المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

ظهور التلفزيون
6-6-2021
الامر بعبادة الله
2024-09-02
هل هناك علاقة بين الإبداع والقيادة؟
2024-10-07
محمد مهدي بن بهاء الدين محمد صالح الفتوني (ت/1183هـ)
30-6-2016
Winifred Margaret Deans
11-10-2017
Germinal Pierre Dandelin
18-7-2016


أهمية الأخلاق في المجتمع  
  
1663   09:36 صباحاً   التاريخ: 23/11/2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الاسرة والمشاكل الأخلاقية للأطفال
الجزء والصفحة : ص15 ــ 17
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-12-17 926
التاريخ: 27-5-2022 2776
التاريخ: 22-10-2017 2597
التاريخ: 2023-09-20 2155

لقد عرّفوا الأخلاق بأنها عبارة عن مجموعة من الضوابط ذات المنشأ العقلي أو الالهي. الغرض منها ضمان الروابط الاجتماعية الصحيحة. وهذه الضوابط وضعت لبني البشر. والمجتمعات الانسانية وهي تتبع قواعد ومقررات معينة، ولا اظن ان مجتمعاً من المجتمعات يستطيع أن يستغني عن الاخلاق. لكن هناك اختلاف كبير في الضوابط الاجتماعية بين مجتمع وآخر. فكل قوم - وبغية نيل الخير والصلاح - أعدوا لهم مقررات وضوابط أخلاقية، وهذه المقررات تستمد تعاليمها من الأديان السماوية أو النظم الاجتماعية وأحياناً من الطرفين. وفي كل الأحوال فإن الآباء والأمهات والذين يتولّون التربية أخذوا على عاتقهم مسألة ايصال هذه التعليمات لأبنائهم أو لمن يتولّون تربيتهم. وبمعنى أصح ان هؤلاء تحملوا مسؤولية حمل هذه المبادئ لأبنائهم وتلامذتهم.

حول أهمية الأخلاق قالوا (إذا فقد القوم اخلاقهم فقد ماتوا).

ان الأخلاق من العوامل المهمة المودّية إلى الموفقية والنجاح حيث ان قسماً كبيراً من الصفات والخصال الانسانية وحفظ القيم يتمثل في الفضائل الأخلاقية. والأخلاق تمثل الاحساس لسمو وتثبيت شخصية المجتمعات الانسانية. وقيمة كل انسان تقاس بحسب ما يتمتع به من أخلاق حسنة.

وتتضح القيمة الوجودية للإنسان عندما تسلب منه الفضائل الأخلاقية.

فالمجتمعات التي تنحسر فيها الأخلاق، تأخذ الروابط بين افرادها طابعاً حيوانياً، ويكون فيها حق الحياة للقوي. حيث يقوم بالتعدي والتجاوز على الآخرين بأن يسلب القيمة الوجودية التي يتمتع بها الآخرين.

ان رسالات الأنبياء - وعلى رأسهم الرسول (صلى الله عليه وآله)، من حيث العظمة والمنزلة - جاءت لتكمل وتتمّم مكارم الأخلاق لدى البشر (انما بعثت لأتمّم مكارم الأخلاق)، وفي الحقيقة ان احياء مكارم الأخلاق لدى قوم يعني بعث وإحياء لهؤلاء القوم. وحري أن يطلق على هذه المهمة اسم الرسالة.

ضرورة نشر وتعميق الاخلاق

ان من أهم وظائف المشرفين على التربية هي نشر وترسيخ الأخلاق في المجتمع والعمل على تنميتها وتربية الجيل تربية صحيحة.

ولا بد للآباء والأمهات من تربية اطفالهم تربية صالحة وذلك لكي يقدموا أناساً صالحين لمجتمعهم. وتبدو هذه المسألة ضرورية. وذلك لأن الحياة الاجتماعية والانسانية تقتضي رعاية الأصول الأخلاقية. وبغير ذلك فان هناك حوادث ومآسي ستصيب الانسانية وسوف تتعرض العلاقات الاجتماعية لكثير من المخاطر كما يلاحظ ذلك جليا في بعض المجتمعات.

وربما يتصور البعض بأننا عندما نوفر الارضية لنمو العقل لدى الطفل فإن العقل يقوم بدور السيطرة والبناء التربوي لذلك الطفل وهنا نقول: ان العقل مهما بلغ من القدرة على التفكير يبقى يفتقر إلى الأخلاق، وأحياناً يكون مثل هؤلاء - الذين لم ينالوا قسطاً من التربية - يشكلون خطراً على المجتمع أكثر من غيرهم.

ان العقل يجب أن يخضع لضوابط فكرية والهية وإلى ملكات وفضائل أخلاقية منظمة لكي لا يكون سبباً للمآسي والويلات.

وكم هم الذين يتمتعون بعقل وعلم وافر وقد وظفوا ذلك في مسائل بعيدة عن الانسانية وسببوا الشرور والويلات والمآسي للبشرية. ولا نكلف أنفسنا في اثبات ما نقول. بل يكفينا أن ننظر نظرة عابرة واجمالية لما يمارسه الحكام المتسلطون على مقدرات الشعوب في العالم.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.