أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-10-2020
2692
التاريخ: 7-9-2021
2064
التاريخ: 4-7-2019
2202
التاريخ: 5-7-2022
1394
|
تطور نظم المعلومات الجغرافية :
ترجع الجذور الأولى لنظم المعلومات الجغرافية إلى منتصف القرن الثامن عشر ، مع عمليات رسم وإنتاج الخرائط وزيادة الاستخدام والطلب عليها ، وتتميز هذه المرحلة بتقدم وسائل الطباعة وتطور الجوانب الإحصائية واستخدام الأرقام وإنتاج الخرائط الموضوعية Thematic maps أي الخرائط التي تتناول موضوع واحد. وقد استمرت هذه الفترة حتى عام 1940، أي قبل اختراع الحاسب الالي في الأربعينات ، إذ صاحب هذا الاختراع تطورا سريعا للتكنولوجيا.
وفي الفترة من عام ۱۹۰۰. ۱۹۹۰ تنوعت الأشكال الرئيسية للبيانات المختلفة وزاد كمها وتوافرت بشكل كبير، بما حذا بالبعض للبحث عن حلول، خاصة بالنسبة للبيانات التي تتعلق باستخدام الأرض والموارد الطبيعية والتحليلات البيئية وخاصة مع تراكم المشكلات الخاصة بتخزين البيانات ومعالجتها. وقد كانت الحلول كلها تتركز في استخدام آلة يمكنها تخزين أكبر كم من البيانات، وتقديم أساليب سريعة لمعالجتها والتعامل معها ، وبالتالي كان الحاسب الألي هو الحل الأمثل لهذه المشكلات كما كانت هناك خطوة واسعة أخرى تمثلت في إنتاج الخرائط الموضوعية بطريقة الية. وبصفة خاصة في كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وبعض الدول الأخرى. وقامت محاولات أخرى فردية تمثلت في محاولة إنتاج خرائط باستخدام الحاسب الألي.
تعد محاولة بعض العلماء في بريطانيا إعداد أطلس عن النبات في بريطانيا British Flora استخدمت فيه البطاقات المثقبة Punched caruls ، وهي أحدث تكنولوجيا كانت متاحة آنذاك ، وذلك في إنتاج ما يزيد عن ۲۰۰۰ خريطة، خطوة على هذا الطريق. كما قام علماء الأرصاد والطبيعة الأرضية والجيولوجيون في هذه الآونة باستخدام الحاسب في الكثير من أعمالهم. وقامت كذلك الهيئات ذات الصبغة العسكرية في الولايات المتحدة بتطوير أجهزة العرض الخاصة بنظم الدفاع الجوي ، إذ كان يمكن استخدام الحاسب الألي في تحويل بيانات الرادار إلى صور ولوحات مرئية يمكن التعامل معها.
يمثل عام 1960 بداية أكثر تقدما للاستخدام الفعلي لنظم المعلومات ، إذ استطاعت الحكومة الكندية أن تقوم بجمع كم كبير من بيانات ومعلومات عدد من المجالات مثل الزراعة والحياة البرية والغابات ، والتعدادات السكانية ، واستخدام الأرض وتجديد الموارد ، وقد تم إدخال هذه البيانات إلى الحاسب الالي من خلال برامج فعالة ، وذلك بغرض تجميعها وتخزينها وإعادة استخدامها والتعامل معها وتحديثها أو الإضافة عليها ، وكذلك عرضها ، مما أعطاها الشكل الأولى لنظم المعلومات الجغرافية الحقيقية، وعليه فقد عرف هذا العمل باسم نظم المعلومات الجغرافية الكندية Information Systems Canada Geographical. أيضا حاولت صناعة البترول في الولايات المتحدة عمل خرائط متكاملة من البيانات الجيولوجية والجيوفيزيائية التي تستخدم في عمليات الاستكشاف باستخدام الحاسب الآلي كما تميزت هذه الفترة بتطور واسع وتقدم كبير في مجال الجغرافيا الكمية ، إذ استخدمت الأساليب الإحصائية والكمية، في فروع الجغرافيا المختلفة وتم ذلك بأسلوب عميق ومتقدم ، مما جعل البعض يطلق عليها اسم الثورة الكمية.
