العوامل الاجتماعية (Social Factors)

يرى بعض العلماء و منهم (تايلور) أن الظروف أو العوامل الطبيعية ليست هي فقط من يعمل على التغير الزراعي في أي منطقة معينة بل يكون وفي احيان كثيرا للعامل البيئي دور في التأثير على الإنتاج الزراعي فقد تكون المدن المتحضرة والمتطورة أكثر تحررا من المدن المتخلفة أو القرى والأرياف إذ غالبا ما تسود في الدول المتخلفة بعض العادات والتقاليد والأعراف الاجتماعية وحتى بعض العادات والتقاليد الدينية التي تؤثر سلبيا في الإنتاج الزراعي وعلى الإنسان أن يلتزم بتلك العادات والتقاليد في ذلك المجتمع الزراعي وهذه التقاليد غالبا ما تكون متوارثة بين أفراد القبيلة أو العشيرة إذ قد تسكن في القرية قبيلة تفرض عليها العادات والتقاليد زراعة محصول معين دون غيرة من المحاصيل وهذا يؤدي إلى تعطيل جزء من جوانب الإنتاج الزراعي ويساهم في خفض قيمة الإنتاج بصورة عامة. وهنا ينعكس مدى تأثير العامل الاجتماعي المتوارث لدى السكان في العملية الزراعية.

والامثلة كثيرة على ذلك فتفضيل بعض الجماعات البشرية لطعام معين يجعل بعض السكان دائما ما يميلون لزراعة هذا المحصول دون غيرة وبالتالي تعطيل جزء ومساحة كبيرة من الأرض محصول معين وعدم استثمارها في زراعة أكثر من محصول ومن ثم عدم تنويع الإنتاج الزراعي. وهذا الحال ينطبق على منشوريا مثلا فعندما تلقي نظرة على الخارطة العالمية للإنتاج الرز لوجدنا بان منطقة منشوريا من المناطق المنتجة للرز رغم أن ظروفها الطبيعية غير مناسبة بصورة كبيرة كما هو الحال في المناطق والاقطار الأخرى خريطة (3).

وتنعكس الكثافات السكانية على نمط الزراعة السائد وهو جزء من الإنتاج الزراعي ففي المناطق الكثيفة السكان غالبا ما يسود نمط الزراعة الكثيفة كما في أوروبا والدول الاسيوية في حين يسود نمط الزراعة الواسعة في المناطق القليلة السكان مثل استراليا وكندا. وحتى التركيب العمري للسكان كأحد العوامل الاجتماعية يؤثر في الزراعة ففي بعض الدول تبلغ نسبة من هم في سن العمل 60٪ وفي دول أخرى ترتفع فيها نسبة صغار السن أكثر من القوى العاملة وبذلك سوف يذهب جزء كبير من ميزانيتها لتأمين خدمات ضرورية مثل الخدمات الصحية والتعليمية وغيرها ولا يخصص لا جزء بسيط للقطاع الزراعي أو الإنتاجي.