المكونات العضوية (Organic Materials): تستحوذ المكونات العضوية في الطبقة السطحية للتربة المعدنية نسبة تتراوح ما بين (1-5) وعندما ترتفع النسبة المئوية الوزنية للمواد العضوية لتتراوح ما بين (20 -30 %) فان خصائص التربة تعتمد بدرجة كبيرة على الجزء العضوي للتربة وليس على الجزء المعدني منها وحينها تسمى بالتربة العضوية أو التربة الهشيمة (much soil) وقد تصل هذه النسبة أكثر من ذلك ما بين (80-95 ٪) من وزن التربة. وهي المكونات التي يكثر وجودها في الطبقة العليا من التربة وهي مخلفات الثروة الحيوانية والنباتية مع الكائنات الدقيقة والتي تعرف فيما بعد تحللها بواسطة الكائنات التي تعيش في التربة (بمادة الدبال) أو الهيومس(*) وتعد هذه المادة من المصادر المهمة التي ترفع من خصوبة التربة وهي عديدة منها (الفسفور والكبريت والنتروجين والفوسفات) وهي من مصادر الطاقة التي بدونها يتوقف نشاط التربة الحيوي والكيميائي فضلا عن أن وجدودها مهم جدا كونه يعمل على تماسك ذرات وحبيبات التربة ويمنع تفككها وهذا يساعد على زيادة حجم ذراتها واتساع مساماتها وتكون التربة جيدة الصرف والتهوية.

وتعد الأوراق والأغصان والبراعم والازهار التي تسقط على سطح الأرض احد المصادر الرئيسة لهذه المكونات وهي الاكبر حجما والأكثر وزنا إذ تساهم الأوراق بالحصة الأكبر منها، ولهذا السبب تكون المكونات العضوية أكثر تواجدا في مناطق الغابات بالمقارنة مع ترب الأعشاب والحشائش كما أنها أكثر من ترب الغابات الاستوائية وأقل ما يمكن في ترب الغابات المخروطية. ويمكن أن نميز ثلاث طبقات للمكونات العضوية ضمن النطاق السطحي للتربة الأولى حديثة السقوط تعرضت للتحلل والضئيل جدا ولا تزال تحتفظ بخصائصها الاصلية فهي أقرب بكونها مادة أولية من كونها مكون عضوي. والطبقة الثانية تعرضت للتحلل بدرجة كبيرة مما أدى إلى تغير فلي كثير من خصائصها الفيزيائية. والطبقة الثالثة هي تلك الطبقة التي فقدت كل خصائصها الفيزيائية وذات مكونات متجانسة وتعرضت لتحلل بشكل كلي.

__________

(*) الهيومس: مادة جيلاتينية لزجة غروية ذات لون اسود شديدة المقاومة لتحلل لها القدرة على الاحتفاظ بالماء والمواد الغذائية اللازمة للنبات للمزيد راجع: کاظم شته، جغرافية التربة، الطبعة الأولى، دار المنهجية للطباعة والنشر، عمان، 2016، ص29.