أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-9-2016
2788
التاريخ: 2023-05-16
1062
التاريخ: 2024-06-26
576
التاريخ: 3-10-2016
5514
|
تلوث الماء بالمبيدات
يعد الماء والطين الموجود في قعر الانهر والجداول والبحيرات والمستنقعات والبحار مخازن بيئية ضخمة لمتبقيات المبيدات خاصة المبيدات التابعة لمجموعة الهيدروكاربونات المكلورة، وهناك العديد من الطرق والوسائل التي تستطيع من خلالها المبيدات الوصول الى الماء منها: -
١) الرش المباشر بالمبيدات للآفات التي تعيش في الماء
ان مكافحة الآفات التي تعيش في الماء او تقضي أحد اطوارها فيه يشكل مصدراً مهماً ومباشراً في ثلوث المياه. مثال ذلك رش البرك والمستنقعات لمكافحة البعوض او الادغال الموجودة في قنوات الري والبحيرات.
۲) غسل متبقيات المبيدات من الاراضي الزراعية بمياه الامطار والري
في دراسة لمتابعة حركة مبيد الـ Dieldrin من التربة الى المياه وجد انه لا ينتقل أكثر من ۰٫۰۷ % من الجرعة الموجودة في التربة كذلك وجد ان هناك ارتباطاً بين كمية الامطار الساقطة وتركيز المبيدات في المياه الجارية كما وجد ان هناك ارتباطاً بين كمية المبيدات الموجودة في المياه وبين المواسم التي يتم فيها استخدام المبيدات بصورة مكثفة لمكافحة الآفات الزراعية. اضافة لذلك وجد ان نوعية المبيدات الموجودة في المياه هي نفسها التي سبق استخدامها في الاراضي الزراعية لهذه الاسباب جميعاً يمكن القول ان هناك عملية غسيل مستمرة للمبيدات من الاراضي الزراعية لتستقر اخيرا في الماء.
۳) عمليات الرش بالطائرات
أظهرت العديد من الدراسات أن استخدام الطيران الزراعي في رش المبيدات لمكافحة الآفات التي تصيب الغابات أو المساحات الكبيرة المزروعة بمحصول معين كالقطن مثلاً يؤدي الى سقوط كمية لا بأس بها من المبيدات في الجداول والأنهر والمستنقعات وفي قنوات الري.
٤) طرح المبيدات من قبل المصانع في المجاري ومياه الأنهر
بعض المصانع قد تستخدم المبيدات في عملها مما يؤدي الى احتواء فضلات هذه المصانع على كميات كبيرة من المبيدات. فمثلاً وجد أن مصانع السجاد تستخدم كميات من ال د.د.ت والديلدرين لوقاية السجاد من الاصابة بعثة السجاد، وقد أعقب هذا الاستخدام وجود زيادة واضحة في كميات الديلدرين في الأنهر التي تصب فيها تلك المصانع فضلاتها. كذلك وجد أن فضلات مصانع المبيدات تشكل خطراً مباشراً على مياه الأنهار وقد سببت في أحيان كثيرة موت أعداد كبيرة من الأسماك نتيجة تسرب كميات كبيرة من المبيدات الى الأنهر.
٥) المجاري
تعتبر المجاري المكان الذي تلتقي فيه معظم المواد المعاملة بالمبيدات خاصة بطيئة التحلل وقد اشارت بعض الدراسات الى وجود كميات لا بأس بها من المبيدات التابعة لمجموعة الهيدروكاربونات المكلورة. كذلك وجد ان المجاري القريبة من المصانع كانت تحوي كميات من المبيد أكثر من المجاري الموجودة في المناطق السكنية.
٦) أحواض غمر الماشية
أشارت العديد من التقارير الى ارتفاع مستوى المبيدات في مياه الجداول والأنهر القريبة من احواض غمر الحيوانات لمكافحة الطفيليات الخارجية عليها وقد كانت هناك زيادة واضحة في مستوى المبيدات المستخدمة بعد يوم واحد من إطلاق مياه تلك الأحواض.
٧) الغبار والمطر
ويعدان من المصادر المهمة في تلويث الماء بالمبيدات فمثلاً قدرت إحدى الدراسات كمية المبيدات التي تسقط سنوياً في المحيط الاطلسي مع الغبار بأنها تصل الى ثلثي طن. كذلك هناك العديد من التقارير التي تؤكد وجود كميات من المبيد في مياه الأمطار وفي أحيان عديدة تكون هذه الكميات بمستوى ينبغي توجيه الاهتمام لمحاولة خفضها.
