أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-10-2020
2156
التاريخ: 22-5-2022
1327
التاريخ: 20-12-2021
1569
التاريخ: 31-12-2021
1807
|
إن قناة بنما مثل قناة السويس، فقد شقت لتفادى المرور حول جنوب أمريكا الجنوبية عبر مضيق ماجلان أو حول طريق رأس هورن الذى يستغرق وقتا طويلا، بالإضافة إلى زيادة تكلفة النقل وذلك للوصول إلى المناطق الواقعة غرب الأمريكتين أو إلى الدول الآسيوية وبصفة خاصة دول شرق آسيا.
وإنشاء قناة بنما كان أصعب كثيرا من إنشاء قناة السويس؛ نظرا لأن قناة بنما فوق مستوى سطح البحر وتمر بمناطق وعرة وبمستويات للسطح تختلف من مكان لآخر وتعتمد على المياه التى تنصرف إليها من المناطق المجاورة لها وهى مياه عذبة، ولتفادي هذه الصعوبات ولصعوبة تعميق القناة للوصول إلى مستوى سطح البحر فقد أنشئت مجموعة من الأهوسة على امتداد القناة ، وهذا من شأنه تشكيل صعوبة كبيرة فى العبور حيث يحتاج إلى وقت أطول فى العبور تشكيل صعوبة كبيرة فى العبور حيث يحتاج إلى وقت أطول فى العبور، كما أن تكلفة إقامة الأهوسة وإدارتها وصيانتها وأمنها يشكل زيادة فى النفقات وبالتالي زيادة فى رسوم العبور. ولهذا السبب فإن قناة بنما لم تحل نهائيا محل مضيق ماجلان حيث تقوم بعض السفن العملاقة باستخدام مضيق ماجلان بدلا منها وذلك رغم زيادة حركة المرور عبر القناة فى السنوات الأخيرة.
وقد ظهر الاهتمام بحفر قناة بنما من قبل فرديناند ديلسبس عام ١٨٨٠ حيث أبدى رغبته فى حفر هذه القناة كما حدث بالنسبة لقناة السويس. وقد بدأ الحفر فعلا وانتهى من نحو ثلث المشروع وأنفق نحو . . ٣ مليون دولار، وكان ذلك أكثر بكثير من تقديراته الأولية للمشروع بالإضافة إلى أمراض المناطق الحارة التى قضت على عدد كبير من العمال والصعوبات الهندسية التى واجهته مما أدى إلى ترن المشروع.
وقد تزامن ذلك مع سيطرة الولايات المتحدة على الفلبين وهاواي بما جعل الولايات المتحدة تولى اهتمامها بقناة بنما لربطها بالشرق الأقصى والدفاع عن مصالحها فى المحيط الهادي، ولذلك قامت بشراء امتياز فرنسا لحفر القناة ودفعت لها قيمة ما أنفقته، بالإضافة إلى قيمة الأدوات بموقع القناة مقابل 400 مليون دولار.
والقناة أنشأتها الولايات المتحدة الأمريكية على مساحة مؤجرة من بنما عام ١٩٠٣ على شريط حول القناة على امتداد عشرة أميال عرضا تمارس عليها الولايات المتحدة سيادتها، والقناة نفسها مسموح بالمرور عبرها لجميع السفن التجارية والحربية لجميع الدول بدون استثناء، وينطبق عليها ما ينطبق على قناة السويس بموجب اتفاقية القسطنطينية عام ١٨٨٨ والقناة تحت الحماية الكاملة للولايات المتحدة الأمريكية.
والاتفاقية بين الولايات المتحدة وبنما تقضى بأن تستعيدها بنما فى نهاية عام ١٩٩٩، وقد سعت كثيرا أن تستعيدها قبل هذه الفترة لكن دون جدوى، ولكنها تحصل مقابل الوضع الحالي على عائد محدود ومساعدة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية لحين تسلمها للقناة. ويبلغ طول قناة بنما نحو ٦٥ كم، ويتراوح عرضها بين ١٠٠، ٣٠٠ متر. وقد كان لتأميم مصر لقناة السويس عام ١٩٥٦ أثره على العلاقة بين بنما والولايات المتحدة الأمريكية والتي انتهت بعقد اتفاقية سبتمبر ١٩٧٧ التى تنهى سيطرة الولايات المتحدة الأمريكية على قناة بنما وإقليمها بعرض عشرة أميال فى ديسمبر عام ١٩٩٩، على أن تمنح حكومة بنما الولايات الأمريكية حق تشغيل وتنظيم الملاحة وحمايتها والدفاع عنها حتى التاريخ المذكور، وعلى أن تترك حرية الملاحة بالقناة لجمع السفن ولجمع الدول دون تمييز
وقد ظلت هذه القناة حيوية بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية من الناحية الاقتصادية والاستراتيجية لأنها تطل على محيطين (الأطلنطي والهادي) وبذلك سهلت الاتصال بين أساطيلها فى هذين المحيطين الذى لم يكن ممكنا من قبل دون الدوران حول رأس هورن. ولزيادة تأمين حركة الملاحة فى القناة اشترت الولايات المتحدة الأمريكية جزر فرجين 1٣٦ج٧1٢ من الدانمرك خام ١٩١٧ وهى جزر صغيرة تشرف على مداخل البحر الكاريبي من الشرق، كما أنشأت قواعد لها فى جزر بهاما وجاميكا وترينداد وهذه جميعا ممتلكات بريطانية، كما أنشأت قاعدة لها فى ونيوفوندلاند التابعة لكندا وبذلك أحكمت حلقة الدفاع عن ساحل المحيط الأطلنطي.
ورغم أهمية قناة بنما، إلا أن أهميتها لم تعد حيوية واستراتيجية كما كانت من قبل، فلم يعد يمر بها أكثر من نحو5% من حجم التجارة العال مية نظرا للتطور الذى طرأ على حجم الناقلات العملاقة التى يصعب عبورها بقناة بنما الذى تعترضه الأهوسة ولضيق القناة وبطء الملاحة.
ولذلك فقد فكرت الولايات المتحدة الأمريكية فى حفر قناة فى مستوى سطح البحر فى أمريكا الوسطى، وقد اقترحت لذلك ثلاثة مواضع للقناة الجديدة فى كل من كولمبيا ونيكارجوا وكوستاريكا، ولكن هذا المشروع يعيبه أنه فى حالة تنفيذه فى كولومبيا فإن القناة سيصبح طولها نحو ١٦٥ كم، ولذلك فإن قناة بنما رغم ما تمثله من صعوبات فإنها أفضل من حفر قناة أخرى فى المواقع المشار إليها رغم ما تم الاتفاق عليه بين كل من نيكارجوا والولايات المتحدة الأمريكية ليكون لها حق حفر قناة عبر نيكارجوا بديلا لقناة بنما، وما زال هذا الاتفاق قائما بينهما، وربما تفكر الولايات المتحدة الأمريكية فى تنفيذ هذا الاتفاق مستقبلا بعد نهاية حقها فى إدارة القناة الذى ينتهى بنهاية عام ١٩٩٩ .
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|