المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{يا اهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وانتم تشهدون}
2024-11-02
تطهير الثوب والبدن والأرض
2024-11-02
{ودت طائفة من اهل الكتاب لو يضلونكم}
2024-11-02
الرياح في الوطن العربي
2024-11-02
الرطوبة النسبية في الوطن العربي
2024-11-02
الجبال الالتوائية الحديثة
2024-11-02



قصة السلطان الكافر والوزير المؤمن حول الإيمان بالله  
  
1513   02:01 صباحاً   التاريخ: 27-8-2022
المؤلف : أمل الموسوي
الكتاب أو المصدر : الدين هو الحب والحب هو الدين
الجزء والصفحة : ص25 ـ 26
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /

يحكى أن في قديم الزمان ملك كافر وكان له وزير موحد مؤمن وذات يوم فكر الوزير بطريقة لهداية الملك وحمله على التفكير، فأمر بإقامة بناء فخم في صحراء مقفرة، وأمر أن تغرس حوله أنواع الشجر والورود، وبعد اكتمال البناء والغرس مر الملك والوزير في طريقهم إلى الصيد بالقرب من ذلك البناء، فتعجب السلطان وسأل من بنى هذا؟ لقد مررت من هنا كثيرا وما رأيت بناء؟، فقال الوزير لعله وجد صدفة دون أن يبنيه أحد، فقال الملك: وهل هذا ممكن أو معقول؟، قال الوزير: نعم فهنا مجرى السيل ولعل السيل اقتلع الصخور من الجبال، وتكسرت في الطريق، واقتلع الأشجار من الغابة فتقطع بعضها ليصبح أبواباً وبقي البعض الآخر سالماً لينغرس هنا، والطين احتمله السيل، وعندما وصل الجميع إلى هنا، انتظم هذا البناء بهذا الشكل، فقال السلطان: ما من عاقل يقبل بهذا الكلام، إن هذا البناء يشهد بأن مهندساً ومعماراً ماهرين عاملين بنياه، يجب أن تبحث عمن بنى هذا البناء هنا:- قال الوزير: أنت تقول أن العاقل لا يمكنه التصديق بأن بناء كهذا وجد من غير صانع مدرك وعاقل، فهل هذا البناء أكثر أهمية من بناء جسدي وجسدك وسائر الناس والحيوانات وأنواع النباتات وعالم الوجود بهذا النظام البديع الحير، فهل يا ترى يمكن لعاقل أن يقول أن هذا كله وجد صدفة، وان ليس له علة ومنشئ مريد، عالم، إرادة وعلماً غير محدودين وهكذا استطاع الوزير بهذا العرض الطريف أن يحرك فطرة الملك فأشرق نورها في نفسه وعرف به ربه. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.