كميات المبيدات في الماء
١) في المياه العذبة
تشير التقارير الخاصة بكميات متبقيات المبيدات في مياه الأنهر والجداول والتي بدأت نتائجها بالظهور بعد مرور عشر سنوات من بدء استخدام المبيدات الحشرية الكلورينية العضوية. حيث أظهرت النتائج وجود كميات صغيرة من هذه المبيدات في مجاري المياه العذبة وتجري حالياً عمليات المسح المستمرة للأنهر والجداول لتحديد كميات المبيدات في العديد من دول العالم ففي الولايات المتحدة هناك اشارة الى وجود مبيد ال dieldrin تقريباً في جميع الأنهر أما وجود متبقيات الـ د.د.ت وال heptachlore فقد أصبح مؤكداً في العديد من الانهر في الولايات المتحدة الأمريكية على الرغم من اختلاف كميات متبقيات المبيدات في هذه الأنهر.
٢) في مياه البحار
لا تتوفر في الحقيقة معلومات كافية عن كميات المبيدات الموجودة في مياه البحار. الا أن العديد من التقارير تشير الى ان كميات المبيدات كانت قليلة جداً في مناطق أتصال الأنهار بالبحار وهذا بالطبع يعني أن الكميات الموجودة في البحر ستكون أقل بكثير حيث تمثل تلك المصبات المصدر الرئيس لوصول المبيدات الى مياه البحر.
العوامل المؤثرة في بقاء المبيدات في الماء
هناك العديد من العوامل المؤثرة في بقاء المبيدات في المياه منها: -
۱) درجة الذوبان
تعد مبيدات الكلور العضوية غير ذائبة نسبياً. الا انها تختلف في درجة ذوبانها بالماء وتعتمد درجة الذوبان بدورها على درجة الحرارة فمثلاً وجد ان درجة ذوبان اللندين عند درجة حرارة 20-30°م كانت 10 جزء بالمليون فيما بلغت درجة ذوبان الكلوردين 0٫1 جزء بالمليون عند نفس درجة الحرارة وخلاصة القول ان المبيدات الأكثر ذوباناً في الماء هي الاسرع اختفاء من الماء.
۲) طين القعر
عندما تصل متبقيات المبيدات الى الماء فأن نسبة كبيرة منها تختفي سريعاً فيها تبقى منها كمية قليلة لمدة تزيد عن اسبوع. وفي احدى الدراسات المختبرية وجد أنه عند حفظ ماء يحتوي على الـ د . د . ت فوق تربة مغطاة بورق ترشيح فأن 56% من المبيد قد اصبحت في التربة بعد مرور ست ساعات وبعد مرور 24 ساعة فأن 22 ٪ أخرى من المبيد قد انتقلت الى التربة ايضاً. وفي دراسة أخرى لمعرفة درجة توزع مبيد ال Toxaphene في بحيرة في نيومكسيكو وجد أن تركيز المبيد في الماء كان 0٫01 - 0٫28 جزء بالمليون و 0.04 -0.13 جزء بالمليون في الترسبات القعرية و 0.4 - 18,3 جزء بالمليون في النباتات المائية بينها احتوت الأسماك على 2,5 - 15,2 جزء بالمليون. وقد اتفقت معظم الدراسات على أن متبقيات المبيدات في الماء لا تبقى طويلاً اذ سرعان ما تترسب في الطين، كما وجد أن تركيز المبيدات في الماء يرتبط بحجم جزيئات الترسبات القعرية يزداد تركيز المبيد في الترسبات ذات الحبيبات الصغيرة جداً.
٣) المادة العضوية
من المؤكد أن المبيدات تميل الى الارتباط بالمواد العضوية الحية والميتة وخاصة مع الأجزاء الدهنية من تلك المواد وقد وجد انه في حالة المواد العضوية الطافية تبقى المبيدات معلقة في الماء. وعندما تكون المادة العضوية في القعر فأنها تعمل على ازالة المبيدات من الماء الموجود فوقها.
٤) درجة الحرارة والـ PH
لا تتوفر الكثير من الدراسات حول تأثير درجة الحرارة وال PH على بقاء المبيدات في الماء الا انه من الثابت أن لدرجة الحرارة تأثيراً على درجة ذوبان وتطاير المبيدات. ومن المؤكد أيضاً أن المتبقيات تكون أكثر ثباتاً. عند قيمة معينة من الـ PH فيما تكون أقل ثباتاً عند قيم أخرى.
