المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

الاضرار التي تسببها الحشرات للمواد المخزونة
15-2-2022
‏نموذج من حياة الإنسان
17-4-2016
مناهج البحث العلمي الجغرافي- المنهج التاريخي وتعاقب الصورة الجغرافية
24-8-2022
صلاة الكسوف
12-1-2020
يوم المظلوم على الظالم
30-1-2021
ولادة الامام الحسين
16-11-2021


معالجة الانحرافات الخلقية  
  
2155   09:23 صباحاً   التاريخ: 19-5-2022
المؤلف : الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الكتاب أو المصدر : الحياة في ظل الأخلاق
الجزء والصفحة : ص17ـ21
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-7-2019 3055
التاريخ: 2023-08-27 1132
التاريخ: 13-2-2022 1853
التاريخ: 2023-05-18 1214

حان الآن وقت دراسة جزئيات (الملكات الأخلاقية) وطريق معالجة الرذائل. ولكن نجد من الضروري جداً أن نشير إلى نقطتين:

الأولى: يجب علينا دائماً ان نتعامل مع المنحرفين خلقياً كمصابين أو مرضى، إن الانحرافات الخلقية هي في الحقيقة نوع من الأمراض الروحية التي قد تسبب الأمراض الجسمية في بعض الأحيان، أو بالعكس فإن بعضها قد تنشأ من الأمراض الجسمية، لذا يجب علينا مراعاة نفس الخطوات المتبعة في معالجة الأمراض الجسمية في هذا المجال أيضاً.

ولغرض معالجتها تُتبع الخطوات الثلاث التالية :

1- معرفة جنس المرض.

2- معرفة أسبابه وعلاماته.

3ـ كيفية العلاج.

ويستعان غالباً بأعراض المرض لتشخيص نوعيته، ويسهل ذلك في الأمراض الجسمية نوعاً ما خصوصاً بالوسائل والأجهزة الحديثة. لكن الموضوع في غاية التعقيد في المسائل الأخلاقية، حيث يصادف أن تتشابه أعراض الانحرافات الخلقية، أو تظهر أعراض سببها اختلاط عدة أنواع من الأمراض الخلقية، بنحو يتعسر معه تشخيصها، لذا ينبغي لعالم الأخلاق والطبيب الروحي أن يتأنى ويدقق جيداً عند معالجة نفسه أو معالجة الآخرين.

أما في المقطع الثاني فيجب دراسة تاريخ حياة الفرد المنحرف، خصوصاً في فترة الطفولة التي تعد قاعدة لشخصية الإنسان، وكذلك محيطه العائلي والاجتماعي وعمله ومكسبه وموقعه الجغرافي، بصورة كاملة لمعرفة العوامل المؤذية إلى نشوء ذلك المرض الخلقي، ولا ينبغي إهمال العامل الوراثي أيضاً، فقد يكون للرذائل جينات وراثية في بعض الأحيان كالأمراض الجسمية.

أما في المقطع الثالث، أي علاج المفاسد الخلقية، فإنها إذا كانت مزمنة وقد مضى عليها فترة طويلة، وجب الصبر وسعة الصدر والدقة والمراقبة لمعالجتها، وعدم الاستسلام لطول المدة. وكلما كانت الحالة سطحية وعارضة أمكن علاجها بمدة أقصر.

لذا فإن إصلاح المفاسد الخلقية عند الشباب والأحداث أسهل بكثير منه عند الكبار؛ لأن الزمرة الأولى تتلوث بسرعة وتشفى بسرعة أيضاً. قال الإمام الصادق عليه السلام: «عليك بالأحداث فإنهم أسرع إلى الخير».

* الصحة الروحية:

أما النقطة الثانية الضرورية الذكر: فهي أن الطب الحديث ينقسم إلى قسمين هما طب العلاج وطب الصحة، والمراد من طب العلاج واضح، أما المراد بطب الصحة فهو الوقاية من حدوث الأمراض ومكافحة أسبابها، ولكون الوقاية خير من العلاج، وللصحة أهمية استثنائية كبيرة في حياة الأفراد ومصير المجتمعات، لذا يتم رصد مبالغ طائلة لتحقيقها.

وهذان الفرعان موجودان أيضاً في المسائل الأخلاقية والأمراض الروحية، لذا يجب السعي لمنع حصول الانحرافات الخلقية ما أمكن ذلك، واتخاذ التدابير اللازمة للصحة الروحية الخاصة والعامة.

ولتحقيق ذلك يجب رعاية الأمور التالية :

1- اجتناب المعاشرات الفاسدة والمشكوكة :

فمن البديهي أن الكثير من الانحرافات الخلقية ناجمة عن المعاشرة بالضبط كالأمراض المعدية والسارية وخصوصاً فيما لو كانت هناك أرضية لاكتساب أخلاق الآخرين كحداثة السن أو قلة المعلومات أو ضعف الإيمان؛ فإن معاشرة الأشرار في مثل هذه الحالات تُعَد سُماً مهلكاً وقاتلا.

2ـ إصلاح البيئة:

ويزداد احتمال الابتلاء بالمفاسد الخلقية في الأماكن الملوثة، وعلى الأخص في المحيط الذي تكثر فيه مظاهر الفسق والمفاسد الأخلاقية، وهذه حقيقة غير قابلة للإنكار، لذا تُعتبر محاربة الموبوء ومنع التجاهر بالفسق والفساد الأخلاقي من أهم خطوات الصحة الروحية.

