المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

تقسيم البروتوكول الدبلوماسي الرسمي
1-9-2022
الأبعاد الدولية للجودة الشاملة
29-6-2016
فصل إلكتروليتي electrolytic separation
7-12-2018
مكنون اطر القراءة المفتوحة ORFome
11-6-2019
معنى كلمة هرع
1-9-2022
امتلاك قلب الزوجة
2024-09-17


الوحدات الاجتماعية  
  
2365   02:13 صباحاً   التاريخ: 29-6-2022
المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : الحياة في ظل الأخلاق
الجزء والصفحة : ص111ــ113
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /

أهم مسألة في الحياة الاجتماعية هي كيف نستطيع أن نبني من مجموع الوحدات الاجتماعية المتفرقة والمتعددة الصغيرة، مجتمعاً موحداً أقرى وأكبر؟

ولقد كان المجتمع البشري - منذ أيامه الأولى - يأخذ طابع التعدد والتفرق في وحدات صغيرة و كبيرة .

وتعد العوامل التالية من مسببات هذه الفرقة والتعدد.

1- العِرق (العنصر):

فالأسرة الواحدة تتشعب إلى أسر مختلفة، يشكل مجموعها القوم أو القبيلة التي بدورها تشكل المجتمع الواحد.

وفي الحقيقة فإن الصبغة العنصرية القبلية تمثل الصبغة الاجتماعية للإنسان، ولا تزال القبائل والقوميات أساس الكثير من المجتمعات المتخلفة وقد تكون المسألة أصعب من هذا في بعض الحالات عندما تمتنع بعض القبائل عن التزاوج فيما بينها، لتظل وحدة اجتماعية مغلقة.

2- البيئة الجغرافية:

اختلطت القبائل المختلفة ببعضها بالقومية والدم شيئاً فشيئاً وشكلت وحدات اجتماعية أكبر تختلف عن نظيراتها في المناطق الجغرافية.

وكانت الحدود الجغرافية طبيعية في بادئ الأمر، كأن يفصل واد عميق أو نهر عظيم أو جبال شامخة بين أمتين، ثم ظهرت الاتفاقيات ففقدت الحدود والموانع الطبيعية أهميتها شيئاً فشيئاً، بيد أن الموانع الطبيعية لا تزال تشكل الحدود الجغرافية في الكثير من نقاط العالم كانجلترا وفرنسا، والصين واليابان، إلا أنها ليست كذلك في أغلب دول العالم.

3- العقيدة (الأيديولوجية):

وأخيراً أصبح الفكر والعقيدة أساساً لتشكيل المجتمعات في الأمم الراقية، فسرعان ما أدرك الإنسان أن العنصر والقبيلة لا يمكنهما الحيلولة دون وحدة بني البشر، ولا ريب في ازدياد العوامل المشتركة بين أبناء الدم الواحد من حيث الجوانب الجسمية والروحية، لكن هذا لا يمنعهم من مخالطة الآخرين.

وكذلك فقد أدرك بسهولة أن اختلاف المناطق الجغرافية (بما فيها الطبيعية والمصطنعة) لا يمكنه أن يكون عاملاً للفرقة، خاصة وأن سهولة وسائط المواصلات والنقل قد أذابت هذا الحاجز وقربت المسافات الجغرافية بصورة كاملة.

لذلك تحولت المجتمعات إلى مجتمعات عقائدية فكرية شيئاً فشيئاً، وحلت الحدود الفكرية محل الحدود السابقة، وخير مثال على هذا هو انقسام دول العالم الحالية إلى معسكرين شيوعي ومادي (قبل انهيار المعسكر الشيوعي).

ومع أن التصور الذي ساد في البداية كان يحكي عن خلود وأبدية هذا التقسيم، وكانت مسألة عدم تصالح هذين المعسكرين قطعية لا مفر منها، لكنه سرعان ما تبين أنه مصطنع أكثر مما هو واقعي.

فبإزاء عوامل الاختلاف الفكرية والعقائدية الموجودة بين الفئات المختلفة، هناك آلاف العوامل المشتركة التي يمكن أن تكون نواة لوحدة البشرية واتحاد أرواح البشر وأجسامهم، الذي يؤدي إلى اشتراكهم في مختلف الأهداف.

وقد تصاعدت نداءات الوحدة بين المجتمعات على الرغم من اختلاف أنظمتها وأفكارها، وهي اليوم تدخل تدريجياً مرحلة التطبيق.

وبالرغم من أن تضارب مصالح الشعوب وعدم وجود النضج الفكري اللازم لتوعيتها وتوجيهها لا يزال يمنع هذه المجتمعات المتفرقة من الاتحاد ببعضها لتشكل مجتمعاً أكبر قائماً على أساس وحدة النوع البشري، إلا أنه من الواضح أن أي واحد من عوامل التفرقة التي ذكرناها لم يكن حقيقياً لا يمكن تخطيه، وهذا الوعي كاف لتمهيد الطريق للمستقبل الأكثر نصوعاً وشروقاً.

وهكذا تثبت لنا إمكانية دمج المجتمعات البشرية في مجتمع واحد. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.