التأثير على الزراعية:

يعتقد بأن الارتفاع في درجات الحرارة سوف يكون له تأثيره خطيرة على جميع أنحاء العالم وسوف تتضاعف حدة التقلبات الجوية وخصوصا الأعاصير والجفاف وتباين تساقط الأمطار، مما يزيد من متاعب البيئة والمحاصيل الزراعية مثل (الشاي ،والبن) بسبب اختلاف درجات الحرارة و تغير في كمية ونوعية الأمطار الساقطة، فضلا عن تغير الحياة البرية.

يسهم ارتفاع تراكيز غاز (Co2) في تزايد حجم النبات ونموه فضلا عن تزايد سطح أوراقه وتزايد قوته ومقاومته للظروف المناخية جدول (43)، وانتشار زراعة عدد من النباتات في مناطق لم تكن ملائمة لزراعتها في مناطق جافة وشبة جافة ، فضلا عن توسع مساحة زراعة الرز على حساب محاصيل اخرى كذلك زراعة القمح سينتشر في كندا وسهول روسيا وفي مواقع اخرى تعمل الحرارة العالية على إعاقة تلقيح النبات خلال فترة الإخصاب وهذا سيؤثر سلبا على جودة القمح و كميته. ويعمل ارتفاع درجات في إحداث تغيرات في خصائص المناخ من شدة الحرارة و قلة الأمطار، فمثلا المناطق الرئيسة لزراعة الحبوب في أمريكا الشمالية أذ يتوقع أن تصبح أكثر حرارة و جفاف والمحتمل أيضا أن تقل الأمطار في تلك المنطقة و هذا سيؤثر سلبا على الزراعة بشكل عام.

وهناك مناطق ستعاني من عجز في المياه عند ارتفاع درجة الحرارة و انخفاض سقوط الثلج شتاء كما هو متوقع في كاليفورنيا على سبيل المثال وهذا سيؤدي إلى زيادة فترات الجفاف و اضطراب الزراعة فيها، ويتوقع عدد من العلماء بأن الارتفاع في درجات الحرارة سيسبب فقدان الأقاليم الفقيرة لربع أنتاجها في المواد الغذائية تقريبا، لاسيما الأقاليم التي تقع في المناطق المدارية وشبه المدارية ، وفي الجانب الآخر فأن التغير المناخي يعمل على تحسين أحوال الإنتاج الزراعي في أقليم سيبيريا وشمال كندا وسيكون بوسع تلك الأقاليم استغلال مساحات شاسعة من الأقاليم أو الأراضي التي كانت متجمدة في الماضي كما ينتج عنها زيادة في الانتاج الزراعي بما يعادل (۱۳۰ مليون طن) سنويا.

و أجريت دراسات أخرى على تأثير درجة حرارة الأرض على غابات شرق الولايات المتحدة و المتوقع أن تصبح الأنواع المهمة مثل الزان و القيقب غير قادرة على التكاثر في غضون بضعة عقود و بعد بضعة عقود أخرى ستصبح الأشجار الضخمة مجهدة و ضعيفة و معرضة للمرض و الحشرات و ستأتي الحرائق في النهاية على الغابات الواهنة.