المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

Multilayered Stratified Keratinizing Squamous Epithelium—Vestibulum Nasi
27-7-2016
تفسير الآية (133-148) من سورة الصافات
31-8-2020
بو جعفر المنصور وملاحقته لأولاد الامام علي عليه السلام
4-7-2017
التّاريخ في مجال السّياسة والفكر
15-2-2018
موعد زراعة قصب السكر Planting date
24-11-2019
Graphoid
16-1-2022


بنو حمود  
  
1793   03:00 مساءً   التاريخ: 8/11/2022
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب
الجزء والصفحة : مج1، ص:431-434
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-2-2016 2983
التاريخ: 2023-04-29 1324
التاريخ: 2024-01-06 872
التاريخ: 2024-05-02 705

بنو حمود (1)

وولي الأمر بعده علي (2) بن حمود الحسني، تلقب بالناصر، وخرج عليه العبيد وبعض المغاربة، وبايعوا المرتضى أخا المهدي،ثم اغتيل المرتضى، واستقام الملك لعلي بن حمود نحو عامين، إلى أن قتلته صقالبته بالحمام سنة ثمان وأربعمائة، فولي مكانه أخوه القاسم، وتلقب بالمأمون، ونازعه الأمر بعد أربع سنين من خلافته يحيى ابن أخيه، وكان على سبتة، فأجاز إلى الأندلس سنة عشر، واحتل بمالقة وكان أخوه إدريس بها منذ عهد أبيهما، فبعثه إلى سبتة، ثم زحف يحيى إلى قرطبة فملكها سنة ثنتي عشرة وأربعمائة، وتلقب المعتلي،وفر عمه المأمون إلى إشبيلية وبايع له القاضي ابن عباد، واستجاش بعض البرابرة، ثم رجع إلى قرطبة سنة ثلاث عشرة وملكها،ثم لحق المعتلي بمكانه من مالقة، وتغلب على الجزيرة الخضراء وتغلب أخوه إدريس على طنجة من وراء البحر، وكان المأمون يعتدها حصنا لنفسه، وفيها ذخائره،

(431)

فلما بلغه الخبر اضطرب، وثار عليه أهل قرطبة، ونقضوا طاعته، وخرج فحاصرهم فدافعوه،ولحق بإشبيلية فمنعوه، وكان بها ابنه فأخرجوه إليه، وضبطوا بلدهم، واستبد ابن عباد بملكها،ولحق المأمون بشريش، ورجع عنه البربر إلى يحيى المعتلي ابن أخيه، فبايعوه سنة خمس عشرة، وزحف إلى عمه المأمون فتغلب عليه ولم يزل عنده أسيرا وعند إخيه إدريس بمالقة إلى أن هلك بمحبسه سنة سبع وعشرين، وقيل: إنه خنق كم سيأتي، واستقل المعتلي بالأمر، واعتقل ابني (3) عمه القاسم.

وكان المستكفي من الأمويين استولى على قرطبة في هذه المدة عندما أخرج أهلها العلوية، ثم خلع أهل قرطبة المستكفي الأموي سنة ست عشرة، وصاروا إلى طاعة المعتلي، واستعمل عليهم ابن عطاف من قبله، ثم نقضوا سنة سبع عشرة، وصرفوا عاملهم، وبايعوا للمعتد الأموي أخي المرتضى، وبقي المعتلي يردد لحصارهم العساكر إلى أن اتفقت الكلمة على إسلام الحصون والمدائن له، فعلا سلطانه، واشتد أمره إلى أن هلك سنة تسع وعشرين، اغتاله أصحابه بدسيسة ابن عباد الثائر بإشبيلية، فاستدعى أصحابه أخاه إدريس ابن علي [بن حمود] من سبتة وملكوه، ولقبوه المتأيد، وبايعته رندة وأعمالها والمرية والجزيرة الخضراء، وبعث عساكره لحرب أبي القاسم إسماعيل ابن عباد والد المعتضد بن عباد، فجاءوه برأسهبعد حروب، وهلك ليومين بعد ذلك سنة إحدى وثلاثين، وبويع ابنه يحيى، ولم يتم له أمر، وبويع حسن المستنصر بن المعتلي، وفر يحيى إلى قمارش (4) فهلك بها سنة أربع وثلاثين، ويقال: إنه قتله نجا، وهلك حسن مسموما بيد ابنة عمه إدريس، ثأرت منه بأخيها، وكان إدريس بن يحيى المعتلي معتقلا بمالقة فأخرج بعد خطوب وبويع بها، فأطاعته غرناطة وقرمونة، ولقب العالي، وهو الممدوح بالقصيدة

 (432)

المشهورة بالمغرب التي قالها فيه أبو زيد عبد الرحمن بن مقانا القبذاقي (5) الأشبوني من شعراء الذخيرة، وهي:

ألبرق لائح من أندرين ... ذرفت عيناك بالماء (6) المعين

لعبت أسيافه عارية ... كمخاريق بأيدي اللاعبين

ولصوت الرعد زجر وحنين ... ولقلبي زفرات وأنين

وأناجي في الدجى عاذلتي ... ويك لا أسمع (7) قول العاذلين

عيرتني بسقام وضنى ... إن هذين لدين العاشقين

قد بدا لي وضح الصبح المبين ... فاسقنيها قبل تكبير الأذين

إسقنيها مزة مشمولة ... لبثت في دنها بضع سنين

نثر المزج على مفرقها ... دررا عامت فعادت كالبرين

مع فتيان كارم نجب ... يتهادون رياحين المجون (8)

