أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-6-2022
2993
التاريخ: 17-6-2022
5008
التاريخ: 6-7-2022
7076
التاريخ: 30-7-2022
1605
|
إن جوهر هذه الأساليب هو البحث عن الأسباب ألدافعه إلى الجريمة بالنسبة الواقعة مادية محددة وبالنسبة لمجرم معين بذاته، وبمقتضاها يقوم الباحث بدراسة المجرم من جميع النواحي البيولوجية والعقلية والنفسية من اجل التوصل إلى معرفة ما إذا كان الشخص محل الدراسة ذا تكوين إجرامي أم لا. أن أهمية هذه الأساليب تكمن في أنها تبرز لنا الأسباب الداخلية الدافعة إلى الجريمة، كما توضح ما إذا كان هناك تكوين إجرامي لدى الفرد، وكيف يتبلور هذا التكوين الداخلي ويخرج إلى العالم الخارجي في صورة جريمه، وهذا ما يسمى بدراسة (حركية الجريمة). وتتبلور هذه الأساليب في دراسة أعضاء الجسم ودراسة وظائف أعضاء الجسم ودراسة التكوين النفسي.
المطلب الأول
الدراسة الخارجية لأعضاء الجسم
أن هذه الدراسة أبرزتها الأبحاث الحديثة حول علاقة الشكل بالإجرام، وقد تمخضت عن تلك الأبحاث مايسمى ب (الانثروبولوجيا التفاضلية) والتي على أساسها يمكن تقسيم الأفراد وفقا للأشكال الخارجية للجسم والتي تنعكس على تكوينهم النفسي الداخلي والذي يفسر عن طريقها السلوك الإجرامي. وينطوي هذا الأسلوب على الفحص الطبي الشامل للأعضاء الداخلية والخارجية لمجرم معين بذاته للبحث عن خلل عضوي قد يكون له دلاله على تفسير السلوك الإجرامي(1) والبحث في أسباب تكوين هذا السلوك والربط بين هذا الخلل وبين هذا التكوين. وجدير بالذكر أن أول من اهتم بالدراسات العضوية (ألبيولوجية العالم الايطالي لومبروزو) حيث لفت الأنظار إلى ضرورة فحص الفرد المجرم وربط تفسير السلوك الإجرامي با لعوامل البيولوجيه من خلال نظرته إلى المجرم بوصفه إنسان يحمل أوصاف خاصة تميزه عن غيره من الأسوياء.
المطلب الثاني
دراسة وظائف الأعضاء الداخلية
ان هذه الدراسة من شأنها أن تظهر لنا التكوين النفسي للفرد الذي يتأثر تأثيرا كبيرا بافرازات الغدد الصماء وأثرها في السلوك الإجرامي، وقد ساعد على تقدم تلك الأبحاث هو ما قام به المتخصصون في دراسة وظائف الغدد، وقد كان من نتائج تلك الدراسات أن قام الباحثون بتقسيم المجرمين وفقا لتكوينهم الداخلي. (2) وقد أظهرت الأبحاث أهمية التكوين النفسي للفرد الذي له صلة وثقيه بإفرازات الغدد الصماء وتأثير اختلالاتها على سلوك الفرد وتصرفاته. (3) وقد استخدم أنصار هذه الدراسة الأجهزة العلمية المتطوره في فحص الغدد وأجهزة الجسم الداخلية، إضافة إلى الفحص الطبي الشامل كأجهزة الأشعة والتحاليل البيوكيميائيه وتخطيط الدماغ.
المطلب الثالث
الدراسة النفسية والعقلية
برزت أهمية هذه الدراسة من خلال ما ذهب إليه بعض المتخصصين في علم الأجرام من أن السلوك الإجرامي سببه خلل في النفس أو نقص في العقل، كما ذهب آخرون إلى القول بأن الجريمة ليست الآ حدثا طارئا ولا تتوقف على تحقيق ظرف من الظروف وبأنها آمر محيط بأعماق النفس لأنه سلوك ناشئ عن الصراع الداخلي والتعارض مع قيم المجتمع ومصالحه بسبب فشل الأنسان في تحقيق رغباته ومتطلباته الأساسية، كما أن هناك من يرى أن الجريمة ليست الا عرضا من الأعراض العقلية، ولقد كان من نتائج الربط بين الجوانب النفسية والعقلية وبين السلوك الإجرامي إزدهار علم النفس الجنائي الذي يهتم بدراسة الأحوال النفسية للمجرمين و تحديد درجة ذكاؤهم ومدى الخلل الذي يصيب عواطفهم وغرائزهم وقد كان الأسلوب المتبع في الكشف عن نفسية المجرم في المراحل الأولى للدراسات النفسية يتم في جمع البيانات والمعلومات عن المجرم بالاستناد على طريقة الاستبيان أو المقابلة ثم العمل على تجميعها وتنسيقها لغرض إستخلاص العامل الدافع إلى السلوك الإجرامي. وقد إستخدمت أحدث الأجهزة والآلات والوسائل الدقيقة في دراسة الظواهر النفسية ورصد الكثير من إنفعالات المجرم والعديد من الظواهر النفسية المختلفة، وبهذا الصدد فقد تم إنشاء أول معهد للتجارب النفسية في مدينة (لايبزك) في ألمانيا عام 1879 