المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

Distance Geometry
21-4-2016
الغيب وامرأة إبراهيم
27-01-2015
التداخل بين عملية التبخر وعملية النتح
30-10-2020
الاقليم المناخي الاستوائي
17-10-2017
لويس الرابع عشر (1661-1715).
2024-09-20
البكاء بين الدوافع والاهداف.
2023-03-06


خلافة هشام بن الحكم وتسلط ابن أبي عامر  
  
1474   01:36 صباحاً   التاريخ: 12/11/2022
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب
الجزء والصفحة : مج1، ص:396-401
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-02-25 920
التاريخ: 2023-12-28 2838
التاريخ: 2023-10-30 1801
التاريخ: 4-7-2016 10161

خلافة هشام بن الحكم وتسلط ابن أبي عامر

وولي بعده ابنه هشام صغيرا سنه تسع سنين،ولا ينافيه قول ابن خلدون: قد ناهز الحلم وكان الحكم قد استوزر له محمد بن أبي عامر، ونقله من خطة القضاء إلى وزارته، وفوض إليه أموره، فاستقل.

قال ابن خلدون (1) : وترقت حال ابن أبي عامر عند الحكم، فلما توفي الحكم وبويع هشام ولقب المؤيد بعد أن قتل ليلتئذ المغير ة أخو الحكم المرشح لأمره تناول الفتك به محمد بن أبي عامر هذا بممالأة من جعفر بن عثمان المصحفي حاجب أبيه وغالب مولى الحكم صاحب مدينة سالم ومن خصيان القصر يومئذ ورؤسائهم فائق وجؤذر، فقتل ابن أبي عامر المغيرة بممالأة من ذكر، وتمت البيعة لهشام، ثم سما لابن أبي عامر في التغلب على هشام لمكانه في السن،وثاب له برأي في الاستبداد، فمكر بأهل الدولة، وضرب بين رجالها، وقتل بعضا ببعض، وكان من رجال اليمنية من معافر، دخل جده عبد الملك مع طارق، وكان عظيما في قومه، وكان له في الفتح أثر، وعظم ابن أبي عامر هذا، غلب على المؤيد، ومنع الوزراء من الوصول إليه إلا في النادر من الأيام يسلمون وينصرفون، وأرضخ للجند في العطاء، وأعلى مراتب العلماء، وقمع أهل البدع، وكان ذا عقل ورأي وشجاعة وبصر بالحروب ودين متين، ثم تجرد لرؤساء الدولة ممن عانده وزاحمه، فمال عليهم، وحطهم عن

(396)

مراتبهم، وقتل بعضا ببعض، كل ذلك عن ]أمر] (2) هشام وخطه وتوقيعه، حتى استأصلهم وفرق جموعهم، وأول ما بدأ بالصقالبة الخصيان الخدام بالقصر، فحمل الحاجب المصحفي على نكبتهم، فنكبهم وأخرجهم من القصر، وكانوا ثمانمائة أو يزيدون، ثم أصهر إلى غالب مولى الحكم، وبالغ في خدمته والتنصح له، واستعان به على المصحفي فنكبه ومحا أثره من الدولة، ثم استعان على غالب بجعفر بن علي بن حمدون صاحب المسيلة وقائد الشيعة ممدوح بن هانئ بالفائية المشهورة وغيرها (3) ، وهو النازع إلى الحكم أول الدولة بمن (4) كان معه من زناتة والبربر، ثم قتل جعفرا بممالأة ابن عبد الودود وابن جهور وابن ذي النون وأمثالهم من أولياء الدولة من العرب وغيرهم، ثم لما خلا الجو من أولياء الخلافة والمرشحين للرياسة رجع إلى الجند، فاستدعى أهل العدوة من رجال زناتة والبرابرة فرتب منهم جندا، واصطنع أولياء، وعرف عرفاء من صنهاجة ومغراوة وبني يفرن وبني برزال ومكناسة وغيرهم، فتغلب على هشام وحجره، واستولى على الدولة، وملأ الدنيا وهو في جوف بيته، من تعظيم الخلافة، والخضوع لها، ورد الأمور إليها، وترديد الغزو والجهاد، وقدم رجال البرابرة وزناتة، وأخر رجال العرب وأسقطهم عن مراتبهم، فتم له ما أراد من الاستقلال بالملك والاستبداد بالأمر، وبنى لنفسه مدينة لنزله سماها الزاهرة، ونقل إليها خزائن الأموال والأسلحة، وقعد على سرير الملك، وأمر أن يحيا بتحية الملوك، وتسمى بالحاجب المنصور، ونفذت الكتب والمخاطبات والأوامر باسمه، وأمر بالدعاء له على المنابر باسمه عقب الدعاء للخليفة،ومحا رسم الخلافة بالجملة، ولم يبق لهشام المؤيد من رسوم الخلافة أكثر من الدعاء على

 (397)

