أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-1-2016
2266
التاريخ: 22-11-2018
2523
التاريخ: 21-4-2016
2867
التاريخ: 17/12/2022
1421
|
من المناهج التي تستخدم لتقوية الادراك وتكامل قوة الاستدلال لدى الطفل هو طرح الاسئلة عليهم بالنحو الذي كان ابراهيم (عليه السلام)، يسأل به قومه، حيث كان يُثبت لهم فساد عقائدهم وبطلانها عن طريق الاستدلال المنطقي بالأمور المحسوسة، وكان يضطرّهم الى التفكير: {فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ}[الأنبياء: 64].
ان طرح الاسئلة على الطفل اثناء التزامه بالضوابط - بشكل طبيعي في المجالس الجماعية التي قد يتداخل الرعب فيها نفس الطفل - يكون عاملاً مساعداً على إلجاء الطفل أو الشاب الى التفكير، لان الاستدلال على امر هو في الواقع سبب لإثبات الشخصية، بحيث لو تمكّن المعلم من إدارة المجلس بصورة صحيحةٍ لشعر كل واحدٍ من التلاميذ بأن له شخصية، تلك الشخصية التي لا تثبت الا بالعمل بتلك المبادئ والقيم.
ان اعطاء الطفل فرصة الحديث والمناقشة، ومعرفة رأيه بطرح الاسئلة - من قبيل: ما هو رأيك؟ وما هو تصورك، وأنه لو كنت في مثل هذه الظروف ما كنت صانعاً؟ أو لو عاملوك مثل هذه المعاملة ما كان شعورك؟ - يقوي أساس الادراك لأصول المبادئ الاخلاقية لدى الاطفال، ومن اجل ان تتحول تلك المبادئ الى سلوكٍ في حياة للأطفال، فانه لا ظرف أكثر تأثيراً من الجو الذي يملأه الحب والانسجام بين المعلمين أو الابوين مع سائر افراد العائلة، فان ذلك يكون سبباً في الشعور لدى الجميع بعزة النفس والكرامة، لان الشعور بالكرامة وعزة النفس من حاجيات الفطرة الانسانية السليمة، وجميع المحاولات والمساعي للإنسان في الحياة انما هي من أجل رفع مثل تلك الحاجيات، ولا تتبلور هذه الكرامة والعزة إلاّ في ظل الالتزام بالمبادئ والقيم الاخلاقية.
إن الجو الذي يكون فيه التشجيع والترغيب للأطفال حاكماً، والذي يملأه الحب والانسجام يزيد من حب الاطفال بعضهم لبعض وتتوثق الصداقة بينهم، بحيث يتحول ذلك الى شعور جماعي بضرورة العمل بالقيم الاخلاقية، والى إدراكٍ جماعي للأسباب التي دعتهم الى العمل بذلك.
ان الإبداع في طرح الاسئلة على الطفل يضطره الى التفكير وتحليل الامور والقضايا ويشوقه لمعرفة ذلك، ولهذا المنهج دور في توجيه عقل الطفل، وفي تقوية البنية الفكرية لديه، وبذلك يتعرف الطفل على امور قد لمسها بالتجربة، ويتعرف من خلالها على ادراك مشاعر الآخرين جيداً، ويتوصل من خلالها على طرق حل لمشاكله ويقف على ضرورة الالتزام بالقيم والمبادئ، وحيث ان هذا الأمر كان المنهج المتبع فيه منهجاً صحيحاً، وخاليا عن الشعور بالإكراه والضغط، والعمل به وقع عن اختيار وارادة تأمين، سيكون السلوك النابع عن لالتزام به سلوكاً مستقيماً وصحيحاً، لا يتغير بمضي الزمان، ولا يتغير بتغير الظروف والأحوال، والذي ينبغي على الابوين في البيت والمعلمين في المدرسة أن يتخذوا منهجاً مجرداً عن أي نوع من الاكراه عندما يريدون تعليم الاطفال وتربيتهم على الاخلاق والالتزام، ليلعب الاطفال دورهم الخطير في الالتزام بالمبادئ، إذ ليس المعلمون والآباء الا مرشدون لهم في مختلف الظروف، وظيفتهم في ذلك اعداد الارضية المناسبة للأطفال.
لقد كان بناء الماضين قائماً على إكراه التلميذ على كل شيء حتى في الترغيب والتشجيع، معللين ذلك بأن الطفل يحب اللعب واللهو، ويتهرب من الالتزام بالضوابط ومن اداء واجباته، فكان منهج تحريك حس اشتياق الطفل للتعلم يواجه مشكلةً، هذا مضافاً الى ان الطفل أو الشاب. - كل منهما في مرحلته الخاصة به - يحبّان التطلّع والمعرفة والعمل أكثر من أي مرحلة اخرى ويشتقان اليه، وبناءاً على ذلك، فانه لا ينبغي اكراه الطفل على التعلم أو الالتزام(1)، بأي شيء من القيم قبل ان تكون ارضيته من الناحية النفسية والعاطفية ممهدةً، أو كان للطفل رغبة في ذلك، ولا تتحقق تلك الرغبة وذلك الميل للطاعة والالتزام بأي من الضوابط والقيم إلا في ظل شعور الطفل بالكرامة وعزة النفس، من قبيل الضوابط التي تضعها المدرسة للتلاميذ.
ان المدرسة تدعو الطفل والشاب بشكل طبيعي ليوفّقا بين سلوكهما وبين آمال الحياة ومتطلباتها، ليستقيم سلوكهما بذلك.
ان علاقات التلاميذ انما تستحكم إذا طبقوا المبادئ الاخلاقية والضوابط المدرسية بشكل جماعي بفكرٍ واحد، في محيط يملأه الود والاحترام، ليتعرّفوا أكثر على الاصول والضوابط ويعيشوها في حياتهم اليومية.
ان حس التعاون بين التلاميذ وبذل الجهد الجماعي لا يتيسّر إلا في ظل العلاقات الصحيحة وارشاد المعلمين، وبذلك تبرز طاقاتهم وقدرة الابداع لكل واحد من التلاميذ في حل المشاكل وفي علاقاتهم مع أنفسهم ومع غيرهم من الناس. وفي مثل هذه الظروف لا يكون جهد كل واحدٍ من التلاميذ التفوّق على غيره ليبرز ويشار اليه بالبنان، أو يعدّ غيره من التلاميذ فاشلاً وغير ناجح في الحياة ذلك أن الحجر الاساس في الحياة الاجتماعية عندهم هو ادراك المشاعر وحس التعاون والاحترام المتبادل، فيسعى كل واحدٍ منهم وحسب طاقاته واستعداده ان يكون مع الجماعة في طريق الحفاظ على كرامته، ويحاول ان يكون في خدمة الجماعة ووحدتها في ظل جو العلاقات الصحيحة بينه وبين الآخرين، ومثل هؤلاء التلاميذ يتكاملون بحفاظهم على كرامتهم، ليكونوا في المستقبل أناساً أحراراً وأعزاء، بحيث يتمكنون من قيادة المجتمع نحو نيل الاهداف والقيم الاسلامية السامية، ويكون لهم دور فعال وبنّاء - ان شاء الله تعالى - في تمهيد الأرضية للمصلح الأكبر ولي الله الأعظم الحجة القائم - عجّل الله تعالى فرجه - ويكونوا من جنوده.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ قال أمير المؤمنين عليه السلام: (فان القلب إذا أكره عمى)، نهج البلاغة، الكلمة: 193.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
قسم التربية والتعليم يكرّم الطلبة الأوائل في المراحل المنتهية
|
|
|