أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-04-2015
4864
التاريخ: 17-04-2015
3549
التاريخ: 17-04-2015
4796
التاريخ: 16-10-2015
5385
|
لقد كان الإمام الصادق ( عليه السّلام ) من أندى الناس كفا ، وكان يجود بما عنده لإنعاش الفقراء والمحرومين ، وقد نقل الرواة بوادر كثيرة من كرمه ، كان من بينها ما يلي :
1 - دخل عليه أشجع السلمي فوجده عليلا ، وبادر أشجع فسأل عن سبب علّته ، فقال ( عليه السّلام ) : تعدّ عن العلة ، واذكر ما جئت له فقال :
ألبسك اللّه منه عافية * في نومك المعتري وفي أرقك
يخرج من جسمك السقام * كما أخرج ذل السؤال من عنقك
وعرف الإمام حاجته فقال لغلامه : أي شيء معك ؟ فقال : أربعمائة . فأمره بإعطائها له[1] .
2 - ودخل عليه المفضل بن رمانة وكان من ثقات أصحابه ورواته فشكا إليه ضعف حاله ، وسأله الدعاء ، فقال ( عليه السّلام ) لجاريته : هات الكيس الذي وصلنا به أبو جعفر ، فجاءته به ، فقال له : هذا كيس فيه أربعمائة دينار فاستعن به ، فقال المفضل :
لا واللّه جعلت فداك ما أردت هذا ، ولكن أردت الدعاء ، فقال ( عليه السّلام ) : لا أدع الدعاء لك[2].
3 - سأله فقير فأعطاه أربعمائة درهم ، فأخذها الفقير ، وذهب شاكرا ، فقال ( عليه السّلام ) لخادمه : ارجعه ، فقال الخادم : سئلت فأعطيت ، فما ذا بعد العطاء ؟
قال ( عليه السّلام ) : قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) : « خير الصدقة ما أبقت غنى » ، وإنّا لم نغنه ، فخذ هذا الخاتم فاعطه فقد أعطيت فيه عشرة آلاف درهم ، فإذا احتاج فليبعه بهذه القيمة[3].
4 - ومن بوادر جوده وسخائه وحبه للبر والمعروف أنه كانت له ضيعة قرب المدينة تسمى ( عين زياد ) ، فيها نخل كثير ، فإذا نضج التمر أمر الوكلاء أن يثلموا في حيطانها الثلم ، ليدخل الناس ويأكلوا من التمر[4].
وكان يأمر لجيران الضيعة الذين لا يقدرون على المجيء كالشيخ والعجوز والمريض لكل واحد منهم بمدّ من التمر ، وما بقي منهم يأمر بحمله إلى المدينة فيفرّق أكثره على الضعفاء والمستحقين ، وكانت قيمة التمر الذي تنتجه الضيعة أربعة آلاف دينار ، فكان ينفق ثلاثة آلاف منها ، ويبقى له ألف[5].
5 - ومن بوادر كرمه أنه كان يطعم ويكسو حتّى لم يبق لعياله شيء من كسوة أو طعام[6].
ومن كرمه أنه مرّ به رجل ، وكان ( عليه السّلام ) يتغدّى ، فلم يسلّم الرجل فدعاه الإمام إلى تناول الطعام ، فأنكر عليه بعض الحاضرين ، وقال له : السنة أن يسلم ثم يدعى ، وقد ترك السلام على عمد . . . فقابله الإمام ( عليه السّلام ) ببسمات مليئة بالبشر وقال له : هذا فقه عراقي ، فيه بخل . . .[7].
صدقاته في السرّ :
أما الصدقات في السر فإنها من أفضل الأعمال وأحبها للّه لأنها من الأعمال الخالصة التي لا يشوبها أي غرض من أغراض الدنيا ، وقد ندب إليها أئمة أهل البيت ( عليهم السّلام ) ، كما أنها كانت منهجا لهم ، فكل واحد منهم كان يعول جماعة من الفقراء وهم لا يعرفونه . وكان الإمام الصادق ( عليه السّلام ) يقوم في غلس الليل البهيم فيأخذ جرابا فيه الخبز واللحم والدراهم فيحمله على عاتقه ويذهب به إلى أهل الحاجة من فقراء المدينة فيقسمه فيهم ، وهم لا يعرفونه ، وما عرفوه حتّى مضى إلى اللّه تعالى فافتقدوا تلك الصلات فعلموا أنها منه[8].
ومن صلاته السرية ما رواه إسماعيل بن جابر قائلا : أعطاني أبو عبد اللّه ( عليه السّلام ) خمسين دينارا في صرة ، وقال لي : « ادفعها إلى شخص من بني هاشم ، ولا تعلمه أني أعطيتك شيئا » ، فأتيته ودفعتها إليه فقال لي : من أين هذه ؟
فأخبرته أنها من شخص لا يقبل أن تعرفه ، فقال العلوي : ما يزال هذا الرجل كل حين يبعث بمثل هذا المال ، فنعيش بها إلى قابل ، ولكن لا يصلني جعفر بدرهم مع كثرة ماله[9].
تكريمه للضيوف :
ومن بوادر كرمه وسخائه حبه للضيوف وتكريمه لهم ، وقد كان يشرف على خدمة ضيوفه بنفسه ، كما كان يأتيهم بأشهى الطعام وألذّه ، وأوفره ، ويكرر عليهم القول وقت الأكل : « أشدكم حبّا لنا أكثركم أكلا عندنا . . . » .
وكان يأمر في كل يوم بوضع عشر ثبنات[10] من الطعام يتغدى على كل ثبنة عشرة[11].
[1] أمالي الطوسي : 1 / 287 ، مناقب آل أبي طالب : 4 / 296 .
[2] اختيار معرفة الرجال للكشي : 2 / 422 ح 322 ترجمة مفضل بن قيس بن رمانة .
[3] الإمام جعفر الصادق ، أحمد مغنية : 47 .
[4] لإمام جعفر الصادق : 47 .
[5] المصدر السابق .
[6] تأريخ الإسلام : 6 / 45 ، مرآة الزمان : 6 / 160 ، تهذيب الكمال : 5 / 87 .
[7] حياة الإمام الصادق ( عليه السّلام ) : 1 / 64 عن نثر الدرر .
[8] الإمام جعفر الصادق : 47 .
[9] مجموعة ورام : 2 / 82 .
[10] الثبنات : مفردها ثبنة وهي الوعاء الذي يوضع فيه الطعام .
[11] الإمام جعفر الصادق : 46
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|