وعموما فقد كان التطور السريع والمتلاحق في جوانب هذا العلم وتطبيقاته ، ويرجع هذا إلى الحاجة الشديدة والماسة إلى هذا النظام الجديد. وكان هذا التقدم بدافع من أربعة جوانب أساسية هي:
1- الوفرة الضخمة والكم الهائل من البيانات والمعلومات ، خاصة مع توافر أجهزة حديثة للرصد والقياس والتصوير الجوي والفضائي.
2- التقدم الحديث في النظريات الجغرافية ، والتقنين الفعلي الذي جرى في فروع العلم المختلفة، واستخدام الأساليب الكمية والإحصائية بكثرة.
3- تعدد وتنوع البيانات المتاحة، نظرا لتنوع مصادرها المختلفة، مثل الإحصاءات بأنواعها، واستمارات الاستبيان، والمعلومات الناتجة من الصور الجوية والاستشعار عن بعد، والعمل الميداني، مما أدى إلى ظهور الحاجة العمليات جمع وتصنيف البيانات والمعلومات وضرورة أدارتها بطريقة أفضل.
4- تقدم أجهزة الحاسب الآلي، والبرامج المستخدمة، وتطورها بصورة متلاحقة، مما أعطى الفرصة لظهور أجيال منها قادرة على التعامل مع هذا الكم الهائل من البيانات والمعلومات، والتي جاءت من مصادر متعددة أو كانت تتناول ظاهرات وأشكال متنوعة كما سبق الذكر. ومع وجود وتوافر هذه الجوانب كانت الرغبة الفعلية والاندفاع القوى تجاه استخدام هذه التكنولوجيا الحديثة.
كما كان للانخفاض المستمر للأسعار في هذه الأجهزة أثره الواضح في تقدم هذا الجانب وتطوره. فقد تضاعفت أعداد أجهزة الحاسب الآلي في الجامعات مرات عديدة. واستخدامها الكثير من الأساتذة المتخصصين كما هو في جامعتي هرفارد وواشنطن. كما دخل إلى الحيز الأجهزة المتوسطة من الحاسب أو ما يطلق عليه Mainframeبقدراته وإمكانياته الواسعة. والى جانب الجامعات كان هناك النشاط الواضح من بين العديد من حكومات الدول المتقدمة في أمريكا وأوربا. إذ كان لهم السبق في استخدام نظم المعلومات في الكثير من الجهات الحكومية. كما أدى انعقاد العديد من المؤتمرات في هذا الموضوع إلى تجميع واسع للكثير من الأفكار المشتتة، والجهود الفردية في هذا المجال، مما عمل على بلورة هذه الأفكار ووضع تصورات تقترب من النظريات، كما أدت المؤتمرات والتجمعات إلى ترابط وتجميع هذه الجهود، وتوجيهها بطريقة أفضل.
وقد استمرت الفترة السابقة والتي يمكن أن يطلق عليها المرحلة الأولى من عمر نظم المعلومات الجغرافية وتطورها ما يزيد عن العشرة سنوات. أما المرحلة الثانية فتبدأ من عام 1973 وحتى عام ۱۹۸۰ وتتميز هذه الفترة بتراجع الجهود الفردية وتقدم الجهود الحكومية والجماعية. كما تتميز بميزة أساسية أخرى هي ظهور الشركات التجارية والتي تحتاج إلى عمليات تحليل وربط وتغيير ومتابعة وعموما فان فترة الثمانينات تعتبر فترة التغيير السريع في تكنولوجيا نظم المعلومات الجغرافية ويرجع ذلك إلى تطور عدة جوانب نذكر منها:
1- تطور أجهزة الحاسب الالي والأجهزة الملحقة والمساعدة ، وتطور مكوناتها من
إذ القدرة والسرعة وإمكانيات التخزين وعمليات الإدخال والعرض والإخراج.
