المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



كن «طيبا» مع الآخرين قبل أن تطالبهم بأن يكونوا «طيبين» معك  
  
1523   09:17 صباحاً   التاريخ: 23-8-2022
المؤلف : هادي المدرسي
الكتاب أو المصدر : كيف تبدأ نجاحك من الحد الأدنى؟
الجزء والصفحة : ص57ــ62
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 16/9/2022 1679
التاريخ: 5-6-2022 1998
التاريخ: 23-12-2017 2408
التاريخ: 20-4-2016 2348

يقع بعض الناس أحياناً في نفس الخطأ الذي يشتكون منه، ويمارسون نفس الأفعال التي يتذمرون منها، فهم يطالبون الآخرين بفعل الخير، وتخالف أقوالهم أفعالهم. ويتهمون الآخرين بالأنانية وعدم التعاون، وتراهم لا يقومون بأية خطوة للتعاون مع الآخرين. ويتهمون غيرهم بما لا يليق، في الوقت الذي يشكون من اتهام الآخرين لهم.

ولحل هذه المشكلة فإما أن نتعامل بمبدأ مقابلة الإساءة بالإحسان وينتهي كل شيء، أو أن نتوقف عن الشكوى لكي لا يشتكي الآخرون منا.

لقد كتبت فتاة في الخامسة عشرة من عمرها إلى سيدة معروفة بتقديم النصائح للشباب، كتبت تقول: ((مشكلتي الكبرى هي أمي، لأن التذمر يلازمها من الصباح الباكر وحتى المساء، وتصب علي أوامرها قائلة: اطفئي التلفزيون، اكتبي واجباتك، اغسلي وجهك وأسنانك، قفي مستقيمة، نظفي غرفتك...)). 

وتساءلت الفتاة: كيف أجعلها تتركني وشأني؟ 

ولأن الفتاة المتذمرة لم تقبل النصح السليم في الوقت الصحيح، فإنها ستكون مجبرة على قبول النصيحة من المرأة التي كانت تقدم النصائح لأمثالها فردت عليها السيدة قائلة: «اسمعي كلام أمك، ونفذي أوامرها: اطفئي التلفزيون، اكتبي واجباتك، اغسلي وجهك وأسنانك، قفي مستقيمة، نظفي غرفتك.. وهكذا تجعلين أمك تتركك وشأنك».

عندما نتذمر من عدم تعاون الآخرين، لابد أن نكون نحن مستعدين للتعاون وإلا فلا قيمة للكلام الذي نقوله..

وعندما نطلب فعل الخير من الآخرين لابد أن نكون أول من يبادر إلى فعل الخير، فعيون الناس تسبق آذانهم، فهم يرون ما نفعل، ولا يسمعون بعد ذلك ما نقول.

وحينما نشتكي من التذمر فإننا نرتكب نفس الخطأ الذي ارتكبه الآخرون بحقنا، لأننا «نتذمر» بسبب «تذمرهم»، ونترك «التعاون» لتركهم التعاون، و«نتهم» لأنهم «يتهمون».. إن هذا هو رد الإساءة بالإساءة، وليس رد الإساءة بالإحسان.

إن كثيراً من النصائح التي يقدمها الناصحون لها مكان من الصحة والصواب ولابد أن نتقبلها كما هي، فقد يكون انتقادهم صحيحاً، فإن كانوا على حق فعلينا أن نغير طريقتنا، وإلا فما قيمة التجاهل والإصرار على الخطأ؟

إن الاخرين مرآة صافية نعرف بها تصرفاتنا، فإذا خلصت نياتنا فإننا نستطيع أن نغير من اعوجاجنا ونعدل من تصرفاتنا، فإن ذلك طريق التكامل والنجاح.

إن الأكثرية من الناس هم في الحد الفاصل بين ما يجب أن يكونوا عليه، وما هم عليه بالفعل، وقد يجعل الإنسان مقياسه للصالحين هو ما يجب أن يكونوا عليه، ولأنه لا يجد في الواقع الخارجي من هو مثال لذلك فلربما يتعامل مع الناس معاملة غير سليمة باعتبارهم قصروا في واجباتهم.

غير إننا لو تصرفنا معهم، ليس على أساس ما يمكن أن يكونوا عليه، فلربما ساعدناهم في أن يكونوا كما يجب أن يكونوا عليه.

فلو تصرفت مع ابنك كشخص يوثق به، فلربما يخطئ معك مرة أو مرتين، إلا أنه سرعان ما يسعى لكي يصبح بالفعل شخصاً يوثق به.

وما ينطبق على أبناءك ينطبق أيضاً على أبناء الناس، والأجدر بك أن تتصرف مع عامة الناس على أساس أنهم يمثلون الصورة الجيدة لما يجب أن يكونوا عليه.

إن الكمال لله وحده، فلا يجوز أن نتوقع من البشر أن يكونوا كاملين لأن ذلك ليس في مقدورهم. ولو كان بمقدورهم لما تأخروا عن الوصول إليه.

ثم إن علينا أن نحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب الناس، وأن نكون «طيبين» معهم قبل أن نطالبهم بأن يكونوا «طيبين» معنا، إذ ليس النجاح في أن يحصل المرء على صديق طيب، بل النجاح في أن يكون هو صديقاً طيباً للآخرين.

كما أنه ليس النجاح في أن تحصل على زوجة صالحة، بل في أن تكون أنت زوجاً صالحاً لزوجتك، وبذلك تتخلص من سطوة حب الذات الذي يسبب الشكوى والتذمر من الآخرين. فالركض وراء المصلحة الخاصة ــ إشباعاً للأنانية ــ لا يوصلنا إلى نتيجة طيبة، وإكراه الناس على إشباع رغباتنا لا يوصلنا إلى بغيتنا.

يقول أحد المفكرين: ((لا شيء أخطر من السماح للمصلحة الخاصة بأن تسيطر على أعمالنا وتسير سلوكنا.. ومن الخطأ حقاً أن يعتمد الإنسان على حب الذات باعتباره منطقاً لأعماله ومشاريعه، فيطالب الجميع بأن ينفعوه من دون أن يسعى لكي ينفعهم)). 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.