المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



التربية الصالحة ضمان السعادة  
  
1568   02:35 صباحاً   التاريخ: 19/10/2022
المؤلف : السيد محمد تقي المدرسي
الكتاب أو المصدر : المرأة بين مهام الحياة ومسؤوليات الرسالة
الجزء والصفحة : ص110ــ118
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-12-2021 1845
التاريخ: 12-4-2017 40468
التاريخ: 4-1-2017 2880
التاريخ: 15-5-2018 2548

المشكاة التي يتجلى فيها نور الله ، والمصباح الذي يضيء هذا النور وينثره، والزيت الذي يوقد هذا المصباح؛ لابد أن تكون كل هذه الوسائل - المجازية - على درجة كاملة من الطهارة والنقاء، لأن هذا النور هو نور رب العالمين؛ خالق السماوات والأرض؛ نور من بيده ملكوت كل شيء، ولا يتجلى هذا النور في كل مشكاة ولا عبر كل مصباح. ولذلك حينما بصف ربنا نوره بالقول الكريم: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [النور: 35] ثم يعطف ربنا على قوله بآية أخرى - تأتي تفسيراً ضمنياً - وهي : {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ} [النور:36، 37].

فهذا النور الإلهي الذي يتجلى في بيت النبوة – محمد وآل بيته الطاهرين عليهم السلام - في ذلك البيت الذي قال عنه ربنا سبحانه وتعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33].

فالبيت في الآيتين هو هو ، والنور المشار إليه هو حبل الله الممتد بين الله وبين خلقه، وهو شمه الذي قال عنه الله تعالى في موقع آخر: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} [آل عمران: 103].

المهم؛ أن ذلك النور لا يتجلى في كل قلب، أو عبر أية سلسلة ومرحلة، إنما يتجلى في قلب من قال عنه ربنا سبحانه وتعالى في سورة آل عمران المباركة: {ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [آل عمران: 34]. الذرية التي نعتها القرآن الكريم بقوله: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ} [إبراهيم: 24]. وهذا الواقع لم يحكمه الله تبارك وتعالى بين البشر على سبيل الجبر، وإنما هو اختيار حكيم نابع من علمه سبحانه بما سيكون عليه بنو البشر، وان العلم الإلهي يتعالى عن ان يكون فيه جبراً أو تسييراً.

إذا فالحديث يجرنا في هذا الإطار الى شيء من التفصيل، حيث الحديث تارة يكون عن عالم ما قبل عالم الأنساب والأصلاب، وتارة يكون عن عالم الذر، وتارة يكون عن عالم الولادة والوجود المادي المحسوس.

اما الحديث عن عالم ما قبل الأنساب والأصلاب، فقد أكدت الروايات الصحيحة بان الله سبحانه وتعالى خلق أرواح النبيين والأصفياء كأظلة وأرواح، وهذه الأرواح كانت تسبح له وتقدسه وتنزهه سبعين ألف عام على باب العرش وحوله. ثم أدخل الله تعالى هذه الأرواح - وفي مقدمتها وأقدمها أرواح الني محمد صلى الله عليه وآله وأئمة أهل البيت عليهم السلام - في بجار القدس والقدرة والملكوت والنور. ولقد تجاوز الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله بروحه الطاهرة المطهرة كل هذه البحار والأنوار ليصل الى درجة رفيعة حتى اقترب واقترب {فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى} [النجم: 9].

واحتراماً لهذه الأنوار القدسية، فقد أدخلها الله سبحانه وتعالى في صورة الذر صلب النبي آدم عليه السلام ابي البشر، وأسجد الملائكة أجمعين لآدم احتراماً لهذه السلسلة المباركة، رغم ما قالته الملائكة بأنها هي التي تسجد لله وتحمده وتقدس له، حيث أكد لهم الرب بأنه يعلم ما لا يعلمون. ثم اخرج ذلك النور وتلك الأجسام وتلك الذرية الطيبة لعالم الميثاق، حيث يقول الله تعالى في هذا الصدد: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى} [الأعراف: 172]. وكان رسول الله صلى الله عليه وآله أول من لبى نداء المعرفة ونداء التوحيد الالهي، ثم لبى الأئمة عليهم السلام، ثم الانبياء عليهم السلام.

