المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
هل يجوز للمكلف ان يستنيب غيره للجهاد
2024-11-30
جواز استيجار المشركين للجهاد
2024-11-30
معاونة المجاهدين
2024-11-30
السلطة التي كان في يدها إصدار الحكم، ونوع العقاب الذي كان يوقع
2024-11-30
طريقة المحاكمة
2024-11-30
كيف كان تأليف المحكمة وطبيعتها؟
2024-11-30



نشأة الإمام الحسين ( عليه السّلام )  
  
2278   04:35 مساءً   التاريخ: 5-7-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 5، ص51-55
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / الولادة والنشأة /

هو أبو عبد اللّه الحسين بن عليّ بن أبي طالب ( عليه السّلام ) ثالث أئمّة أهل البيت الطاهرين ، وثاني سبطي رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) وسيّد شباب أهل الجنة ، وريحانة المصطفى ، وأحد الخمسة أصحاب العبا وسيّد الشهداء ، وامّه فاطمة ( عليها السّلام ) بنت رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) .

تأريخ الولادة :

أكّد أغلب المؤرّخين أنّه ( عليه السّلام ) ولد بالمدينة في الثالث من شعبان في السنة الرابعة من الهجرة[1].

وثمّة مؤرّخون أشاروا إلى أنّ ولادته ( عليه السّلام ) كانت في السنة الثالثة[2] . رؤيا امّ أيمن :

أوّل رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) رؤيا للسيدة امّ أيمن - كانت قد فزعت منها حين رأت أنّ بعض أعضائه ( صلّى اللّه عليه واله ) ملقى في بيتها - بولادة الحسين ( عليه السّلام ) الذي سيحلّ في بيتها صغيرا للرضاعة ، فقد ورد عن الإمام الصادق ( عليه السّلام ) أنّه قال :

أقبل جيران امّ أيمن إلى رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) فقالوا : يا رسول اللّه ، إنّ امّ أيمن لم تنم البارحة من البكاء ، لم تزل تبكي حتّى أصبحت ، فبعث رسول اللّه إلى امّ أيمن فجاءته فقال لها : يا امّ أيمن ، لا أبكى اللّه عينك ، إنّ جيرانك أتوني وأخبروني أنّك لم تزلي الليل تبكين أجمع ، فلا أبكى اللّه عينك ما الذي أبكاك ؟ قالت : يا رسول اللّه ، رأيت رؤيا عظيمة شديدة ، فلم أزل أبكي الليل أجمع ، فقال لها رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) : فقصّيها على رسول اللّه فإنّ اللّه ورسوله أعلم ، فقالت : تعظم عليّ أن أتكلّم بها ، فقال لها : إنّ الرؤيا ليست على ما ترى ، فقصّيها على رسول اللّه . قالت :

رأيت في ليلتي هذه كأنّ بعض أعضائك ملقى في بيتي ، فقال لها رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) : نامت عينك يا امّ أيمن ، تلد فاطمة الحسين فتربّينه وتلبنيه[3] فيكون بعض أعضائي في بيتك[4].

الوليد المبارك :

ووضعت سيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء ( عليها السّلام ) وليدها العظيم ، وزفّت البشرى إلى الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) ، فأسرع إلى دار عليّ والزهراء ( عليهما السّلام ) ، فقال لأسماء بنت عميس : « يا أسماء هاتي ابني » ، فحملته إليه وقد لفّ في خرقة بيضاء ، فاستبشر النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) وضمّه اليه ، وأذّن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى ، ثمّ وضعه في حجره وبكى ، فقالت أسماء : فداك أبي وأمي ، ممّ بكاؤك ؟ قال ( صلّى اللّه عليه واله ) : « من ابني هذا » . قالت : إنّه ولد الساعة ، قال ( صلّى اللّه عليه واله ) : « يا أسماء ! تقتله الفئة الباغية من بعدي ، لا أنالهم اللّه شفاعتي . . . »[5].

ثمّ إنّ الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) قال لعليّ ( عليه السّلام ) : أيّ شيء سمّيت ابني ؟ فأجابه عليّ ( عليه السّلام ) : « ما كنت لأسبقك باسمه يا رسول اللّه » . وهنا نزل الوحي على حبيب اللّه محمّد ( صلّى اللّه عليه واله ) حاملا اسم الوليد من اللّه تعالى ، وبعد أن تلقّى الرسول أمر اللّه بتسمية وليده الميمون ، التفت إلى عليّ ( عليه السّلام ) قائلا : « سمّه حسينا » .

وفي اليوم السابع أسرع الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) إلى بيت الزهراء ( عليها السّلام ) فعقّ عن سبطه الحسين كبشا ، وأمر بحلق رأسه والتصدّق بزنة شعره فضّة ، كما أمر بختنه[6].

وهكذا أجرى للحسين السبط ما أجرى لأخيه الحسن السبط من مراسم .

اهتمام النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) بالحسين ( عليه السّلام ) :

لقد تضافرت النصوص الواردة عن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) بشأن الحسين ( عليه السّلام ) وهي تبرز المكانة الرفيعة التي يمثّلها في دنيا الرسالة والامّة . ونختار هنا عدّة نماذج منها للوقوف على عظيم منزلته :

1 - روى سلمان أنّه سمع رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) يقول في الحسن والحسين ( عليهما السّلام ) : « اللّهمّ إنّي احبّهما فأحبّهما واحبّ من أحبّهما »[7].

