المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



توجيه الأسئلة للطفل  
  
1465   03:08 مساءً   التاريخ: 3-7-2022
المؤلف : رضا فرهاديان
الكتاب أو المصدر : التربية المثالية وظائف الوالدين والمعلمين
الجزء والصفحة : ص83 ـ 86
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

من المناهج التي تستخدم لتقوية الادراك وتكامل قوة الاستدلال لدى الطفل هو طرح الاسئلة عليهم بالنحو الذي كان ابراهيم (عليه السلام)، يسأل به قومه، حيث كان يُثبت لهم فساد عقائدهم وبطلانها عن طريق الاستدلال المنطقي بالأمور المحسوسة، وكان يضطرّهم الى التفكير: {فَرَجَعُوا إِلَى أَنْفُسِهِمْ}[الأنبياء: 64].

ان طرح الاسئلة على الطفل اثناء التزامه بالضوابط - بشكل طبيعي في المجالس الجماعية التي قد يتداخل الرعب فيها نفس الطفل - يكون عاملاً مساعداً على إلجاء الطفل أو الشاب الى التفكير، لان الاستدلال على امر هو في الواقع سبب لإثبات الشخصية، بحيث لو تمكّن المعلم من إدارة المجلس بصورة صحيحةٍ لشعر كل واحدٍ من التلاميذ بأن له شخصية، تلك الشخصية التي لا تثبت الا بالعمل بتلك المبادئ والقيم.

ان اعطاء الطفل فرصة الحديث والمناقشة، ومعرفة رأيه بطرح الاسئلة - من قبيل: ما هو رأيك؟ وما هو تصورك، وأنه لو كنت في مثل هذه الظروف ما كنت صانعاً؟ أو لو عاملوك مثل هذه المعاملة ما كان شعورك؟ - يقوي أساس الادراك لأصول المبادئ الاخلاقية لدى الاطفال، ومن اجل ان تتحول تلك المبادئ الى سلوكٍ في حياة للأطفال، فانه لا ظرف أكثر تأثيراً من الجو الذي يملأه الحب والانسجام بين المعلمين أو الابوين مع سائر افراد العائلة، فان ذلك يكون سبباً في الشعور لدى الجميع بعزة النفس والكرامة، لان الشعور بالكرامة وعزة النفس من حاجيات الفطرة الانسانية السليمة، وجميع المحاولات والمساعي للإنسان في الحياة انما هي من أجل رفع مثل تلك الحاجيات، ولا تتبلور هذه الكرامة والعزة إلاّ في ظل الالتزام بالمبادئ والقيم الاخلاقية.

إن الجو الذي يكون فيه التشجيع والترغيب للأطفال حاكماً، والذي يملأه الحب والانسجام يزيد من حب الاطفال بعضهم لبعض وتتوثق الصداقة بينهم، بحيث يتحول ذلك الى شعور جماعي بضرورة العمل بالقيم الاخلاقية، والى إدراكٍ جماعي للأسباب التي دعتهم الى العمل بذلك.

ان الإبداع في طرح الاسئلة على الطفل يضطره الى التفكير وتحليل الامور والقضايا ويشوقه لمعرفة ذلك، ولهذا المنهج دور في توجيه عقل الطفل، وفي تقوية البنية الفكرية لديه، وبذلك يتعرف الطفل على امور قد لمسها بالتجربة، ويتعرف من خلالها على ادراك مشاعر الآخرين جيداً، ويتوصل من خلالها على طرق حل لمشاكله ويقف على ضرورة الالتزام بالقيم والمبادئ، وحيث ان هذا الأمر كان المنهج المتبع فيه منهجاً صحيحاً، وخاليا عن الشعور بالإكراه والضغط، والعمل به وقع عن اختيار وارادة تأمين، سيكون السلوك النابع عن لالتزام به سلوكاً مستقيماً وصحيحاً، لا يتغير بمضي الزمان، ولا يتغير بتغير الظروف والأحوال، والذي ينبغي على الابوين في البيت والمعلمين في المدرسة أن يتخذوا منهجاً مجرداً عن أي نوع من الاكراه عندما يريدون تعليم الاطفال وتربيتهم على الاخلاق والالتزام، ليلعب الاطفال دورهم الخطير في الالتزام بالمبادئ، إذ ليس المعلمون والآباء الا مرشدون لهم في مختلف الظروف، وظيفتهم في ذلك اعداد الارضية المناسبة للأطفال.