ثم يقول رب العزة لرسوله صلى الله عليه وآله: {وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ} [الشعراء: 219]؛ اي منذ آدم عليه السلام الى عبد الله أبي النبي عليه السلام. وفي ذلك إشارة واضحة الى مدى العناية الالهية برسول الاسلام الذي هو سيد البشر. كما هو في نفس الوقت تأكيد مباشر على أن الحقيقة والصورة والنطفة التي تكون منها رسول الله صلى الله عليه وآله، لا يمكن أن تحملها أصلاب غير موحدة أو ساجدة لرب العالمين ، إذ أن مقام النبوة جدير كل الجدارة بأن يحاط بالعناية الربانية الفائقة، وكذلك بالنسبة لمقام الإمامة في أهل البيت عليهم السلام.

وها نحن نقرأ في زيارة الامام الحسين عليه السلام نصوص النور التي تشهد لهذا الإمام العظيم بأنه طهر طاهر مطهر من - صلب - طهر طاهر مطهر، قد طهر وطهرت به البلاد، وطهرت أرض هو فيها، وأنه لم تدنسه الجاهلية بأنجاسها، ولم تلبسه من مدلهمات ثيابها.. والسبب في كل ذلك هو أن مقام النبوة والامامة الذي يتجلى فيه النور الالهي لابد وأن يكون على مستوى رفيع جداً من النورانية والروحانية والعظمة والطهر والنقاء.

ومن هنا يمكننا القول بأن العظمة التي كان يتمتع بها آباء النبي صلى الله عليه وآله، كانت توهلهم لأن يكونوا أنبياء. غير أن الحكمة والتقدير السماوي كان قد حتم أن لا يكون بعد النبي عليه السلام نبي، ما خلا نبي الاسلام محمد المصطفى صلى الله عليه وآله. فالله اعلم حيث يجعل رسالته.

ثم يستعرض لنا القرآن الكريم قصة ولادة هذه المرأة الطاهرة ضمن قصة هي الغاية في البداعة والبلاغة الروحانية واللغوية، وقد جاء فيها: {إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [آل عمران: 35]. فرغم أن الانسان بطبيعته يريد الذرية لنفسه ويريدها امتداداً لشخصه. غير أن هذه المرأة المثالية كانت قد تجردت عن الآمال الشخصية، محددة طبيعة ومستقبل وليدها وثمرة فؤادها. فهي قد نذرت أثمن ما تملك لله سبحانه وتعالى، كما أنها خلال ذلك لا لتمن على ربها بهذا النذر، بل هي كانت تعرف حدودها كإنسان مخلوق، وتعرف أيضاً عظمة الله وفضله عليها، ولم تكن بين هذا وذاك لترجو امراً سوى قبول الله لهذا النذر، الذي هو الأعظم من بين جميع الامور، وبالتالي كونها تطلب من الله تعالى أن يكون وليدها إنساناً نورانياً إلهياً مادامت عناية الرب محيطة به.

لقد كانت زوجة عمران طيلة فترة حملها تظن بأن ما في بطنها جنيناً ذكراً، ولكنها لما وضعت مريم: {فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ} [آل عمران: 36]. فكان من عظمة مريم عليها السلام، هذه المرأة الجليلة القدر أنه لم يرد ذكر اسم لأية امرأة أخرى في القرآن الكريم سوى اسمها.

وختمت أم مريم دعاءها العظيم ببصيرة نورانية اخرى بقولها : {وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [آل عمران: 36]. وحينما رأى كل هذا الإخلاص وهذا الإيمان وهذه البصيرة في الدين، استجاب لها احسن استجابة. {فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا } [آل عمران: 37].

زكريا؛ هذا النبي العظيم أصبح كفيلاً لمريم، وفي ذلك تكريم لهذه الطفلة الصغرة، التي كانت - حسب ما يبدو - اكثر يقيناً من زكريا. إذ أن سيرة مريم وعبادتها كانت دليلاً لكفيلها الذي تنبه بعد حين الى أن يطلب من الله تعالى الرزق والبنين، رغم كونه قد بلغ من الكبر عتيا. {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ} [آل عمران: 38].

وهكذا تلاحظ تناقل الأفكار بين الصالحين؛ زوجة عمران التي نذرت الى الله ما في بطنها محرراً وأعاذته بربها من الشيطان الرجيم، وبين زكريا الذي لم ينقطع به الرجاء فطلب الى ربه أن يرزقه ذرية؛ ذرية طيبة تكون خير وارث لحمل أفكار وبصائر رسالات السماء.

