أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-5-2022
2083
التاريخ: 21-1-2022
1687
التاريخ: 19-5-2022
1807
التاريخ: 24-12-2021
1489
|
التطور التاريخي للعلاقة بين الجغرافيا والسياسة:
والارتباط الوثيق بين الجغرافيا، والسلوك السياسي للأفراد والمجتمعات قدیم، ربما قدم المجتمعات انفسها. فقد كتب افلاطون (۲۸-۳۳۸ ق. م) في كتاب (القوانين) عن الحجم والشكل الأمثل للدولة ، والذي يمكن ان يحقق أقصى قوة لها. ویری ارسطو أن الدولة القوية هي التي يزداد عدد سكانها، والمساحة المثلى هي التي توفر الاكتفاء الذاتي. وان الحجم المثالي للدول هو الذي يساعد على الدفاع عنها، ويسهل عملية انتقال الجند من مكان لآخر، ومن اقليم لأخر. وقد ربط ارسطو ابضا بين الموقع الجغرافي للدولة، وقوتها العسكرية، فوقوع الدولة على المنافذ البحرية يسهل اتصالها بالعالم الخارجي، ويعزز مكانتها. وقد عد ارسطو العلاقة بين طبيعة المناخ، والقدرات العقلية والجسدية للجند علاقة حتمية. ويری ارسطو ان سكان أوروبا الشمالية ذات المناخ البارد يتمتعون بشجاعة قوية، وقدرات عقلية متواضعة، في حين يتمتع الاسيويون بقدرات عقلية كبيرة، ولكنهم يفتقرون الى الشجاعة. وهذا يعود إلى المؤثرات المناخية حسب تفسيرات ارسطو. ويعتقد ارسطو أن المناخ المعتدل الذي يسود في المناطق التي تفصل بين اوروبا الشمالية، وأسيا هو المناخ الامثل القادر، على منح الشجاعة والذكاء معا.
وقد أسهم العرب ومن خلال العالم ابن خلدون في تحليل ودراسة العلاقة بين النظم والمؤسسات والسلوك السياسي للدول، و المجموعات السياسية من جهة، والمظاهر الجغرافية من جهة أخرى. فقد كتب ابن خلدون عن القبيلة كقوة سياسية وعسكرية. وربط مدى قوة الدول بعوامل جغرافية طبيعية، وبشرية. وقد استخدم كثير من العلماء افكار ابن خلدون في الوصول الى نظريات تتعلق بالعوامل الجغرافية للوحدة (عناصر الجذب) وعوامل الفرقة (عناصر الطرد ). وكان ابن خلدون من السباقين لإظهار الطبيعية الدائرية لحياة الدول، بحيث تبدأ الدول في مرحلة الطفولة ثم الشباب، والشيخوخة . وقد استفاد علماء محدثون من أمثال صموئيل فان فالکنبر Samuel Va Valkenburg، وجورج مودلشکي George Modelski من ملاحظات ابن خلدون وصاغوا نظرية الطبيعة الدائرية لوجود الدول Cyclical Nature of) State Existence) وقد تميز الطبيب الانجليزي ذو الحس ألجغرافي وليم بيتي (William Petty) (1624- 1787) في الكتابة عن العلاقة بين الظواهر الجغرافية والأحداث، والتصرفات السياسية. ونتيجة لدراساته، خرج بيتي بنظرية مفادها، انه على الرغم من أن الحجم الأمثل للدولة تحدده عوامل، واسس جغرافية طبيعية وبشرية، الا أن حجم الدولة يجب ألا يكون كبيرا بحيث تزداد المسافة بين اجزاء الدولة الداخلية، والمنافذ البحرية ذات الاهمية الاقتصادية والعسكرية. وشده بيتي على أهمية المظاهر الجغرافية الجبلية، والمستنقعات والسبخات كمظاهر طبيعية تساعد في الدفاع عن الدولة. وعد ان حجم الدولة الذي يوفر كثافة سكانية مناسبة (التي لا تترك مساحات شاسعة خالية من السكان) ويسمح لسكانها باستغلال مصادرها الطبيعية، هو الحجم الذي على الدول أن تسعى الى تحقيقه ونبه الفيلسوف الفرنسي مونتسكيو Motesque) (1689- 1755) إلى أهمية العناصر الطبيعية، كالمناخ وطبيعة السطح الجغرافي (الطبوغرافيا ) في تعزيز قوة الدول، الا ان تلك العوامل تلي من حيث الاهمية العوامل البشرية، والكفاءات السكانية الاقتصادية، والثقافية، وهي ما اطلق عليها اسم الروح العامة للسكان.
