المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



الإمام جعفر بن محمّد الصادق ( عليه السّلام ) في سطور  
  
1839   05:23 مساءً   التاريخ: 21/11/2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 8، ص17-20
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام جعفر بن محمد الصادق / قضايا عامة /

الإمام جعفر بن محمّد الصادق ( عليه السّلام ) سادس الأئمة الأطهار من أهل البيت المعصومين الذين نص الرسول ( صلّى اللّه عليه وآله ) على خلافتهم من بعده .

ولد في سنة ( 83 ه ) وترعرع في ظلال جدّه زين العابدين وأبيه محمّد الباقر ( عليهم السّلام ) وعنهما أخذ علوم الشريعة ومعارف الإسلام . فهو يشكّل مع آبائه الطاهرين حلقات نورية متواصلة لا يفصل بينها غريب أو مجهول ، حتّى تصل إلى رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) ، لذا فهو يغترف من معين الوحي ومنبع الحكمة الإلهية .

وبهذا تميزت مدرسة أهل البيت التي أشاد بناءها الأئمة الأطهار ولا سيما الإمام الباقر والإمام الصادق ( عليهما السّلام ) فهي مدرسة الرسالة المحمّدية التي حفظت لنا أصالة الإسلام ونقاءه .

وهكذا تبوّأ الإمام الصادق مركز الإمامة الشرعية بعد آبائه الكرام وبرز إلى قمّة العلم والمعرفة في عصره مرموقا مهابا فطأطأت له رؤوس العلماء اجلالا وإكبارا حتّى عصرنا هذا .

لقد كان عامة المسلمين وعلماؤهم يرون جعفر بن محمّد ( عليه السّلام ) سليل النبوّة وعميد أهل البيت الذين أذهب اللّه عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيرا .

فهو الرمز الشرعي للمعارضة التي قادها أهل بيت الوحي ( عليهم السّلام ) ضد الظلم والطغيان الأموي والعبّاسي معا .

كما كان العلماء يرونه بحرا زاخرا وإماما لا ينازعه أحد في العلم والمعرفة وأستاذا فذا في جميع العلوم التي عرفها أهل عصره والتي لم يعرفوها آنذاك .

لقد عايش الإمام الصادق ( عليه السّلام ) الحكم الأموي مدة تقارب ( أربعة ) عقود وشاهد الظلم والارهاب والقسوة التي كانت لبني أمية ضد الأمة الإسلامية بشكل عام وضد أهل بيت الرسول ( صلّى اللّه عليه وآله ) وشيعتهم بشكل خاص .

وكان من الطبيعي - بعد ثورة الإمام الحسين ( عليه السّلام ) - أن يكون آل البيت هم الطليعة والقيادة المحبوبة لدى الجماهير المسلمة ، ومن هنا بدأت فصائل العبّاسيين تتحرك باسم أهل البيت وتدعو إلى الرضا من آل محمّد ( صلّى اللّه عليه وآله ) وخلافة ذرية فاطمة بنت رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) .

لقد انسحب الإمام الصادق ( عليه السّلام ) من المواجهة المكشوفة ولم تنطل عليه الشعارات التي كان يستخدمها بنو العباس للوصول إلى الحكم بعد سقوط بني أمية بعد أن ازداد ظلمهم وعتوهم وارهابهم وتعاظمت نقمة الأمة عليهم .

لقد سقط سلطان بني أمية سنة ( 132 ه ) ، ثمّ آلت الخلافة إلى بني العباس فعاصر حكم أبي العباس السفّاح وشطرا من حكم المنصور الدوانيقي بما يقرب من عشر سنوات .

لقد انصرف الإمام الصادق ( عليه السّلام ) عن الصراع السياسي المكشوف إلى بناء الأمة الاسلامية علميا وفكريا وعقائديا وأخلاقيا ، بناءا يضمن سلامة الخط الاسلامي على المدى البعيد بالرغم من استمرار الانحرافات السياسية والفكرية في أوساط المجتمع الاسلامي .

لقد انتشرت الفرق الاسلامية كالمعتزلة والأشاعرة والخوارج والكيسانية والزيدية في عصره واشتد الصراع بينها ، كما بدأت الزندقة تستفحل وتخترق أجواء المجتمع الاسلامي فتصدى الإمام الصادق ( عليه السّلام ) للردّ على الملاحدة من جهة وتصدى لمحاكمة الفرق المنحرفة من جهة أخرى .

لقد اهتمّ الإمام ( عليه السّلام ) ببناء الجماعة الصالحة التي تتحمّل مسؤولية تجذير خط أهل البيت في الأمة الاسلامية إلى جانب اهتمامه ببناء جامعة أهل البيت الاسلامية وتخريج العلماء في مختلف فنون المعرفة ولا سيما علماء الشريعة الذين يضمنون للأمة سلامة مسيرتها على مدى المستقبل القريب والبعيد ويزرعون بذور الثورة ضد الطغيان .

ولم يغفل الإمام ( عليه السّلام ) عن تقوية الخط الثوري والجهادي في أوساط الأمة من خلال تأييده لمثل ثورة عمه زيد بن علي بن الحسين ( عليهما السّلام ) ومن تلاه من ثوار البيت العلوي الكرام .

ولم يكن الإمام الصادق ( عليه السّلام ) ليسلم من هذه المحنة - محنة الثورة على الظلم العباسي - فقد كان المنصور يطارده الخوف من الإمام الصادق ( عليه السّلام ) ويتصور أنّه اليد التي تحرّك كل ثورة ضد حكمه ، ممّا أدّى إلى استدعائه إلى العراق أربع مرات وضيّق عليه وأجرى عليه محاكمة يجل الإمام عن مثلها ليشعره بالرقابة والمتابعة ثمّ خلّى سبيله .

بل قد ذكرت بعض المصادر أن المنصور قد نوى قتله أكثر من مرّة الا أن اللّه سبحانه حال بينه وبين ما أراد .

وهكذا عاش الإمام الصادق ( عليه السّلام ) الفترة الأخيرة من حياته - وبعد أن استقرّت دعائم الحكم العباسي - حياة الاضطراب والارهاب ، وفي جوّ مشحون بالعداء والملاحقة ، إلّا انه استطاع أن يؤدي رسالته بحكمة وحنكة وقوّة عزم ويفجّر ينابيع العلم والمعرفة ويبني الأمة الاسلامية من داخلها ويربّي العلماء والفقهاء الامناء على حلاله وحرامه ويشيد بناء شيعة أهل البيت الذين يمثّلون الجماعة الصالحة التي عليها تتكئ دعائم الخطّ النبوي لتحقيق مهامّه الرسالية بعد أن عصفت الرياح الجاهلية بالرسالة الخاتمة وتصدّى لقيادة الأمة رجال لم يكونوا مؤهلين لذلك .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.