أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-3-2016
10663
التاريخ: 10-4-2019
3200
التاريخ: 16-3-2016
4382
التاريخ: 2-04-2015
4733
|
هو أبو عبد اللّه الحسين بن عليّ بن أبي طالب ( عليه السّلام ) ثالث أئمّة أهل البيت الطاهرين ، وثاني سبطي رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) وسيّد شباب أهل الجنة ، وريحانة المصطفى ، وأحد الخمسة أصحاب العبا وسيّد الشهداء ، وامّه فاطمة ( عليها السّلام ) بنت رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) .
تأريخ الولادة :
أكّد أغلب المؤرّخين أنّه ( عليه السّلام ) ولد بالمدينة في الثالث من شعبان في السنة الرابعة من الهجرة[1].
وثمّة مؤرّخون أشاروا إلى أنّ ولادته ( عليه السّلام ) كانت في السنة الثالثة[2] . رؤيا امّ أيمن :
أوّل رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) رؤيا للسيدة امّ أيمن - كانت قد فزعت منها حين رأت أنّ بعض أعضائه ( صلّى اللّه عليه واله ) ملقى في بيتها - بولادة الحسين ( عليه السّلام ) الذي سيحلّ في بيتها صغيرا للرضاعة ، فقد ورد عن الإمام الصادق ( عليه السّلام ) أنّه قال :
أقبل جيران امّ أيمن إلى رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) فقالوا : يا رسول اللّه ، إنّ امّ أيمن لم تنم البارحة من البكاء ، لم تزل تبكي حتّى أصبحت ، فبعث رسول اللّه إلى امّ أيمن فجاءته فقال لها : يا امّ أيمن ، لا أبكى اللّه عينك ، إنّ جيرانك أتوني وأخبروني أنّك لم تزلي الليل تبكين أجمع ، فلا أبكى اللّه عينك ما الذي أبكاك ؟ قالت : يا رسول اللّه ، رأيت رؤيا عظيمة شديدة ، فلم أزل أبكي الليل أجمع ، فقال لها رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) : فقصّيها على رسول اللّه فإنّ اللّه ورسوله أعلم ، فقالت : تعظم عليّ أن أتكلّم بها ، فقال لها : إنّ الرؤيا ليست على ما ترى ، فقصّيها على رسول اللّه . قالت :
رأيت في ليلتي هذه كأنّ بعض أعضائك ملقى في بيتي ، فقال لها رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) : نامت عينك يا امّ أيمن ، تلد فاطمة الحسين فتربّينه وتلبنيه[3] فيكون بعض أعضائي في بيتك[4].
الوليد المبارك :
ووضعت سيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء ( عليها السّلام ) وليدها العظيم ، وزفّت البشرى إلى الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) ، فأسرع إلى دار عليّ والزهراء ( عليهما السّلام ) ، فقال لأسماء بنت عميس : « يا أسماء هاتي ابني » ، فحملته إليه وقد لفّ في خرقة بيضاء ، فاستبشر النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) وضمّه اليه ، وأذّن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى ، ثمّ وضعه في حجره وبكى ، فقالت أسماء : فداك أبي وأمي ، ممّ بكاؤك ؟ قال ( صلّى اللّه عليه واله ) : « من ابني هذا » . قالت : إنّه ولد الساعة ، قال ( صلّى اللّه عليه واله ) : « يا أسماء ! تقتله الفئة الباغية من بعدي ، لا أنالهم اللّه شفاعتي . . . »[5].
ثمّ إنّ الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) قال لعليّ ( عليه السّلام ) : أيّ شيء سمّيت ابني ؟ فأجابه عليّ ( عليه السّلام ) : « ما كنت لأسبقك باسمه يا رسول اللّه » . وهنا نزل الوحي على حبيب اللّه محمّد ( صلّى اللّه عليه واله ) حاملا اسم الوليد من اللّه تعالى ، وبعد أن تلقّى الرسول أمر اللّه بتسمية وليده الميمون ، التفت إلى عليّ ( عليه السّلام ) قائلا : « سمّه حسينا » .
وفي اليوم السابع أسرع الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) إلى بيت الزهراء ( عليها السّلام ) فعقّ عن سبطه الحسين كبشا ، وأمر بحلق رأسه والتصدّق بزنة شعره فضّة ، كما أمر بختنه[6].
وهكذا أجرى للحسين السبط ما أجرى لأخيه الحسن السبط من مراسم .
اهتمام النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) بالحسين ( عليه السّلام ) :
لقد تضافرت النصوص الواردة عن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) بشأن الحسين ( عليه السّلام ) وهي تبرز المكانة الرفيعة التي يمثّلها في دنيا الرسالة والامّة . ونختار هنا عدّة نماذج منها للوقوف على عظيم منزلته :
1 - روى سلمان أنّه سمع رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) يقول في الحسن والحسين ( عليهما السّلام ) : « اللّهمّ إنّي احبّهما فأحبّهما واحبّ من أحبّهما »[7].
2 - « من أحبّ الحسن والحسين أحببته ، ومن أحببته أحبّه اللّه ، ومن أحبّه اللّه عزّ وجلّ أدخله الجنة ، ومن أبغضهما أبغضته ، ومن أبغضته أبغضه اللّه ، ومن أبغضه اللّه خلّده في النار »[8].
3 - « إنّ ابنيّ هذين ريحانتاي من الدنيا »[9].
