مناهج البحث في الجغرافية الاجتماعية - المنهج التاريخي Historical Approach |
2570
05:46 مساءً
التاريخ: 29-5-2022
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-6-2022
1976
التاريخ: 23-10-2017
2205
التاريخ: 3-5-2017
1879
التاريخ: 8-10-2016
2034
|
مناهج البحث في الجغرافية الاجتماعية - المنهج التاريخي Historical Approach
يقصد بالمنهج(*) الأدوات الاستقصائية المستعملة في استنباط واستشفاف المعلومات من المصادر المختلفة، وهو عبارة عن منظومة من القواعد والأساليب والأفعال العقلية المنطقية العملية المستعملة لدراسة الظواهر والقوانين، وهو محصلة لتطور العلوم والمعارف، وبعبارة أخرى المنهج العلمي هو: مجوعة الأفعال البحثية المستعملة لإنتاج المعرفة، وتختبر المناهج من خلال دقة ومصداقية النتائج والمنهج ينظم تلك المعلومات بشكل مترابط بالشكل الذي يسهل تفسيرها وتحليلها ووصفها. ومن الطبيعي أن تتباين مناهج البحث في الجغرافية الاجتماعية، فليس للباحث الخيار في اختيار المنهجية، إذ تختلف هذه الأخيرة بحسب حجم الظاهرة ونوعها والمجتمع الذي ينبغي دراسته وعمقه التاريخي.
وتشترك الجغرافية الاجتماعية في منهجها من حيث المحددات التي ينبغي الالتزام بها بمنهج الجغرافية البشرية، وأبرزها عدم التحيز لفكرة أو مجموعة أو طائفة؛ أي أبعاد المؤثرات الذاتية عن آليات البحث والتقيد بالموضوعية العلمية، وإن وجد الباحث أن هناك تأثيرات ذاتية على مشكلة البحث فعليه حينها أن يتنحى ويبتعد عن البحث، لأن نتائجه ستفتقر إلى الدقة. كما أن على الباحث الحفاظ على سرية المعلومات والبيانات الشخصية التي يتطلب التقصي عنها السرية.
- المنهج التاريخي Historical Approach
لا شك أن تكامل اللوحة الجغرافية لأي منطقة أو اقليم يتطلب التحري في سبيل الإلمام بالخلفية التاريخية والأصول السكانية لتلك الدولة أو ذلك الإقليم. وكما يقال، فإن التاريخ هو الأب الشرعي للعلوم الإنسانية ومن أقدم المجالات التي انشغل بها العقل البشري.(1) فنحن جزء من التاريخ، وسنتحول يوماً ما إلى تاريخ، والتاريخ كان مستقبلاً لتاريخ قبله وحاضراً لتاريخ سبقه. ولكي نفهم الحاضر لابد من دراسة الماضي، وفهم الماضي والحاضر يساعدنا على التنبؤ بالمستقبل وإعطاء توقعات قريبة للدقة والموضوعية.
يقوم هذا المنهج على أساس وجود بعد تاريخي لكل ظاهرة اجتماعية، وأنها تتباين تاريخياً من حيث الشدة والحجم تبعاً للمؤثرات البيئية في كل زمان ومكان، ويركز هذا المنهج اهتمامه على تغير الظاهرات الاجتماعية عبر الزمان؛ إما على افتراض ثبات عامل المكان (موضوعياً) أو تعليل الاختلافات المكانية للظاهرة الاجتماعية إلى حدها الادنى. ومن الملاحظ أن الظاهرة الاجتماعية يعتريها التغير بامتداد المراحل الزمنية، وحتى مسألة تقويم الظاهرة ودرجة الرضى عنها ترتبط إلى حد بعيد بالمنظور الزمني للظاهرة ووفقاً للمعايير التي تعد مقبولة أو محببة في الوقت الحاضر. ففي كل مرحلة زمنية هناك انحياز ثقافي Ethne Centrism لحالة اجتماعية معينة، والملاحظ أن معظم الظاهرات المتغيرة ظاهرات بشرية، أما الظاهرات الطبيعية فهي تتغير بدرجة محدودة، ويعتمد هذا المنهج على تاريخ نشأة الظاهرة الاجتماعية وتاريخها وعوامل بقائها، ويأخذ هذا المنهج بالأحداث التاريخية والسجلات التاريخية الموثوقة التي تتناول دراسة الظاهرة الاجتماعية من جميع أبعادها، لكنها تحاول إبراز الجانب الجغرافي بمفاهيمه المعتمدة على المكان، وهي بهذا تحاول أن تجد تفسيرات للواقع الاجتماعي القائم والأنماط الاجتماعية للحياة الراهنة اعتماداً على الإرث التاريخي للمجتمعات والشعوب.
بالإضافة إلى دراسة المجتمعات البشرية وتحليلها من حيث أصولها وتطورها وعلاقاتها، فإن هذا المنهج يهتم بدراسة الأسر باعتبارها النواة الأولى لتكون المجتمعات البشرية، وهي كل جماعة يرتبط أفرادها ببعضهم بعضاً برابطة قرابة(2) ، ويقوم بدراسة المشكلات الأسرية والأدوار التي يؤديها الرجل والمرأة في تلك المجتمعات وتأثيراتها الحالية.
إن دراسة المشكلات والعمليات الاجتماعية من وجهة نظر تاريخية تجعلنا أكثر قدرة على التنبؤ المستقبلي للظاهرة المدروسة، كما تجعلنا أكثر فهماً لأسباب وجود الظاهرة، إذ لابد من وجود جذور تاريخية لأحداث الماضي، ومن هنا يظهر التقارب بين العاملين في هذا المنهج وعمل المؤرخ، لكن العاملين في السياقات المتعلقة بالجغرافية الاجتماعية أكثر تحرراً بسبب تناولهم الحدث بالتحليل والتفسير وإظهار علاقاته المكانية وتأثره بالظروف البيئية، أما المؤرخ فيؤكد على السرد المجرد للأحداث.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* للمزيد حول مفهوم المنهج ينظر:
علي محمد دياب، دور مناهج البحث العلمي العامة المعاصرة في تطوير نظرية الجغرافية البشرية، مجلة جامعة دمشق، المجلد (26) العدد الأول، 2010.
(1) يمني طريف الخولي، فلسفة العلم في القرن العشرين: الأصول المصادر الافاق المستقبلية، سلسلة عالم المعرفة (264)، الكويت، 2000، ص14.
(2) تتبنى مدرسة علم الاجتماع الفرنسية الفكرة القائلة بان الأسرة ظاهرة اجتماعية لا بيولوجية تكونت عن حقوق وواجبات قانونية لا عن مجرد زواج واختلاط، أي أنها لا تكترث للأثر البايلوجي أو الوراثي كشرط من شروط تكون الأسرة، وهذا الرأي مرده إلى المنظومة الدينية السائدة فضلاً عن ما هو سائد من ظاهرة التبني التي تزخر بها تلك المجتمعات (إبراهيم مدكور، معجم العلوم الاجتماعية، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1975، ص38).
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|