شربوا الراح على خد رشا ... نور الورد به والياسمين

وجلت آياته (9) عامدة ... سبج الشعر على عاج الجبين

لوت الصدغ على حاجبه ... ضمة اللام على عطفة نون

فترى غصنا على دعص نقا ... وترى ليلا على صبح مبين

وسيسقون إذا ما شربوا ... بأباريق وكأس من معين

 (433)

ومصابيح الدجى قد طفئت ... في بقايا من سواد الليل جون

وكأن الظل مسك في الثرى ... وكأن الطل در في الغصون

والندى يقطر من نرجسه ... كدموع أسبلتهن الجفون

والثريا قد هوت من (10) أفقها ... كقضيب زاهر من ياسمين

وانبرى جنح الدجى عن صبحه ... كغراب طار عن بيض كنين

وكأن الشمس لما أشرقت ... فانثنت عنها عيون الناظرين

وجه إدريس بن يحيى بن علي ... بن حمود أمير المؤمنين

ملك ذو هيبة لكنه ... خاشع لله رب العالمين

خط بالمسك على أبوابه: ... ادخلوها بسلام آمنين (11)

فإذا ما رفعت راياته ... خفقت بين جناحي جبرئين

وإذا أشكل خطب معضل ... صدع الشك بمصباح اليقين

فبيسراه يسار المعسرين ... وبيمناه لواء السابقين (12)

يا بني أحمد يا خير الورى ... لأبيكم كان وفد المسلمين

نزل الوحي عليه فاحتبى ... في الدجى فوقهم الروح الأمين

خلقوا من ماء عدل وتقى ... وجميع الناس من ماء وطين

انظرونا نقتبس من نوركم ... إنه من نور رب العالمين وقيل: إنه أنشده إيها من وراء حجاب اقتفاء لطريقة خلفاء بني العباس، فلما بلغ إلى قوله:

انظرونا نقتبس من نوركم ... إنه من نور رب العالمين أمر حاجبه أن يرفع الحجاب، وقابل وجهه وجه الشاعر دون حجاب،

 (434)

وأمر له بإحسان جزيل (13) ، فكان هذا من أنبل ما يحكى عنه.

وخلع العالي سنة ثمان وثلاثين، وولي ابن عمه محمد بن إدريس بن علي، وتلقب بالمهدي، وتوفي سنة أربع وأربعين.

وبويع إدريس بن حيى بن إدريس،ولقب الموفق، ولم يخطب له بالخلافة وزحف إليه العالي إدريس المخلوع الممدوح بالقصيدة السابقة، وكان بقمارش، فدخل عليه مالقة، وأطلق أيدي عبيده عليها لحقده عليهم، ففر كثير منهم، وتوفي العالي سنة ست أو سبع وأربعين.

وبويعمحمد بن إدريس، ولقب المستعلي، ثم سار إليه باديس بن حبوس سنة تسع وأربعين وأربعمائة، فتغلب على مالقة، وسار محمد إلى المرية مخلوعا، ثم استدعاه أهل المغرب إلى مليلة [فأجاز إليهم] (14) وبايعوه سنة ست وخمسين، وتوفي سنة ستين.

وكان محمد بن القاسم بن حمود لما اعتقل أبوه القاسم بمالقة سنة أربع عشرة فر من الاعتقال ولحق بالجزيرة الخضراء وملكها، وتلقب بالمعتصم، إلى أن هلك سنة أربعين، ثم ملكها بعده ابنه القاسم الواثق، إلى أن هلك سنة خمسين، وصارت الجزيرة للمعتضد بن عباد، ومالقة لابن حبوس مزاحما لابن عباد.

وانقرضت دولة الأشراف الحموديين من الأندلس، بعد أن كانوا يدعون الخلافة.

 

__________

 (1) انظر جذوة المقتبس 21 - 24 في الحوديين.

(2) وولي.... علي: موضعها بياض في ط؛ وفي ج: ولما ملك علي... الخ. وفي ق: ثم إن ابن حمدون... الخ.

(3) في الأصول: بني.

(4) قمارش (Comares).

(5) تصحفت هذه اللفظة في النسخ فهي الفنداقي في ق ط ك؛ والقنداقي في ج؛ والغيداني؛ والقبذاقي؛ والقيذاني؛ وقد أثبتها محقق المغرب " القبذاني " (1: 413) فالحرف الأخير منها قاف على التأكيد إذ يوافق سجع ابن سعيد " كتاب حديقة الأحداق في حلى قرية القبذاني " ؛ وهي من قرى أشبونة ويقول ابن بسام إن القبذاني (؟) من ساحل شنترة، وقصيدة ابن مقانا ورد قسم منها في المغرب؛ وفي الذخيرة (القسم الثاني، الورقة: 303).

(6) ق ج: بالدمع.

(7) الذخيرة: لا أقبل.

(8) بعد هذا البيت في الذخيرة:

وعليهم زاجر من حلمهم ... ولديهم قاصرات الطرف عين

(9) اقرأ: رجلت داياته، وهي رواية المغرب.

(10) الذخيرة: قد علمت في.

(11) بعده في الذخيرة:

وينادي الجود في آفاقه ... يمموا قصر أمير المؤمنين

(12) صدر البيت سقط من ج ط.

(13) في نسخة: بمال جزيل.

(14) زيادة من ابن خلدون وفي ق ط ج: إلى مليلة وجارت.

 

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.