2 - « من أحبّ الحسن والحسين أحببته ، ومن أحببته أحبّه اللّه ، ومن أحبّه اللّه عزّ وجلّ أدخله الجنة ، ومن أبغضهما أبغضته ، ومن أبغضته أبغضه اللّه ، ومن أبغضه اللّه خلّده في النار »[8].

3 - « إنّ ابنيّ هذين ريحانتاي من الدنيا »[9].

4 - روي عن ابن مسعود أنّه قال : كان النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) يصلّي فجاء الحسن والحسين ( عليهما السّلام ) فارتدفاه ، فلمّا رفع رأسه أخذهما أخذا رفيقا ، فلمّا عاد عادا ، فلمّا انصرف أجلس هذا على فخذه الأيمن وهذا على فخذه الأيسر ، ثم قال :

« من أحبّني فليحبّ هذين »[10] .

5 - « حسين منّي وأنا من حسين ، أحبّ اللّه من أحبّ حسينا ، حسين سبط من الأسباط »[11].

6 - « الحسن والحسين خير أهل الأرض بعدي وبعد أبيهما ، وامّهما أفضل نساء أهل الأرض »[12].

7 - « الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنة »[13].

8 - عن برّة ابنة اميّة الخزاعي أنّها قالت : لمّا حملت فاطمة ( عليها السّلام ) بالحسن خرج النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) في بعض وجوهه فقال لها : « إنّك ستلدين غلاما قد هنّأني به جبرئيل ، فلا ترضعيه حتّى أصير إليك » قالت : فدخلت على فاطمة حين ولدت الحسن ( عليه السّلام ) وله ثلاث ما أرضعته ، فقلت لها : أعطينيه حتّى ارضعه ، فقالت : « كلّا » ثمّ أدركتها رقّة الأمهات فأرضعته ، فلمّا جاء النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) قال لها : « ماذا صنعت ؟ » قالت : « أدركني عليه رقّة الأمهات فأرضعته » فقال : « أبى اللّه عزّ وجلّ إلّا ما أراد » .

فلمّا حملت بالحسين ( عليه السّلام ) قال لها : « يا فاطمة إنّك ستلدين غلاما قد هنّأني به جبرئيل فلا ترضعيه حتى أجيء إليك ولو أقمت شهرا » ، قالت : « أفعل ذلك » ، وخرج رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) في بعض وجوهه ، فولدت فاطمة الحسين ( عليه السّلام ) فما أرضعته حتى جاء رسول اللّه فقال لها : « ماذا صنعت ؟ » قالت : « ما أرضعته » فأخذه فجعل لسانه في فمه فجعل الحسين يمصّ ، حتى قال النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) : « إيها حسين إيها حسين » ! ! ثمّ قال : « أبى اللّه إلّا ما يريد ، هي فيك وفي ولدك »[14] يعني الإمامة .

9 - إنّ النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) كان جالسا فأقبل الحسن والحسين ، فلمّا رآهما النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) قام لهما واستبطأ بلوغهما إليه ، فاستقبلهما وحملهما على كتفيه ، وقال : « نعم المطيّ مطيّكما ، ونعم الراكبان أنتما ، وأبوكما خير منكما »[15].

كنيته وألقابه :

أمّا كنيته فهي : أبو عبد اللّه .

وأمّا ألقابه فهي : الرشيد ، والوفي ، والطيّب ، والسيّد ، والزكيّ ، والمبارك ، والتابع لمرضاة اللّه ، والدليل على ذات اللّه ، والسبط . وأشهرها رتبة ما لقّبه به جدّه ( صلّى اللّه عليه واله ) في قوله عنه وعن أخيه : « أنّهما سيّدا شباب أهل الجنة » . وكذلك السبط لقوله ( صلّى اللّه عليه واله ) : « حسين سبط من الأسباط »[16].

 

[1] تأريخ ابن عساكر : 14 / 313 ، ومقاتل الطالبيين : 78 ، ومجمع الزوائد : 9 / 194 ، وأسد الغابة : 2 / 18 ، والإرشاد : 18 .

[2] أصول الكافي : 1 / 463 ، والاستيعاب المطبوع على هامش الإصابة : 1 / 377 .

[3] أي : تسقينه اللبن .

[4] بحار الأنوار : 43 / 242 .

[5] إعلام الورى بأعلام الهدى : 1 / 427 .

[6] عيون أخبار الرضا : 2 / 25 ، إعلام الورى : 1 / 427 .

[7] الإرشاد : 2 / 28 .

[8] الإرشاد : 2 / 28 .

[9] الإرشاد : 2 / 28 ، وصحيح البخاري : 2 / 188 ، وسنن الترمذي : 5 / 615 ح 3770 .

[10] مستدرك الحاكم : 3 / 166 ، وكفاية الطالب : 422 ، وإعلام الورى : 1 / 432 .

[11] بحار الأنوار : 43 / 261 ، ومسند أحمد : 4 / 172 ، وصحيح الترمذي : 5 / 658 ح 3775 .

[12] بحار الأنوار : 43 / 261 ، وعيون أخبار الرضا : 2 / 62 .

[13] سنن ابن ماجة : 1 / 56 ، والترمذي : 5 / 614 / ح 3768 ، وبحار الأنوار : 43 / 265 .

[14] بحار الأنوار : 43 / 254 ، وراجع : المناقب : 3 / 50 .

[15] بحار الأنوار : 43 / 285 - 286 ، راجع : ذخائر العقبى : 130 .

[16] أعيان الشيعة : 1 / 579 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.