أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-5-2021
1732
التاريخ: 13-5-2021
2046
التاريخ: 18-8-2022
1224
التاريخ: 21/11/2022
1262
|
الأهمية العسكرية للبحار
تمارس الدول سيطرتها العسكرية على البحار، مثلما تمارسها على اليابس والجو. وقد كان موضوع السيطرة على البحار الشغل الشاغل للدول البحرية على مر العصور. فقد ادى التطور التكنولوجي لصناعة السفن والقطع البحرية المتطورة، الى تنامي الأهمية العسكرية للبحار والسواحل البحرية. وللسيطرة على اسطح البحار، لا بد من السيطرة على اعماقها. ومن اجل ضمان حرية الملاحة السطحية، تسعى الدول للسيطرة على اعماق البحار. ولذلك فقد سعت الولايات المتحدة الأمريكية الى اقامة محطات بحرية في قيعان المحيطات، هدفها مراقبة الملاحة البحرية والسيطرة على اسطح البحار، وضمان حرية الحركة فيها. كما اقيمت محطات عسكرية وبطاريات اطلاق صواريخ في قيعان المحيطات تستطيع اطلاق صواريخ بعيدة المدى.
وقد رأى الجنرال الامريكي الفرد ماهان Alfred Thayer Maha ان القوى البحرية هي التي تسيطر على العالم، وليس أدل على ذلك من سيطرة انجلترا على مستعمرات شاسعة في العالم. ويعود السبب في ذلك من وجهة نظر ماهان الى موقعها البحري، الذي دفعها الى بناء قوة بحرية عظيمة، مكنتها من مد نفوذها الى حيث وصل. وينطبق ذلك على اليابان، التي تمكنت من السيطرة على مساحات شاسعة من شرق وجنوب شرق اسيا. ففي كتاب نشره عام 1890بعنوان تأثير القوة البحرية على التاريخ - The Influnce of Sea Power Upon His اعتبر ماهان أن القوة البحرية هي الأهم، وهي القادرة على السيطرة على 1783-1660 tory العالم. وكضابط في البحرية الأمريكية، بدأ ماهان بالتركيز على اهمية القوى البحرية من خلال محاضراته التي القاها في ضباط الكلية البحرية في جزيرة رود Rhode Islad، حيث عمل محاضرا فيها عام 1884. واستمر في نهجه هذا حين عمل استاذا في الأكاديمية العسكرية للولايات المتحدة. وقد انجز ماهان دراسات عديدة ركزت على ايجاد فلسفة للقوة البحرية نالت تقدير الاخرين. وقد تمكن من وضع نظرية الاستراتيجية البحرية، أصبحت تعرف وتدرس فيما بعد باسم "نظرية القوى البحرية". ولا زالت أفكار و مفاهيم ماهان تدرس في الكليات العسكرية الأمريكية وخاصة في كلية وست بوينت.
وقد ربط ماهان بين مدى قوة وفعالية القوة البحرية للدولة، وموقعها الجغرافي. ومن هذا المنطلق فان الدول المغلقة التي تفتقر الى المنفذ البحري لن تتمكن من بناء قوة بحرية معتبرة. كما تضعف إمكانات الدول التي تقع على بحار مغلقة، أو شبه مغلقة في الحصول على قوة بحرية ذات فعالية كبيرة. ولا يكفي موقع الدول وحده لإقامة قوة بحرية مؤثرة، بل يجب أن يصحبها دائما ميولا وسياسات وطنية تؤدي الى بناء تلك القوة. ولذلك فان ماهان وضع شروطا لإقامة القوة البحرية يجب أن تتحقق في الدول التي تسعى لبناء قوة بحرية قوية، ومن اهم هذه الشروط:
- الموقع الجغرافي المشرف على البحار المفتوحة، وذات الأهمية الاستراتيجية
- ملائمة الشواطئ لإقامة الموانئ
- ان يكون الظهير البري فقيرا، يدفع الناس للاتجاه نحو البحر.
- أن يتكون لدى الناس رغبة بركوب البحر واستثمار موارده.
- رغبة الحكومة في تشجيع السكان على استغلال البحر وبناء القوة البحرية.
