المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

الجهة المختصة بالطعن القضائي للأداء الوظيفي
4/9/2022
تعريف الخبر الصحفي في الدول العربية
20/10/2022.
الدور السياسي لدعاة الدولة العباسية (النقباء)
20-6-2018
ظهور الفساد والمنكرات
2023-08-16
خلايا الذاكرة Memory Cells
15-3-2017
Enhancing Antibody Potency
9-12-2020


 هل كان الإمام الحسن ( عليه السّلام ) عثمانيا ؟  
  
1879   05:01 مساءً   التاريخ: 5-6-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 4، ص76-79
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-03-2015 4012
التاريخ: 6-4-2016 2937
التاريخ: 5-4-2016 3537
التاريخ: 7-4-2016 2888

هنالك جملة من الافتراءات ألحقها بعض كتّاب التاريخ بالحسن ( عليه السّلام ) ، ومن هذه الافتراءات : دعوى أنّ الإمام الحسن ( عليه السّلام ) « كان عثمانيا بالمعنى الدقيق لهذه الكلمة » ، قالوا : « وربما غلا في عثمانيّته ، حتى قال لأبيه ذات يوم ما لا يحبّ ، فقد روى الرواة : أنّ عليّا مرّ بابنه الحسن وهو يتوضّأ ، فقال له :

أسبغ الوضوء يا حسن ! فأجابه الحسن بهذه الكلمة المرة : « لقد قتلتم بالأمس رجلا كان يسبغ الوضوء » فلم يزد على أن قال : لقد أطال اللّه حزنك على عثمان » ، وفي نصّ آخر للبلاذري : « لقد قتلت رجلا كان يسبغ الوضوء »[1].

وفي قصّة أخرى يزعمون : « أنّ الحسن بن علي قال لعليّ : يا أمير المؤمنين ! إنّي لا أستطيع أن اكلّمك ، وبكى ، فقال عليّ : تكلّم ، ولا تحنّ حنين المرأة ، فقال : إنّ الناس حصروا عثمان ، فأمرتك أن تعتزلهم وتلحق بمكة ، حتى تؤوب إلى العرب عوازب أحلامها ، فأبيت ، ثم قتله الناس ، فأمرتك أن تعتزل الناس - إلى أن قال - : ثم أمرتك اليوم أن لا تقدم العراق فإنّي أخاف عليك أن تقتل بمضيعة . . . »[2].

وثمة روايات أخرى تفيد هذا المعنى[3] ، ونرى بأنّ المتتبّع لهذه الروايات بعين الفحص والتمحيص يجد الارباك باديا عليها فضلا عن عدم جمعها لشرائط القبول والحجية فلا يمكن الاعتماد على مثل هذه النصوص ، على أن بعض الباحثين قال : المشهور أن هذه المحاورة قد جرت بين أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) والحسن البصري حينما مرّ عليه بالبصرة وهو يتوضّأ[4].

ونحتمل قويّا أنّ لأيدي الوضّاعين دورا كبيرا في خلق مثل هذه الروايات ، ومن الملاحظات عليها :

أوّلا : كيف يمكن أن نجمع بين ما قيل هنا وبين قولهم الآنف الذكر : إنّ أمير المؤمنين ( عليه السّلام ) أرسل الإمام الحسن وأخاه ( عليهما السّلام ) للدفاع عن عثمان ، وإنّه لمّا علم بمصيره جاء كالواله الحزين ، ولطم الحسن المخضّب بالدماء ، ودفع في صدر الحسين ( عليه السّلام ) بتخيّل أنّهما قد قصّرا في أداء مهمتهما . . . الخ ؟ ! .

ثانيا : إن المتتبّع لجميع مواقف الإمام الحسن ( عليه السّلام ) يجده باستمرار وبمزيد من الإصرار يشدّ أزر أبيه ، ويدافع عن حقّه ، ويهتمّ في دفع حجج خصومه ، وقد خاض غمرات الحروب في الجمل وفي صفّين ، معرّضا نفسه للأخطار الجسام في سبيل الدفاع عنه ( عليه السّلام ) وعن قضيّته ، حتى لقد قال الإمام ( عليه السّلام ) : « أملكوا عني هذا الغلام لا يهدّني » .

وبالنسبة لدفاعه عن قضية أهل البيت ( عليهم السّلام ) وحقّهم في الخلافة فإنّنا لا نستطيع استقصاء جميع مواقفه وأقواله في هذا المجال ، ونكتفي بذكر نماذج منها لأجل التدليل على دفاعه عن مواقف أبيه ( عليه السّلام ) :

أ - قد جاء عنه ( عليه السّلام ) أنّه قال : « إنّ أبا بكر وعمر عمدا إلى هذا الأمر ، وهو لنا كلّه ، فأخذاه دوننا ، وجعلا لنا فيه سهما كسهم الجدّة ، أما واللّه لتهمّنهما أنفسهما يوم يطلب الناس فيه شفاعتنا »[5].

