المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



إدخال السرور على المؤمن والإحسان إليه  
  
1984   12:14 صباحاً   التاريخ: 2-6-2022
المؤلف : أمل الموسوي
الكتاب أو المصدر : الدين هو الحب والحب هو الدين
الجزء والصفحة : ص177 ـ 181
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

إن هذه الصفة من أحب العبادات إلى الله تعالى وانها سبب للألفة والتراحم والتعاون والمودة بين أفراد المجتمع حيث ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله): (إن أحب الأعمال إلى الله عز وجل إدخال السرور على المؤمن)(1)، لذلك وعد الله جنته لهم حيث ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام): ان فيما ناجى الله عز وجل به عبده موسى(عليه السلام): قال: إن لي عبادا ابيحهم جنتي واحكمهم فيها، قال: يا رب ومن هؤلاء الذين تبيحهم جنتك وتحكمهم فيها؟ قال: من أدخل على مؤمن سرورا)(2)، وورد عن الإمام الصادق (عليه السلام): ان المؤن إذا أخرج من قبره خرج معه مثال من قبره يقول له: أبشر بالكرامة من الله والسرور فيقول له: بشرك الله بخير، قال: ثم يمضي معه يبشره بمثل ما قال، وإذا مر بهول قال: ليس هذا لك، وإذا مر قال: هذا لك، فلا يزال معه، يؤمنه مما يخاف ويبشره بما يحب، حتى يقف معه بين يدي الله عز وجل، فإذا أمر به إلى الجنة، قال له المثال: ابشر فإن الله عز وجل قد أمر بك إلى الجنة، قال: فيقول: من أنت رحمك الله؟ تبشرني من حين خرجت من قبري، وآنستني في طريقي، وخبرتني عن ربي: قال فيقول: أنا السرور الذي كنت تدخله على اخوانك في الدنيا خلقت منه لأبشرك وأؤنس وحشتك(3).

وقال الإمام علي (عليه السلام): فوالذي وسع سمعه الأصوات، ما من أحد أودع قلباً سروراً إلا وخلق الله له في ذلك السرور لطفاً، فإذا نزلت به نائبة، جرى إليها كالماء في انحداره حتى يردّها عنه كما تطرد غريبة الإبل(4).

لذلك قال عيسى (عليه السلام): (استكثروا من الشيء الذي لا تأكله النار، قالوا وما هو؟ قال: المعروف)(5)، وقال الصادق (عليه السلام): (اصطناع المعروف واجب على كل أحد بقلبه ولسانه ويده، فمن لم يقدر على اصطناع المعروف بيده فيقلبه ولسانه فمن لم يقدر عليه بلسانه فلينوه بقلبه)(6).

لذلك يصف أمير المؤمنين (عليه السلام)، المعروف بأنه، حسب، وسيادة وذخيرة الأبد، أفضل كنز)(7)، وان المعروف يقي مصارع السوء حيث قال (اصطنعوا المعروف بما قدرتم على اصطناعه، فإنه يقي مصارع السوء)(8)، ولا تتبع المعروف منّاً لأنه يبطله حيث يقول (أحيوا المعروف بإماتته، عدم ذكره - فإن المنة تهدم الصيعة)(9)، وقال الصادق (عليه السلام): (رأيت المعروف لا يتم إلا بثلاث: تصغيره وستره وتعجيله.. فإنك إذا صغرته عظمته عند من تصنعه إليه وإذا سترته تممته وإذا عجلته هنأته وإن كان غير ذلك سخفته ونكدته(10)، ويجب صنع المعروف للجميع حيث قال النبي (صلى الله عليه وآله): (اصطنع الخير إلى أهله وإلى غير أهله فإن كان هو أهله فهو أهله، وإن لم يكن أهله فأنت أهله)(11).

وكذلك فإن قضاء حوائج المؤمن أفضل من عبادة تسعة آلاف سنة حيث قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (من سعى في حاجة أخيه المؤمن فكأنما عبد الله تسعة آلاف سنة صائماً نهاره قائماً ليله)(12)، وإن السعي في حوائج الاخوان يؤدي إلى العاقبة الحسنة حيث قال الكاظم (عليه السلام): (إن خواتيم أعمالكم قضاء حوائج اخوانكم والإحسان إليهم ما قدرتم وإلاّ لم يقبل منكم عمل)(13).

وقال الإمام الصادق (عليه السلام): من أغاث أخاه المؤمن اللهفان عند جهده فنفس كربته وأعانه على نجاح حاجته، كانت له بذلك عند الله اثنتان وسبعون رحمة من الله، يعجل الله له منها واحدة يصلح بها معيشته، ويدخر له إحدى وسبعين رحمة لأفزاع يوم القيامة وأهواله(14).

وورد عن النبي (صلى الله عليه وآله): (إن في الجنة داراً يقال لها دار الفرح لا يدخلها إلا من فرّح يتامى المؤمنين(15).

وورد عن النبي (صلى الله عليه وآله): (من أدخل على مؤمن فرحاً فقد أدخل علي: فرحاً، ومن أدخل علي فرحاً فقد اتخذ عند الله عهداً، ومن اتخذ عند الله عهداً جاء من الآمنين يوم القيامة(16)، وقال: (من سر مؤمناً فقد سرّني ومن سرني فقد سر الله)(17).

وقال: (من نفس عن المؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه سبعين كربة من كرب الآخرة)(18).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ الكافي: ج2، ص189، ح4.

2ـ المستدرك: ج12، ص394، ح4394.

3ـ الكافي: ج2، ص190، ح8.

4ـ الوسائل: ج16، ص354، ح21747.

5ـ مستدرك الوسائل: ص294.

6ـ بحار الأنوار: ج71، ص419.

7ـ غرر الحكم: ج1، ص8.

8ـ بحار الأنوار: ج10، ص95.

9ـ المصدر السابق.

10ـ الوسائل: ج11، ص543.

11ـ المصدر السابق: ج11، ص529.

12ـ بحار الأنوار: ج74، ص315.

13ـ المصدر السابق: ج75، ص379.

14ـ الكافي: ج2، ص199، ح1.

15ـ كنز العمال.

16ـ البحار: ج71، ص413، ح27.

17ـ الوسائل: ج16، ص349، ح21733.

18ـ البحار: ج71، ص412، 69. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.