المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



أضرار السرقة  
  
3076   10:47 صباحاً   التاريخ: 25/10/2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الأسرة والطفل المشاكس
الجزء والصفحة : ص321 ــ 323
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

ان الاضرار المترتبة على ظاهرة السرقة واضحة يفهمها الصغير والكبير ويستقبحها جميع الناس من اي دين كانوا، وان وقع الاختلاف بينهم في تحديد مصداقها.

السرقة تشكل تهديداًعلى أمن الناس من الناحية المالية، وتجعل حصيلة اتعاب الناس وكدحهم عرضة للخطر. واذا لم يطمئن الانسان الى انه سيكون صاحب ثروته ومالكها، او اذا شعر ان امواله عرضة للنهب والسرقة يتلاشى لديه حافز العمل، ويهجر طريق الكسب السليم. اما الذي يسرق فيرى بالنتيجة انه حصل على دخل كبير بالمجان وبلا أي كد او تعب، ويتكون لديه شعور تدريجي بان الطريق الاسهل والأقصر للحصول على المال يتلخص في السرقة، ولاداعي لأن يكلف نفسه عناء ومشقة العمل.

للسرقة اضرار اجتماعية فضلاً عن الاضرار الفردية. فاللص اذا كشف امره يوقن ان كرامته قد هدرت واذا لم يكشف يبقى عرضة لتأنيب الضمير والخجل ويظل يحتقر نفسه ويخرج بالنتيجة عن حالة الانسان الاعتيادي. وربما يبقى هذا الشعور ملازماً له في كل لحظة وكل دقيقة، ومثل هذا الحال يصدق على الاطفال ايضاً وتاثيره النفسي عليهم اشد بكثير مما على غيرهم .

ضرورة الاصلاح

ولهذه الاسباب وسواها يتحتم العمل على اقتلاع هذا الفساد الاخلاقي من نفوس الاشخاص وتخليصهم من هذا الوباء النفسي. ومن البديهي ان استمرار الاطفال على هذا النهج يتحول تدريجيا الى عادة متأصلة في نفوسهم والتساهل ازاء مثل هذا السلوك يعتبر بحد ذاته شجيعاً لهم عليه.

أجل، ان السرقة اذا كانت صغيرة اليوم تتحول في الغد الى عادة متأصلة وتبعث على الاستهانة بمثل هذا السلوك. الطفل حينما يسرق في المرة الاولى يشعر بتأنيب الضمير، الا ان هذا التأنيب يزول بمرور الأيام ويتحول الى عادة طبيعية.

اما بشأن الاصلاح، وهل هو ممكن أم لا؟ فالجواب - ولحسن الحظ - يوحي بالايجاب، وان من الممكن معالجة هذه الظاهرة ولكن بشرط المتابعة المستمرة من الوالدين، وعليهما عدم التهاون في مثل هذه القضية والتصور بانها تزول تلقائياً لأن عدم الاكتراث لها يعني في حقيقة الحال غرسها في نفسه وهذا ما يؤدي في ما بعد الى قيامه بسرقات اكبر




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.