المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

الملائكة في القرآن الكريم
3-4-2016
Chain isomerism
30-6-2019
علم النانو وتكنولوجيا النانو
2023-11-20
Applications of Fluorine
24-10-2018
تعمير الرواسب Aging of Pecipitates
2023-09-21
أخبار(عليه السلام) باستشهاد جويرية بن مسهر العبدي
4-5-2016


ترجمة الجزيري من المطمح  
  
2025   03:32 مساءً   التاريخ: 18-6-2022
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطِّيب من غصن الأندلس الرّطيب
الجزء والصفحة : مج1، ص:586-587
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-02-24 673
التاريخ: 2024-05-28 805
التاريخ: 2024-08-08 526
التاريخ: 18-1-2023 961

 

ترجمة الجزيري من المطمح

وممن كان في أيام المنصور من الوزراء المشهورين الوزير الكاتب أبو مروان عبد الملك بن إدريس الخولاني، قال في المطمح (1) : علم من أعلام الزمان (2) ، وعين من أعيان البيان، باهر الفصاحة، طاهر الجناب والساحة، تولى

(586)

التحبير أيام المنصور والإنشاء، وأشعر بدولته الأفراح والانتشاء، ولبس العزة ضافية البرود، وورد بها النعمة صافية الورود (3) ، وامتطى من جياد التوجيه، وأعتق من لاحق والوجيه (4) ، وتمادى طلقه، ولا أحد يلحقه، إلى أيام المظفر فمشى على سننه، وتمادى السعد يترنم على فننه، إلى أن قتل المظفر صهره عيسى بن القطاع، صاحب دولته وأميرها المطاع، وكان أبو مروان قديم الاصطناع له والانقطاع، فاتهم معه، وكاد أن يذوق حمامه ومصرعه (5) ، إلا أن إحسانه شفع، وبيانه نفع ودفع (6) ، فحط عن تلك الرتب، وحمل إلى طرطوشة على القتب، فبقي هنالك معتقلا في أبراجها نائي المنتهى (7) ، كأنما يناجي السها، قد بعد ساكنه عن الأنيس، وقعد من النجم بمنزلة الجليس، تمر الطيور دونه ولا تجوزه، ويرى منه الثرى ولا يكاد يحوزه، فبقي فيه دهرا لا يرتقي إليه راق، ولا يرجى لبثه راق، إلى أن أخرج منه إلى ثراه، واستراح مما عراه، فمن بديع نظمه قوله يصف المعقل (8) ، الذي فيه اعتقل:

يأوي إليه كل أعور ناعق (9) ... وتهب فيه كل ريح صرصر

ويكاد من يرقى إليه مرة ... من عمره يشكو انقطاع الأبهر ودخل ليلة على المنصور (10) والمنصور قد اتكأ وارتفق، وتحلى بمجلسه ذلك الأفق، والدنيا بمجلسه ذلك مسوقة، وأحاديث الأماني به منسوقة، فأمره

 (587)

بالنزول (11) فنزل في جملة الأصحاب، والقمر بظهر ويحتجب في السحاب، والأفق يبدو به أغر ثم يعود مبهما، والليل يتراءى منه أشقر ثم يعود أدهما، وأبو مروان قد انتشى، وجال في ميدان الأنس ومشى، وبرد خاطره قد دبجه السرور ووشى،فأقلقه ذلك المغيب والالتياح، وأنطقه ذلك السرور والارتياح، فقال:

أرى بدر السماء يلوح حينا ... فيبدو ثم يلتحف السحابا

وذلك أنه لما تبدى ... وأبصر وجهك استحيا فغابا

مقال لو نمي عندي إليه ... لراجعني بذا حقا جوابا وله في مدة اعتقاله، وتردده في قيله وقاله (12) :

شحط المزار فلا مزار، ونافرت ... عيني الهجوع فلا خيال يعتري

أزرى بصبري وهو مشدود العرى (13) ... وألان عودي وهو صلب المكسر

وطوى سروري كله وتلذذي ... بالعيش طي صحيفة لم تنشر

ها إنما ألقى الحبيب توهما ... بضمير تذكاري وعين تذكري

عجبا لقلبي يوم راعتني النوى ... ودنا وداعي (14) كيف لم يتفطر

__________

 (1) المطمح: 13.

(2) ك: علم من الأعلام فريد الزمان.

(3) ك: ولبس العزة مدة ضافية البرود.

(4) لاحق والوجيه: فحلان من فحول الخيل.

(5) المطمح: أن يذوق الحمام فيصرعه.

(6) ق ودوزي: وبيانه منع ودفع؛ وفي نسخة المطمح " صنع " وهو مصحف.

(7) المطمح: فات المنتهى.

(8) ك: المعتقل.

(9) المطمح: ناعب.

(10) على المنصور: سقطت من ق.

(11) ك: بالنزول عنده.

(12) في رواية من أصول المطمح: في قيده وعقاله؛ وهذه الأبيات من رائيته المشهورة عند الأندلسيين وفيها نصائح وحكم لابنه (نظر فهرست ابن خير: 410).

(13) ك: القوى.

(14) ك: ودنا وداع.

 

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.