وقد ساعدت هذه التجارب على تفسير الكثير من الظواهر التي يتعذر دراستها باستخدام الوسائل العلمية الطبيعية هذا وتستهدف الدراسات النفسية والعقلية فحص مستوى الذكاء والميول والأهواء الغريزية، أي الناحيتين الشعورية والعاطفية. وقد كان المدرسة التحليل النفسي بزعامة (فرويد) أهمية كبرى، حيث حاولت إعطاء فكرة دقيقة لكيفية التركيب النفسي الداخلي في الشعور واللاشعور والذي على أساسه يخرج التصرف الإنساني إلى العالم الخارجي، لذا كان لها الفضل في تقدم الدراسات الإجرامية وتفسير الكثير من ظواهر السلوك غير المشروع (4). ومن جهة أخرى تستخدم هذه الوسائل لمعالجة المريض نفسيا بأساليب حديثة أشهرها العلاج بالإيحاء والعلاج بالتنويم المغناطيسي والعلاج بتفريغ الانفعالات المكظومة والعلاج بالتحليل النفسي (5). أهداف البحث الفردي لظاهرة الإجرام: في الواقع أن أساليب دراسة المجرم من جميع النواحي الداخلية لها قيمتها وأهميتها في سد أوجه النقص التي توجد في الأساليب الاجتماعية البحتة، وذلك أن الأساليب الفردية تعنى بدراسة الحالة الفردية من جميع نواحيها وجوانبها، إذ تتطلب - إضافة إلى الفحص العضوي والنفسي والعقلي للمجرم - دراسة تاريخ حياته خلال مراحل نموه المختلفة، أي دراسة نمو شخصيته وتطورها منذ طفولته وأثر علاقته بغيرهسواء والديه أو إسرته أو بيئته أو المجتمع ككل - على تكوين شخصيته الاجرامية(6) ومن هنا فإن البحث الفردي يستهدف غايتين هما:
آ- دراسة شاملة لشخصية المجرم والظروف والعوامل التي تدخل في تكوينها وتساعد على تنميتها.
ب- المعاملة الطبية والنفسية والتهذيبية للمجرم، وعلى أساس ذلك فانه یعنی بدراسة جميع الظروف والعوامل الداخلية والخارجية التي تؤثر في التكوين النفسي للمجرم والذي من خلاله يخرج الفعل الإجرامي إلى المحيط الخارجي. ولابد من الإشارة إلى أن ازدهار هذه الدراسة أدى إلى إزدهار علم الأجرام وقيامه على أسس علمية صحيحة، ولها الفضل في إبراز قواعد معاملة المجرمين قبل وبعد الحكم عليهم، ولكن إتباع إسلوب واحد والاعتماد عليه كليا يعيب النتائج المترتبة عليه، لذلك وإنطلاقا من فكرة تعقد ظاهرة الأجرام ينبغي إتباع جميع الأساليب العلمية الممكنة حتى يمكن الوصول إلى نتائج سليمة بخصوص تفسير السلوك الأجرامي.
_______________
1- د. يسر انور على وأمال عبد الرحيم عثمان - علم الإجرام والعقاب - دار النهضة العربية – القاهرة 1980 - ص 115
2-Stefani,Levasseur, Jambu - merlin- opcit., p. 34. No 27 .
3- د. مأمون محمد سلامه - ص 94
4- يتضمن هذا الأسلوب أيضا إجراء الاختبارات المختلفة للكشف عن الأضطرابات النفسية والعقلية لدى المجرم محل الدراسة، وأهم الأختبارات التي استخدمها الباحثون في هذا المجال إختبار بقع الحبر ل (رور شاخ) وإختبار فهم الموضوع أو الصور ل (موري) وتكشف هذه الأختبارات عن إتجاهات شخصية المجرم الخاضع للفحص ومدى ماتنطوي عليه من إضطرابات ينظر: د. علي عبد القادر القهوجي - علمي الإجرام والعقاب - الدار الجامعية للطباعة والنشر بيروت. 1984 ، ص 28 .
5- المستشار محمد فتحي. علم النفس الجنائي علما وعملا. ط - مكتبة النهضة المصرية القاهرة 1969. ص283 – 288 وللعلم كان للعلماء المسلمين وسائلهم الخاصة في علاج المراض النفسية التي تتلائم مع النفس وأهوانها وآفاتها و عللها، وأبرز من إستخدم هذه الوسائل في العلاج (ابن سينا والغزالي) فقد عالج (ابن سينا الكثير من الأمراض النفسية بطرق مختلفة ذكرها في كتابة (الفانون في الطب) أما الغزالي) فقد عالج الكثير من الدوافع الفطرية والمكتسبة مع دقتها وعمقها وأثرها في السلوك وذلك في كتابة (إحياء علوم الدين ينظر: أبي حامد الغزالي- إحياء علوم الدين القاهرة. 1352هـ 1933م .
6- د. جلال ثروت- الظاهر الاجرامية (دراسة علم الإجرام والعقاب ) الإسكندرية. 1983 ص46/د. فوزيه عبد الستار - مبادئ علم الإجرام و علم العقاب - دار النهضة العربية القاهرة - 1978 ، ص26
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|