المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4876 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

ميرزا محمد علي شاه آبادي
20-8-2020
Xanthan
21-3-2016
spectrograph (n.)
2023-11-18
الدين والسعادة الزوجية
18-8-2018
محاسن الكرم
2-5-2022
الصحابة مقدسون كلهم بسبب ورود الأوامر في بعض الآيات القرآنيّة والأحاديث النبوية
12-1-2017


اجتماع الثواب والعقاب معا واحوال العاصي من اهل الايمان  
  
899   08:19 صباحاً   التاريخ: 11-08-2015
المؤلف : ابن ميثم البحراني
الكتاب أو المصدر : قواعد المرام في علم الكلام
الجزء والصفحة : ص 164
القسم : العقائد الاسلامية / المعاد / الثواب و العقاب /

[اولا]:

ﺍﺗﻔﻘﺖ ﺍﻟﻤﻌﺘﺰﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﺠﺘﻤﻊ ﻟﻠﻤﻜﻠﻒ ﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻕ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻣﻌﺎ، ﺛﻢ ﺍﺧﺘﻠﻔﻮﺍ ﻓﻴﻪ ﺇﺫﺍ ﻓﻌﻞ ﻃﺎﻋﺔ ﻭﻣﻌﺼﻴﺔ. ﻓﺬﻫﺐ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺠﺒﺎﺋﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺎﻻﺣﺒﺎﻁ ﻭﺍﻟﺘﻜﻔﻴﺮ، ﻭﻣﻌﻨﺎﻩ ﺃﻥ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﺇﺫﺍ ﺗﻌﻘﺒﺖ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ - ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﺃﺯﻳﺪ ﺃﻭ ﺃﻧﻘﺺ - ﻛﻔﺮﺕ ﺑﻬﺎ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺘﻌﻘﺐ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﺃﺣﺒﻄﺖ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ.

ﻭﺫﻫﺐ ﺃﺑﻮ ﻫﺎﺷﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺎﻟﻤﻮﺍﺯﻧﺔ، ﻭﻣﻌﻨﺎﻫﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻜﻠﻒ ﺇﺫﺍ ﻓﻌﻞ ﻃﺎﻋﺔ ﻭﻣﻌﺼﻴﺔ ﻓﺄﻳﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻛﺜﺮ ﺃﺳﻘﻄﺖ ﺍﻷﺧﺮﻯ.

ﻭﻋﻨﺪﻧﺎ ﺃﻧﻪ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﺠﺘﻤﻊ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻘﺎﻥ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻣﻌﺎ. ﻟﻨﺎ ﻭﺟﻬﺎﻥ:

(ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ) ﺇﻥ ﺑﻘﺎﺀ ﺍﻟﻌﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﻣﺔ ﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﺑﻘﺎﺀ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻝ، ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﻋﻠﺔ ﺗﺎﻣﺔ ﻻﺳﺘﺤﻘﺎﻕ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ، ﻭﻫﻮ ﺑﻌﻴﻨﻪ ﺑﺎﻕ ﺑﻌﺪﻫﺎ، ﻓﻮﺟﺐ ﺑﻘﺎﺀ ﻣﻌﻠﻮﻟﻪ ﺑﻌﺪﻫﺎ. ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻣﺒﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﻖ ﺍﻟﻘﺒﻠﻲ ... ﻭﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺤﺠﺔ ﻳﻈﻬﺮ ﺑﻄﻼﻥ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺎﻟﻤﻮﺍﺯﻧﺔ ﻭﺍﻟﻘﻮﻝ ﺑﺎﻻﺣﺒﺎﻁ.

(ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ) ﺇﻥ ﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻕ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻭﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻕ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﺘﻨﺎﻓﻴﺎ ﺃﻭ ﻻ، ﻭﺍﻷﻭﻝ ﺑﺎﻃﻞ، ﻷﻥ ﺗﻨﺎﻓﻴﻬﻤﺎ ﺇﻣﺎ ﻟﺬﺍﺗﻴﻬﻤﺎ ﻭﻫﻮ ﺑﺎﻃﻞ، ﻷﻥ ﻣﺎﻫﻴﺔ ﺍﻻﺳﺘﺤﻘﺎﻕ ﻣﺎﻫﻴﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺃﻭ ﺑﺎﻟﻠﻮﺍﺯﻡ، ﻭﻫﻮ ﺃﻳﻀﺎ ﺑﺎﻃﻞ، ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺎﻫﻴﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﻻ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻟﻮﺍﺯﻣﻬﺎ، ﺃﻭ ﺑﺎﻟﻌﻮﺍﺭﺽ ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻌﺎﺭﺽ ﻟﻤﺎ ﺟﺎﺯ ﺯﻭﺍﻟﻪ ﺟﺎﺯ ﺯﻭﺍﻝ ﻣﺎ ﺑﻪ ﺗﻨﺎﻓﻰ ﺍﻻﺳﺘﺤﻘﺎﻗﻴﻦ ﻓﺠﺎﺯ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻬﻤﺎ، ﻓﻮﺟﺐ ﺃﻥ ﻳﺼﻼ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻜﻠﻒ ﺍﻟﻌﺎﺻﻲ ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :{ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ } [الزلزلة: 7، 8]

[ثانيا]:

ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﺻﻲ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻻ ﻳﺨﻠﻮ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺣﻮﺍﻝ:

ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﻌﻔﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﺍﺑﺘﺪﺍﺀ، ﺃﻭ ﺑﺎﻟﺸﻔﺎﻋﺔ، ﺃﻭ ﻳﻌﺬﺑﻪ ﻣﻨﻘﻄﻌﺎ. ﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻧﻘﻄﺎﻉ ﻋﻘﺎﺑﻪ: ﺃﻧﻪ ﻟﻤﺎ ﺛﺒﺖ ﺟﻮﺍﺯ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻗﻲ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻓﺒﺘﻘﺪﻳﺮ ﺣﺼﻮﻟﻬﻤﺎ ﻓﺈﻥ ﻋﻔﻲ ﻋﻨﻪ ﻓﻼ ﻋﻘﺎﺏ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻌﻒ ﻭﺟﺐ ﻭﺻﻮﻝ ﺍﻻﺳﺘﺤﻘﺎﻗﻴﻦ ﺇﻟﻴﻪ، ﻓﺈﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﺜﺎﺏ ﺃﻭﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺛﻢ ﻳﻨﻘﻞ ﺇﻟﻰ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﻫﻮ ﺑﺎﻃﻞ ﻹﺟﻤﺎﻋﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺩﻭﺍﻡ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻭﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ {أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا} [الرعد: 35] ﺃﻭ ﻳﻌﺎﻗﺐ ﺃﻭﻻ ﺛﻢ ﻳﻨﻘﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﻳﻨﻘﻄﻊ ﻋﻘﺎﺑﻪ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ.

ﺍﺣﺘﺞ ﺍﻟﺨﺼﻢ ﺑﺎﻟﻤﻌﻘﻮﻝ ﻭﺍﻟﻤﻨﻘﻮﻝ:

ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﻌﻘﻮﻝ: ﻓﻬﻮ ﺃﻧﻪ ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻔﺎﺳﻖ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻭﺟﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻻﺳﺘﺤﻘﺎﻕ ﻣﺰﻳﻼ ﻻﺳﺘﺤﻘﺎﻕ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ، ﻷﻥ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻣﻀﺮﺓ ﺧﺎﻟﺼﺔ ﺩﺍﺋﻤﺔ ﻭﺍﻟﺜﻮﺍﺏ ﻣﻨﻔﻌﺔ ﺧﺎﻟﺼﺔ ﺩﺍﺋﻤﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﻊ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻣﺤﺎﻝ، ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻗﻴﻬﻤﺎ ﻣﺤﺎﻻ، ﻓﻮﺟﺐ ﺃﻥ ﻳﻨﻔﻲ ﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻕ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻕ ﺍﻟﺜﻮﺍﺏ.

ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﻨﻘﻮﻝ ﻓﻬﻢ ﺃﻧﻬﻢ ﺍﺳﺘﺪﻟﻮﺍ ﺑﺎﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﺪﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺨﻠﻴﺪ ﺍﻟﻔﺎﺳﻖ ﻛﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا} [النساء: 93]  ﻭﺃﻣﺜﺎﻟﻪ. ﺛﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺍﻟﺨﻠﻮﺩ ﻫﻮ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ } [الأنبياء: 34]، ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺨﻠﻮﺩ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻜﺚ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﻭﻗﺪ ﺳﺒﻖ ﻗﺒﻠﻪ ﻣﻦ ﻋﻤﺮ ﺯﻣﺎﻧﺎ ﻃﻮﻳﻼ ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻔﻲ ﺻﺎﺩﻗﺎ.

ﻭﺟﻮﺍﺏ ﺍﻷﻭﻝ: ﻻ ﻧﺴﻠﻢ ﺍﻟﻌﻘﺎﺏ ﺧﺎﻟﺺ ﺍﻟﻤﻀﺮﺓ ﺩﺍﺋﻤﻬﺎ. ﻓﺈﻥ ﻗﻠﺖ: ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻮﺟﺐ ﻟﻪ ﻭﻟﻠﻤﺪﺡ ﻭﺍﻟﺬﻡ ﻭﺍﺣﺪ، ﻭﻫﻤﺎ ﺩﺍﺋﻤﺎﻥ، ﻓﻜﺎﻥ ﻫﻮ ﺃﻳﻀﺎ ﺩﺍﺋﻤﺎ، ﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺘﻪ ﻟﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺘﻀﻰ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻔﻌﻞ. ﻗﻠﺖ: ﻻ ﻧﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻣﻮﺟﺐ ﻟﻠﻤﺪﺡ ﻭﺍﻟﺬﻡ ﺩﺍﺋﻤﺎ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﺇﺫﺍ ﺃﺗﻰ ﺑﺠﺮﻡ ﻭﺍﺣﺪ ﻓﺄﺧﺬ ﻣﻮﻻﻩ ﻳﻠﻮﻣﻪ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻧﺴﺒﻪ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻌﻘﻼﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻔﻪ ﻭﺍﻟﺠﻨﻮﻥ. ﺳﻠﻤﻨﺎﻩ، ﻟﻜﻦ ﻻ ﻧﺴﻠﻢ ﺍﺳﺘﻠﺰﺍﻡ ﺩﻭﺍﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻟﻴﻦ ﺩﻭﺍﻡ ﺍﻵﺧﺮ.

ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺇﻥ ﺍﻟﺨﻠﻮﺩ ﻛﻤﺎ ﻳﺼﺪﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻜﺚ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﻛﺬﻟﻚ ﻳﺼﺪﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻜﺚ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﺍﻟﻤﻨﻘﻄﻊ، ﻭﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻙ ﻭﺍﻟﻤﺠﺎﺯ ﺧﻼﻑ ﺍﻷﺻﻞ، ﻓﻮﺟﺐ ﺟﻌﻠﻪ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ، ﻭﻫﻮ ﻣﻄﻠﻖ ﺍﻟﻤﻜﺚ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ، ﻷﻧﻪ ﺃﻋﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﻭﺍﻟﻤﻨﻘﻄﻊ. ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻨﻘﻮﻝ: ﺇﻧﻪ ﺇﻥ ﺩﻝ ﻓﻲ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ ﺑﻘﺮﻳﻨﺔ ﻓﻼ ﻧﺴﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻳﺪﻝ ﻓﻲ ﺁﻳﺎﺕ ﻭﻋﻴﺪ ﺍﻟﻔﺴﺎﻕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻭﺍﻡ.




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.