المنابر وكتب اسمه في السكة والطرز، وأغفل ديوانه مما سوى ذلك؛ وجند البرابرة والمماليك، واستكثر من العبيد والعلوج للاستيلاء على تلك الرتبة، وقهر من تطاول إليها من العلية، فظفر من ذلك بما أراد، وردد الغزو بنفسه إلى دار الحرب، فغزا ستا وخمسين غزوة في سائر أيام ملكه لم تنتكس له فيها راية، ولا فل له جيش، وما أصيب له بعث، وما هلكت له سرية، وأجاز عساكره إلى العدوة، وضرب بين ملوك البرابرة وضرب بعضهم ببعض، فاستوثق له ملك المغرب، وأخبتت له ملوك زناتة وانقادوا لحكمه وأطاعوا سلطانه،وأجاز ابنه عبد الملك إلى ملوك مغراوة بفاس من آل خزر،ولما سخط زيري بن عطية ملكهم لما بلغه ما بلغه من إعلانه بالنيل منه والغض من منصبه والتأفف لحجر الخليفة هشام أوقع به عبد الملك سنة ست وثمانين، ونزل بفاس وملكها، وعقد لملوك زناتة على ممالك المغرب وأعماله من سجلماسة وغيرها، وشرد زيري بن عطية إلى تاهرت، فأبعد المفر، وهلك في مفره ذلك، ثم قفل عبد الملك إلى قرطبة، واستعمل واضحا على المغرب،وهلك المنصور أعظم ما كان ملكا، وأشد استيلاء، سنة أربع وتسعين وثلاثمائة (5) ، بمدينة سالم منصرفه من بعض غزواته، ودفن هنالك، وذلك لسبع وعشرين سنة من ملكه، انتهى كلام ابن خلدون، وبعضه بالمعنى وزيادة يسيرة.

ولا بأس أن نزيد عليه فنقول: مما حكي أنه مكتوب على قبر المنصور رحمه الله تعالى (6) :

آثاره تنبيك عن أخباره ... حتى كأنك بالعيان تراه

تالله لا يأتي الزمان بمثله ... أبدا، ولا يحمي الثغور سواه وعن شجاع مولى المستعين بن هود: لما توجهت إلى أذفونش وجدته في

 (398)

مدينة سالم، وقد نصب على قبر المنصور بن أبي عامر سريره، وامرأته متكئة إلى جانبه، فقال لي: يا شجاع، أما تراني قد ملكت بلاد المسلمين، وجلست على قبر ملكهم؟ قال: فحملتني الغيرة أن قلت له: لو تنفس صاحب هذا القبر وأنت عليه ما سمع منك ما يكره سماعه، ولا استقر بك قرار، فهم بي، فحالت امرأته بيني وبينه، وقالت له: صدقك فيما قال، أيفخر مثلك بمثل هذا؟

وهذا تلخيص ترجمة المنصور من كلام ابن سعيد (7) ، قال رحمه الله: ترجمة الملك الأعظم المنصور أبي عامر محمد بن عبد الله بن عامر بن أبي عامر بن الوليد بن يزيد بن عبد الملك، المعافري، من قرية تركش (8) ، وعبد الملك جده هو الوافد على الأندلس معطارق في أول الداخلين من العرب، وأما المنصور فقد ذكره ابن حيان في كتابه المخصوص بالدولة العامرية، والفتح في المطمح، والحجاري في المسهب، الشقندي في الطرف، وذكر الجميع أن أصله من قرية تركش، وأنه رحل إلى قرطبة، وتأدب بها، ثم اقتعد دكانا عند باب القصر يكتب فيه لمن يعن له كتب من الخدم والمرافعين للسلطان، إلى أن طلبت السيدة صبح أم المؤيد من يكتب عنها، فعرفها به من كان يأنس إليه بالجلوس من فتيان القصر، فترقى إلى أن كتب عنها، فاستحسنته ونبهت عليه الحكم ورغبت في تشريفه بالخدمة، فولاه قضاء بعض المواضع، فظهرت منه نجابة، فترقى إلى الزكاة والمواريث بإشبيلية وتمكن في قلب السيدة بما استمالها به من التحف والخدمة ما لم يتمكن لغيره ولم يقصر - مع ذلك - في خدمة المصحفي الحاجب، إلى أن توفي الحكم وولي ابنه هشام المؤيد، وهو ابن اثنتي عشرة سنة، فجاشت الروم، فجهز المصحفي ابن أبي عامر لدفاعهم، فنصره الله عليهم، وتمكن حبه من قلوب الناس.

 (399)

وكان جوادا عاقلا ذكيا، استعان بالمصحفي على الصقالبة، ثم بغالب على المصحفي، وكان غالب صاحب مدينة سالم - وتزوج ابن أبي عامر ابنته أسماء، وكان أعظم عرس بالأندلس - ثم بجعفر بن علي الأندلسي ممدوح ابن هانئ على غالب، ثم بعبد الرحمن بن محمد بن هشام التجيبي على جعفر، وله في الحزم والكيد والجلد ما أفرد له ابن حيان تأليفا، وعدد غزواته المنشأة من قرطبة نيف وخمسون غزوة، ولم تهزم له راية، وقبره بمدينة سالم في أقصى شرق الأندلس.

