المنهج التاريخي  Historical Approach

وفيه يتم إلقاء الضوء على الخلفية التاريخية لنشأة مراكز العمران الريفي والعوامل الطبيعية والبشرية المؤثرة فيه ، وهو ذلك المنهج الذي يهتم بدراسة ظاهرة طبيعية أو ظاهرة بشرية في الماضي خلال فترة محددة ، وفي هذا يستفيد المنهج من الماضي لفهم الحاضر، وأن هذا الفهم للماضي أولا لابد أن يمر بمرحلتين هما التحليل والتركيب ، بحيث نبدأ بالأولى عن طريق جمع الوثائق والتأكد منها لتحديد الحقائق التاريخية ، ثم نبدأ في المرحلة الثانية وهي التركيب حيث يحاول الباحث تصنيف هذه الحقائق والتأليف بينها، وكشف عواملها، وتصنيفها مكانيا ، بل انه يطبق في مجال الجغرافية التاريخية حيث يعتمد على الأدلة التاريخية المكتوبة أو الموجودة في الطبيعة في صورة آثار او شواهد تدل على الظاهرة قديما مثل الرسومات في الكهوف الصحراوية تدل على حياة قديمة ومطر غزير عصر البليستويسين ، أو الأطالس والخرائط القديمة ، ويتم التحليل والتفسير والخروج بنتائج عن العوامل الجغرافية التي أثرت في الملامح أو الأشكال أو الظاهرة الجغرافية القديمة ، حيث أن لكل مشكلة يتصدى لها الباحث و يكون لها جانبا تاريخية.

كما يهتم المنهج التاريخي بالتركيز على الماضي، أما اهتمامه بحاضر المستوطنة فيكون في ضوء ارتباطه بالظروف السابقة ، والتعرف علي أنماط التوزيع المكاني والحجمي ، ويهتم بدراسة ظاهرة طبيعية أو ظاهرة بشرية في الماضي خلال فترة محددة ، وفي هذا يستفيد المنهج من الماضي لفهم الحاضر ، وأن هذا الفهم للماضي أولا لابد أن يمر بمرحلتين هما : التحليل والتركيب ، ويتم التحليل والتفسير والخروج بنتائج عن العوامل الجغرافية التي أثرت في الملامح أو الأشكال أو الظاهرة الجغرافية القديمة .

ويستخدم عند معالجة التطور الإداري التاريخي للمدينة والتعرف علي نموها وتطورها العمراني في العصور السابقة ومعدل نموها وبقائها، وقد تم هذا عن طريق إعداد مجموعة من خرائط النمو العمراني للمدينة حتى يتمكن الباحث من خلالها تتبع تطور مساحة الكتلة المبنية واتجاهات وخصائص النمو ومحاوره العمرانية ، وهذا يتطلب منا الرجوع إلى الماضي ، وهذا الرجوع لا يتم إلا بإتباع المنهج التاريخي ومن ثم ستكتسب دراسة الحاضر عمقا، وهو ما نادي به فيلسوف الجغرافية المعاصر" ر. هارتسونR. Hartshorne " في نهاية العقد الخامس من هذا القرن العشرين.