المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

معنى كلمة ويل
29/11/2022
كيفية زراعة اللوبياء
10-4-2016
تصنيف درجات البناء بشكل عام
2-2-2023
sub-categorization (n.)
2023-11-23
Thermal Non-Leakage Probability
17-4-2017
تنظيم الرسالة الإعلامية
20-8-2020


تصنيف الاحتياجات لدى الأطفال / الحاجة الى المسكن  
  
1304   11:30 صباحاً   التاريخ: 28/9/2022
المؤلف : علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الأسرة ومتطلبات الطفل
الجزء والصفحة : ص139ــ150
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

من المشاكل التي تواجه مسألة تربية الأطفال في العالم المعاصر هي عدم إمتلاك الفضاء الكافي والمحيط المناسب للنمو. وتكون نتيجه ذلك وجود اطفال قلقين، خاملين وكسالى لا نشاط لهم وبالتالي ايجاد اطفال اشرار.

إن البيت هو المكان الذي يقضي فيه الطفل اوقات فراغه ويجد فيه الهدوء والأمن والإستراحة. وهو يبحث فيه عن الوان الأنس والمحبة ونيل كل آماله وطموحاته. ولو أردنا ان ينمو الطفل في محيط مناسب ينبغي علينا التفكير بإيجاد حل لتأمين مسكنه المناسب ونوفر له محيط سالم آمن؛ إذ تعرض هذا الأمر وللأسف للخطر بسبب حركة التطور والثورة الصناعية، ويزداد تفاقماً يوماً بعد آخر. وقد طالت هذه الصعوبات والمشاكل وللأسف المجتمع الصناعي أيضاً إذ يعيشون أيضاً في ظروف حياتية حادة.

الحاجة الى المسكن :

ان الطفل بحاجة الى مسكن ومحل آمن ليواصل حياته فيه، وينظم اموره وامكاناته في ذلك المكان، ويكون بوسعه ان يتنفس الصعداء فيه أيضاً.

صحيح انه يعيش في كنف والديه، إلا انه يحتاج في نفس الوقت الى مكان مستقل وبعيد عن تدخل الاخرين وبالشكل الذى يتناسب مع مقدار نموه.

وفيما يتعلق بأهمية البيت للطفل يمكن القول ان البيت يعتبر بمثابة الوطن وبلد الطفل، وان أمنه يعد أمراً ضرورياً بالنسبة له، ولو شعر بوجود خطر يهدده سيضحي بنفسه من اجله.

ومن جانب آخر فان وجود المسكن المناسب يهيئ الاجواء المناسبة لسلامة الطفل الجسمية والنفسية ويؤمن سعادته ونشاطه.

ويعتقد بعض علماء النفس انه بإمكانهم تغيير سلوك الطفل من خلال تغير المحيط والمسكن الذي يعيش فيه الطفل، ويعتبر هذا بحد ذاته من طرق العلاج، واعادة صياغة شخصية الاطفال.

وعندما يجد الطفل نفسه في محيط هادئ ومكان رحب سيكون بوسعه الاعراب عن نفسه، وزيادة نشاطه وتفعيله، وتقوية حالة الإقدام والمبادرة لديه، ويحصل بالتالي على السعادة والحيوية.

الفضاء الذي يعيش فيه الطفل :

انها لخسارة كبرى على نمو وتربية الطفل إذ يضطر اطفال العالم في يومنا هذا الى العيش في غرف ضيقة ومظلمة وفي فضاء محدود ومغلق، ومن الضروري الالتفات الى ثلاثة امور في هذا المجال.

١- الحاجة الى محيط واسع :

يحتاج الطفل الى محيط واسع نسبياً لممارسة العيش، والركض والحركة، وكلما كان البيت ضيقا كان شعور الطفل بالتحدد أكبر.

ان المحيط الواسع له تأثير فعال في النمو الجسمي والروحي عند الطفل، ويشعر الطفل فيه بالسرور والسلامة، إذ ان أهمية الأمر لا تقتصر على الاطفال فحسب، بل حتى بالنسبة للكبار أيضاً، ولهذا السبب يعد البيت الواسع من عوامل سعادة الانسان في الاسلام إلا ان هذه السعادة ليست في متناول الجميع كما يبدو.