وبالإضافة للموقع الجغرافي للدولة، فان شكل وطبيعة الشواطئ البحرية له أهمية كبيرة في بناء الموانئ والاساطيل البحرية. فبالرغم من اشراف الولايات المتحدة الامريكية مثلا، على ثلاثة بحار مهمة هي: المحيط الأطلسي من الشرق، والبحر الكاريبي من الجنوب، والمحيط الهادي من الغرب، الا ان ماهان وصف شواطئها بانها ضعيفة، لانتظامها، وعدم تعرجها، مما يجعل امر الوصول اليها والسيطرة عليها أمر سهلا. كما أنه يمكن الوصول اليها من الداخل بواسطة السكك الحديدية والطرق البرية بسهولة. ولذلك فقد منحت قناة بنما للولايات المتحدة قوة عسكرية اضافية، حيث سهلت اتصال قطعها البحرية في المحيط الأطلسي مع تلك الموجودة في المحيط الهادي.
ومن العوامل التي تحول دون بناء قوة عسكرية واسطول بحري قوي، اتساع مساحة الدولة، وقلة سكانها، فيصعب على الدول قليلة السكان، وذات الشواطئ البحرية الطويلة، استثمار سواحلها، وبناء القوة البحرية المرجوة. وقد تجد الاجراءات الديمقراطية من الأنفاق العسكري. فقد اورد ماهان مثالا على ذلك الولايات المتحدة، التي يحول الكونغرس فيها دون زيادة الإنفاق العسكري. كما اشار الى معارضة الكونغرس بناء المستعمرات والقواعد العسكرية خارج حدود الولايات المتحدة الأمريكية، مما اضعف بنظره، القوة العسكرية البحرية الأمريكية، وقد اخذت بعض وصایا ماهان بعين الاعتبار عندما اقامت الولايات المتحدة قواعد عسكرية لها في جزر ازور على سواحل البرتغال، وفي ممباسا في كينيا، وفي الخليج العربي، وفي جزيرة ديجو جاریسا جنوب سيرلانكا، وفي الفلبين ، ومناطق اخرى في العالم. الا أن بعض القادة العسكريين الأمريكان يخالفون ماهان في اراء، حيث يرون أن عظمة امریکا لا تدين باي حال من الأحوال الى قوتها العسكرية البحرية، ولا حتى الى الحرب. فعظمة وغنی امریکا ، نابع من عوامل بشرية، وأخرى طبيعية ، كتوفر الموارد الطبيعية، وملائمة المناخ، وقلة السكان، وهجرة الأوروبين الذين استثمروا كل خبراتهم فيها.
وقد وضع الجنرال ماهان مبادئ عامة للحرب البحرية تشتمل على الموقع الجغرافي، وخطوط المواصلات، و حشد القوة. وفي كل العناصر الثلاثة ركز ماهان على الموقع الجغرافي المتوسط، الذي يضمن خطوط امداد سهلة وميسرة وسريعة، كما يضمن حشد للقوة بشكل اسرع، واكثر فعالية. فوجود قناتي السويس وبنما على سبيل المثال، وقر طريقا اسهل واسرع للقوات البحرية الأمريكية من الدوران حول رأس الرجاء الصالح ومضيق مجلان.
ولا شك أن الأهمية الجيوستراتيجية العسكرية للبحار قديمة، برغم تباين الاستخدامات العسكرية لها. فقد اقتصر استخدام البحار في الماضي على سواحلها، حيث اعتبرت البلاد البحرية، او الجزرية في مأمن من الغزو، أو غير ذات أهمية في بعض الأحيان. وللبحار اهمية عسكرية قصوى اضافة الى أهميتها الاقتصادية والتجارية. فتضمن البحار للدول المطلة عليها اتصال حضاري مع الشعوب والحضارات العالمية. كما تضيف البحار للدول الواقعة عليها قوة اضافية من خلال القدرة على الحركة والانتقال و توفير سبل اضافية للتزويد والامداد. ومن خلال البحار تضمن القرى البحرية للدول حماية دائمة لسواحلها ، وحدودها البحرية. ومن خلال البحار تستطيع الجيوش الوصول الى مواقع بعيدة عن اراضيها. ومن خلال البحار يمكن للمجتمع الدولي ضمان الامن والسلام لعناصره ودوله.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ندوات وأنشطة قرآنية مختلفة يقيمها المجمَع العلمي في محافظتي النجف وكربلاء
|
|
|