أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-8-2022
2484
التاريخ: 17/10/2022
1590
التاريخ: 16-8-2022
1117
التاريخ: 15-8-2022
905
|
مفهوم الإعلام الدولي
يعد مفهوم الاعلام الدولي من المفاهيم المتداخلة مع مفاهيم عدة بعضها ذات طابع اعلامي والبعض الاخر منها يمتد الى ميادين اخرى ترتبط بالسياسة والاقتصاد والتكنولوجيا او غيرها من المجالات الفكرية المتعددة ، كما يرتبط المفهوم بالمعيار الجغرافي الذي يرتبط بحدود الانتشار والاتساع الذي يجسده النشاط الاعلامي مهما كان شكله ووسائله على حدود الجغرافيا في قارات ودول العالم المتعددة ، وهو المعيار الذي شكل ضمن حدود معينة الحد الفاصل بين الاعلام عندما يوصف بانه ذو صفة وطابع دوليين او يوصف بانه اعلام محلي او وطني او اقليمي او قومي كما يعبر عنه في بعض السياقات.
كما يعد مفهوم الاعلام الدولي من المفاهيم المعاصرة التي لا تمتلك عمقا زمنيا كبيرا لاسيما وان وسائل الاعلام بأنواعها التقليدية والجديدة تعد حديثة التأسيس والنشأة ضمن التاريخ المعاصر، لكن السمة الواضحة التي يمكن تأشيرها بشأن ذلك المفهوم هي تداخله مع مفاهيم قريبة ومجاورة له لاسيما ما يتعلق بمفاهيم (العلوم السياسية، العلاقات الدولية ، القانون الدولي، الجغرافيا السياسية ، الاقتصاد الدولي، تكنولوجيا الاتصال والمعلومات).
وقد اسهم ذلك القرب والتداخل في بعض الاحيان بين المفاهيم المشار اليها الى التداخل بين التخصصات والتطبيقات والممارسات التي تحمل اوجه متعدد ، لكن القاسم المشترك بين المفاهيم كلها هو الاعلام ولاسيما الدولي منه .
ويعود ذلك التقارب والتلازم الى طبيعة علم الاتصال الذي يوصف بانه العلم الموجود في العلوم المجاورة ، وازاء ما تقدم فان مفهوم الاعلام او الاتصال الدولي يشير الى " النشاط الاتصالي الذي يستعين بوسائل الاعلام او الاتصال جميعها او بعضها في التوجه الى قطاعات من الجمهور الذي يتوزع على مناطق جغرافية متعددة تتمثل في دول وقارات ، وهو يستند الى القوة التأثيرية الفاعلة المستندة الى الخبرات والكفاءة والقدرة على تحقيق الاستهواء وجذب الجمهور الى التعرض عبر الاستعانة بالمستلزمات التقنية والفنية والاتصالية الكفيلة بتحقيق الاثر المطلوب". وهناك تعريفات عدة للإعلام الدولي ابرزها يشير الى انه " تزويد الجماهير في الدول الأخرى بالمعلومات الصحيحة والأخبار الصادقة بقصد التأثير على تلك الجماهير وإقناعها بعدالة قضايا الدولة التي يوجه إليها الإعلام الدولي حتى تتبنى جماهير الدول الأخرى مواقف تلك الدولة".
وتعريف آخر يصفه بأنه " نوع من الاتصال يقصد به تزويد الشعوب الأخرى بالأخبار والمعلومات بقصد التأثير عليهم وإقناعهم بالرسالة الإعلامية الموجهة أو انه " ذلك الإعلام الموجه الذي يخترق الحدود الدولية ليصل إلى الجمهور الخارجي في منطقه جغرافية مستهدفه لتحقيق احد أمرين أولهما تعريف الشعوب بالواقع الثقافي والحضاري والفكري للدولة وثانيهما تقديم خدمه اخباريه وثقافية.
