المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



أول ممثلٍ للنبي (صلى الله عليه وآله) فتى  
  
1323   07:35 صباحاً   التاريخ: 19-7-2022
المؤلف : محَّمد الرّيشَهُريٌ
الكتاب أو المصدر : جَواهُر الحِكمَةِ لِلشَّبابِ
الجزء والصفحة : ص59 ـ 60
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

قدِم أسعد بن زرارة، وذكوان بن عبد قيس على النبي (صلى الله عليه وآله)، بمكة قبل هجرته، وكانا من أشراف المدينة، فدخلا عليه (صلى الله عليه وآله)، في ظروف حرجة كانت تعيشها مكة آنذاك، واستمعا إلى دعوته، ثم أسلما وقالا له: يا رسول الله ابعث معنا رجلاً يعلمُنا القرآن، ويدعو الناس إلى أمرك(1).

لقد كانت هذه هي المرة الأولى التي تطلب فيها المدينة - وكانت من البلاد الواسعة كثيرة الاختلاف ـ ممثلاً عن النبي (صلى الله عليه وآله)، كما انها تعتبر المرة الأولى أيضاً التي يبعث فيها النبي ممثلاً رسمياً عنه إلى خارج مكة، ومن الطبيعي أن يُختار لمثل هذه المهمة الخطيرة من تتوفر فيه المؤهلات واللياقات اللازمة.

فاختار النبي (صلى الله عليه وآله)، لذلك من بين المسلمين وقتئذٍ مصعب بن عمير، وكان شاباً في مقتبل عمره:

فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله)، لمصعب بن عمير. وكان فتى حدثاً ... وأمره رسول الله بالخروج مع أسعد، وقد كان تعلم من القرآن كثيراً(2).

فانطلق هذا الفتى المفعم بروح الإيمان والفتوة، وقام بالمهمة مع تدبير وكياسة على أحسن وجه. ولم يلبث طويلاً حتى استجاب أهل المدينة لدعوته على اختلاف شرائحهم سيما فتيانهم وشبابهم، فأسلموا وصلى بهم مصعب صلاة الجمعة، وهي أول صلاة جمعة تقام في المدينة.

إنه أول من جمع الجمعة بالمدينة وأسلم على يده أسيدُ بن حضير وسعدُ بن معاذٍ، وكفى بذلك فخراً وأثراً في الإسلام(3).

* بحار الأنوار: وكان مصعب نازلاً على أسعد بن زرارة، وكان يخرج في كل يوم فيطوف على مجالس الخزرج يدعوهم إلى الإسلام فيجيبه الأحداثُ(4).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ بحار الانوار: ج19، ص10.

2ـ المصدر السابق

3ـ أسد الغابة ج5، ص176 الرقم4936.

4ـ بحار الانوار: ج19، ص10. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.