ويعتبر استعظام الذنب وتقبيحه في نظر الإنسان، واحداً من أهم الحواجز التي تمنعه من ارتكاب الذنوب والرذائل، والتجاهر بها يصغرها في عينه ويقلل من كراهيتها، ويروض القلب ويخلق فيه الاستعداد لارتكابها.

وإنما قرر الإسلام تنفيذ الحدود أمام الملأ العام فلغرض ترسيخ أهمية وعظمة الدين في نفوس الآخرين من جهة، ولترميم ذلك الحاجز الذي هدم من جهة أخرى، قال تعالى في محكم كتابه الكريم في سورة النور: {وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [النور: 2].

ولقد أعار الإسلام أهمية فائقة لمسألة التجاهر بالفسق واعتبرها من مبررات هتك حرمة ذلك الشخص المتجاهر.

قال الصادق عليه السلام: «إذا جاهر الفاسق بفسقه فلا حرمة له» (وسائل الشيعة - كتاب الحج - أبواب العشرة) .

وقال الباقر عليه السلام: «ثلاثة ليس لهم حرمة صاحب هوى مبتدع والإمام الجائر والفاسق المعلن بفسقه» (المصدر المذكور أعلاه).

وحتى نقل الكلام المرتبط بالفساد والفحشاء، والذي يؤدي إلى تلويث الأفكار وتهيئة الأجواء لتقبل الفساد، يعد حراماً في الإسلام.

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «من سمع فاحشة فأفشاها كان كمن أتاها، ومن سمع خيراً فأمشاه كان كمن عمله» ... (وسائل الشيعة - كتاب الحج).

وخلاصة القول فإن إصلاح الأجواء الفاسدة والمسمومة ومحاربة نشر الفساد والتجاهر به يُعَد من إحدى وسائل الوقاية من الانحرافات الخلقية، وبدونها قَلما يتوقف الإنسان لإصلاح ذاته أو الآخرين بصورة تامة.

وكما يجب في مكافحة الأمراض الجسمية محو بؤر الجرائم وتطهير المحيط، والحد من تلوث الماء والهواء والغذاء يجب أيضاً تطهير البيئة الاجتماعية من التلوث بالانحرافات الخلقية والرذائل.

3- الهجرة والفرار من البيئات الملوثة:

يجب السعي بأقصى حد لإصلاح المحيط الفاسد والملوث فلو تعسر ذلك لأسباب معينة، وخيف من التلوث في حالة البقاء، فمع وجود المحيط الأنقى وإمكانية الهجرة إليه فلا حيلة سوى الهجرة.

والقضية نفسها موجودة في الأمراض الجسمية، إذ يسارع الأفراد الذين يحرصون على سلامتهم إلى الهجرة في مثل هذه الظروف.

والهجرة في الإسلام ذات أهمية خاصة، واللطيف أنها تعتبر أول خطوة من تاريخ الإسلام، إذ لم تكن هجرة نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وآله من مكة إلى المدينة إلا فراراً من بيئة ملوثة وفاسدة وغير ملائمة إلى بيئة أخرى أفضل لنشر الإيمان والفضيلة.

وتعتبر هجرة مجموعة من المسلمين الرساليين من مكة إلى الحبشة، امتثالا لأوامر النبي صلى الله عليه وآله وسلم مثلاً آخر في هذا الموضوع.

ولقد تميز المهاجرون الأوائل في صدر الإسلام وذكرهم التاريخ الإسلامي باهتمام ونزلت بشأنهم آيات عديدة في القرآن الكريم. وقد وردت أحاديث كثيرة تحث على الهجرة من البيئات الملوثة بالمعاصي والذنوب كالشرك إلى البيئات السليمة، مما يوضح أهمية هذا الموضوع.

وقد جاء في مجمع البيان بشأن تفسير ذيل الآية (١٠٠) من سورة النساء: {وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً} نقل عن الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «من فر بدينه من أرض إلى أرض وإن كان شبراً آستوجب الجنة وكان رفيق إبراهيم ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم)).

وعبارة (وإن كان شبراً) تدلل على أهمية الموضوع، والسر في مرافقة هذين الرسولين العظيمين هو إقدامهما على الهجرة، فقد هاجر إبراهيم عليه السلام من بابل عاصمة النمرود وعبدة الأصنام إلى فلسطين، والرسول صلى الله عليه وآله وسلم من مكة إلى المدينة.

وقد جاء في تفسير علي بن إبراهيم لذيل الآية (٥٦ - العنكبوت) : {يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ} أن الإمام الحسن العسكري عليه السلام قال: «لا تطيعوا أهل الفسق من الملوك فإن خفتوهم أن يفتنوكم عن دينكم - فإن أرضي واسعة -».

وتأكيد الإسلام، من خلال قوانينه، على عدم المشاركة في مجالس السوء والمعاصي، وعدم الخلوة بالأجنبية، وما شاكل ذلك يعد نوعاً من الهجرة القصيرة من منطقة الذنب والزلل، وذلك لأجل الوقاية من تفشي الرذائل. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.