وفي المحيط الواسع الرحب يمكن ان يلهو الطفل وينشغل لفترات طويلة دون ان يثير متاعب معينة لوالديه أو ان يعرض نفسه للأذى، ويمكن أيضاً تحفيز رغباته ومساعيه وجعله يعيش في ظروف ملائمة من ناحية استخدام قابلياته وذكائه.

ان الطفل يريد ان يركض، ويتحرك ويتصارع، إذ ان الكبار يضطرون في هذه الحالة الى مواجهة الاطفال ومنعهم، ويعد هذا الأمر بحد ذاته خسارة كبرى في كيفية تربية الطفل.

٢- مخاطر المحيط الضيق :

لا يمكن المحافظة على بقاء الطفل في الفضاء الضيق والمحدود لأكثر من دقائق معدودة، ان المحيط المحدود يؤدي الى الارهاق، والتوتر والحيرة. ومن الممكن ان يقوم بإثارة الضوضاء ويقف بوجه والديه ويثير المتاعب.

وكذلك ان لم يتوفر المحل والمكان الكافي لنمو الطفل فان احتمال لجوئه الى الاساءة والتخريب سيكون واردا جدا ، وسوف تبدو عليه التصرفات السلبية، ولو اطلقتم اطفالكم المعاندين والمشاكسين في فضاء اوسع سترون كيف انهم يتصفون بالهدوء والسكينة وكيف انهم سيمارسون اعمالهم.

ولهذا السبب يقول المتخصصون بعلم النفس التربوي: ان الفضاء الكافي والمطلوب للأطفال يعتبر نوعاً من أساليب المواجهة مع التصرفات السلبية والغير لائقة، ومن غير المستحسن ابقاء الطفل في محيط مغلق وراكد أوان نطلب منه التخلي عن نشاطه وتحركه والذي يعد من لوازم نموه.

٣- ضرورة تغيير البيت :

من المعلوم لدينا ان توفير البيت والمسكن المناسب ليس أمراً ميسوراً إلا اننا نعيد الى اذهاننا هذه الملاحظة حسب الرؤية التربوية، ذلك ان الزاد والولد أمران حسنان، ولكن يجب توفير مستلزمات الحياة للطفل بنفس ذلك المستوى، ومنها الفضاء المناسب لكي تتهيئ ظروف نموه.

وحسب وجهة النظر التربوية من الضروري ان نلجأ في بعض الموارد الى تغيير المحيط الذي يعيش فيه لا سيما وان بعض التحقيقات اوضحت ان المحيط المضطرب والغير هاديء يساعد على خلق المناخ الملائم للفساد، ومن المعلوم ان الانسان بطبيعته مخلوق يميل وبسرعة الى اقامة الروابط  الاجتماعية مع الآخرين، ويدرك كيف يتصرف وباي اسلوب.

ان الاماكن الملوثة تساعد على خلق الاجواء المناسبة للانحرافات، بينما نجد على العكس من ذلك، فان المحيط النظيف السالم يعد عاملاً من عوامل نمو الفضائل والاخلاق لدى الطفل، وبهذا الصدد ينبغي للوالدين ان يكونوا اذكياء ومنتبهين ،وان لا يهتموا فقط بالبيوت الباهضة الثمن وبالمناطق المعروفة للسكن والاقامة.

مواصفات مسكن الاطفال :

لابد ان تتصف مساكن الاطفال بخصائص معينة خاصة وان امكانية تأمين جميع الشروط والمواصفات أمر غير ميسور بالنسبة للجميع، ولكن مع مراعاة الأهم والمهم سوف نستعرض ابحاثنا لكي يتمكن كل منا من تأمين القسم الأعظم والأكثر من تلك الشروط لعوائلنا وابنائنا، أما تلك الخصائص والشروط فهي كما يلي :

١- من الجانب الايجابي :

يجب ان يكون مسكن الاطفال مضاءً وتصله اشعة الشمس، دافيء ومناسب وفي مرآى من والديه، ملائماً لتهوية، وذو فضاء مفتوح وواسع ومكاناً لألعابه واستراحته، نظيفاً هادئاً سالماً آمناً ومنظماً وجميلاً قدر الامكان كي يشعر الطفل معه بالهدوء والاستقرار.

