المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



إظهار الرضى والاستحسان  
  
1875   11:14 صباحاً   التاريخ: 20-5-2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : حدود الحرية في التربية
الجزء والصفحة : ص329 ـ 334
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-1-2016 2593
التاريخ: 18/10/2022 1324
التاريخ: 18-1-2016 2345
التاريخ: 25-7-2016 4166

سنحاول تقييم نتائج المسؤولية وحدود الحرية التي منحناها الى الطفل فإن كانت أعماله مرضية نشجعه ونشوقه وإلا فسيكون لنا موقفاً آخر.

على أي حال المبدأ في ذلك توضيح طريق الحياة وتوجيهه إلى الأساليب المناسبة لتطوره الآن وفي المستقبل. نحن بحاجة إلى العمل معه في سبيل هدايته وإصلاحه في جميع الحالات ويحدث ذلك عن طريق إظهار الرضى أو عدمه أو استعمال التعامل الطيب معه والمزاجي، أو الاستفادة من بعض الأمور كالمحبة والمراقبة المستمرة والتشويق والاستحسان، والمواساة والتعاطف في سوقه إلى السبيل الذي نريد.

التشجيع بالوقت المناسب

عندما يصدر سلوك معين من الطفل وشاهدنا في نفس الوقت الذي يتوقع الاستحسان يسعى إلى غض النظر عنه والاستمرار في إدارة نفسه وسيطرة حريته وضبطها وانتخاب أسلوب مؤدب، فهنا سيكون للاستحسان والتشجيع أثر فعال في إدامة طريقه للوصول إلى السعادة.

الاستحسان يبعث في قلب الكبير أيضاً الأمل والجرأة والمعنوية وهذا ما سيجعل الطفل يعمل للحصول على هذا التشجيع مجدداً.

على أي حال فان أسلوب الاستحسان يعتبر من عوامل التقوية الايجابية ومن الطرق المهمة لتعديل السلوك وحذف الجوانب السلبية ودعم الجوانب الإيجابية.

يؤثر الاستحسان في إحياء روحية الطفل الميتة وتعطيهم الدافع القوي لإدامة الأعمال المحببة، ويشع في قلبه نور الأمل والراحة الباطنية، وتزيد من جرأة وهمة الأفراد في الإقدام على أمر ما.

قد يفيد أحياناً ذلك إلى إشعار الآخرين بأفعالهم وسلوكهم، وهذا بمعنى أننا نشير إلى الآخرين بأننا نرضى من هذا الفعل، بعبارة أخرى فإن الثناء على الأعمال الحسنة للأفراد يعتبر وسيلة لتربية أبنائنا بصورة غير مباشرة.

الترغيب والتشويق

رعاية حدود الحرية من الأمور التي تستحق التشويق، لكي تنمو الرغبة الباطنية لتلك الأمور وإبعاد النفس عن الخطأ، الثناء والمديح من أساليب التقريب إلى البرامج لأنها توجد الرغبة في ذات الفرد لكي يرضى عن نفسه في أعماله ويسعى للاستمرار به. التشويق يشابه الاستحسان فى إيجاد عوامل الجرأة والشهامة عند الأبناء وإحداث اسباب السعي لغرض حفظ الكرامة وجلب المحبوبية الأشد.

الأطفال في آخر سنين طفولتهم وأوائل شبابهم يتميزون بالحياء والخجل مع كل الجرأة وأحياناً الوقاحة التي يحملونها.

يرغبون في حفظ كرامتهم وسط الجمع ولهذا يغض النظر عن الكثير من رغباته هنا ويقل كلامه أو يحدد سلوكه أو بعبارة أخرى يحدد حريته.

إن وجود قيد باطني وروحي للإنسان يعتبر عامل قوة في مجال السيطرة على النفس ويمكن لهذا العامل أن يحصل من خلال التمرين، وباعتقادنا أنه من الأفضل أن يظهر هذا القيد عن طريق البصيرة ويحصل عليه الطفل بحدود إدراكه ووسعه ويشخص أنه من الواجب إطاعة هذا الأمر وغض النظر عن ذاك.

إعلان المحبة

الطفل الذي تمكن من السير إلى الأمام في حدود الحرية واستطاع السيطرة على رغباته فإنه سيكون محبوباً بلا شك وهنا يجب إبراز هذا الحب وإظهاره، يجب إخباره بأنك كنت تحبه وسيزداد حبك له في المستقبل.

المحبة تزيل الكراهية الناشئة من الجبر والتثقيل وصعوبات تحمل الحدود وتقضي على الآلام والأتعاب المرافقة لذلك. الطفل يتعطش للمحبة ولهذا نراه يتشبث بكل شيء لاستحصالها، وهذا الشعور موجود أيضاً لدى الشباب ولكنه أشد(1).

