المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9093 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31



كرم الإمام الصادق (عليه السّلام) وجوده  
  
1766   02:59 صباحاً   التاريخ: 22/11/2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 8، ص26-28
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام جعفر بن محمد الصادق / مناقب الإمام الصادق (عليه السلام) /

لقد كان الإمام الصادق ( عليه السّلام ) من أندى الناس كفا ، وكان يجود بما عنده لإنعاش الفقراء والمحرومين ، وقد نقل الرواة بوادر كثيرة من كرمه ، كان من بينها ما يلي :

1 - دخل عليه أشجع السلمي فوجده عليلا ، وبادر أشجع فسأل عن سبب علّته ، فقال ( عليه السّلام ) : تعدّ عن العلة ، واذكر ما جئت له فقال :

ألبسك اللّه منه عافية * في نومك المعتري وفي أرقك

يخرج من جسمك السقام * كما أخرج ذل السؤال من عنقك

وعرف الإمام حاجته فقال لغلامه : أي شيء معك ؟ فقال : أربعمائة . فأمره بإعطائها له[1]  .

2 - ودخل عليه المفضل بن رمانة وكان من ثقات أصحابه ورواته فشكا إليه ضعف حاله ، وسأله الدعاء ، فقال ( عليه السّلام ) لجاريته : هات الكيس الذي وصلنا به أبو جعفر ، فجاءته به ، فقال له : هذا كيس فيه أربعمائة دينار فاستعن به ، فقال المفضل :

لا واللّه جعلت فداك ما أردت هذا ، ولكن أردت الدعاء ، فقال ( عليه السّلام ) : لا أدع الدعاء لك[2].

3 - سأله فقير فأعطاه أربعمائة درهم ، فأخذها الفقير ، وذهب شاكرا ، فقال ( عليه السّلام ) لخادمه : ارجعه ، فقال الخادم : سئلت فأعطيت ، فما ذا بعد العطاء ؟

قال ( عليه السّلام ) : قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) : « خير الصدقة ما أبقت غنى » ، وإنّا لم نغنه ، فخذ هذا الخاتم فاعطه فقد أعطيت فيه عشرة آلاف درهم ، فإذا احتاج فليبعه بهذه القيمة[3].

4 - ومن بوادر جوده وسخائه وحبه للبر والمعروف أنه كانت له ضيعة قرب المدينة تسمى ( عين زياد ) ، فيها نخل كثير ، فإذا نضج التمر أمر الوكلاء أن يثلموا في حيطانها الثلم ، ليدخل الناس ويأكلوا من التمر[4].

وكان يأمر لجيران الضيعة الذين لا يقدرون على المجيء كالشيخ والعجوز والمريض لكل واحد منهم بمدّ من التمر ، وما بقي منهم يأمر بحمله إلى المدينة فيفرّق أكثره على الضعفاء والمستحقين ، وكانت قيمة التمر الذي تنتجه الضيعة أربعة آلاف دينار ، فكان ينفق ثلاثة آلاف منها ، ويبقى له ألف[5].

5 - ومن بوادر كرمه أنه كان يطعم ويكسو حتّى لم يبق لعياله شيء من كسوة أو طعام[6].

ومن كرمه أنه مرّ به رجل ، وكان ( عليه السّلام ) يتغدّى ، فلم يسلّم الرجل فدعاه الإمام إلى تناول الطعام ، فأنكر عليه بعض الحاضرين ، وقال له : السنة أن يسلم ثم يدعى ، وقد ترك السلام على عمد . . . فقابله الإمام ( عليه السّلام ) ببسمات مليئة بالبشر وقال له : هذا فقه عراقي ، فيه بخل . . .[7].

صدقاته في السرّ :

أما الصدقات في السر فإنها من أفضل الأعمال وأحبها للّه لأنها من الأعمال الخالصة التي لا يشوبها أي غرض من أغراض الدنيا ، وقد ندب إليها أئمة أهل البيت ( عليهم السّلام ) ، كما أنها كانت منهجا لهم ، فكل واحد منهم كان يعول جماعة من الفقراء وهم لا يعرفونه . وكان الإمام الصادق ( عليه السّلام ) يقوم في غلس الليل البهيم فيأخذ جرابا فيه الخبز واللحم والدراهم فيحمله على عاتقه ويذهب به إلى أهل الحاجة من فقراء المدينة فيقسمه فيهم ، وهم لا يعرفونه ، وما عرفوه حتّى مضى إلى اللّه تعالى فافتقدوا تلك الصلات فعلموا أنها منه[8].

ومن صلاته السرية ما رواه إسماعيل بن جابر قائلا : أعطاني أبو عبد اللّه ( عليه السّلام ) خمسين دينارا في صرة ، وقال لي : « ادفعها إلى شخص من بني هاشم ، ولا تعلمه أني أعطيتك شيئا » ، فأتيته ودفعتها إليه فقال لي : من أين هذه ؟

فأخبرته أنها من شخص لا يقبل أن تعرفه ، فقال العلوي : ما يزال هذا الرجل كل حين يبعث بمثل هذا المال ، فنعيش بها إلى قابل ، ولكن لا يصلني جعفر بدرهم مع كثرة ماله[9].

تكريمه للضيوف :

ومن بوادر كرمه وسخائه حبه للضيوف وتكريمه لهم ، وقد كان يشرف على خدمة ضيوفه بنفسه ، كما كان يأتيهم بأشهى الطعام وألذّه ، وأوفره ، ويكرر عليهم القول وقت الأكل : « أشدكم حبّا لنا أكثركم أكلا عندنا . . . » .

وكان يأمر في كل يوم بوضع عشر ثبنات[10] من الطعام يتغدى على كل ثبنة عشرة[11].

 

[1] أمالي الطوسي : 1 / 287 ، مناقب آل أبي طالب : 4 / 296 .

[2] اختيار معرفة الرجال للكشي : 2 / 422 ح 322 ترجمة مفضل بن قيس بن رمانة .

[3] الإمام جعفر الصادق ، أحمد مغنية : 47 .

[4] لإمام جعفر الصادق : 47 .

[5] المصدر السابق .

[6] تأريخ الإسلام : 6 / 45 ، مرآة الزمان : 6 / 160 ، تهذيب الكمال : 5 / 87 .

[7] حياة الإمام الصادق ( عليه السّلام ) : 1 / 64 عن نثر الدرر .

[8] الإمام جعفر الصادق : 47 .

[9] مجموعة ورام : 2 / 82 .

[10] الثبنات : مفردها ثبنة وهي الوعاء الذي يوضع فيه الطعام .

[11] الإمام جعفر الصادق : 46




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.