أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-3-2017
1946
التاريخ: 11-5-2016
6568
التاريخ: 5-3-2022
1025
التاريخ: 4-7-2017
3950
|
انتشار الأمراض وتفشيها
تمشية مع الممارسات التقليدية، يعني المختصون بالجغرافيا الطبية بأسئلة: ماهو؟ وأين؟ ولماذا؟ لأنها أسئلة تتعلق بالحقل الفرعي الذي يعملون فيه. تحديد أمكنة محددة من خلال التحليل الجغرافي، وتحديد النطاقات المساحية أو المناطق، والتعرف على آليات الانتشار، جميعها من المحاور التي يتركز عليها البحث. يتسم عديد من المصطلحات بأهمية خاصة لفهم النطاق المساحي وتفشي الأمراض. ولكن، للأسف فإن مهات الأفراد العسكريين في أثناء الحرب تتطلب منهم وبشكل روتيني المغامرة بالدخول إلى مناطق موبوءة.
يشير مصطلح "وبائي" epidemic إلى تفشي مرض مفاجئ وخطير يؤدي إلى نسبة مئوية مرتفعة من الإصابات به وعدد كبير من الوفيات. والمرض ذو النسب "الجائحة" pandemic يبدأ إقليمية، ومن ثم ينتشر حول العالم (كما في حالة كثير من أشكال الإنفلونزا أو الإيدز). ويدل مصطلح "متوطن" Endemic إلى وضع يكون فيه المرض منقولا من قبل كثير من المضيفين في حالة "شبه متوازنة" من دون أن يؤدي إلى وفيات سريعة، وعلى نطاق واسع بين السكان. وقد يؤدي مرض وبائي بين السكان إلى إضعاف تدريجي لقوة الأفراد، أو على الأقل يجعلهم أكثر عرضة لأمراض أخرى. وفي كلتا الحالتين، يؤدي المرض الوبائي إلى تخفيض كبير في متوسط العمر المتوقع. ومناطق الأمراض المستوطنة هي النطاقات المساحية المعروفة بشكل أفضل على أنها مناطق مستودعات، حيث توجد نسبة كبيرة من السكان المضيفين لمرض معين.
يعتمد المختصون بالجغرافيا الطبية اعتمادا كبيرة على استخدام الخرائط في إجراء التحليل المكاني، وتحديد المناطق اعتمادا على معايير محددة، ورسم مسار حدوث المرض، . وتصوير انتشار المرض بشكل بياني. في الواقع، ربما يمكن أن يعزى ظهور الجغرافيا الطبية إلى الطبوغرافيا الطبية التي تطورت في أوروبا أواخر القرن الثامن عشر .Meade et al) (1988. كان الممارسون الأوائل عاملين طبيين أدركوا الفائدة الكبيرة لتحليل الجوانب المكانية للمرض من أجل الوصول إلى أساس المشكلة. وكانت خرائط الحمى الصفراء ووباء الكوليرا في أواخر القرن الثامن عشر ومطلع القرن التاسع عشر من أول الأمثلة على خرائط الأمراض. ولعل الخرائط المنقطة التي وضعها جون سنو عام 1854 والتي تبين أمكنة انتشار الكوليرا حول مضخة مياه برود ستريت في لندن، هي أشهر الخرائط الأولى التي أقنعت المحققين بجدوى الأداة الجغرافية الأكثر ديمومة.
على العموم، فإن الخرائط هي تمثيل ثنائي الأبعاد لكامل - أو لجزء من - سطح الأرض بالنسبة إلى المقياس. ويتم تصميم كثير من الخرائط لإظهار انتشار أمر معين الظاهرة محددة ضمن منطقة محددة. وفي إطار الجغرافيا الطبية، يمكن للخرائط أن تتناول طيفا واسعا من الموضوعات؛ بدءا بأمراض محددة (انظر الشكل 11-1)، وصولا إلى أوجه القصور مثل سوء التغذية أو نقص التغذية، وإلى بيئات طبيعية محددة توفر مواطن مثالية المرض معين. إلى ذلك، يمكن رسم الخرائط على عدة مقاييس، مما يتيح للجغرافيين فحص النطاق المساحي للمرض على مستوى عالمي، أو التركيز على منطقة محددة ذات أهمية.
وتقدم النسخة الحالية من أطلس جود العالميVeregin ) Goode's World Atlas 2004) عدة أمثلة عن الخرائط البيانية تحديدا على المستوى العالمي، والتي تصور بيانية إمداد السعرات الحرارية واستهلاك البروتين ومتوسط العمر المتوقع وعدد الأطباء لكل عدد معين من السكان. ويتيح كل واحد من هذه العروض البيانية للمرء تقييم الصحة العامة للسكان في منطقة محددة. كما تستطيع الخرائط أن تقدم سجة تاريخية يكشف عن مرض معين. وبتتبع مسار حدوث كل حالة لفترة معينة من الزمن ضمن منطقة محددة، تمكن ملاحظة تغييرات وتوجهات محددة (انظر الشكل 11-2).
قارن المناخ والجغرافيا الطبيعية وأناط استخدام الأراضي والتوزع السكاني والمناطق الإحيائية النباتية مع أنماط الأمراض، ما الأسئلة التي تثيرها هذه الأنماط ؟ وما النتائج التي يمكنك استخلاصها؟
نظرا للأنماط التي تظهر في الخرائط المبينة في الشكل (11-3)، من المغري التوصل إلى استنتاجات سابقة لأوانها، واستدعاء النقاشات حول الحتمية البيئية. لكن عمليات التكيف الثقافي لها أثر كبير على ما إذا كان السكان يواجهون مرض معينة أو لا. وعلاوة على ذلك، فالمعتقدات الثقافية تؤثر في كيفية قيام المجموعات المختلفة بمنع الأمراض أو علاجها. فالحواجز الثقافية تشير إلى السلوك أو الابتكارات التي تقي من المرض. والأمثلة كثيرة جدا، ولكن لننظر في التعميمات الثقافية التالية. يشرب كثير من الصينيين الشاي، وليس الماء؛ إذا عليهم غلي الماء أو لصنع الشاي؛ وبالتالي، لا يتعرضون كثيرة للأمراض التي ينقلها الماء. ويحقق الأوروبيون فوائد مماثلة من شرب كميات معتدلة من النبيذ بدلا من شرب الماء ذي الجودة الرديئة. وبالنظر في السمات الثقافية، أثبتت الصنادل أنها عائق أمام الديدان الخطافية في جميع أنحاء العالم. كما أن اختراع بسيط آخر، والمتمثل بالمناديل أو المحارم، دفع إلى إيقاف مرض السل في عديد من المناطق.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|