الأخطار الناجمة عن تلوث الماء بالمبيدات
تعد المسطحات المائية بيئات خصبة تضم كائنات حيوانية ونباتية مختلفة أضافة الى أن الماء هو الأساس في المادة الحية لذلك فأن تلوث الماء بالمبيدات معناه انتقال تلك المبيدات إلى جميع الاشياء التي لها علاقة بالماء ويمكن اجمال أخطار هذه العملية بما يأتي: -
أولاً) التأثير على اللافقريات المائية
تشكل متبقيات العديد من المبيدات المنتشرة في المحيط الماني أساساً جيداً لتقييم درجة خطورتها على اللافقريات المائية ومنها:
1) موت العديد من انواع اللافقريات الصغيرة نتيجة تسممها بمتبقيات العديد من المبيدات ففي أحدى التجارب المختبرية وجد أن العديد من القشريات المائية الصغيرة ماتت بتراكيز واطئة من الـ د.د.ت بلغت ۰٫۱ -۱۰ جزء بالبليون ppb ، كما اشارت بعض الدراسات الى اختلاف درجة تسمم اللافقريات المائية تختلف باختلاف الطور والعوامل البيئية الأخرى المحيطة.
2) ظهور السلالات المقاومة : – تشكل متبقيات المبيدات في كثير من الأحيان عاملاً مهماً في ظهور السلالات المقاومة فمثلاً وجد أن هناك زيادة في درجة مقاومة الذبابة السوداء .Simulium damnosum p لذ د.د.ت. لوحظت الظاهرة نفسها في العديد من القشريات المائية.
3) التأثير غير المباشر: حيث لوحظ أن تعرض العديد من اللافقريات المائية الى جرعات غير قاتلة من المبيدات يمكن أن يظهر بشكل غير مباشر يتمثل في الاتي: -
آ) الشلل المؤقت والخمول.
ب) فقدان القدرة على التوجه الصحيح.
ج) انخفاض الكفاءة التناسلية.
4) التأثير على التكامل والتوازن في مجتمع اللافقريات المائية من خلال موت أو تأثر أنواع معينة بشدة بالمبيدات بما يؤدي الى حدوث خلل في التوازن الطبيعي بين الأنواع المختلفة وبين المفترسات وعوائلها أيضاً. أن هذا الخلل بلا شك سيؤثر على المجتمعات المائية.
ثانياً) التأثير على الأسماك
تشكل الاسماك واحدة من اهم الكائنات التي تعيش في الماء وتشكل المبيدات ومتبقياتها في الماء أحد مصادر الخطر على الثروة السمكية والذي يمكن ملاحظته في النقاط الآتية:-
1) تراكم المبيدات في الاسماك
أن تراكم المبيدات في الاسماك يشكل خطراً مباشراً على الأنسان الذي ستشكل الاسماك غذاء رئيساً ومهماً له حيث أن من الملاحظ في العديد من دول العالم أن هناك بعض الأنواع من الاسماك تعد غير أمينة للأكل بسبب المستوى العالي من السموم المتراكمة في أجسامها منها مثلاً السمك المسمى Trachurus symmetrictus.
2) انخفاض أعداد الاسماك نتيجة موتها بسبب التسمم بالمبيدات أو بسبب انخفاض كفاءتها التناسلية وخمولها كنتيجة لتعرضها لجرعات غير قاتلة من المبيدات بما يعرضها أو يجعلها صيداً سهلاً لأعدائها الحيوية.
ثالثاً) التأثير على مياه الشرب
أن مياه معظم الأنهار والبحيرات تحوي كميات لا بأس بها من متبقيات مبيدات الكلور العضوية. ففي احدى الدراسات التي أجريت في الولايات المتحدة الامريكية والتي تضمنت فحص ٥٠٠ عينة أخذت من نهر المسيسيبي الميزوري وجد الأندرين في ٢٣ منها والكلوردين في خمسة عينات والديلدرين في عينة واحدة، هذه المبيدات وجدت بتركيزات اعلى من تلك المسموح بها. لذلك أصبح من الضروري اليوم أجراء الفحص المستمر لتحديد متبقيات المبيدات في مياه الشرب لضمان سلامة المواطنين.
وسائل مكافحة تلوث المياه بالمبيدات أن مسألة خفض تلوث المياه بالمبيدات ذات الأثر الباقي لفترة طويلة يتطلب اتباع العديد من الوسائل منها: -
1) استخدام كميات قليلة من المبيدات.
2) اتباع وسائل جديدة في مكافحة الآفات وعدم الاعتماد كلياً على استخدام المبيدات.
3) تحريم استخدام المبيدات البطيئة التحلل خاصة تلك التابعة لمجموعة الهيدروكاربونات المكلورة.
4) معاملة مياه الفضلات والمجاري – وتعتمد هذه الطريقة على إلزام المعامل بإنشاء بعض الوحدات الخاصة بمعاملة المياه التي: قد تحوي على العديد من الملوثات ومنها المبيدات لخفض أو ازالة تلك الملوثات قبل وصولها الى الأنهر والجداول وذلك باستخدام العديد من الطرق الكيمياوية والحيوية الخاصة في هذا المجال، كذلك أمكانية استخدام العديد من المرشحات الحاوية على الكاربون النشط لإزالة المبيدات من المياه.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|