المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

شبهات حول الهدف من الخلق
24-09-2014
مظلومية الامام الكاظم (عليه السلام)
18-05-2015
من تفاصيل الوقعة (الجمل)
9-2-2020
Union-Closed Sets Conjecture
30-12-2021
تفسير الاية ( 284) من سورة البقرة
11-5-2017
نكهة الكرفس
6-5-2021


مصدر الضوابط (الملاكات) في الحرية  
  
1600   07:46 صباحاً   التاريخ: 24-7-2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : حدود الحرية في التربية
الجزء والصفحة : ص153ـ 158
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10/10/2022 1833
التاريخ: 18-1-2016 2286
التاريخ: 15/12/2022 1160
التاريخ: 18-1-2016 2355

هذه مسألة مهمة أيضاً وهي: ما هو مصدر الضوابط اللازمة وما هي حدود ذلك؟ يختلف العلماء وأصحاب الرأي في الإجابة على هذا السؤال.

المسألة التي توضح لنا الحرية وحدودها هي الغاية التي نبغيها من الحرية والهدف الذي يبغيه هذا البحث.

لا شك أننا نطلب ذلك حفاظاً على صلاح الفرد والمجتمع، وما نقصده من تحديد الحرية هو الحفاظ على السمعة الشخصية والحياة الاجتماعية واستثمار الإمكانات للوصول إلى السعادة واستقرار القدرة الإنسانية في جهة الخير والرشد، مع أن هذا الموضوع واضح للجميع ولكن انتخاب المسير تتفاوت الآراء حوله وكما يقول القرآن الكريم: {كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ}[الروم: 32].

آراء حول الموضوع

لا يتيسر لنا ذكر جميع الآراء والأدلة حول هذا الموضوع ولكننا نعرض المهم مع رعاية الاختصار.

1ـ الطبيعة الإنسانية: يقول البعض أن الطبيعة البشرية هي أفضل دليل للتربية(1)، يأتي الإنسان إلى الدنيا وله صورة خاصة من المواصفات الطبيعية والرغبات التي يجب أن تكون موضع الاهتمام. ظواهر المدارات الكونية في نظام هذا الكون والتي تسير بسرعة معينة فإن زادت أو بطأت هذه السرعة سوف تؤدي إلى الكوارث وهكذا الحال لو خرجت أحد الأجرام من مدارها، وهكذا الطفل فإنه يتصف بمدار خاص وسرعة خاصة وعلى ضوء ذلك يكون بحالة حركة وسعي وان التغييرات والمداخلات في عمله وسبيله ستهيء الأرضية للاصطدام.

لهذا يجب أن يكون طبيعياً في حركته وسيره ولا يحق للوالدين والمربين وضع الموانع والسدود في طريقه ويقع هذا الرأي تحت الكثير من الانتقادات من جملتها عدم ملاحظة البعد الاجتماعي لحياته والضوابط اللازمة له وأن الرغبات اللامتناهية للطفل ستؤدي وبلا شك إلى الفوضى والاضطرابات ولو أردنا الاستجابة لها فعلينا انتظار عواقب لا تحمد له وللمجتمع، بالإضافة إلى ذلك فإن محيطنا ليس حيوانياً يعمل كل فرد فيه بلا حدود.

2ـ الاستنباط الشخصي: يقول البعض أن للإنسان عقل يدله على جلب الخير ودفع الشر(2)، ولهذا فمن الأفضل أن يتخذه هادياً ويعمل بما يراه أي أن حدود الحرية تقع تحت تشخيص العقل والاستنباط الشخصي.

وينتقد هذا الرأي بأن العقول متفاوتة وترتبط بعمر وسن الفرد، وتقع العقول تحت تأثير العواطف ولا يمكنها درك الماضي مهما كان وتوقع المستقبل، عملها محدود ولا يمكنها تشخيص المفاسد والمصالح دائماً.

لا يعتقد الإسلام بكفاية العقل مع أنه يعطيه قيمة واعتباراً كبيراً وإن ما يبرر ذلك هو إرسال الرسل(3)، ولو كان كما قالوا فأي عقل سيكون الملاك في موضوع الحرية؟ عقل الطفل، الصبي، أم.. وهل أن هكذا فرض صحيح.

3ـ آراء الفلاسفة: يعتقد البعض بانه يجب اتباع الفلاسفة في هذا السبيل او اصحاب المذاهب لأنهم يتمتعون بآراء واسعة واراء فكرية ومستدلة ويمكنهم تشخيص حدود الحرية.

تشير البحوث إلى عدم إمكانية الاعتماد على هذا الرأي كذلك لأن هؤلاء أيضاً محدودون في تشخيص الحق وجادة الصواب لأن الإنسان بطبعه ينسى ويسهو، وتتفاوت الآراء بينهم وتتناقض، وإن الكثير منهم يعدل عن رأيه بعد فترة وأحياناً يعمل بعكسه تماماً، الآراء مختلفة بين الفلسفة اليسارية واليمينية، والفلسفة الإلهية والمادية الشرقية والغربية، والقديمة والجديدة ولا تعرف لأيهم توكل وظيفة وضع حدود الحرية.

