المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
رجوع البصرة إلى بني أمية.
2024-11-02
إمارة مصعب بن الزبير على العراق.
2024-11-02
مسنونات الاذان والاقامة
2024-11-02
خروج البصرة من يد الأمويين.
2024-11-02
البصرة في عهد الأمويين.
2024-11-02
إمارة زياد على البصرة.
2024-11-02



لماذا لم ينهض الإمام الحسين بالثورة في حكم معاوية ؟  
  
2210   04:20 مساءً   التاريخ: 16-7-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 5، ص147-151
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /

إن الأحداث السياسية التي عصفت بالامّة الإسلامية بعد وفاة الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) كانت ثقيلة الوطأة عليها ، وبلغت غاية الشدّة أيام تسلّط معاوية على الشام ومحاربة الإمام عليّ ( عليه السّلام ) وبالتالي اضطرار الإمام الحسن ( عليه السّلام ) لإبرام صلح معه لأسباب موضوعية كانت تكتنف الامّة ، ولكننا نلحظ أنّ الإمام الحسين ( عليه السّلام ) لم يغيّر من موقفه المتطابق مع موقف الإمام الحسن ( عليه السّلام ) تجاه معاوية حتى بعد استشهاد الإمام الحسن ( عليه السّلام ) ، فلم يعلن ثورته ، وما كان ذلك إلّا لبقاء نفس الأسباب التي دفعت بالإمام الحسن ( عليه السّلام ) إلى قبول الصلح فمن ذلك :

1 - حالة الامّة الإسلامية :

كان الوضع النفسي والاجتماعي للامّة الإسلامية متأزّما ، إذ كانت تتطلع إلى حالة السلم بعد أن أرهقها معاوية والمنافقون بحروب دامت طوال حكم الإمام عليّ ( عليه السّلام ) ، فكان رأي الإمام الحسن ( عليه السّلام ) هو أن يربّي جيلا جديدا وينهض بعد حين ، فقد قال ( عليه السّلام ) :

« إنّي رأيت هوى عظم الناس في الصلح وكرهوا الحرب ، فلم احبّ أن أحملهم على ما يكرهون ، فصالحت بقيا على شيعتنا خاصة من القتل ، ورأيت دفع هذه الحرب إلى يوم ما ، فإنّ اللّه كلّ يوم هو في شأن »[1].

وهو نفسه موقف الإمام الحسين ( عليه السّلام ) بسبب ما كان يعيه ويدركه من واقع الامّة ، فكان قوله لمن فاوضه في الثورة إذ قعد الإمام الحسن ( عليه السّلام ) عنها :

« صدق أبو محمد ، فليكن كلّ رجل منكم حلسا من أحلاس بيته ما دام هذا الإنسان حيّا » .

وبقي هذا موقفه نفسه بعد استشهاد الإمام الحسن ( عليه السّلام ) لبقاء نفس الأسباب ، فقد كتب ( عليه السّلام ) يردّ على أهل العراق حين دعوه للثورة :

« أمّا أخي فأرجو أن يكون اللّه قد وفّقه وسدّده فيما يأتي ، وأمّا أنا فليس رأيي اليوم ذلك ، فالصقوا رحمكم اللّه بالأرض ، واكمنوا في البيوت ، واحترسوا من الظنّة ما دام معاوية حيّا »[2].

2 - شخصيّة معاوية وسلوكه المتلوّن :

لقد كانت زعامة الامّة الإسلامية بعد وفاة الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) بأيدي مسؤولين غير كفوئين لفترة طويلة . ومراجعة بسيطة لأحداث ووقائع تلك الفترة توضّح ذلك . ولكنّ معاوية كان أشدّ مكرا ومراوغة ودهاء ، إذ كان يتلاعب ببراعة سياسية ، ويتوسّل بكلّ وسيلة من أجل أن يبقى زمام السلطة بيده متّخذا من التظاهر بالدين سترا يغطّي جرائمه الأخلاقية واللاإنسانية والتي منها فتكه بخيار المسلمين ، ومخادعة عوام الناس في مجاراته لعواطفهم ومعتقداتهم ، وهو يحمل حقدا لا ينقطع على الإسلام والرسول ( صلّى اللّه عليه واله )[3].

وقد تمكّن معاوية من القضاء على المعارضين له من دون اللجوء إلى القتال والحرب ، فهو الذي اغتال الإمام الحسن ( عليه السّلام ) وسعد بن أبي وقّاص[4] وقضى على عبد الرحمن بن خالد[5] ومن قبله على مالك الأشتر ، وقد أوجز أسلوبه هذا في كلمته المشهورة : « إنّ للّه جنودا منها العسل »[6].

