أقرأ أيضاً
التاريخ: 16/9/2022
1679
التاريخ: 5-6-2022
1998
التاريخ: 23-12-2017
2408
التاريخ: 20-4-2016
2348
|
يقع بعض الناس أحياناً في نفس الخطأ الذي يشتكون منه، ويمارسون نفس الأفعال التي يتذمرون منها، فهم يطالبون الآخرين بفعل الخير، وتخالف أقوالهم أفعالهم. ويتهمون الآخرين بالأنانية وعدم التعاون، وتراهم لا يقومون بأية خطوة للتعاون مع الآخرين. ويتهمون غيرهم بما لا يليق، في الوقت الذي يشكون من اتهام الآخرين لهم.
ولحل هذه المشكلة فإما أن نتعامل بمبدأ مقابلة الإساءة بالإحسان وينتهي كل شيء، أو أن نتوقف عن الشكوى لكي لا يشتكي الآخرون منا.
لقد كتبت فتاة في الخامسة عشرة من عمرها إلى سيدة معروفة بتقديم النصائح للشباب، كتبت تقول: ((مشكلتي الكبرى هي أمي، لأن التذمر يلازمها من الصباح الباكر وحتى المساء، وتصب علي أوامرها قائلة: اطفئي التلفزيون، اكتبي واجباتك، اغسلي وجهك وأسنانك، قفي مستقيمة، نظفي غرفتك...)).
وتساءلت الفتاة: كيف أجعلها تتركني وشأني؟
ولأن الفتاة المتذمرة لم تقبل النصح السليم في الوقت الصحيح، فإنها ستكون مجبرة على قبول النصيحة من المرأة التي كانت تقدم النصائح لأمثالها فردت عليها السيدة قائلة: «اسمعي كلام أمك، ونفذي أوامرها: اطفئي التلفزيون، اكتبي واجباتك، اغسلي وجهك وأسنانك، قفي مستقيمة، نظفي غرفتك.. وهكذا تجعلين أمك تتركك وشأنك».
عندما نتذمر من عدم تعاون الآخرين، لابد أن نكون نحن مستعدين للتعاون وإلا فلا قيمة للكلام الذي نقوله..
وعندما نطلب فعل الخير من الآخرين لابد أن نكون أول من يبادر إلى فعل الخير، فعيون الناس تسبق آذانهم، فهم يرون ما نفعل، ولا يسمعون بعد ذلك ما نقول.
وحينما نشتكي من التذمر فإننا نرتكب نفس الخطأ الذي ارتكبه الآخرون بحقنا، لأننا «نتذمر» بسبب «تذمرهم»، ونترك «التعاون» لتركهم التعاون، و«نتهم» لأنهم «يتهمون».. إن هذا هو رد الإساءة بالإساءة، وليس رد الإساءة بالإحسان.
إن كثيراً من النصائح التي يقدمها الناصحون لها مكان من الصحة والصواب ولابد أن نتقبلها كما هي، فقد يكون انتقادهم صحيحاً، فإن كانوا على حق فعلينا أن نغير طريقتنا، وإلا فما قيمة التجاهل والإصرار على الخطأ؟
إن الاخرين مرآة صافية نعرف بها تصرفاتنا، فإذا خلصت نياتنا فإننا نستطيع أن نغير من اعوجاجنا ونعدل من تصرفاتنا، فإن ذلك طريق التكامل والنجاح.
إن الأكثرية من الناس هم في الحد الفاصل بين ما يجب أن يكونوا عليه، وما هم عليه بالفعل، وقد يجعل الإنسان مقياسه للصالحين هو ما يجب أن يكونوا عليه، ولأنه لا يجد في الواقع الخارجي من هو مثال لذلك فلربما يتعامل مع الناس معاملة غير سليمة باعتبارهم قصروا في واجباتهم.
غير إننا لو تصرفنا معهم، ليس على أساس ما يمكن أن يكونوا عليه، فلربما ساعدناهم في أن يكونوا كما يجب أن يكونوا عليه.
فلو تصرفت مع ابنك كشخص يوثق به، فلربما يخطئ معك مرة أو مرتين، إلا أنه سرعان ما يسعى لكي يصبح بالفعل شخصاً يوثق به.
وما ينطبق على أبناءك ينطبق أيضاً على أبناء الناس، والأجدر بك أن تتصرف مع عامة الناس على أساس أنهم يمثلون الصورة الجيدة لما يجب أن يكونوا عليه.
إن الكمال لله وحده، فلا يجوز أن نتوقع من البشر أن يكونوا كاملين لأن ذلك ليس في مقدورهم. ولو كان بمقدورهم لما تأخروا عن الوصول إليه.
ثم إن علينا أن نحاسب أنفسنا قبل أن نحاسب الناس، وأن نكون «طيبين» معهم قبل أن نطالبهم بأن يكونوا «طيبين» معنا، إذ ليس النجاح في أن يحصل المرء على صديق طيب، بل النجاح في أن يكون هو صديقاً طيباً للآخرين.
كما أنه ليس النجاح في أن تحصل على زوجة صالحة، بل في أن تكون أنت زوجاً صالحاً لزوجتك، وبذلك تتخلص من سطوة حب الذات الذي يسبب الشكوى والتذمر من الآخرين. فالركض وراء المصلحة الخاصة ــ إشباعاً للأنانية ــ لا يوصلنا إلى نتيجة طيبة، وإكراه الناس على إشباع رغباتنا لا يوصلنا إلى بغيتنا.
يقول أحد المفكرين: ((لا شيء أخطر من السماح للمصلحة الخاصة بأن تسيطر على أعمالنا وتسير سلوكنا.. ومن الخطأ حقاً أن يعتمد الإنسان على حب الذات باعتباره منطقاً لأعماله ومشاريعه، فيطالب الجميع بأن ينفعوه من دون أن يسعى لكي ينفعهم)).
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|