أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-5-2017
3465
التاريخ: 21-6-2017
3155
التاريخ: 17-5-2017
3449
التاريخ: 29-3-2022
1391
|
ومرّت تلك الأيام بعطائها وحلوها ومرّها حتى جاءت السنة العاشرة من الهجرة دعا النبيّ الأكرم ( صلّى اللّه عليه واله ) عامة المسلمين لأداء مناسك الحج ، وحجّ بهم حجّة الوداع ، وعلّمهم أحكام الحج ومناسكه ، وعند العودة توقّف الركب عند غدير خم ، وصعد النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) على منبر من أحداج الإبل ونادى بصوت عال بعد تمهيدات عديدة : « من كنت مولاه فعليّ مولاه اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه » فنصب عليّا ( عليه السّلام ) لخلافته من بعده ، ثم أمر المسلمين فبايعوا عليّا وسلّموا عليه بإمرة المؤمنين ، ثمّ تفرّقوا في بلدانهم ، وعاد النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) إلى المدينة .
وبدخول السنة الحادية عشرة من الهجرة ، وفي الأيام الأخيرة من شهر صفر اشتكى النبيّ من مرض ألمّ به ، وكان قد عزم على غزو الروم وأعدّ لقيادة جيشه أسامة بن زيد وهو في مطلع شبابه ، وأمر جميع المهاجرين والأنصار أن ينضمّوا اليه ، وجعل يستحثّهم على الخروج ، ونصّ على بعضهم بالاسم ليخلي الساحة من المخالفين والمتربّصين ، ويفوّت الفرصة على المعارضين لخلافة الإمام عليّ ( عليه السّلام ) .
وظنّ أكثر المسلمين في بداية الأمر أنّها وعكة صحيّة طارئة لا تلبث أن تزول بسرعة ، غير أنّ الزهراء لم تكد تسمع بشكوى أبيها حتى ارتجّ قلبها وانهارت وكأنّها والموت على ميعاد ، فقد بانت أمارات الموت عليه ( صلّى اللّه عليه واله ) وضعفت صحّته ، فكان يتهيّأ ويوصي بأهل بيته في كلّ مناسبة ، ويزور البقيع ويخاطبهم بكلمات تشعر بدنوّ أجله ، لا سيما وقد سمعته قبل ذلك يقول في بعض المناسبات لأصحابه وهو يعظهم : « يوشك أن ادعى فأجيب » ، وسمعته يقول في حجّة الوداع على جبل عرفات وقد وقف بين المسلمين : « لعلّي لا ألقاكم بعد عامي هذا » ، وتكرّرت منه هذه المقالة في السنة العاشرة من الهجرة .
ومرّة رأت فاطمة ( عليها السّلام ) في منامها - بعد حجّة الوداع - أنّها كانت تقرأ القرآن وفجأة وقع القرآن من يدها واختفى ، فاستيقظت مرعوبة وقصّت الرؤيا على أبيها ( صلّى اللّه عليه واله ) فقال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) : « أنا ذلك القرآن - يا نور عيني - وسرعان ما أرحل »[1].
لقد كانت فاطمة ( عليها السّلام ) وأمير المؤمنين أشدّ الناس لصوقا وأقربهم إلى رسول اللّه في فترة مرضه وحتى وفاته ( صلّى اللّه عليه واله ) ، فعن عليّ ( عليه السّلام ) : أنّ معاذا سأل عائشة كيف وجدت رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) عند وجعه ووفاته ؟ فقالت : يا معاذ ما شهدته عند وفاته ولكن دونك هذه فاطمة ابنته فاسألها[2].
كما أنّ فاطمة كانت تطوف حين مرض النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) على أزواجه فتقول : إنّه يشق على النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) أن يطوف عليكنّ ، فقلن هو في حلّ[3].
واشتد المرض بالنبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) أكثر فأكثر ، فهو مسجّى على فراش الموت والزهراء بجانبه يشتدّ وجدها على أبيها ، وتقول : واكربي لكربك يا أبتاه ! فتارة تحدّق في وجهه الشاحب وتذرف الدموع الساخنة ، وأخرى تدعو له بالسلامة .
لقد ثقل المرض على رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) حتى أغمي عليه ، فلمّا أفاق ؛ وجد أبا بكر وعمر وآخرين عنده ، فقال ( صلّى اللّه عليه واله ) : « ألم آمركم بالمسير في جيش اسامة ؟ » فاعتذروا إلّا أنّ النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) كان يعلم ما تكنّ صدورهم وما يبيّتون من بقائهم في المدينة ليبتزّوا مركز القيادة الإسلامية ، فقال ( صلّى اللّه عليه واله ) : « إئتوني بدواة وبياض ، أكتب لكم كتابا لا تضلّوا بعدي أبدا » ، فتنازعوا فقالوا : إن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) يهجرو في نص آخر : قال عمر : إن النبيّ غلبه الوجع حسبنا كتاب اللّه فاختلفوا وكثر اللغط ، قال ( صلّى اللّه عليه واله ) : قوموا عنّي ولا ينبغي عندي التنازع[4].
كانت الزهراء ترى كلّ ذلك بقلب حزين وعين دامعة ، وكأنّها ترتقب أياما صعبة الأحداث .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
أولياء أمور الطلبة يشيدون بمبادرة العتبة العباسية بتكريم الأوائل في المراحل المنتهية
|
|
|