ويتضمن مفهوم الاعلام الدولي بمعناه العام بعض المفاهيم الفرعية او الجانبية التي تذهب باتجاه الميادين التي يمكن تلمس تطبيقات الاعلام فيها ومنها :
١.الاتصال الثقافي : يعد ذلك النوع من الاتصال واحد من ابرز الوظائف التي ينتظر من الاعلام بكل وسائله ان يسعى الى تحقيقها ، وهي الوظيفة التي تؤكد الجانب الثقافي الذي يضطلع الاعلام بمهامه لاسيما ما يتعلق بالانفتاح على الثقافات والتعريف بها وتغطية نشاطاتها ومنجزاتها ، وما يسمى احيانا بالتلاقح الثقافي الذي يتمثل في التعريف بحضارات وثقافات المجتمعات الانسانية المتعددة ، كما يعد الاتصال بين الثقافات احدى المخرجات المطلوب تحقيقها وتجسيدها عبر وسائل الاعلام الدولية لاسيما وانها تستفيد من قدرتها على تجاوز الحدود الجغرافية والوصول الى الجمهور في شتى انحاء العالم ، وهو ما يهيئ الفرصة لنقل الثقافات وصورها والتعريف بجوانبها الانسانية ورموزها ومنجزاتها عبر المراحل التاريخية المختلفة .
ويشير الواقع والتطبيقات الى حالات من السعي للهيمنة الثقافية وتصدير بعض النماذج الثقافية في سياق ما يوصف بالغزو الثقافي قابلها في الجانب المقابل حالات من الانغلاق الثقافي وفرض سياسات الرقابة والمنع بحجج الحفاظ على الهوية والذاتية الثقافية ، وهو واقع يشير الى الانحراف عن المسار المثالي للإعلام الدولي على مستوى ما اشرنا اليه بشأن " الاتصال بين الثقافات "
٢.اتصال على المستوى القومي : يمثل الاعلام احد وسائل الدول القومية التي تسعى عبرها الى تحقيق الاهداف ذات السمة القومية على المستوى الخارجي ، وهي تتخذ منه اداة لنشر مبادئها وافكارها على المستوى الدولي ، كما انها تستفيد منه لدعم جهود مؤسساتها السياسية والدبلوماسية والعسكرية والاقتصادية لاسيما وان مثل تلك الدول تعد نفسها من ذوات الثقل والدور الدوليين الذي يستلزم وجود اتصالا او اعلاما قادرا على مجاراة ذلك الدور والتطلعات تلك ، ويمكن ان نستشهد في ذلك السياق بالإعلام الامريكي والبريطاني والفرنسي بل وحتى بإعلام بعض الدول في مرحلة الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة مثل الاعلام (السوفياتي) والاعلام الالماني (النازي) والايطالي (الفاشي) وغيرها من الشواهد التاريخية والمعاصرة التي تدلل على اعلام واتصال الدول القومية .
وفي ضوء المعطيات المرتبطة بالتطبيقات الخاصة بالإعلام الدولي على الصعد كافة وخلال مراحل تاريخية متعددة يمكن الاشارة الى مجموعة من الملامح والصفات والخصائص العامة التي يمكن الاشارة اليها في سياق توصيف الاعلام الدولي على مستوى المفهوم والتوجهات والتطبيقات والمعطيات العامة والتي من ابرزها:
1- تبني الاجندة : كما هو الحال في اي نشاط اعلامي تبرز الاشارة الى انه لا ينفصل العمل الاعلامي عن قصدية واهداف تثبت مسبقا قبل ان ينطلق النشاط الاعلامي بهدف بلوغها وتحقيقها ، وكما هو الحال مع الطروحات تلك يأتي الحديث عن الاعلام الدولي والذي تظهر فيه وبشكل جلي السياقات الخاصة بتبني الاجندة ورسم الاهداف السياسية وغير السياسية وعلى المستويين الاقليمي والدولي ، وتلخص تلك الفكرة منطلقات الاعلام الدولية التي تقوم على القصدية والاستهداف والتخطيط لتحقيق مجمل المصالح ، وتشير التجارب العالمية في ميدان الاعلام الى ان القائمين على مثل ذلك الاعلام غالبا ما يسعون الى تكييفه ليكون اداة داعمة للسياسة والدبلوماسية الخارجية لبعض الدول واداة لنشر المبادئ الفكرية السياسية للدول المحتضنة للإعلام فضلا عن جوانب تتعلق بدعم الدول الحليفة والصديقة ومهاجمة ومحاصرة الدول المناوئة ، كما ان الامر لا يخلو من الدعايتين الثقافية والسياسية التي تعد جميعها اهدافا مركزية للإعلام الدولي ووسائله لاسيما على مستوى الاذاعات الدولية الموجهة والفضائيات والصحافة الدوليتين ووكالات الانباء والسينما الدولية وغيرها من المظاهر الاعلامية الاخرى .