أبناؤنا إن عصونا في بعض الموارد أو يصابون بالتحلل في استعمال الحرية فإن ذلك ناتج عن عدة أسباب منها: عدم نجاح الأولياء في ربط الأطفال بهم بالصورة التي يجب أن تكون فيها، ولم يوفقوا في إظهار الحب الواقعي لهم(2)، تثبت التجارب أن لإظهار المحبة آثار إيجابية تفتقر لها العقوبة والمجازاة، على سبيل المثال يمكن لموقف عاطفي واحد أو مواساة، واحدة للطفل أن تغير مسيره بصورة كاملة وتحوله إلى جهة أخرى.

نوع المحبة

لها دور مهم في مستقبل الطفل ولهذا يجب الاهتمام بها جيداً.

الطفل بحاجة لها بحيث يستذوقها وينجذب لها، بعبارة أخرى يمكننا القول بأن المحبة اللفظية كتكرار عبارة (أحبك) لا يمكنها أن تكون مفيدة أحياناً، أبناؤنا مع صغر عمرهم يعرفون المحبات المصطنعة للآباء والسلوكيات غير الحقيقية لهم، وهنا سوف لا تصدق أقوالهم.

يجب أن يكون الحب صريحاً وواضحاً وقائماً على صفاء القلب والمودة والرغبات الهادفة وأن يتحسس الطفل بذلك، عندما تقبّل الأم ابنها أو يمسح الأب على رأسه فهذا الفعل يجب أن يكون نابعاً من كل وجوده وقائم على الصفاء والإخلاص.

فما ألذ بعض المحبات المخفية والجميلة للأب أو الأم وما أجمل عواطفهم باتجاهه ويا حبذا أن يكون ذلك في نومهم ويقظتهم وفي مشاكلهم وآلامهم وعندما يسعون إلى قضاء حوائجهم وعند الحاجة ومع الاحترام الكامل لهم.

إعلان الرضا

عندما يكون الطفل ملتزماً فترة من الزمن ومراعياً للضوابط حتى أنه أحياناً يضغط على نفسه للاستقامة والحفاظ عليها، هنا يفترض بنا أن نعلن رضانا عنه، يجب أن نقول له نحن راضون عن أخلاقه وسلوكه وعمله خلال هذه المدة لكونه جيداً طيلة هذه الفترة.

إعلان الولي عن رضام وخصوصاً الأب سيملئ روح الطفل فرحاً وسروراً وكذلك الحال بالنسبة للعاملين والمربين، رضا الأم شيء عظيم أيضاً ولكنها بالنظر لإبراز عطفها الدائم له فإن الابن لا يشعر بحلاوة ذلك مقارنة مع الباقين.

النكتة المهمة في إعلان الرضا عن الطفل هو وقت ذلك. في بعض المدارس أو من قبل المعلمين تعطى ألواح تقديرية للطفل، إن هذا الأسلوب خاطئ لأنه يشير إلى الرضا والتقدير المطلق(3)، في حين أن الأفضل يكتب فيه أن أخلاق وسلوك الطالب إلى هذا التاريخ مرضية ونتمنى أن يستمر هذا الرضا في المستقبل، ولهذا يجب على الطالب السعي لاستمرار ذلك والاهتمام بالمستقبل.

مبادئ في الاستحسان

من أمورها المهمة يلزم رعاية الموارد التالية:

ـ إعلان الرضا والاستحسان يجب أن يقوم على الحقائق والأعمال التي تصدر من قبل الفرد وليس على أساس الأمور التي لم يقم بها لحد الآن.

ـ يجب ان تصدر من القلب ولا تكون صورية.

- في بعض الموارد الضرورية يمكن أن لا نتابع بعض الأعمال الحساسة، ولكننا لو شاهدنا أمراً ولو بسيطاً إيجابياً منه فلا بأس أن نثني عليه ونمدحه.

- الاستحسان والتشويق أمر صحيح ولكن لا يجب أن يقوم على الرشوة لأن لذلك عاقبة وخيمة.

- كن دقيقاً في اختيار عبارات الاستحسان والتشويق، ولا تستعمل جميع لغات الثناء والمديح، وادخر بعض العبارات للأعمال الكبيرة.

- الشيء المهم في هذا الأمر هو رعاية العمل وليس الشخص، أي الثناء على العمل لكي يضطر الى القيام به وان مقاومته لأمر صعب ومقلق يستحق الثناء عليه لكي يحافظ على ذلك الفعل ويكرره في المستقبل(4).

ـ يجب أن لا يكون مستوى الثناء والاستحسان بالقدر الذي يكون معه مضطراً أن يقارنه مع حرمانه من الحرية لأن ذلك خسارة أخرى له.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ تشير التجارب إلى أن احتياج الشاب (14ـ 16) سنة إلى المحبة تزيد على احتياج الطفل لها (3سنة).

2ـ محبتهم غير محسوسة بالنسبة للطفل.

3ـ تشير التحقيقات الى ان حاجة الفتى من عمر 14 الى 16 سنة للحب اشد من حاجة الطفل البالغ من العمر لثلاث سنين.

4ـ مثلاً تقول: احسنت لمقاومتك هذا الذنب. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.