أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-03-2015
3539
التاريخ: 7-03-2015
3306
التاريخ: 7-03-2015
4427
التاريخ: 7-4-2016
3501
|
كتب الحسن البصري - وهو من أبرز الشخصيات المعاصرة للإمام - معرّفا بأدب الإمام ( عليه السّلام ) وثقافته :
« أمّا بعد ، فإنّكم معشر بني هاشم الفلك الجارية في اللّجج الغامرة والأعلام النيّرة الشاهرة أو كسفينة نوح ( عليه السّلام ) التي نزلها المؤمنون ونجا فيها المسلمون ، كتبت إليك يا بن رسول اللّه عند اختلافنا في القدر وحيرتنا في الاستطاعة فأخبرنا بالذي عليه رأيك ورأي آبائك ، فإنّ من علم اللّه علمكم وأنتم شهداء على الناس واللّه الشاهد عليكم ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ[1].
كما تتجلّى لنا مقدرة الإمام الفنّيّة والبلاغيّة من خلال محاولة معاوية لأن يقاطع ذات يوم خطاب الإمام ( عليه السّلام ) حتى لا يفتتن الجمهور ببلاغته بعد أن اقترح ابن العاص على معاوية أن يخطب الحسن ( عليه السّلام ) ليظهر عدم مقدرته[2].
وقد أسهم الإمام الحسن ( عليه السّلام ) في صياغة الخطب العسكرية في عهد أبيه وبعده ، كما مرّ علينا ، وقد لاحظنا إحكام البناء والتطعيم بالعنصر الإيقاعي والصوري بشكل واضح .
وتميّزت رسائل الإمام ومكاتباته بالاقتصاد اللغوي وبتكثيف عنصر ( الإشارة الدالّة ) أي العبارة المنطوية على شفرات دلالية ، وهذا ما نجده مثلا في رسالته إلى معاوية ورسالته إلى زياد بن أبيه ، حيث لم تتجاوز كلّ منهما السطرين ، فالأوّل - وهو معاوية - بعث رجلين يتجسّسان ، فكتب ( عليه السّلام ) :
« أمّا بعد ، فإنّك دسست الرجال كأنّك تحبّ اللقاء ، لا أشكّ في ذلك ، فتوقّعه إن شاء اللّه ، وبلغني أنّك شمتّ بما لم تشمت به ذوو الحجى »[3].
وأمّا الرسالة الأخرى فقد بعثها إلى زياد حيث نكّل بأحد المؤمنين ، فطالبه ( عليه السّلام ) بالكفّ عن ذلك ، فردّ زياد برسالة إلى الحسن ( عليه السّلام ) جاء فيها :
« من زياد بن أبي سفيان إلى الحسن بن فاطمة : أمّا بعد ، فقد أتاني كتابك تبدأ فيه بنفسك قبلي ، وأنت طالب حاجة وأنا سلطان »[4].
واضح أنّ هذه الرسالة من زياد تعبير عن إحساسه المرضيّ بعقدة الحقارة والنقص ، فهو ينسب نفسه إلى أبي سفيان ، وينسب الحسن ( عليه السّلام ) إلى فاطمة ( عليهما السّلام ) ، إلّا أنّ الحسن ( عليه السّلام ) أجابه بسطرين ، نحسب أنّهما مزّقاه كلّ التمزيق ، حيث كتب ( عليه السّلام ) :
« من الحسن بن فاطمة إلى زياد بن سميّة ، أمّا بعد ، فإنّ رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) قال : الولد للفراش ، وللعاهر الحجر »[5].
من أدبه ( عليه السّلام ) المنظوم :
1 - قال ( عليه السّلام ) في التذكير بالموت :
قل للمقيم بغير دار إقامة * حان الرحيل فودّع الأحبابا
إنّ الذين لقيتهم وصحبتهم * صاروا جميعا في القبور ترابا
2 - وقال ( عليه السّلام ) في الزهد في الدنيا :
لكسرة من خسيس الخبز تشبعني * وشربة من قراح الماء تكفيني
وطمرة من رقيق الثوب تسترني * حيا وإن متّ تكفيني لتكفيني
3 - وله ( عليه السّلام ) في السخاء :
إنّ السخاء على العباد فريضة * للّه يقرأ في كتاب محكم
وعد العباد الأسخياء جنانه * وأعدّ للبخلاء نار جهنّم
من كان لا تندى يداه بنائل * للراغبين فليس ذاك بمسلم[6]
4 - وبلغه ( عليه السّلام ) سبّ ابن العاص له في مجلس معاوية ، فقال ( عليه السّلام ) :
أتأمر يا معاوي عبد سهم * بشتمي والملا منّا شهود ؟
إذا أخذت مجالسها قريش * فقد علمت قريش ما تريد
أأنت تظلّ تشتمني سفاها * لضغن ما يزول وما يبيد ؟
فهل لك من أب كأبي تسامى * به من قد تسامى أو تكيد ؟
ولا جدّ كجدي يا ابن حرب * رسول اللّه إن ذكر الجدود
ولا امّ كامّي في قريش * إذا ما حصّل الحسب التليد
فما مثلي تهكّم يا ابن حرب * ولا مثلي ينهنهه الوعيد
فمهلا لا تهيّج بنا أمورا * يشيب لهولها الطفل الوليد[7]
5 - وله ( عليه السّلام ) في الاستغناء عن الناس :
اغن عن المخلوق بالخالق * تغن عن الكاذب والصادق
واسترزق الرحمن من فضله * فليس غير اللّه بالرازق
من ظنّ أنّ الناس يغنونه * فليس بالرحمن بالواثق
من ظنّ أنّ الرزق من كسبه * زلّت به النعلان من حالق[8]
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|