لقد كان بناء الماضين قائماً على إكراه التلميذ على كل شيء حتى في الترغيب والتشجيع، معللين ذلك بأن الطفل يحب اللعب واللهو، ويتهرب من الالتزام بالضوابط ومن اداء واجباته، فكان منهج تحريك حس اشتياق الطفل للتعلم يواجه مشكلةً، هذا مضافاً الى ان الطفل أو الشاب. - كل منهما في مرحلته الخاصة به - يحبّان التطلّع والمعرفة والعمل أكثر من أي مرحلة اخرى ويشتقان اليه، وبناءاً على ذلك، فانه لا ينبغي اكراه الطفل على التعلم أو الالتزام(1)، بأي شيء من القيم قبل ان تكون ارضيته من الناحية النفسية والعاطفية ممهدةً، أو كان للطفل رغبة في ذلك، ولا تتحقق تلك الرغبة وذلك الميل للطاعة والالتزام بأي من الضوابط والقيم إلا في ظل شعور الطفل بالكرامة وعزة النفس، من قبيل الضوابط التي تضعها المدرسة للتلاميذ.

ان المدرسة تدعو الطفل والشاب بشكل طبيعي ليوفّقا بين سلوكهما وبين آمال الحياة ومتطلباتها، ليستقيم سلوكهما بذلك.

ان علاقات التلاميذ انما تستحكم إذا طبقوا المبادئ الاخلاقية والضوابط المدرسية بشكل جماعي بفكرٍ واحد، في محيط يملأه الود والاحترام، ليتعرّفوا أكثر على الاصول والضوابط ويعيشوها في حياتهم اليومية.

ان حس التعاون بين التلاميذ وبذل الجهد الجماعي لا يتيسّر إلا في ظل العلاقات الصحيحة وارشاد المعلمين، وبذلك تبرز طاقاتهم وقدرة الابداع لكل واحد من التلاميذ في حل المشاكل وفي علاقاتهم مع أنفسهم ومع غيرهم من الناس. وفي مثل هذه الظروف لا يكون جهد كل واحدٍ من التلاميذ التفوّق على غيره ليبرز ويشار اليه بالبنان، أو يعدّ غيره من التلاميذ فاشلاً وغير ناجح في الحياة ذلك أن الحجر الاساس في الحياة الاجتماعية عندهم هو ادراك المشاعر وحس التعاون والاحترام المتبادل، فيسعى كل واحدٍ منهم وحسب طاقاته واستعداده ان يكون مع الجماعة في طريق الحفاظ على كرامته، ويحاول ان يكون في خدمة الجماعة ووحدتها في ظل جو العلاقات الصحيحة بينه وبين الآخرين، ومثل هؤلاء التلاميذ يتكاملون بحفاظهم على كرامتهم، ليكونوا في المستقبل أناساً أحراراً وأعزاء، بحيث يتمكنون من قيادة المجتمع نحو نيل الاهداف والقيم الاسلامية السامية، ويكون لهم دور فعال وبنّاء - ان شاء الله تعالى - في تمهيد الأرضية للمصلح الأكبر ولي الله الأعظم الحجة القائم - عجّل الله تعالى فرجه - ويكونوا من جنوده.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ قال أمير المؤمنين عليه السلام: (فان القلب إذا أكره عمى)، نهج البلاغة، الكلمة: 193. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.