الأسلوب التقني المعاصر

وله أهمية كبرى في مجال الدراسات الجغرافية الحديثة لمعالجة الظواهر الحيوية والمهمة المرتبطة بتوزيع المحلات العمرانية، وخاصة لأن الجغرافيا أخذت تتخلي تدريجيا عن المنهج الوصفي وتتسلح بمناهج أكثر تعقيدا، ولكنها أكثر مصداقية ودقة في تحليل الظاهرات الجغرافية (تحليل النظم Analysis System)، وواكب ذلك ما عرف بالثورة الكمية والتعويل علي التحليل الرياضي، وهذا الأسلوب كما يري " همبولت Humboldt"، " ريتر Ritter " بدونه يفقد الجغرافي أصالته ويصبح ناقص التكوين، فبعد أن يتم تجميع الحقائق وفحصها والربط بينها ربطا متناسقا، ومن هنا يأتي دور التحليل ومعرفة الأسباب واستخلاص النتائج وفيه يتم الاعتماد على تطبيق نظم المعلومات الجغرافية في معالجة و تحليل قاعدة البيانات الجغرافية لكونه أدق من المنهج الوصفي، والتي لا تخفى علينا مزاياها في الحصول على المعلومات وعمل التحليلات والنماذج والرسوم البيانية والخرائط بطريقة مقننة وسريعة والتي تم من خلالها التعرف علي طبيعة التوزيع المكاني للظاهرات الجغرافية باستخدامات التقنيات والاتجاهات الجغرافية المعاصرة، واستخدم في تخطيط المناطق العشوائية من خلال تحليل السياسات النظرية لمعالجة وتقديم مقترحات من خلالها يمكن المساعدة في حل مشكلاتها، وذلك بغرض إظهار القيمة النفعية للجغرافيا بجانب التخصصات الأخرى العاملة على حل مشكلات المناطق العشوائية، وقد بدأ تطبيقها في معظم جامعات ومؤسسات الدول المتقدمة بالإضافة إلى تطبيقها في بعض الدول العربية على سبيل المثال وليس الحصر في جامعات المملكة العربية السعودية وقطر، ونظم المعلومات عبارة عن دراسة تحليلية تطبيقية بهدف إدخال الأساليب والتقنيات العملية الحديثة في مجال البحوث العلمية بوجه عام، وفي جميع مجالات فروع الجغرافيا المتعددة بوجه خاص، ففي مجال جغرافية المدن تستخدم نظم المعلومات الجغرافية في مساعدة توفير إمكانية التحليل الكمي والنوعي وتسهيلات إسقاط الخرائط الخاصة بدراسة المدن، فضلا عن المخططات البيانية وتحويل تلك المعلومات الوصفية إلى بيانات واشكال رقمية .