المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



الإمام الباقر ( عليه السّلام ) والعلاقات في نظام الجماعة الصالحة  
  
1688   07:48 مساءً   التاريخ: 19/11/2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 7، ص169-174
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الباقر / قضايا عامة /

الجماعة الصالحة لها قيادة وطليعة وقاعدة ترتبط فيما بينها بعلاقات تحددّها المفاهيم والقيم الحاكمة على جميع الافراد ومن مختلف المستويات .

ولكل من مراتب الجماعة علاقات مع الجماعات الأخرى تحدّدها الأهداف والمصالح المشتركة ضمن الأفق الأرحب والمصير الأكبر .

وتربطها علاقات مع اتباع الأديان الأخرى من المعاهدين وأهل الذمة .

1 - العلاقات داخل الجماعة الصالحة

أ - العلاقة بين القيادة والطليعة : القيادة تتمثل في الإمام المعصوم ( عليه السّلام ) الذي يشرف على بناء وتوجيه الجماعة الصالحة ، وتنظيم شؤونها المختلفة ، وهو المرجع في إصدار الأوامر واتخاذ الخطط والقرارات .

وبما ان الجماعة الصالحة لها امتداد في جميع البلدان والأمصار ، لذا فإنّ العلاقة بين أفرادها وبين الإمام ( عليه السّلام ) تكون عن طريق الطليعة الواعية المخلصة والتي تتمثل بالوكلاء ، وهم المقربون من الإمام ( عليه السّلام ) والمختصون به ، وهم بدورهم يشرفون على باقي افراد الجماعة .

وقد كان الإمام ( عليه السّلام ) يخصص كثيرا من وقته لتوجيه الطليعة وارشادها عن طريق اللقاءات المباشرة اليومية ، واللقاءات الدورية ، وعن طريق المراسلات .

ب - العلاقة بين القيادة والقاعدة : كانت للإمام ( عليه السّلام ) علاقات مباشرة وغير مباشرة مع قواعده في المدينة ، وفي مختلف الأمصار ، وكان أهل المدينة وغيرهم يلتقون به ويزورونه ، وكان يقوم ( عليه السّلام ) بزيارتهم والالتقاء بهم ، أما المقيمون في بلدان أخرى فكانوا يلتقون به في موسم الحج وغيره ، وكان ( عليه السّلام ) يراسل بعضهم ، لتدوم العلاقة بينه وبينهم ، وقد رسم لهم منهاجا في العلاقات ، وجعل عليهم أن يزوروه ، حين قال ( عليه السّلام ) : « إنّما امر الناس أن يأتوا هذه الأحجار ، فيطوفوا بها ، ثم يأتونا فيخبرونا بولايتهم ويعرضوا علينا نصرهم »[1].

وقال أيضا : « تمام الحج لقاء الإمام »[2].

وكانت العلاقة مستمرة بين الإمام ( عليه السّلام ) والقاعدة عن طريق الطليعة ( الوكلاء ) ، وعن طريق المراسلة .

ج - العلاقة بين الافراد : حث الإمام ( عليه السّلام ) على إدامة العلاقة بين افراد الجماعة الصالحة ، وقال : « تزاوروا في بيوتكم ، فإن ذلك حياة لأمرنا ، رحم اللّه عبدا أحيى أمرنا »[3].

ونهى ( عليه السّلام ) عن المقاطعة والهجران فقال : « ما من مؤمنين اهتجرا فوق ثلاث إلّا وبرئت منهما في الثالثة » ، فقيل له : يا ابن رسول اللّه هذا حال الظالم ، فما بال المظلوم ؟ فقال ( عليه السّلام ) : « ما بال المظلوم لا يصير إلى الظالم ؟ فيقول : أنا الظالم حتى يصطلحا »[4].

أسس العلاقات الداخلية

أ - طاعة الإمام ( عليه السّلام ) : الإمام المعصوم هو القائد الربّاني للجماعة الصالحة ، وهو المشرف على جميع شؤونها ، وان جميع البرامج والخطط لا يمكن تحقيقها بالصورة المشروعة إلّا بالرجوع اليه وامتثال أوامره والاخلاص له في النصيحة ، وقد روى الإمام الباقر ( عليه السّلام ) عن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) انّه قال : « ما نظر اللّه عزّ وجلّ إلى وليّ له يجهد نفسه بالطاعة لإمامه والنصيحة إلّا كان معنا في الرفيق الاعلى »[5].

ب - قاعدة الحب في اللّه والبغض في اللّه : وروى الإمام الباقر ( عليه السّلام ) عن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) أنّه قال : « ودّ المؤمن للمؤمن في اللّه من أعظم شعب الإيمان ، ومن أحبّ في اللّه ، وأبغض في اللّه ، وأعطى في اللّه ، ومنع في اللّه فهو من أصفياء اللّه »[6].

