أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-1-2023
1104
التاريخ: 2023-03-11
1353
التاريخ: 22/12/2022
1239
التاريخ: 15-1-2016
1961
|
للسيطرة على حريات الطفل أو تدريبه على الحربة المنضبطة هناك أساليب مختلفة يحتاج تنفيذها إلى مستوى من الادراك والثقافة والاستيعاب والظرافة خاصة. من الأساليب المهمة في هذا المجال هو استعمال الأساليب الملائمة والبناءة.
ما نعنيه في الأساليب الملائمة والبناءة هي التي لا تبعث على القلق والانكسار حين استعمالها مع الأفراد ولا يشعر منها بالخجل والتأثر، توضيح ذلك أن بعض الأولياء يلجأ إلى أسلوب الملامة والاستهزاء أو الأسلوب المؤذي في مجال هداية وسيطرة الطفل وقد يصل أحياناً إلى مستوى العقوبة في حين أن الطبيعة البشرية تميل إلى الأنس والصفاء والعفو والإغماض والمحبة والرحمة. إن استعمال أسولب التفهيم والارشاد والملاحظة والعطف والرقة يعتبر من الأساليب المؤثرة جداً ويا حبذا يستفيد منه الأولياء.
هناك العديد من الأساليب المستعملة في هذا الجال نعرض بعضها:
التفهيم والإرشاد
قد لا يكون أسلوب أكثر تأثيراً من التفهيم والإرشاد في موضوع البناء ورشد الأفراد وكذلك في التحديد والضبط.
ان اتضح للفرد بأن هذا الأمر بصب بمصلحته وخط سعادته وخيره فإنه سيوافق عليه بالكامل وكما قلنا سابقاً إن التوعية هو أساس كل الفضائل(1).
المهم أن يشخص الفرد العمل الصائب من الخطأ، وكذلك معرفة نتائج فعل هذا العمل أو ترك ذلك العمل، وما هي فوائد الأول وأضرار الثاني، وفهم هذا الأمر في باب سيطرة النفس له آثار ودور مهم.
نعتقد أن أغلب التهورات أو عدم النظام ناتج من عدم فهم العواقب السيئة والغفلة عنها ومن الضروري أن بعلم الأولياء القوانين وقواعد الحياة وتشخيص طريقها.
التجارب اليومية للحياة تشير إلى أن تأثير التوعية بكون اشد بمئات المرات من الضرب والشتم ومن ا لجد بر ذكره أن المعلمين الذ بن يطبقون ذلك يجب أن يتصفوا بالصدق بالنسبة للأطفال وان يدرك هؤلاء بان الاولياء يبغون الخير لهم وكذلك يجب ان يكون منطقهم مقبول من قبل اولئك الاطفال.
الاستفادة من الإيمان
الاعتقاد بالله تعال والمعاد والإيمان بهما في السعبة الثانية من عمر الطفل أو في أواخرها لها نفوذ نسبي ورسوخ في ذات الطفل، وأما في مرحلة الفتوة والشباب فإنه من الممكن أن تصل تلك الاعتقادات إلى حد الإيمان الأكثر من المرحلة السابقة وبكون العالم بالنسبة لهم ذات صبغة إلهية(2).
يمكن الاستفادة من هذه المراتب الإيمانية والاعتقادية في باب الحربة وتحد بدها أو في طرح الأوامر الإلهية ونواهيه اللازمة.
بعد السنة الثامنة من عمره يمكننا القول له بأن عملك هذا يحبه الله تعالى: {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ}[آل عمران: 32]، أو أن الله لا يرضى بعملك هذا ولا يحبه وهو يريدك أن تفعل هذا: {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}[البقرة: 195].
وتشير التجارب إلى تحويل الأوامر من الوالدين إلى الله تعالى يكون أكثر تأثيراً في هذه السنين لأن ذلك مناسباً بالنسبة لما هو دون السبع سنوات فهنا يمكننا قول: ان أباك لا يحب هذا الفعل أو ذاك.
هذا الأسلوب بناء ومفيد في هداية الأفراد إلى الحريات المحدودة والمنضبطة.
وبمكننا الاستعانة بالمؤاخذات الإلهية أو الحساب على الأعمال غير الصحيحة في السنين التالية للثانية عشر(3).
التذكير بقوانين العائلة
يميل الطفل أحياناً إلى الحريات اللامنضبطة وهنا يمكن للأب والأم القول أمامه بأن هذه الأعمال ليست من شأن عائلتنا. على سبيل المثال يرغب بشراء ملابس أو أدوات أو السير في طرق غير مقبولة من نظر العائلة، ويمكن في هذه الحالة القول له بان شرائك لهذه الأشياء لا تنسجم معنا ونحن لا نؤيدها.