4ـ الأعراف الاجتماعية: اكتسب هذا الرأي مؤيدين(4)، وبعد نسيان طويل بدأ العلماء بالحديث عنه(5)، وظهرت كتابات (6)، تقول أن الملاك هو ما يختاره المجتمع في حدود الحرية وأن الناس هم الذين يضعون المحدودات.

وكما تعلمون بأن هذا الرأي لا يفرق بين العالم والجاهل والصبي والعجوز، والحقير والعالي، وصاحب التجربة وعديمها، وبما أن أكثرية المجتمع تتشكل من عامة الناس، إذن العلماء وأصحاب الرأي هم الأقلية فيه ولهذا يجب اتباع الجاهل وترك العالم والفاضل.

كان النظام الديمقراطي في البداية نظام حكومي وبعد ذلك تحول إلى نظام حياة(7)، ونرى آثاره اليوم في عالم الغرب ومن هذه الآثار اتساع رقعة المفاسد والفحشاء في المجتمعات التي تعتبر نفسها مهد الديمقراطية.

5ـ الضوابط الدينية: يعتقد اتباع المذاهب المختلفة كاليهودية والمسيحية والإسلام و...، بوجوب تحديد ذلك من قبل الله تعالى، لأنه تعالى خالقنا وأعلم بصلاحنا ومصلحتنا وليس له فيها نفع ولا ضر لا يقع أسير العواطف والمحدوديات، الوجود والمجتمع من خلقه وهو الذي يعلم بحدود حركة وسرعة الانسان الطبيعية والتي تسبب له المخاطر، ولقد وضع أمره على أساس جوده وكرمه عن طريق الأنبياء والكتب، وأن من يستوجب عليه الانسجام مع ذلك هو الإنسان.

6ـ خليط من الآراء السابقة: ويسعى البعض إلى خلط الآراء وإخراج رأي منها، ولكنهم لا يمثلون خطاً أو نهجاً وإنما يظهر بصورة أهواء ورغبات هنا وهناك. في الحقيقة إن هذا النمط قريب جداً من أسلوب الاستنباط الشخصي أو الانتفاع الذاتي(8)، أو القائلون باللذة(9)، وهي عقيدة خاوية.

في الحقيقة أن القواعد الأخلاقية والمقررات الاجتماعية في هذا الرأي وحتى العقل والعرف لم يعطى موقعها الأساسي فهو لا يتبع العقل ولا الديمقراطية وإنما يقوم على الفوضى والاضطراب.

7ـ آراء آخرى: هناك آراء أخرى تحتاج كل منها إلى نقد وبحث واسع، بعض الفلسفات والمذاهب تؤكد على الأخلاق العالمية وتعتبرها الملاك والبعض الآخر على (الأنا) والوجدان البشري.

والقسم الآخر يشكك في أصل الحرية ويؤكد على أعمال الضغط والقوة(10)، ومجموعة تعمل على اضلال الناس وتضييعهم بين الحرية والسيطرة اللامعينة والقائمة على الحيلة والمكر.

نظام التربية الإسلامية

كما قلنا أن الإسلام يأمر باتباع الشرع والدين في جميع الأمور من ضمنها تعيين حدود الحرية، ويجعل الأساس هو العبودية، والتي هي رمز الخلقة: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}[الذاريات: 56]، وسرها وأن لا وجود للحرية المطلقة بالنسبة للعبد لأنه يوجب عليه اتباع أمر مولاه ونهيه.

الأوامر والنواهي الإلهية عبارة عن الواجب والمستحب والحرام والحلال والموجودة في الكتب السماوية(11)، التي هي قانون عمل الحياة، وفي السنة النبوية(12)، وطريقة عمل المعصوم التي هي تفسير لذلك وسراج لها ولهذا فإن الحرية المقبولة هي ما قال بها الله تعالى ورضى عنها.

الأساس في الإسلام هو أن الإنسان يتنفس بهواء الدين وكذلك الطفل يجب أن يربى على ما حدده الله تعالى وفي ايامه الأولى، والوالدان والمربون منفذون لحكم الله تعالى وكذلك قادة المجتمعات ولا ضير أن نتذكر بأن الإسلام لم ينفِ وجود مصادر أخرى لمعرفة وتحديد حدود الحرية ولكن الأساس هو القرآن والسنة ويأتي دور العقل والمجتمع في المراحل الآتية، وهناك منابع أخرى كالفطرة والطبيعة والتاريخ وإحداث المجتمع و...الخ، وجميع ذلك يجب أن ينطبق مع أصول القرآن والسنة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ المذهب الطبيعي.

2ـ مذهب أصالة العقل. 

3ـ نهج البلاغة: الخطبة1.

4ـ النظرية الديمقراطية.

5ـ روسو وديوي وأغلب المتأخرين.

6ـ روسو العرف الاجتماعي.

7ـ شريعة مداري: المجتمع والتعليم والتربية ص77.

8ـ الانتفاعيون.

9ـ مذهب نيتشه.

10ـ النازية.

11ـ القرآن المجيد.

12ـ قول وفعل وتقرير (كتب اصول الفقه). 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.