أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-11-21
931
التاريخ: 18-6-2022
1737
التاريخ: 2023-07-21
1247
التاريخ: 16-2-2021
2610
|
{وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا} [النساء: 86].
لم يقتصر الإسلام في دعوته الحنيفة على التركيز على المضمون، بل اهتم أيضا بالشكل ولياقاته، ومن هذه اللياقات ما يتعلق بلقاء المؤمن بالناس، فدعا المؤمنين ان يسعوا ليكونوا في تآلف وتواد مع الناس، فعن أمير المؤمنين (عليه السلام): (المؤمن مألوف، ولا خير فيمن لا يألف، ولا يؤلف)(1)، وعنه (صلى الله عليه وآله): (أحسن خلقك مع اهلك، وجيرانك، ومن تعاشر وتصاحب من الناس)(2).
ودعا الإسلام إلى حسن الأداء الاجتماعي بالفعل واللفظ. فعنه (صلى الله عليه وآله): (ثلاث يصفين ود المرء لأخيه المسلم: يلقاه بالبشر إذا لقيه، ويوسع له في المجلس اذا جلس اليه، ويدعوه بأحب الأسماء اليه)(3).
وعن أمير المؤمنين (عليه السلام): (المؤمن بشره في وجهه، وحزنه في قلبه)(4).
وعن الإمام الصادق (عليه السلام): (وتبسم الرجل في وجه أخيه حسنة)(5).
السلام
وجعل من اللياقات الأساسية للقاء المسلم ان يسلم عليه، فعن أبي عبد الله (عليه السلام): (للمسلم على أخيه المسلم من الحق ان يسلم عليه اذا لقيه)(6).
وأكد الإمام الصادق (عليه السلام) ان يكون أول الكلام في اللقاء هو السلام، فعنه (عليه السلام): (السلام قبل الكلام)(7)، كما ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) انه قال: (ابدؤوا بالسلام قبل الكلام، فمن بدأ بالكلام قبل السلام، فلا تجيبوه)(8).
والسلام هو دعاء ان يكون الآخر في سلم وسلامة في دينه ودنياه.
كيفية السلام
ذكرت بعض الروايات ان اداء السلام واكب الإنسان منذ وجوده، فقد ورد: (أن الله قال لادم: انطلق إلى هؤلاء الملأ من الملائكة فقل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فسلم عليهم، فقالوا: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، فلما رجع الى ربه ـ عز وجل ـ قال له ربه تبارك وتعالى: هذه تحيتك وتحية ذريتك من بعدك فيما بينهم الى يوم القيامة)(9).
من هنا كانت عبارة (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته)، هي الصيغة الرسمية للسلام، وهذا ما يدخل في اطار اهتمام الإسلام بالشكليات، اضافة الى المضمون الذي هو الاصل. لذا فان القران الكريم ادب المسلمين بقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [البقرة: 104].
وسبب هذا النهي هو ان (راعِنا) هو قول يدخل في الشكليات المعتمدة عند اليهود، قال تعالى: {مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا} [النساء: 46].
اذا صيغة السلام في شريعة الله تعالى، هي: (السلام عليكم)، وهي صيغة يجب ردها حتى في الصلاة.
نعم، لم يمانع الإسلام من انواع اخرى لصيغ التحايا فيما لا يحمل ثقافة الاخر، فعن الإمام الصادق: (ان المؤمن إذا لقى اخاه المؤمن، فقال له: مرحبا، يكتب له مرحبا الى يوم القيامة)(10).
من فوائد السلام
1ـ إضفاء المحبة بين المؤمنين
عن النبي (صلى الله عليه وآله): (أفلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال (صلى الله عليه وآله): (أفشوا السلام بينكم)(11).
2ـ إضفاء روحية التواضع
عن الإمام الصادق (عليه السلام): (من التواضع ان تسلم على من لقيت)(12).
3ـ زيادة الحسنات
عن النبي (صلى الله عليه وآله): (سلم على من لقيت، يزد الله في حسناتك)(13).
من آداب السلام
1ـ الابتعاد عن الفرز الطبقي
عن الإمام الرضا (عليه السلام): (من لقى فقيراً مسلما، فسلم عليه خلاف سلامه على الغني لقى الله ـ عز وجل ـ يوم القيامة، وهو عليه غضبان)(14).
2ـ المبادرة بالتسليم
عن الإمام علي (عليه السلام): (السلام سبعون حسنة، تسعة وستون للمبتدئ، وواحد للراد)(15)، وورد عن الإمام الصادق (عليه السلام): (إن المؤمن ليمر بالمؤمنين، فيسلم عليهم فترد الملائكة: سلام عليكم ورحمة الله وبركاته)(16).
3ـ المصافحة مع التسليم
عن النبي (صلى الله عليه وآله): (اذا تلاقيتم، فتلاقوا بالتسليم والتصافح، واذا تفرقتم فتفرقوا بالاستغفار)(17).
وقد أكد أهل البيت (عليهم السلام)، أن للمصافحة آثارا إيجابية، منها إزالة العلائق القلبية السلبية تجاه المؤمنين، ففي الرواية (تصافحوا؛ فان المصافحة تذهب بالشحناء)(18)، وفي رواية أخرى: (تصافحوا يذهب الغل عن قلوبكم)(19).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ الكليني، محمد، الكافي، ج2، ص102.
2ـ المجلسي، محمـد باقر، بحار الأنوار، ج 74، ص67.
3ـ الكليني، محمد، الكافي، ج2، ص643.
4ـ ابن ابي طالب، الإمام علي، نهج البلاغة، ج4، ص78.
5ـ الكليني، محمد، الكافي، ج2، ص188.
6ـ المصدر السابق، ص171.
7ـ البروجردي، حسين، جامع أحاديث الشيعة، ج15، ص228.
8ـ المصدر السابق، ص644.
9ـ الحر العاملي، محمد حسن، وسائل الشيعة، ج12، ص67.
10ـ المصدر السابق، ص232.
11ـ السبحاني، جعفر، في ظل أصول الإسلام، (لا، ط)، قم، مؤسسة الإمام الصادق (عليه السلام)، 1410هـ، ص19.
12ـ الكليني، محمد، الكافي، ج2، ص646.
13ـ المفيد، الآمالي، تحقيق حسين الإستاد ولي وعلي، أكبر الغفاري، ط2، بيروت، دار المفيد، 1414هـ، ص60.
14ـ الحر العاملي، محدد حسن، وسائل الشيعة، ج12، ص64.
15ـ المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، ج73، ص11.
16ـ المصدر السابق، ص6.
17ـ المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، ج73، ص5.
18ـ الهندي، علاء الدين، كنز العمال، ج9، ص134.
19ـ السيوطي، جلال الدين، الجامع الصغير، ط1، بيروت، دار الفكر، 1401هـ، ج1، ص507.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|