ج - اخلاص المودّة : إن الحب والمودة هي أساس العلاقات داخل الجماعة الصالحة ؛ لذا قال ( عليه السّلام ) : « واخلص مودتك للمؤمن »[7].

د - الايثار من أجل حقوق الاخوان : قال ( عليه السّلام ) : « أشرف أخلاق الأئمة والفاضلين من شيعتنا استعمال التقية وأخذ النفس بحقوق الاخوان »[8].

ه - التكافل الاجتماعي

و - التناصر والتآزر

ز - إدامة العلاقة : قال ( عليه السّلام ) : « ثلاثة من مكارم الدنيا والآخرة : أن تعفو عمّن ظلمك ، وتصل من قطعك ، وتحلم إذا جهل عليك »[9].

وقال ( عليه السّلام ) : « ان المؤمن أخ المؤمن لا يشتمه ولا يحرمه ولا يسيء به الظن »[10].

2 - العلاقات مع الجماعات الإسلامية الأخرى

1 - إنّ التعايش والانفتاح مع عامة المسلمين وجمهورهم الذين ليس لهم عداء لأهل البيت ( عليهم السّلام ) - وإن كانوا لا يرون لهم حق الولاية والإمامة - هو من سيرة الإمام ( عليه السّلام ) وقد كانت للجماعة الصالحة علاقات واسعة مع جماعات عديدة من المسلمين .

2 - العلاقة السلبية مع أعداء أهل البيت ( عليهم السّلام ) : إنّ المقاطعة هي السمة الغالبة للعلاقات مع من نصب العداء لأهل البيت ( عليهم السّلام ) ، ويلحق بها مقاطعة أصحاب البدع ، والغلاة ، وأعوان النظام الجائر ممّن أبغض أهل البيت ( عليهم السّلام ) .

ودرجة المقاطعة تتحكم بها الظروف عادة ، فإذا كانت الظروف غير مؤاتية فالمصانعة هي العلاقة المختارة ، فقد قال ( عليه السّلام ) : « صانع المنافق بلسانك »[11].

3 - إنّ المشاركة في النشاطات العامة التي فيها مصلحة للاسلام ومصلحة الجماعة الصالحة هي أمر مطلوب ومحمود ولا يضرّ بالانتماء لأهل البيت ( عليهم السّلام ) .

3 - العلاقة مع أهل الذمة

رسم الإمام ( عليه السّلام ) منهجا لعلاقة الجماعة الصالحة مع أهل الذمّة ، على أساس المعايشة وعدم الاعتداء ، قال ( عليه السّلام ) : « . . . فإذا قبلوا الجزية على أنفسهم حرم علينا سبيهم ، وحرمت أموالهم وحلّت لنا مناكحهم »[12].

وقال ( عليه السّلام ) : « ما من رجل أمن رجلا على ذمة ثم قتله إلّا جاء يوم القيامة يحمل لواء الغدر »[13].

وحرّم ( عليه السّلام ) الاعتداء على أموالهم وممتلكاتهم بغصب أو سرقة أو غش[14].

وأوصى باحترام احكامهم الفقهية والمدينة وأحكام القضاء والمواريث ، وان كانت مخالفة للشريعة الإسلامية[15].

4 - العلاقة مع الكفّار

إنّ العلاقة مع الكفّار قائمة على أساس قاعدة البراءة ، وهي المفاصلة بين الإسلام والكفر ، فلا تجوز المعاونة لهم بأي لون ، ويحرم إسنادهم بأي شكل من أشكال الإسناد .

والبراءة تستدعي المقاومة بل المواجهة معهم أحيانا ، ولذا كان ( عليه السّلام ) يشجع على بيع السلاح لمن يحارب به الكفّار وان كان مخالفا أو معاديا لأهل البيت ( عليهم السّلام ) وللجماعة الصالحة ؛ فإنّ هذا العمل في رأي الإمام ( عليه السّلام ) يتم به دفع العدو المشترك ، وإبعاد خطره الذي يهدّد الكيان الاسلامي .

 


[1] الكافي : 4 / 549 .

[2] المصدر السابق .

[3] الخصال : 1 / 22 .

[4] المصدر السابق : 1 / 183 .

[5] الكافي : 1 / 404 .

[6] المحاسن : 263 .

[7] تحف العقول : 213 .

[8] جامع الأخبار : 252 .

[9] تحف العقول : 214 .

[10] المصدر السابق : 216 .

[11] المصدر السابق : 213 .

[12] تحف العقول : 210 ، والمعروف عند علماء مدرسة أهل البيت ( عليهم السّلام ) أن النكاح الجائز مع أهل الذمّة هو النكاح المؤقت فحسب .

[13] الكافي : 5 / 31 .

[14] المصدر السابق : 5 / 568 .

[15] وسائل الشيعة : 26 : 319 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.