2- وسائل الاتصال الدولي : تعد الوسائل تلك المنافذ الاساسية لمضامين ومظاهر العمل الاعلامي الدولي ، وهي تختلف على مستوى قوتها وقدرتها على التأثير في قطاعات الجماهير وترتبط مظاهر القوة تلك بالخصائص الاتصالية لكل وسيلة وطبيعة المناخ التعرضي الذي يتيح علاقة اكثر مقبولية وتفاعلية بين الوسيلة والجمهور، لذلك يعد التعويل على وسائل اعلامية محددة بشكل خاص من قبل الدول الكبرى لاسيما التلفزيون والاذاعة والسينما حالة من الادراك للقدرات الهائلة التي تتمتع بها الوسائل تلك في تحريك الجمهور واستمالته في مواقف ومناسبات عدة .
3- التوزيع الاعلامي: يعد التوزيع احد ملامح القوة والجماهيرية التي على ضوئها يمكن قياس قوة ونفوذ وسائل الاعلام وتعد وسائل الاعلام ذات التوزيع الواسع والكبير من أكثر الوسائل التي يقترب منها توصيف الوسائل الاعلامية الدولية لاسيما وانها تمتلك فرصة الانتشار الدولي التي تأتي من قدرتها على الاستهواء وجذب الجمهور ودفعه نحو التلقي والتأثر في بعض الحالات ، وتظهر المعدلات بشان كبريات الصحف الدولية بان لديها القدرة على طبع ملايين النسخ وتوزيعها عبر العالم ما يجعلها عابرة للحدود والقوميات لتمثل نموذجا دوليا مكتمل المواصفات، كما ان شركات الانتاج السينمائي هي الاخرى تمتلك القدرة على الانتاج والتوزيع الواسع في كل انحاء العالم ، وهي بالتالي تحقق حضورا على المستوى الدولي ما يسهل عليها تحقيق الكثير من الاهداف التجارية والثقافية والسياسية حتى، وخير دليل على ذلك ما تحققه السينما المصرية ، ويمكن للحديث ذاته ان يمتد الى وكالات الانباء الدولية وللفضائيات الدولية وغيرها من وسائل الاتصال الدولية .
4- النمط الاعلامي : يتسم الاعلام الدولي وعبر وسائله المتعددة بالسعي للتركيز بشكل او بأخر على تنميط وقولبة المضامين الاعلامية ، وهي ستراتيجيات تتبعها الوسائل تلك لخلق حالات جماعية ذات طابع دولي من الاهتمام بموضوعات مقولبة وخلق ذوق مقولب ، وهو ما يتجسد في مجالات عدة منها السينما والتلفزيون عبر التركيز على قيم الترفيه والاثارة في مستوياته المتعددة وهي غالبا ما تسعى الى خلق مناخ من الاستعداد والتقبل لمثل هكذا مضامين وبالتالي يمكن معه تمرير القيم الغربية وانماط السلوك السائدة في الغرب وهو ما يقود الى حالات من الاغتراب والصراع القيمي في المجتمعات التقليدية .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|