كما أنّ معاوية كان يضع كلّ من يلمس منه أيّة معارضة أو تحرّك تحت مجهر المراقبة والإرصاد ، فترفع إليه التقارير عن كلّ ما يحدث فيستعجل في القضاء عليه .

في مثل هذا الأسلوب - أي التصرّف تحت ستار الإسلام - لو قام الإمام الحسين ( عليه السّلام ) بحركة واسعة ونشاط سياسي بعد وفاة الإمام الحسن ( عليه السّلام ) مباشرة ؛ لما كان قادرا على فضح معاوية وإقناع كلّ الجماهير بشرعيّة ثورته ، ولكان معاوية متمكّنا من القضاء عليه من دون ضجيج ، وعندها كانت الثورة تموت في مهدها وتضيع جهود كبيرة ، كان من شأنها أن تبني في الامّة تيّارا واعيا ، ويختنق الصوت الذي كان في مقدوره أن يبقى مدوّيا في تأريخ الإنسانيّة كما حصل في واقعة الطفّ . وما كان الإمام الحسين ( عليه السّلام ) ليتمكّن من توضيح كلّ أهدافه وغاياته من الثورة[7] المتمثّلة في إنقاذ الامّة من الظلم وصيانة الرسالة الإسلامية من التحريف لو كان يسرع بثورته في أيام معاوية .

وأمّا حينما اعتلى يزيد عرش الخلافة وهو من قد عرفه الناس باللهو والفسق والشغف بالقرود وشرب الخمور ، وعدم صلاحيته للخلافة لتجاوزه وعدوانه على كل المقاييس الشرعيّة والعرفيّة لدى المسلمين . فالثورة عليه تعدّ ثورة مشروعة عند عامّة المسلمين ، كما أثبت التأريخ ذلك بكلّ وضوح .

3 - احترام صلح الإمام الحسن ( عليه السّلام ) :

لقد كان العهد والميثاق الذي تم بين معاوية وبين الإمام الحسن ( عليه السّلام ) ورقة رابحة يلوّحها معاوية لكلّ تحرّك فعّال مضاد تجاه تربّعه على مسند السلطة ، صحيح أنّه عهد غير حقيقي وما كان برضا الإمامين ( عليهما السّلام ) وتم في ظروف كان لا بد من تغييرها ، لكنّ المجتمع لم يكن يتقبّل نهضة الإمام الحسين ( عليه السّلام ) مع وجود هذا العهد ، وحتى لو كان هذا العهد صحيحا فإنّ معاوية نقضه بممارسته العدائية بملاحقة رجال الشيعة ، ولم يرع أيّ حقّ في سياسته الاقتصادية .

وقد سارع معاوية لاستغلال هذا العهد في التشهير بالإمام الحسين ( عليه السّلام ) وإظهاره بموقف الناقض للعهد ، فقد كتب إلى الإمام ( عليه السّلام ) :

أمّا بعد ، فقد انتهت إليّ أمور عنك ، إن كانت حقا فإنّي أرغب بك عنها .

ولعمر اللّه إنّ من أعطى عهد اللّه وميثاقه لجدير بالوفاء ، وإنّ أحقّ الناس بالوفاء من كان مثلك في خطرك وشرفك ومنزلتك التي أنزلك اللّه بها ، ونفسك فاذكر ، وبعهد اللّه أوف ، فإنّك متى تنكرني أنكرك ، ومتى تكدني أكدك ، فاتّق شقّ عصا هذه الامّة[8].

من هنا لجأ الإمام الحسن ( عليه السّلام ) ومن بعده الحسين ( عليه السّلام ) إلى أسلوب آخر لنشر الدعوة والتهيّؤ للثورة التي غذّاها معاوية بظلمه وجوره وبعده عن تمثيل الحكم الإسلامي الصحيح ، حتى إذا مات معاوية كان كثير من الناس وعامّة أهل العراق - بشكل خاص - يرون بغض بني اميّة وحبّ أهل البيت لأنفسهم دينا[9] .

 


[1] الأخبار الطوال : 221 .

[2] المصدر السابق : 222 .

[3] شرح النهج لابن أبي الحديد : 2 / 357 .

[4] مقاتل الطالبيين : 29 ، ومختصر تأريخ العرب : 62 .

[5] التمدن الإسلامي ، لجرجي زيدان : 4 / 71 .

[6] عيون الأخبار : 1 / 201 .

[7] للتفصيل راجع : ثورة الحسين ، ظروفها الاجتماعية وآثارها النفسية : 122

[8] الإمامة والسياسة : 1 / 188 ، والأخبار الطوال : 224 ، وأعيان الشيعة : 1 / 582 .

[9] الفتنة الكبرى - علي وبنوه ، طه حسين : 290 ، وللمزيد من التفصيل راجع : ثورة الحسين ( عليه السّلام ) ، ظروفها الاجتماعية وآثارها النفسية : 127 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.