4 - روي عن ابن مسعود أنّه قال : كان النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) يصلّي فجاء الحسن والحسين ( عليهما السّلام ) فارتدفاه ، فلمّا رفع رأسه أخذهما أخذا رفيقا ، فلمّا عاد عادا ، فلمّا انصرف أجلس هذا على فخذه الأيمن وهذا على فخذه الأيسر ، ثم قال :
« من أحبّني فليحبّ هذين »[10] .
5 - « حسين منّي وأنا من حسين ، أحبّ اللّه من أحبّ حسينا ، حسين سبط من الأسباط »[11].
6 - « الحسن والحسين خير أهل الأرض بعدي وبعد أبيهما ، وامّهما أفضل نساء أهل الأرض »[12].
7 - « الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنة »[13].
8 - عن برّة ابنة اميّة الخزاعي أنّها قالت : لمّا حملت فاطمة ( عليها السّلام ) بالحسن خرج النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) في بعض وجوهه فقال لها : « إنّك ستلدين غلاما قد هنّأني به جبرئيل ، فلا ترضعيه حتّى أصير إليك » قالت : فدخلت على فاطمة حين ولدت الحسن ( عليه السّلام ) وله ثلاث ما أرضعته ، فقلت لها : أعطينيه حتّى ارضعه ، فقالت : « كلّا » ثمّ أدركتها رقّة الأمهات فأرضعته ، فلمّا جاء النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) قال لها : « ماذا صنعت ؟ » قالت : « أدركني عليه رقّة الأمهات فأرضعته » فقال : « أبى اللّه عزّ وجلّ إلّا ما أراد » .
فلمّا حملت بالحسين ( عليه السّلام ) قال لها : « يا فاطمة إنّك ستلدين غلاما قد هنّأني به جبرئيل فلا ترضعيه حتى أجيء إليك ولو أقمت شهرا » ، قالت : « أفعل ذلك » ، وخرج رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) في بعض وجوهه ، فولدت فاطمة الحسين ( عليه السّلام ) فما أرضعته حتى جاء رسول اللّه فقال لها : « ماذا صنعت ؟ » قالت : « ما أرضعته » فأخذه فجعل لسانه في فمه فجعل الحسين يمصّ ، حتى قال النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) : « إيها حسين إيها حسين » ! ! ثمّ قال : « أبى اللّه إلّا ما يريد ، هي فيك وفي ولدك »[14] يعني الإمامة .
9 - إنّ النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) كان جالسا فأقبل الحسن والحسين ، فلمّا رآهما النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) قام لهما واستبطأ بلوغهما إليه ، فاستقبلهما وحملهما على كتفيه ، وقال : « نعم المطيّ مطيّكما ، ونعم الراكبان أنتما ، وأبوكما خير منكما »[15].
كنيته وألقابه :
أمّا كنيته فهي : أبو عبد اللّه .
وأمّا ألقابه فهي : الرشيد ، والوفي ، والطيّب ، والسيّد ، والزكيّ ، والمبارك ، والتابع لمرضاة اللّه ، والدليل على ذات اللّه ، والسبط . وأشهرها رتبة ما لقّبه به جدّه ( صلّى اللّه عليه واله ) في قوله عنه وعن أخيه : « أنّهما سيّدا شباب أهل الجنة » . وكذلك السبط لقوله ( صلّى اللّه عليه واله ) : « حسين سبط من الأسباط »[16].
[1] تأريخ ابن عساكر : 14 / 313 ، ومقاتل الطالبيين : 78 ، ومجمع الزوائد : 9 / 194 ، وأسد الغابة : 2 / 18 ، والإرشاد : 18 .
[2] أصول الكافي : 1 / 463 ، والاستيعاب المطبوع على هامش الإصابة : 1 / 377 .
[3] أي : تسقينه اللبن .
[4] بحار الأنوار : 43 / 242 .
[5] إعلام الورى بأعلام الهدى : 1 / 427 .
[6] عيون أخبار الرضا : 2 / 25 ، إعلام الورى : 1 / 427 .
[7] الإرشاد : 2 / 28 .
[8] الإرشاد : 2 / 28 .
[9] الإرشاد : 2 / 28 ، وصحيح البخاري : 2 / 188 ، وسنن الترمذي : 5 / 615 ح 3770 .
[10] مستدرك الحاكم : 3 / 166 ، وكفاية الطالب : 422 ، وإعلام الورى : 1 / 432 .
[11] بحار الأنوار : 43 / 261 ، ومسند أحمد : 4 / 172 ، وصحيح الترمذي : 5 / 658 ح 3775 .
[12] بحار الأنوار : 43 / 261 ، وعيون أخبار الرضا : 2 / 62 .
[13] سنن ابن ماجة : 1 / 56 ، والترمذي : 5 / 614 / ح 3768 ، وبحار الأنوار : 43 / 265 .
[14] بحار الأنوار : 43 / 254 ، وراجع : المناقب : 3 / 50 .
[15] بحار الأنوار : 43 / 285 - 286 ، راجع : ذخائر العقبى : 130 .
[16] أعيان الشيعة : 1 / 579 .
|
|
دور في الحماية من السرطان.. يجب تناول لبن الزبادي يوميا
|
|
|
|
|
العلماء الروس يطورون مسيرة لمراقبة حرائق الغابات
|
|
|
|
|
انطلاق الجلسة البحثية الرابعة لمؤتمر العميد العلمي العالمي السابع
|
|
|