ليس من الضروري ان يشتمل مكان الطفل على الأمور الكمالية ولكن لابد من ان يكون بالشكل الذي يستجيب معه للشروط الاساسية لحياة الطفل وسلامته وانسجامه، إذ ليس من الضروري اختيار السجاد الباهض الثمن لفرش ارضية الغرفة، بل يكفي ان نفرشها بحصير، او اي فرش اخر، ولكن بشرط ان يكون نظيفاً ويدل على التنظيم والهدوء، حتى ان اضاءة الغرفة ولون جدرانها تعتبر مسالة مهمة بالنسبة للطفل إذ يجب ان يكون اللون فاتحاً ولا يضر بالعين.

٢ـ من الجانب السلبي:

ويجب ان يتصف البيت بالصفات التالية من حيث الجوانب السلبية :

* يجب ان يكون الوضع بالشكل الذي لا يتعرض فيه الطفل الى التسمم والتعرض لصعق التيار الكهربائي، والاحتراق والغرق.

* عدم وجود الآلات الجارحة كالسكين، والمقص والاقلام ذات الرؤوس المدببة، والاشياء القابلة للكسر والجرح، أو الاشياء الثمينة، وان تكون الغرفة غير مشرفة ولا تحتوي على شرفة، ولا يحتمل سقوط الطفل منها.

* ان تكون غرفة الطفل ومحل سكونته بالشكل الذي لا يتمكن الطفل معه الحاق الضرر بنفسه، ولا يمكنه كسر الأثاث وايذاء نفسه، وان يكون بوسعه لمس الاشياء بدون ان يحدث له مكروه أو على الاقل ان يكون للطفل الماماً بالمخاطر وفي مأمن منها، وفي حالة حدوث حادثة ما يمكن للطفل ان يخرج من الغرفة وينجو بنفسه.

* وان تغطى شبابيك الغرفة بطريقة تحافظ على الطفل فيما لو راودته الوساوس، ولا تدع مجالاً يساعد على سقوط الطفل أحياناً، كما يجب ان لا يحتوي الباب على قفل داخلي إذ لوحظ ان الطفل يحبس نفسه أحياناً في الغرفة، ولا يملك سبيلاً للنجاة.

الغرفة الخاصة:

ما اكثر الاحتياجات التي يشعر بها الاطفال إلا ان امكانية توفيرها لا تتيسر في كل الأسر ولجميع الآباء، ومنها توفير غرفة خاصة للطفل.

ومما لا شك فيه ان الطفل في سني عمره الأولى يعيش في غرفة والديه، ويحتاج اليهم، ولكن ابتداءً من نهاية السنة الثالثة من العمر تقريباً والذي يمثل سن البحث عن الاستقلال وظهور الشخصية، تبدأ حاجته الى ان يعيش في مكان يشعر فيه بانه ملكه وعائد له، ويشعر فيه باستقلاله ووجوده.

ومن الناحية التربوية يلزم تحقيق هذه الامكانية للأطفال، حتى ان هذا الأمر قد يصل الى حد الوجوب بعد سن السابعة والثامنة من العمر، لان العيش الى جوار الوالدين والنوم والاستراحة في غرفتهم يكون أحياناً أمراً سلبياً ويؤدي الى الانحراف، ومن الممكن ان يساعد على تلوثهم في السنين التالية، كما ان تحرك الطفل المستمر في غرفة والديه يساعد على خلق أجواء عدم التحمل، ويقود أحياناً الى المواجهة، والذي يعتبر أمراً غير صائباً، ونعلم أيضاً ان الطفل عندما يكون في غرفته الخاصة به بإمكانه ان ينشغل بعالمه الخاص ولا شأن له بالآخرين.

المسكن والاستقلال :

ان الطفل يشعر بالاستقلال في غرفته ولا يتخلص من تبعيته الحادة والمرهقة، ويعد هذا الأمر اكثر ضرورة بالنسبة للطفل الذي يعيش في عائلة كبيرة لأنه سيكون - بلورة فرديته فضلا عن مراعاة الحياة الجماعية.