من الممكن أن يطرح الطفل افراداً آخرين للاستشهاد بهم وفي رغباتهم وشرائهم للأشياء ولكننا يجب الرد عليه دون المساس بهؤلاء: إن هؤلاء لهم طراز خاص في حياتهم ولا يتفق النظام العائلي لنا معهم وأن لهم طريقة خاصة في الحياة ونحن لنا طريق آخر، ونحن لا نستطيع المشاركة بتلك المجالس أو ذكر عيوب شخص، ولا بمكننا الذهاب إلى السينما لمشاهدة أي فيلم كان.
الاستفادة من أسلوب التساهل
هم أبناؤنا وتحت كل الظروف وإن كانت لهم وقاحة في أساليبهم أحياناً، لكن مع ذلك يطغي عليهم الحياء امام الوالدين ولهم التزامات معهم ومع المحيطين بهم تتصف من قريب أو بعيد بالأخلاقية والعاطفية. وبالنظر لرعايتهم لتلك الجوانب نراهم يغضون النظر عن يعض رغباتهم ويأخذون عواطف الآخرين ومحبتهم بنظر الاعتبار ويحسبون لهم حساباً خاصاً.
من جانب آخر فإن بيان أولياء الطفل المصحوب بالصفاء والأنس لبعض الأمور بقولهم: أنا أتوقع منك كذا، أو أن تترك هذا الفعل وتكون في ذلك الخط، سيكون بلا شك ذا تأثير في استقامته وخصوصاً لو رافق ذلك هداية أو تبيان لعواقبه الحسنة أو السيئة، بلا شك إن تأثير ذلك حاصل إن كان باب الاهتمام والتساهل بين الوالدين والابن مفتوح وكذلك بين المربين والطفل أو كل من يشعر بوظيفته في هذا الباب.
إن المواساة وحفظ الكرامة والإحسان والحماية كل ذلك سيكون مفتاح باب هذا الجانب ومثبت للعواطف والمشاعر.
حرقة القلوب
من الشروط المهمة والمؤثرة جداً في السيطرة على الأفراد وتحديد حرياتهم إظهار العطف وحرقة القلوب على حالات الأطفال وسلوكياتهم الموجودة، يجب على الوالدين إظهار حبهما له وأنهما قلقان جداً من أن يصاب بمشكلة أو مخمصة.
يجب إفهامه بأن تركه في هذا السبيل سيؤدي به إلى الضرر والصدمات وهذا ما يسبب حرقة القلب والآلام. يجب القول للطفل بأن هذا الفعل يسبب ذهاب ماء الوجه لا يمكن تحمله، أو ان رفاقك مع هذا تشوه سمعتك وهذا ما لا بعجبنا..
يجب أن يشعر الأطفال بأنهم محترمون لدى آبائهم وأمهاتهم وأنهم يتمنون سعادتهم وخيرهم وأن قلوبهم محترقة عليهم وعلى مستقبلهم ولهذا فإنهم يحاولون توجيههم إلى جهة أو منعهم عنها
تغيير احتياجات الطفل
تعتبر من الأمور المهمة في مبداً الحرية وإطلاق اليد في العمل ولا يمكن الضغط عليه دائماً فهو بحاجة إلى الحركة والقفز والعبث بالأشياء، وأن اللعب والحركة هي جزء من مراحل حياته لا بمكننا سلبها منه.
إن عطلنا أمراً بجب علينا إعطاؤه البديل، على سبيل المثال لو منعناه عن الركض في غرف العمارات السكنية (الشقة) فيفترض بنا أخذه إلى المتنزه أو ساحة الس وكمح له مل ع الت والقفز وتفريغ جميع شحناته.
وبما اننا نمنعه من العبث بالساعة والراديو والتلفزيون يجب علينا وضع شيء آخر مقابله لممارسة تلك الرغبة، نمنعه عن الكتابة على الحائط ولكن البديل عنها نعطيه قلماً وورقة وندعه يكتب ما يشاء مع إعطائه النصائح اللازمة.
نكات في هذا المجال
يجب مراعاة بعض النكات المهمة منها:
- إثبات أمنياتك الخيرة له ونياتك الناصحة.
- اثبت له عملياً صدقك بحيث يصدقك بالكامل.
- يجب أن تحمل نصائحكم له طابع الاقتراح وإياك والجبر والتسلط.
- يجب أن تجعل نور الأمل يشرق في قلوبهم وأن تصور لهم المستقبل الجميل في ظل رعاية أوامر الوالدين ونواهيهما
- يجب الثبات على الرأي في مجال توضيح واجراء القواعد الانضباطية.
- لا ننسى مبدأ التوعية وبجب على الأفراد ان يعلموا ما يفعلون وما لا يفعلون.
- يجب أن يكون الأولياء قدوة في خط العلم والتطبيق والبرنامج الذي يدعون الطفل له.
- اثبت له بأنه موضع ثقة الجميع. ونذكر مرة أخرى أن الشرط الرئيسي لسعادة الطفل وقبول أوامر والديه هو اعتماد الجميع عليه والاطمئنان إلى وعوده وعهوده.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ سير الحكمة: ج1، قول سقراط.
2ـ تستيقظ الفطرة في هذه المرحلة.
3ـ الإنذار.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|