من خلال هذه القصة العظيمة التي سردها القرآن الكريم، تتضح لنا معالم العلاقة بين الانسان وذريته، متى تبدأ؟ وكيف تكون؟

إن القرآن الكريم يريد لنا أن نعرف بأن هذه العلاقة تبدأ قبل ولادة الذرية؛ بل وقبل الزواج أيضاً، وتستمر حتى تصبح الذرية في رحم الأم وتتنامى حينما يخرج الجنين طفلاً صغيراً؛  يحسبه الجاهل قطعة من اللحم، غافلا عن إن الوليد الجديد عبارة عن جهاز متكامل. هذه العلاقة عادة ما يغفل عنها الانسان، فيبدو منه التقصير بحق أولاده.

إن تبعات غفلة الوالد والوالدة عن أولادهما لا تأتي دفعة واحدة، بل هي أمر تدريجي التأثير. فالوالد - مثلا - حينما يذهب الى السوق، والسوق كما البحر - فيه اللآلى والدرر والأسماك الطيبة وما يحل كله، وفيه أيضاً الحيوانات الخبيثة وما يحرم اكله - في هذا السوق تجارة طيبة وتجارة خبيثة. ومن المؤسف جداً أن هذا الأب الذي يتاجر لا يفكر بغير الربح، وينسى أن في صلبه ذرية، وأن الطعام الحرام الذي يتناوله سيؤثر حتماً على طبيعة ذريته الاخلاقية والنفسية. ثم تراه يتساءل عن السبب في فساد بنيه وبناته. ثم حينما تحل مرحلة الحمل يتغافل الاب عما ينبغي أن يطعم زوجته، والزوجة التي لا ترى في سماع الغيبة والتهمة والأغاني عيباً وضرراً عليها وعلى جنينها. في حين ان الجنين يتأثر بمجرد تفكير أمه، فضلاً عن فعلها. وفي مدة طفولته البريئة يتصوره الأب والأم دمية يستريحان اليها..

وقبل هذا وذاك؛ لابد من التأكيد على ضرورة اختيار القرين الصالح في الزواج ، ليتسنى بذلك ضمان أكبر نسبة ممكنة من النجاح في العلاقة الاسرية، بما في ذلك التناسل وصلاح الأجيال.

ومن يهدف إيقاف الانحدار والانحراف في الامة الاسلامية، لابد له من العمل على تغيير الأرضية التي تودي الى الانحراف، إذ بذلك تتم الوقاية الصحيحة. وبكلمة اخرى؛ إن الآباء والأمهات مدعوون الى التفكير والعمل على تربية جيل سليم الأخلاق. وتربية الجيل لا تعني بالضرورة سوق النصائح تلو الاخرى على مسامع الأطفال ضمن قوالب جامدة، تنفر الطفل عن الثقافة السليمة والبناءة أكثر مما تقربها وتحببها إليه.

كما لابد للآباء والأمهات أن يعوا بأن مشاكلهما الشخصية تنعكس بصورة مباشرة على نفسية الاولاد ، مما يعني أن تربيتهما لهم لن تكون سوى هواء في شبك. فانعكاس المشاكل الخارجة عن المنزل أو المشاكل التي لا علاقة للأولاد بها، بمثابة التربية السيئة - العملية - للأولاد. ومعلوم أن الانسان بطبيعته يستجيب ويتأثر ويتفاعل مع العمل أكثر منه بالقول.

ثم من الضروري جداً أن يسعى الآباء والامهات الى النهوض بمستواهم الديني والثقافي، ليوفروا لذريتهم الميدان المناسب الذي من شأنه الاجابة على ما يطمحون إليه من تطور وآمال. وعلى الذين يعكفون على التفكير الدائم بالدينار والدرهم، أن يعرفوا بأن السعادة الحقيقية - في واقع الأمر - تكمن في العمل على ضمان سعادة الآخرة عبر تقديم ذرية صالحة للمجتمع.

وفي الوقت الراهن نحن بمسيس الحاجة الى نهضة حقيقية في إدارة الاسرة والتربية، وتغيير الكثير من العادات والتقاليد الحاكمة التي ما أنزل الله بها من سلطان. التقاليد التي ترسبت في أذهاننا ونفسياتنا السلبية، التي هي الاخرى وليدة اخطاء الماضي وضغوط المادة والانحدار في الحاضر.

وإننا لمدعوون اليوم – في ظل التحديات الجبارة التي تتعرض لها الأمة الاسلامية بشكل عام وشريحة الشباب بشكل خاص - الى التخطيط بدقة متناهية على ضوء تعاليم الرسالة، لرسم مسيرة صالحة بما للكلمة من معنى لربية الأولاد، ليكونوا بحق نموذج البشرية الأفضل. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.