ب - ومن خطبة له ( عليه السّلام ) : « ولولا محمد ( صلّى اللّه عليه وآله ) وأوصياؤه كنتم حيارى لا تعرفون فرضا من الفرائض . . . الخ » قال هذا بعد أن عدّد الفرائض ، وكان منها الولاية لأهل البيت ( عليه السّلام )[6].

ج - وقال ( عليه السّلام ) : فإنّ طاعتنا مفروضة ، إذ كانت بطاعة اللّه عزّ وجلّ ورسوله مقرونة ، قال اللّه عزّ وجل : يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ . . .[7] .

ثالثا : إنّ تطهير اللّه سبحانه وتعالى للإمام الحسن ( عليه السّلام ) كما نصت على ذلك آية التطهير ونصوص النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) في حقّه ، ثم ما عرف عنه ( عليه السّلام ) من أخلاق فاضلة وسجايا كريمة ليكذّب كلّ ما ينسب إليه ( عليه السّلام ) من أمور وكلمات تتنافى مع أبسط قواعد الأدب الإسلامي الرفيع والخلق الإنساني الفاضل ، ولا سيّما مع أبيه الذي يعرف هو قبل غيره قول النبيّ ( صلّى اللّه عليه وآله ) فيه :

« إنّه مع الحقّ ، والحقّ معه ، يدور معه حيث دار »[8] « 4 » ، فكيف إذا كان ذلك الذي ينسب إليه ممّا يأباه حتى الرعاع من الناس ، فضلا عن خامس أصحاب الكساء ، وأشبه الناس برسول اللّه خلقا وخلقا وهديا وسلوكا ومنطقا ؟ ! .

رابعا : هل يعقل أن يكون الإمام الحسن ( عليه السّلام ) - الذي عاش في كنف جدّه النبيّ المصطفى ( صلّى اللّه عليه وآله ) وأبيه عليّ المرتضى ( عليه السّلام ) ، والذي كان بحرا من العلم لا ينزف ، وقد أجاب منذ طفولته على الأسئلة التي أحالها إليه جدّه ، ثم أبوه بعد ذلك - أنّه لم يكن يحسن إسباغ الوضوء ؟ .

خامسا : إذا كان عثمانيا بالمعنى الدقيق للكلمة فمعنى ذلك قبوله لجميع تصرّفات عثمان وأعماله التي خالفت كتاب اللّه وسنّة نبيّه ، وذلك ممّا لا يحتمل في حقّه ( عليه السّلام ) وهو الذي يذكر في تعريفه للسياسة : « أنّ من جملة مراعاة حقوق الأحياء أن تخلص لولي الأمر ما أخلص لامّته ، وأن ترفع عقيرتك في وجهه إذا حاد عن الطريق السويّ » ، ومن الواضح أنّ عثمان وعمّاله قد كانوا من أجلى مصاديق كلمته هذه ، كما قرّره أولئك الذين زعموا أنّ الإمام الحسن ( عليه السّلام ) كان عثمانيا .

سادسا : وأمّا بخصوص الرواية التي تدّعي بأنّه أشار على أبيه بترك المدينة فلم يكن ذلك بالرأي السديد إطلاقا ، فإنّ طلحة والزبير وغيرهما من الطامعين والمستأثرين كانوا ينتظرون فرصة كهذه ، ثم إنّ الناس في تلك الظروف الحرجة لم يسمحوا لعليّ ( عليه السّلام ) بترك المدينة ، وهم الذين بقوا يلاحقونه أيّاما من مكان لمكان حتى بايعوه .

 

[1] الفتنة الكبرى قسم : علي وبنوه 176 ، وأنساب الأشراف : 3 / 12 بتحقيق المحمودي .

[2] أنساب الأشراف : 2 / 216 - 217 ، وتاريخ الطبري : 3 / 474 .

[3] راجع سيرة الأئمة الاثني عشر : 1 / 542 - 544 وغير ذلك .

[4] أنساب الأشراف ، بتحقيق المحمودي ترجمة الإمام الحسن : 12 الطبعة الأولى ، دار التعارف - بيروت .

[5] أمالي المفيد : 49 .

[6] ينابيع المودة : 48 وعن الأمالي للطوسي : 56 .

[7] ينابيع المودة : 21 .

[8] كشف الغمة للأربلي : 1 / 143 - 148 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.