ان العيش الى جانب الوالدين طيلة الوقت، والركض خلف الأم حتى في المطبخ وباحة الدار بالرغم من كونه عاملاً مساعداً لنمو الطفل وسلامته الفكرية وتعليمه فنون الممارسات الحياتية إلا ان الاستمرار على ذلك وبقاء هذه الحالة سيؤدي بالتالي الى خلق متاعب اضافية للوالدين انفسهم كما انه لا يعد امراً مناسباً من الناحية الاخلاقية.

ان العيش في غرفة الوالدين يولد لدى الطفل أحياناً شعوراً معيناً بانه اصبح موجوداً مضايقاً ومتعباً ويحيا حياة تتسم بالتبعية ويشعر بعدم الاستقلال.

وعلى الوالدين ان يدركوا بان الطفل في حدود السنة الثالثة والرابعة أو السابعة والثامنة كحد اقصى لم يعد طفلاً صغيراً حتى يختصر كل الفضاء الذي ينبغي ان يعيش فيه في مهده وفراشه فقط، انه بحاجة الى ان يتحرك بكل حرية، وان يصوغ لنفسه عالماً خاصاً به، وينظم فيه اشياءه بكل دقة وترتيب وهذا نوع من التمرين على الاستقلال والتخلص من التبيعة.

المسكن ولعب الاطفال :

مسكن الطفل هو محل لعبه، انه حر في ان يقرأ فيه الشعر، ويلعب وينظم ادوات لعبه حسب ذوقه ورغبته، ويكشف عن ميوله وذوقه، ويمتلك الحرية في العمل، يتحرك ويركض، بل حتى يطلق الاصوات ويثير الضوضاء، ويتطور ويندفع الى الامام بكل اطمئنان ولا ينبغي للوالدين منعه في هذا الصدد بل انه من الضروري مساعدتهم اياه وان يضعوا الامكانيات اللازمة تحت تصرفه.

كما يجب ان يكون مسكن الطفل بالشكل الذي يتمكن فيه ان يلاعب اصدقاءه ويصنع لنفسه لعباد جديدة بمساعدة اصدقاءه وتتوفر فيه امكانية الاعراب عن كلماته الطفولية وخلق الاواصر العاطفية مع احبائه واصدقائه، ان ايجاد مثل هذه العواطف الودية، وفي محيط سالم مأنوس، والانسجام والتماثل مع الافراد المسنون يعد أمرا ضروريا لنمو الاطفال وثقافتهم.

المسكن وعالم الطفل:

ان المسكن المنفصل والمستقل يمنح الطفل القابلية على بناء عالم جديد لنفسه، عالم منفصل عن عالم والديه ويليق بقابلياته وافكاره، وفي ذلك العالم يبني لنفسه بيتاً مبنياً من ادواته ولعبه، إذ يصف العرائس بعضها الى جنب البعض الآخر، ويقفز ويركض ويبني ويخرب...

انه يمارس العابه في هذ المكان، ويتناول طعامه، وينام متى مادعت الضرورة الى ذلك، وينال قسطاً من الراحة ويسرد لنفسه قصة معينة، وقراءة الشعر والاناشيد، ولو شعر في السنين التالية بعدم الارتياح وممارسة الضغط عليه يلجأ الى الحقد والكراهية و... وكل ذلك ضروري لنموه وتكامله كما وان الطفل يشعر بطعم السرور واللذة من جراء ذلك كله.

المعلومات اللازمة:

ان الطفل يشعر بالحاجة الى معرفة انماط الحياة في المحيط الجديد وان يكون عالماً الامور والاشياء التي لا ينبغي له التعرض لها وكيف يتصرف معها ويستخدمها كي لا يسقط من يده طبقاً أو مصباحاً على سبيل المثال، وينبغي ان يعلم اي الاشياء يجب ان لا يدخل اصبعه فيها ، ولماذا يجب ان لا يلعب بنقطة الكهرباء.

