- المادة الأصل (Parent Mlaterail)

وتسمى بالصخور الام وهي المادة الأولية التي تكونت منها التربة ولا وجود للتربة بدون الصخور الأصلية التي تكونت منها ولهذا فان التربة المتكونة فوق صخور معينة تكتسب نفس صفات الصخور الأصلية وهذه الحالة الأولية للتربية وهي حالة تنجت من مجموعة من العمليات الجيومورفولوجية من غير اصول تغيير بتأثير من عوامل البيئية التي تحيط بهذه المادة الأولية ما يعني انها حالة المادة ما بين الحالة الجيولوجية والبرية عند الزمن صفر.

وقد تشتق هذه المادة الأولية من أنواع مختلفة من الصخور فقد تكون لينه أو صلبة في بعض الاحيان مثل صخور الكرانيت والشست وقد تكون مادة أولية منقولة مثل الترب الطموية أو الترب الجليدية وفي في بعض الاحيان تكون من نفس مواد الصخور التي تحتها لكنها تتعرض إلى ظروف مناخية وبيئية مختلفة مما يؤدي ذلك إلى اختلاف في صفاتها وخصائصها ولهذا تتباين الترب حول العالم ويتباين كذلك توزيعها الجغرافي.

ومما لاشك فيه أن الصخور وما تحتوي عليه من محتويات معدنية هو من العناصر المهمة في تكوين الترب ولكنه ليس بأهمية المناخ والنبات الطبيعي أو الانحدار أو الوقت الذي يساهم في تطورها واكتسابها للصفات الطبيعية والبيولوجية التي تميزت بها. كما وتخالف المادة الأصلية أو المادة الام للتربة في درجة مقاومتها للعوامل التجوية وبقية العوامل الأخرى فعلى سبيل المثال إذا كانت المادة الاصلية مشتقة من صخور ذات معدن سريع التجوية قياسا مع تلك التي تحتوي على صخور اقوى لذلك نرى مثلا أن معدل التجوية الذي يحصل في الصخور التي تحتوي على معدن البايوتايت يكون اعلى من تلك التي لا تحتوي على هذا المعدن والسبب هو تحول هذا المعدن إلى معادن طبيعية تأخذ حجما أكبر من حجم المعدن الأصلي وبالتالي يشكل ضغطا داخل الصخور ومن ثم تفككها.

وينعكس تأثير المادة الأصلية أو الأم كذلك على واحد من أهم خصائص التربة وهو نسيج التربة وللنسيج كما هو معروف تأثير مباشر على خصائص التربة الأخرى مثل قدرتها على الاحتفاظ بالماء والهواء ويؤثر على فقرها وغناها بالمواد العضوية والمعدنية فالمواد الصخرية ذات الذرات الناعمة مثل الطين تعمل على اعاقة تسرب الماء منها وبالتالي يؤثر ذلك على تكوين ترب حقيقية مناسبة للإنتاج الزراعي ويحدث العكس في الترب ذات الذرات الكبيرة والمسامات الواسعة إذ تحدث عمليات الغسل وازالة المواد المعدنية والعضوية منها.