ومن شعره (9) :

رميت بنفسي هول كل عظيمة ... وخاطرت والحر الكريم يخاطر

وما صاحبي إلا جنان مشيع ... وأسمر خطي وأبيض باتر

فسدت بنفسي أهل كل سيادة ... وفاخرت حتى لم أجد من أفاخر

وما شدت بنيانا ولكن زيادة ... على ما بنى عبد المليك وعامر

رفعنا المعالي بالعوالي حديثة (10) ... وأورثناها في القديم معافر وجوده مع صاعد البغدادي اللغوي مشهور.

وصدر عن بعض غزواته فكتب إليه عبد الملك بن شهيد (11) ، وكان قد تخلف عنه:

أنا شيخ والشيخ يهوى الصبايا ... يا بنفسي أقيك كل الرزايا

ورسول الإله أسهم في الفي ... ء لمن لم يخب فيه المطايا فبعث إليه بثلاث جوار من أجمل السبي، وكتب معهن، وكانت واحدة أجملهن، قوله:

 (400)

قد بعثنا بها كشمس النهار ... في ثلاث من المها أبكار

وامتحنا بعذرة البكر إن كن ... ت ترجي بوادر الإعذار

فاجتهد وابتدر (12) فإنك شيخ ... قد جلا ليله بياض النهار (13)

صانك الله من كلالك فيها ... فمن العار كلة المسمار فافتضهن من ليلته، وكتب له بكرة:

قد فضضنا ختام ذاك السوار ... واصطبغنا من النجيع الجاري

وصبرنا على دفاع وحرب ... فلعبنا بالدر أو بالدراري (14)

وقضى الشيخ ما قضى بحسام ... ذي مضاء عضب الظبا بتار

فاصطنعه فليس يجزيك كفرا ... واتخذه فحلا على الكفار وقدم بعض التجار (15) ومعه كيس فيه ياقوت نفيس، فتجرد ليسبح في النهر، وترك الكيس، وكان أحمر، على ثيابه، فرفعته حدأة في مخالبها، فجرى تابعا لها وقد ذهل، فتغلغلت في البساتين، وانقطعت عن عينه، فرجع متحيرا، فشكا ذلك إلى بعض من يأنس به، فقال له: صف حالك لابن أبي عامر، فتلطف في وصف ذلك بين يديه، فقال: ننظر إن شاء الله تعالى في شأنك، وجعل يستدعي أصحاب تلك البساتين، ويسأل خدامها عمن ظهر عليه تبديل حال، فأخبروه أن شخصا ينقل الزبل اشترى حمارا، وظهر من حاله ما لم يكن قبل ذلك، فأمر بمجيئه، فلما وقعت عينه عليه قال له: أحضر الكيس الأحمر، فتملك الرعب قلبه وارتعش، وقال: دعني آتي به من منزلي، فوكل به من حمله إلى منزله وجاء بالكيس، وقد نقص منه ما لا يقدح في

 (401)

مسرة صاحبه، فجبره، ودفعه إلى صاحبه، فقال: والله لأحدثن في مشارق الأرض ومغاربها أن ابن أبي عامر يحكم على الطيور وينصف منها، والتفت ابن أبي عامر إلى الزبال فقال له: لو أتيت به أغنيناك، لكن تخرج كفافا لا عقابا ولا ثوابا.

وتوفي رحمه الله في غزاته للإفرنج بصفر سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة، وحمل في سريره على أعناق الرجال، وعسكره يحف به وبين يديه، إلى أن وصل إلى مدينة سالم.

ودامت دولته ستا وعشرين سنة، غزا فيها اثنتين وخمسين غزوة واحدة في الشتاء وأخرى في الصيف، انتهى كلام ابن سعيد، وفي بعضه مخالفة لبعض كلام ابن خلدون.

 

 

__________

(1) ابن خلدون 4: 147.

(3) زيادة لازمة.

(4) يعني ابن هانئ الأندلسي شاعر العبيديين، ومطلع قصيدته الفائية:

أليلتنا إذ أرسلت واردا وحفا ... وبتنا نرى الجوزاء في أذنها شنفا (5) في الأصول: وبمن.

(5) الصواب: سنة 392.

(6) الحلة السيراء 1: 273.

(7) راجع المغرب 1: 394 والنص عند المقري مختلف عما ورد في كتاب ابن سعيد، ولم يقل المقري إنه ينقل عن المغرب؛ وانظر المقتطفات (الورقة: 86 - 87).

(8) كذا هنا، وفي المغرب: " كرتش " وفي المعجب: طرش من أعمال الجزيرة الخضراء.

(9) الحلة 1: 274 وابن عذاري 2: 409.

(10) في الأصول: مثلها.

(11) الذخيرة 4: 18 والحلة 1: 276.

(12) الحلة: واتئد.

(13) الحلة: خفي الليل عن بياض النهار.

(14) انظر القصة في ابن عذاري 2: 435 مع اختلاف في التفصيلات.

(15) انظر القصة في ابن عذاري 2: 435 مع اختلاف في التفصيلات.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.