وعلى الرغم من ان الباحث الفرنسي تـورجـوت(Turgot)(1727- 1781) كان اول من استخدم مصطلح الجغرافيا السياسية، وآمن بان سياسية الدول يجب ان تعتمد على أسس ومرتكزات جـغـرافـيـة، الا ان الالماني فردريك راتزل (Friedrich Ratzel) (1844-1904) يعد بحق مؤسس الجغرافيا السيـاسـيـة (Politsche Geographi). فقد كتب را تزل عـام ۱۸۹۸ اول كتاب في الجغرافيا السياسية . وقد تأثر راتزل بأفكار داروين ونظريته المتعلقة بأصل الانواع، وصراع الكائنات الحية من اجل البقاء، فشبه الدولة بالكائن الحي الذي يمر في دورة الحياة. وكما يتصارع الاحياء على الغذاء من اجل البقاء فان الدول تتصارع من اجل السيطرة على الاقاليم السياسية، واستغلال المصادر الطبيعية. وقد آمن راتزل بان الدول تمر في حياتها بمراحل تبدأ فيها كدول صغيرة، ثم يكبر حجمها من خلال التوسع الجغرافي على حساب الوحدات السياسية، والدول المجاورة. وقد عد راتزل ان الدول الكبيرة الحجم هي ظاهرة عالمية جديدة، نتيجة دورة طويلة في حياة الدول. وحتى هذه الدول تسير في طريقها للفناء، حيث تستبدل بقوى عالمية جديدة. وقد عد راتزل ان التجارة والحركة، والنمو السكاني المطرد ، والولاء القومي، وحيازة معلومات جغرافية عن اراضي الدول المجاورة، كلها عوامل تعزز مكانة الدولة السياسية، والعسكرية العالمية، وتزيد من قوتها.
وقد حدد راتزل في مقالة نشرها في مجلة Peterianns Miteolungen عام ۱۸۹۹ سبعة قوانين للنمو الجغرافي للدول. وتنص هذه القوانين على ان الرقعة الجغرافية للدولة تتسع مع زيادة عدد سكانها، والتوسع الجغرافي للدولة يتبع التطور والنمو الاقتصادي والاجتماعي، و تتسع الرقعة الجغرافية للدول عن طريق ضم وحدات سياسية أصغر منها ، وتتجه الدول في توسعها الجغرافي، نحو استيعاب الأقاليم المهمة اقتصاديا وسياسيا واستراتيجيا. كما اعتبر را تزل ان رغبة الدول، في النمو والتوسع المكاني هي رغبة معدية وهي تنتقل من الدول المتطورة الى الدول المتخلفة او الاقل تطورا.
وبالرغم من ان راتزل لم يشر في كتاباته صراحة الى أن الحرب هي الوسيلة لضم الأراضي والتوسع المكاني للدول، الا أن فحوى كتاباته تشير الى تلك النتيجة. فماذا يعني اذن مفهوم راتزل ان الدول يجب ان تتمدد جغرافيا ؟ الا يعني أن دول ستتمدد على حساب دول اخرى؛ وان دولا ستكون خاسرة للأراضي واخرى كاسبة لها. ولا بد من الإشارة هنا إلى أن راتزل دعا من خلال كتاباته الى التعاون بين الدول المتجاورة في استغلال مصادرها الطبيعية، ولم يدع صراحة إلى استخدام القوة.
وفي أعقاب انتهاء الحرب العالمية الأولى اوكلت لباحثي الجغرافيا السياسية مهمة اعادة ترسيم الحدود في اوروبا للاستجابة لرغبات المجموعات العرقية في اقامة وطن قومي، وتقسيم المانيا الى وحدات سياسية، لأضعاف قدراتها على شن حروب مستقبلية. وبناء على طلب الدول المنتصرة في الحرب، انجز كثير من الجغرافيين دراسات لتفسير، و ایضاح طبيعة العلاقة بين البيئة والأنماط البشرية في اقاليم التوتر العالمية، وعلاقتها بالصراع السياسي، والعسكري. وفي ايلول من عام 1917 كلف الرئيس الأمريكي ويلسون الكولونيل هوس (E. M)( House) بجمع اكبر قدر ممكن من المعلومات عن أوروبا قبل عقد مؤتمر السلام في باريس عام ۱۹۱۹. وقد كلف الجغرافي اسحاق بومان (Isaiah Bowman) برئاسة فريق يتألف من ۱۰۰ شخصا لجمع معلومات عن الجغرافيا الاقتصادية، والسياسية والتخوم الاستراتيجية، والعوائق الطبوغرافية المناطق الصراع في اوروبا. كما كلف الفريق برسم خرائط توزيع السكان، والمعادن، والحدود ، والسكك الحديدية، وطرق التجارة، والمحاصيل الزراعية، والمدن، والمصانع، والمجموعات العرقية، والطائفية في اوروبا. وقد شارك بومان ومعظم أفراد الفريق بأعمال مؤتمر السلام في قصر فرساي في باريس عام ۱۹۱۹. ومن بريطانيا شارك الجغرافي اوجلفي ( A. G. Ogilvie ) في اعمال المؤتمر، كما اختير الجغرافي الفرنسي مارتون -E. de Mar) (tone كخبير في الجغرافيا البشرية لوسط أوروبا. ومن ايطاليا شارك الجغرافي رونکاجلي Roncagli والجغرافي سيفجيك (J. Civijic) مندوبين عن بلادهم.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|