المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

انتبه لحالتك المزاجية
27-3-2017
Lexical strata: Dutch and French
25-1-2022
“Southern” features
2024-03-27
الطريقة الإنسانية في تفسير التاريخ
24-1-2018
Hamilton,s Equations
7-10-2021
استكشف تاريخك الشخصي مع الخجل
15-9-2021


ادب التحيّة  
  
1248   02:02 صباحاً   التاريخ: 11/10/2022
المؤلف : الشيخ. د. أكرم بركات
الكتاب أو المصدر : كيف تتواصل مع الناس؟
الجزء والصفحة : ص65 ــ 71
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /

{وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا} [النساء: 86].

لم يقتصر الإسلام في دعوته الحنيفة على التركيز على المضمون، بل اهتم أيضا بالشكل ولياقاته، ومن هذه اللياقات ما يتعلق بلقاء المؤمن بالناس، فدعا المؤمنين ان يسعوا ليكونوا في تآلف وتواد مع الناس، فعن أمير المؤمنين (عليه السلام): (المؤمن مألوف، ولا خير فيمن لا يألف، ولا يؤلف)(1)، وعنه (صلى الله عليه وآله): (أحسن خلقك مع اهلك، وجيرانك، ومن تعاشر وتصاحب من الناس)(2).

 ودعا الإسلام إلى حسن الأداء الاجتماعي بالفعل واللفظ. فعنه (صلى الله عليه وآله): (ثلاث يصفين ود المرء لأخيه المسلم: يلقاه بالبشر إذا لقيه، ويوسع له في المجلس اذا جلس اليه، ويدعوه بأحب الأسماء اليه)(3).

وعن أمير المؤمنين (عليه السلام): (المؤمن بشره في وجهه، وحزنه في قلبه)(4).

وعن الإمام الصادق (عليه السلام): (وتبسم الرجل في وجه أخيه حسنة)(5).

السلام

وجعل من اللياقات الأساسية للقاء المسلم ان يسلم عليه، فعن أبي عبد الله (عليه السلام): (للمسلم على أخيه المسلم من الحق ان يسلم عليه اذا لقيه)(6).

وأكد الإمام الصادق (عليه السلام) ان يكون أول الكلام في اللقاء هو السلام، فعنه (عليه السلام): (السلام قبل الكلام)(7)، كما ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) انه قال: (ابدؤوا بالسلام قبل الكلام، فمن بدأ بالكلام قبل السلام، فلا تجيبوه)(8).

والسلام هو دعاء ان يكون الآخر في سلم وسلامة في دينه ودنياه.

كيفية السلام

ذكرت بعض الروايات ان اداء السلام واكب الإنسان منذ وجوده، فقد ورد: (أن الله قال لادم: انطلق إلى هؤلاء الملأ من الملائكة فقل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فسلم عليهم، فقالوا: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، فلما رجع الى ربه ـ عز وجل ـ قال له ربه تبارك وتعالى: هذه تحيتك وتحية ذريتك من بعدك فيما بينهم الى يوم القيامة)(9).

من هنا كانت عبارة (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته)، هي الصيغة الرسمية للسلام، وهذا ما يدخل في اطار اهتمام الإسلام بالشكليات، اضافة الى المضمون الذي هو الاصل. لذا فان القران الكريم ادب المسلمين بقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [البقرة: 104].

وسبب هذا النهي هو ان (راعِنا) هو قول يدخل في الشكليات المعتمدة عند اليهود، قال تعالى: {مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا} [النساء: 46].

اذا صيغة السلام في شريعة الله تعالى، هي: (السلام عليكم)، وهي صيغة يجب ردها حتى في الصلاة.

نعم، لم يمانع الإسلام من انواع اخرى لصيغ التحايا فيما لا يحمل ثقافة الاخر، فعن الإمام الصادق: (ان المؤمن إذا لقى اخاه المؤمن، فقال له: مرحبا، يكتب له مرحبا الى يوم القيامة)(10).

من فوائد السلام

1ـ إضفاء المحبة بين المؤمنين

عن النبي (صلى الله عليه وآله): (أفلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال (صلى الله عليه وآله): (أفشوا السلام بينكم)(11).

2ـ إضفاء روحية التواضع

عن الإمام الصادق (عليه السلام): (من التواضع ان تسلم على من لقيت)(12).

3ـ زيادة الحسنات

عن النبي (صلى الله عليه وآله): (سلم على من لقيت، يزد الله في حسناتك)(13).

من آداب السلام

1ـ الابتعاد عن الفرز الطبقي

عن الإمام الرضا (عليه السلام): (من لقى فقيراً مسلما، فسلم عليه خلاف سلامه على الغني لقى الله ـ عز وجل ـ يوم القيامة، وهو عليه غضبان)(14).

2ـ المبادرة بالتسليم

عن الإمام علي (عليه السلام): (السلام سبعون حسنة، تسعة وستون للمبتدئ، وواحد للراد)(15)، وورد عن الإمام الصادق (عليه السلام): (إن المؤمن ليمر بالمؤمنين، فيسلم عليهم فترد الملائكة: سلام عليكم ورحمة الله وبركاته)(16).

3ـ المصافحة مع التسليم

عن النبي (صلى الله عليه وآله): (اذا تلاقيتم، فتلاقوا بالتسليم والتصافح، واذا تفرقتم فتفرقوا بالاستغفار)(17).

وقد أكد أهل البيت (عليهم السلام)، أن للمصافحة آثارا إيجابية، منها إزالة العلائق القلبية السلبية تجاه المؤمنين، ففي الرواية (تصافحوا؛ فان المصافحة تذهب بالشحناء)(18)، وفي رواية أخرى: (تصافحوا يذهب الغل عن قلوبكم)(19).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ الكليني، محمد، الكافي، ج2، ص102.

2ـ المجلسي، محمـد باقر، بحار الأنوار، ج 74، ص67.

3ـ الكليني، محمد، الكافي، ج2، ص643.

4ـ ابن ابي طالب، الإمام علي، نهج البلاغة، ج4، ص78.

5ـ الكليني، محمد، الكافي، ج2، ص188.

6ـ المصدر السابق، ص171.

7ـ البروجردي، حسين، جامع أحاديث الشيعة، ج15، ص228.

8ـ المصدر السابق، ص644.

9ـ الحر العاملي، محمد حسن، وسائل الشيعة، ج12، ص67.

10ـ المصدر السابق، ص232.

11ـ السبحاني، جعفر، في ظل أصول الإسلام، (لا، ط)، قم، مؤسسة الإمام الصادق (عليه السلام)، 1410هـ، ص19.

12ـ الكليني، محمد، الكافي، ج2، ص646.

13ـ المفيد، الآمالي، تحقيق حسين الإستاد ولي وعلي، أكبر الغفاري، ط2، بيروت، دار المفيد، 1414هـ، ص60.

14ـ الحر العاملي، محدد حسن، وسائل الشيعة، ج12، ص64.

15ـ المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، ج73، ص11.

16ـ المصدر السابق، ص6.

17ـ المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، ج73، ص5.

18ـ الهندي، علاء الدين، كنز العمال، ج9، ص134.

19ـ السيوطي، جلال الدين، الجامع الصغير، ط1، بيروت، دار الفكر، 1401هـ، ج1، ص507. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.