الطلاق ظاهرة جغرافية

لم تكن الجغرافيا سباقة إلى دراسة ظاهرة الطلاق، فقد سبقها إلى ذلك علماء الاجتماع، بوصف الطلاق ظاهرة لها أبعاد وأسباب اجتماعية متعددة وواضحة المعالم. ولأجل الحفاظ على البعد الجغرافي للظاهرة لابد من توضيح بعض الجوانب الاجتماعية المتعلقة بالظاهرة من وجهة نظر جغرافية. على الرغم من تعدد التطبيقات والقوانين الخاصة بالظاهرة بحسب المجتمعات، فإن الطلاق لا يعدو كونه ظاهرة مكانية لها ارتباطات وعلاقات مكانية مع ظواهر جغرافية واجتماعية أخرى، وإذا كان للظاهرة ارتباط مكاني فإنها بطبيعة الحال قابلة للتباين والتوزيع تبعاً لتعدد الارتباطات المكانية لها، ومن هنا وجدت الجغرافية ضالتها في دراسة التوزيع الجغرافي للظاهرة وتباينها المكاني تبعاً لأسبابها ونتائجها، وبالتالي الخروج باستنتاجات وتوصيات تسهم في تشخيص الأسباب والحد من الآثار السلبية للظاهرة. إن دراسة التوزيع الجغرافي للظاهرة لا يعني بأي حال من الأحوال الالتزام التام بالمفهوم المجرد للتوزيع، بل امتد البعد الجغرافي ليشمل دراسة أسباب التباين وتحليلها، وعوامل تركز الظاهرة في منطقة وانخفاضها في أخرى، فضلاً عن أنماط العلاقات المكانية للظاهرة ضمن بيئتها الجغرافية.