كما يجب تعليم الطفل بأن يكون منظماً في غرفته، ولا يثير الضوضاء، ولا يبعثر الاشياء، ولا يهمل ادوات لعبه ويلقيها هنا وهناك، ويرتب فراشه وسرير نومه، وينظم ادواته واشيائه.

كما يجب ان يحرم الطفل من العيش في غرفة خاصة به طالما لم يصل الى هذا المستوى من التنظيم والترتيب، ولكن المسلم به انه كلما اسرع الوالدين الى توفير واعداد الغرفة الخاصة بالطفل فان ذلك يعود بالنفع عليهم وعلى الاطفال ومن مصلحتهم وان يعلموا على الاسراع في ايجاد الاجواء المناسبة لاستقلاله واستقراره من خلال التعليمات التي يزودونه بها تدريجياً.

مراقبة الوالدين:

من الخطأ ان يصار الى تهيئة غرفة خاصة للطفل ووضعها تحت تصرفه ويلقون حبله على غاربه يفعل ما يشاء بنفسه ، لأنه في هذه الحالة سيتعرض الى مخاطر وآثار وخيمة، صحيح ان الطفل يعيش في الغرفة الخاصة به ولكن يجب ان يخضع لمراقبة والديه بشكل كامل.

والطفل لا يملك الحق في ان يدخل غرفة معينة ويغلق الباب على نفسه وبوجه الآخرين أو ان يخلي الغرفة لنفسه عندما يكون مع اصدقائه ومن الضروري للوالدين ان يبددوا محاولاته للاختلاء بنفسه وبأعذار مختلفة ويقفوا على الوضع والحالة التي يكون عليها الاطفال، ويجب ان تنفذ حالات التردد عليهم باستمرار للحؤول دون اعطاء اي فرصة للانحراف.

ليس من الصحيح ان تحقق هذه المسالة فيما يتعلق بتردد الطفل على غرفة والديه ويجب تعويد الطفل على طرق الباب والاستئذان من والديه في الدخول في اوقات النوم والاستراحة وتواجدهم دخل غرفتهم وان هذا الأمر مستند الى تعاليم الاسلام والقرآن .

في حالة عدم توفر المسكن المناسب :

نعم، قلنا انه لا يتيسر للجميع توفير المسكن والظروف المناسبة للأطفال، وفي هذه الحالة تتضاعف مسؤولية الوالدين ويزداد ثقل المسؤولية عليهم، إذ جدون اولاً ان عليهم القيام بمراقبة اكثر، وسيطرة ادق على اطفالهم وثانياً، استصحاب الاطفال الى المتنزهات أحياناً واماكن الترفيه ليجدوا فرصة وامكانية مناسبة للإعراب عن انفسهم.

ان السماح للأطفال بالذهاب الى الازقة أمر خاطئ وخطر في جميع الاحوال إلا إذا وقف الأب والأم في الزقاق كي يلعب الطفل ساعة من الوقت ويستأنس بزملائه الاطفال، ولا اشكال في ارسال الطفل الى بيوت الآخرين ليلعب مع اطفالهم بشرط ان لا يكون ذلك سيئاً على تربيته، وان لا يجر الطفل الى الفساد والانحراف، ولا يؤدي به الى الاستسلام وتقبل ثقافة هذه العوائل.

ومن الممكن أيضاً ان نجعل جزء من مساحة غرفنا تحت تصرف الطفل في البيوت الضيقة والمحدودة أحياناً كي يقوم بممارسة الالعاب الهادئة والخالية من الضوضاء الا ان ذلك لا يغنيه عن حاجته الاساسية الى محيط مفتوح وواسع، ويمكن التعويض عن ذلك من خلال اخذه بين الحين والآخر الى خارج المنزل والتجوال في المنتزهات والاماكن الترفيهية.

ان هذه الرقابة ضرورية جداً لحين بلوغ الطفل السن الدراسية، إلا ان دخول الطفل الى المدرسة يوازن هذه الحاجة الى حد ما، ولكن أيضاً بشرط ان لا تكون المدرسة من نوع البيت، إذ ينبغي ان تمتلك فضاء اوسع ومحيطاً اكثر انفتاحاً على الاقل علماً بان هذا الأمر غير متحقق للأسف في الكثير من المدن الكبيرة أيضاً. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.