المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

أدوات العلاقات العامة الالكترونية
14-8-2022
إفرازات الجذور Root Exudates
20-12-2019
نظام التحبير
17-12-2019
lexical verb
2023-10-04
فوائد الخرائط السياحية - تحديد أشكال المواقع السياحية
5-4-2022
role and reference grammar (RRG)
2023-11-11


حجة الوداع والأيّام الأخيرة  
  
1865   02:40 صباحاً   التاريخ: 14-5-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 3، 105-107
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد الهجرة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-5-2017 3465
التاريخ: 21-6-2017 3155
التاريخ: 17-5-2017 3449
التاريخ: 29-3-2022 1391

ومرّت تلك الأيام بعطائها وحلوها ومرّها حتى جاءت السنة العاشرة من الهجرة دعا النبيّ الأكرم ( صلّى اللّه عليه واله ) عامة المسلمين لأداء مناسك الحج ، وحجّ بهم حجّة الوداع ، وعلّمهم أحكام الحج ومناسكه ، وعند العودة توقّف الركب عند غدير خم ، وصعد النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) على منبر من أحداج الإبل ونادى بصوت عال بعد تمهيدات عديدة : « من كنت مولاه فعليّ مولاه اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه » فنصب عليّا ( عليه السّلام ) لخلافته من بعده ، ثم أمر المسلمين فبايعوا عليّا وسلّموا عليه بإمرة المؤمنين ، ثمّ تفرّقوا في بلدانهم ، وعاد النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) إلى المدينة .

وبدخول السنة الحادية عشرة من الهجرة ، وفي الأيام الأخيرة من شهر صفر اشتكى النبيّ من مرض ألمّ به ، وكان قد عزم على غزو الروم وأعدّ لقيادة جيشه أسامة بن زيد وهو في مطلع شبابه ، وأمر جميع المهاجرين والأنصار أن ينضمّوا اليه ، وجعل يستحثّهم على الخروج ، ونصّ على بعضهم بالاسم ليخلي الساحة من المخالفين والمتربّصين ، ويفوّت الفرصة على المعارضين لخلافة الإمام عليّ ( عليه السّلام ) .

وظنّ أكثر المسلمين في بداية الأمر أنّها وعكة صحيّة طارئة لا تلبث أن تزول بسرعة ، غير أنّ الزهراء لم تكد تسمع بشكوى أبيها حتى ارتجّ قلبها وانهارت وكأنّها والموت على ميعاد ، فقد بانت أمارات الموت عليه ( صلّى اللّه عليه واله ) وضعفت صحّته ، فكان يتهيّأ ويوصي بأهل بيته في كلّ مناسبة ، ويزور البقيع ويخاطبهم بكلمات تشعر بدنوّ أجله ، لا سيما وقد سمعته قبل ذلك يقول في بعض المناسبات لأصحابه وهو يعظهم : « يوشك أن ادعى فأجيب » ، وسمعته يقول في حجّة الوداع على جبل عرفات وقد وقف بين المسلمين : « لعلّي لا ألقاكم بعد عامي هذا » ، وتكرّرت منه هذه المقالة في السنة العاشرة من الهجرة .

ومرّة رأت فاطمة ( عليها السّلام ) في منامها - بعد حجّة الوداع - أنّها كانت تقرأ القرآن وفجأة وقع القرآن من يدها واختفى ، فاستيقظت مرعوبة وقصّت الرؤيا على أبيها ( صلّى اللّه عليه واله ) فقال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) : « أنا ذلك القرآن - يا نور عيني - وسرعان ما أرحل »[1].

لقد كانت فاطمة ( عليها السّلام ) وأمير المؤمنين أشدّ الناس لصوقا وأقربهم إلى رسول اللّه في فترة مرضه وحتى وفاته ( صلّى اللّه عليه واله ) ، فعن عليّ ( عليه السّلام ) : أنّ معاذا سأل عائشة كيف وجدت رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) عند وجعه ووفاته ؟ فقالت : يا معاذ ما شهدته عند وفاته ولكن دونك هذه فاطمة ابنته فاسألها[2].

كما أنّ فاطمة كانت تطوف حين مرض النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) على أزواجه فتقول : إنّه يشق على النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) أن يطوف عليكنّ ، فقلن هو في حلّ[3].

واشتد المرض بالنبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) أكثر فأكثر ، فهو مسجّى على فراش الموت والزهراء بجانبه يشتدّ وجدها على أبيها ، وتقول : واكربي لكربك يا أبتاه ! فتارة تحدّق في وجهه الشاحب وتذرف الدموع الساخنة ، وأخرى تدعو له بالسلامة .

لقد ثقل المرض على رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) حتى أغمي عليه ، فلمّا أفاق ؛ وجد أبا بكر وعمر وآخرين عنده ، فقال ( صلّى اللّه عليه واله ) : « ألم آمركم بالمسير في جيش اسامة ؟ » فاعتذروا إلّا أنّ النبيّ ( صلّى اللّه عليه واله ) كان يعلم ما تكنّ صدورهم وما يبيّتون من بقائهم في المدينة ليبتزّوا مركز القيادة الإسلامية ، فقال ( صلّى اللّه عليه واله ) : « إئتوني بدواة وبياض ، أكتب لكم كتابا لا تضلّوا بعدي أبدا » ، فتنازعوا فقالوا : إن رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) يهجرو في نص آخر : قال عمر : إن النبيّ غلبه الوجع حسبنا كتاب اللّه فاختلفوا وكثر اللغط ، قال ( صلّى اللّه عليه واله ) : قوموا عنّي ولا ينبغي عندي التنازع[4].

كانت الزهراء ترى كلّ ذلك بقلب حزين وعين دامعة ، وكأنّها ترتقب أياما صعبة الأحداث .

 

[1] رياحين الشريعة : 1 / 239 .

[2] راجع الإصابة : 2 / 178 ( ط . مصر ) .

[3] راجع عوالم العلوم : 11 / 390 .

[4] الكامل في التأريخ : 2 / 320 ، طبعة دار الفكر - بيروت ، وصحيح البخاري : كتاب العلم ، باب كتابة العلم .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.