أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-8-2022
1393
التاريخ: 6-3-2022
2288
التاريخ: 5-3-2022
1321
التاريخ: 9-11-2021
2240
|
أثر المسجد في الحياة الاجتماعية
منذ بزوغ الإسلام، أخذ المسجد يؤدي دوراً حيويا وفعالاً في حياة المسلمين، وصار يمثل مرتكزاً روحياً لقضاء الصلاة والاعتكاف ومختلف العبادات، حيث مهد لذلك الاهتمام الكبير للمسجد في الدين الإسلامي، إذ تكرر لفظ "مسجد" في صيغتي المفرد والجمع في 28 موضعاً من القرآن الكريم، وذكرت المساجد بعشرات الأحاديث النبوية مبينة أدق التفاصيل في ما يتعلق بآدابها وتعاليمها وأهدافها. ولعظم شأن المسجد في الإسلام فقد كان النبي (ص) حريصا على عمارته، وإقامته كصرح خاص لإقامة الصلاة، حيث بادر إلى بناء مسجد قباء أول ما نزل في حي عمرو بن عوف. وقد تأثرت عمارة المساجد بالجانب الروحي والحسي للإسلام، فبتكوين المسجد البسيط وتكامل فراغاته وقوة ارتباط أفراد المجتمع به، أصبح يمثل النواة الأولى لتخطيط المدن الإسلامية في معظم العصور التي مرت بها المدينة في العصر الإسلامي، كما أن للمسجد أثراً واضحاً في تخطيط المدينة العربية الإسلامية، فضلاً عن آثاره الاجتماعية في الثقافة العامة للمسلمين، وتختلف طرق بناء المساجد من حيث المآذن والقباب الإسلامية باختلاف الأزمنة والأمكنة، إلا أن وظيفة المسجد لم تقتصر على الجانب التعبدي، بل اشتملت على نواح, اجتماعية متعددة يمكن تلخيصها بالنقاط الآتية :
1- الدور التعبدي للمسجد: إن المسجد هو مكان العبادة، حيث يؤدي المسلم عباداته وفرائضه الدينية، فضلاً عن قراءة القرآن والاعتكاف والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويطهر نفسه من الأنانية وحب الذات وهي أمور تمنح صاحبها فيوضات ربانية ورحمات إلهية لا تنقطع، وتباعد بين الإنسان والفواحش، وتهيئ الأرضية السليمة لتعامل الإنسان مع مجتمعه وبيئته الاجتماعية بما يحقق السعادة والتآلف والانسجام. وقد أكدت الشريعة الإسلامية على أهمية أداء العبادات في المساجد لما لها من فضل كبير.
2- الدور التعليمي للمسجد: لا يخفى أن الدين الإسلامي حث على طلب العلم وتقصي المعرفة، وقد ورد في ذلك من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية ما لا يتسع المجال لذكره، وقد كان المسجد في العالم الإسلامي، وإلى وقت قريب، المكان الذي يرتاده طلبة العلم حيث يجتمعون على شكل حلقات حول العالم أو الفقيه أو المحدث، لينهلوا من معارفة وعلومه. وكان لهذا الدور أثره الواضح في أحداث النهضة وبث اليقظة.
3- الدور الاجتماعي للمسجد: من أهم الرسائل التي يقدمها المسجد صقل الشخصية الاجتماعية للإنسان المسلم من الناحية الروحية وتهذيبها والارتقاء بمشاعرها وأحاسيسها، وقد كانت التعاليم الدينية منذ عهد الرسول (ص) بما تحتويه من بعد اجتماعي، تعلن وتعلم في المساجد. كما أن الصلح والمعاهدات تتخذ من المسجد مكاناً للإعلان عنها. وكان المسجد حاضنة للاندماج الاجتماعي، يعمل على إذابة الفوارق بين المسلمين، وتقوية الروابط الأخوية بينهم. فقد خصص النبي (ص) في مسجده مكاناً لإيواء الفقراء الذين ليس لهم مأوى ولا محلة يسكنون فيها عرفوا بأهل الصفة وهو: مكان مقتطع المسجد، ومظلل عليه، كان يأوي إليه الغرباء والفقراء من الصحابة.
4- الدور الإعلاني للمسجد: اتخذ المسجد مكاناً لإعلان حالات الزواج، إذ حث الرسول(ص) على إعلان النكاح في المسجد والدعوة إلى المآدب التي تقام في المناسبات، كما أن للمسجد دوراً في إعلان حالات الوفاة التي تحدث في من المدينة الإسلامية، واتخذ المسجد مكاناً لاستقبال وتشييع الوفود التي يتم إرسالها إلى البلدان الأخرى.
5- الدور العسكري للمسجد: اتخذ المسجد منذ صدر الإسلام مكاناً لإعلان الحرب والهدنة والتبليغ عن أخبار الولاة والبلدان والمنازعات.
6- الدور القضائي للمسجد: اتخذ المسجد داراً للقضاء العادل بين المتنازعين والمتخاصمين، حيث يأمن فيه كل إنسان على نفسه ويطمئن إلى أخذ حقه. وقد كان النبي يتخذ من المسجد مكاناً لتوزيع الغنائم والأموال التي تجبى إليه من الأمصار.
ولا شك أن المسجد من أعظم محاضن التربية لكل مسلم، صغيراً كان أم كبيراً، حيث تحتل خطب الجمعة والعيدين مكانة عالية في توجيه الرأي العام وبث الأفكار المرغوبة وتنمية الوازع الديني. والمسجد هو خط الدفاع الأول ضد أي انحراف في المجتمع وذلك من خلال تصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام، وتثقيف المسلمين وتعليمهم حقائق دينهم. فالمسجد يعمل كجهاز إنذار مبكر، ينذر المجتمع بشرور سوف تستفحل وأخطاء سوف تزداد في المجتمع إن استمر نموها. ذلك لأن المسجد- ممثلاً بأمامه وخطيبه - يتميز بالقرب المكاني والنفسي لكل فرد في المجتمع. فالمسجد يوجد في كل حي من أحياء المدينة وفي كل قرية من القرى، وهو على بعد خطوات من المنزل، وأمام المسجد وخطيبه قريب إلى نفوس أفراد المجتمع، ويفضي إليه الناس بأسرارهم ومشكلاتهم الدينية والاجتماعية. لذلك يستطيع الأمام أن يرصد أي ظاهرة خفية في المجتمع من بداية ظهورها، فيبادر بالحديث عنها، ويحذر من عاقبتها(1).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سعيد بن سعيد ناصر حمدان وسيد جاب الله السيد عبد الله، دور المؤسسات الاجتماعية في تحقيق الأمن الفكري - رؤية نظرية ودراسة تحليلية المؤتمر الوطني الأول للأمن الفكري، مركز البحوث والدراسات الاجتماعية، جامعة الملك خالد، 2009، ص14.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|