد القيم والمثل العليا التى نصبو إليها.

ولا شك ان بلوغ هذا الهدف ليس متاحا امام الجميع، الا ان من يهتم بامر التربية لابد له من ان يضع مثل هذا المنهج نصب عينيه ليسير على هديه.

على طريق اختيار الهدف

مما لا شك فيه ان الواجب يحتم على المربين والوالدين تحديد الاهداف قبل القيام بأي اجراء على الصعيد التربوي، ليكونوا على بينة الغاية التي يريدون للطفل ان يبلغها من خلال التربية. فالذي يسير بلا هدف لا يبلغ الغاية بل ويضيع حصيلة عمره ولايجني ثمرة مساعيه.

ومن الطبيعي ان الجهود يجب ان تنصب على تحديد اهداف قيمة ونبيلة للتربية بحيث ينشأ الابناء على الحياة الكريمة ويتسمون برفعة الفكر وعلو الهمة. أما بشأن هذه الاهداف وكيف يتم اختيارها ومن اين؟ فالجواب هو انها تستقى من فلسفة الدين الذي يؤمنون به ويتمسكون بقيمه.

فبالنسبة لنا نحن المؤمنين بالاسلام، تنبع اهدافنا من الكتاب والسنة، كما اننا نستقي اهدافنا من مصادر أخرى، كالفطرة والعقل والتجارب. والدافع وراء هذا الاختيار هو اننا نعتبر مصدر الوحي اكثر صفاء، والمعطيات المتأتية منه أدعى للثقة، اضافة الى خلوه من الخداع والرياء، ولايؤدي - بطبيعة الحال - إلى ضياع جهود الانسان.

ومن الضروري في هذا المجال ان تكون لدينا معرفة كافية بالاسلام وفهم لمبادئه، وان نحدد القدوات التي نقتفي اثرها مع فهم لفلسفتها وغاياتها، وان تتكون لدينا رؤية عن ابعاده الاعتقادية ومواقفه ازاء مختلف القضايا والحوادث.   




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.