2- ظهور نظم معلومات متكاملة تقوم بمجموعة الأعمال في شكل نظام متكامل ومنها على سبيل المثال أنظمة:- Idrisi -Arc/Info-Intergraphوغيرها من النظم التي تتيح العمل المتكامل بإمكانيات واسعة.
3- ظهور ما يعرف بالملفات العالمية والتي وفرت كميات كبيرة من المعلومات المنظمة والدقيقة التي ساعدت في عمل الكثير من الإنجازات. ومن أمثلة هذه الملفات US Census-us GeoData – TIGER.
4- تطور أساليب العمل على النظم وتقدمها، وكيفية بناء قواعد البيانات وكيفية العمل عليها.
5- زيادة كم المؤتمرات العلمية والندوات ومن أهمها مؤتمرات الاتحاد الدولي للجغرافيين والتي تعقد بشكل دوري، وكذلك مجموعات المؤتمرات والمعارض التي قامت بها الشركات المنتجة للبرامج والأجهزة، مما كان له الأثر الكبير في التقاء الفكر وتبادل المعرفة بين الباحثين والدارسين، فضلا عن تبادل أشكال التكنولوجيا المختلفة.
6- تقدم نظم الاتصال بين المؤسسات وبعضها، وبين المؤسسات والأفراد المستخدمين للنظم ، مما ساعد على سرعة تبادل المعلومات والخبرات وحل مشاكل العمل بسرعة.
7- تقدم مجالات حديثة تمثلت في انتشار وتقدم نظم الاستشعار عن بعد وعمليات التصوير الجوي وما وفرته من بيانات ومعلومات اعتمد عليها بصفة أساسية في الكثير من الأعمال.
8- صدور العديد من المجلات العلمية المتخصصة وتركيز وسائل الإعلام عليها.
9- تدريس النظم في الكثير من الجامعات وزيادة اهتمام الجامعات بهذا المجال وتبادل الخبرات.
10- استخدام نظم المعلومات الجغرافية في الكثير من الوزارات ومراكز البحث العلمي المتخصصة ومجالات العمل التطبيقية الأخرى. والمرحلة التالية تمثلت في فترة التسعينات، والتي تميزت بتطور سريع ويمكن تلخيص ملامح التغير هنا ورصدها في ظهور المزيد من النظم المتقدمة التي تخدم جوانب متعددة والتطور السريع في الأجهزة والبرامج. والقيام بالكثير من الأعمال والتطبيقات، وزيادة المعرفة والانتشار عن طريق التعليم والمؤتمرات والمجلات المتخصصة.
واليوم يصل حجم البرامج التي تتناول التطبيقات والاستخدام في هذه النظم إلى عدد كبير، كما وصلت الأجهزة لدرجة عالية من التقدم ، وأصبحت البرامج يمكنها تغطية معظم المجالات العلمية بصفة عامة والجغرافية بصفة خاصة. وتقوم معظم الجامعات حتى في الدول النامية بتدريس النظم ومنح الدرجات العلمية فيها ، كما أمكن استخدام النظم وبكفاءة عالية في المجالات التطبيقية في البحوث والدراسات في الجامعات ، واستخدامها على نطاق واسع في الكثير من الوزارات والإدارات والشركات ومراكز دعم اتخاذ القرار ويمكن القول بشيء من الاختصار أن نظم المعلومات وخلال وقت قريب سوف يكون لها السيطرة الكاملة على جميع الأعمال التي تحتاج إلى بيانات والتعامل معها ، وهو الشيء الذي يتوافر في كل مكان ، كما سوف تمتد إلى جميع مجالات الحياة اليومية ، وذلك بما توفره من إمكانيات وقدرات ومزايا لا تتوفر لأي من عناصر وأدوات العمل الأخرى.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|