أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-12-2014
3369
التاريخ: 12-12-2014
3365
التاريخ: 14-5-2022
1837
التاريخ: 16-12-2014
3302
|
« لمست الزهراء ( عليها السّلام ) من أبيها حبّه ومودّته وحنوّه وشفقته فكانت نعم البرّة به ( صلّى اللّه عليه واله ) ، أخلصت له في حبّها وولائها وحنوّها ووفائها له ، فآثرته على نفسها ، وكانت تتولّى تدبير بيت أبيها ( صلّى اللّه عليه واله ) وتقوم بإدارته ، فتنجز ما يصلحه وتبعث فيه الهدوء والراحة له ، وكانت تسارع إلى كلّ ما يرضي أباها رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه واله ) ، تسكب له الماء ليغتسل وتهيّئ له طعامه وتغسل ثيابه ، فضلا عن اشتراكها مع النساء في الغزو لحمل الطعام والشراب وسقاية الجرحى ومداواتهم ، وفي غزوة أحد هي التي داوت جراح أبيها حينما رأت أنّ الدم لا ينقطع ، فأخذت قطعة حصير فأحرقته حتى صار رمادا ثم ذرّته على الجرح فاستمسك الدم . . وجاءته في حفر الخندق بكسرة من خبز فرفعتها اليه فقال :
ما هذه يا فاطمة ؟ قالت : من قرص اختبزته لا بنيّ جئتك منه بهذه الكسرة ، فقال :
« يا بنيّة : أما إنّها لأوّل طعام دخل فم أبيك منذ ثلاثة أيّام »[1].
وقد استطاعت الزهراء أن تسدّ الفراغ العاطفي الذي كان يعيشه الرسول ( صلّى اللّه عليه واله ) بعد أن فقد أبويه في أول حياته وفقد زوجته الكريمة خديجة الكبرى في أقسى ظروف الدعوة والجهاد في سبيل اللّه .
إنّ مواقف الأمومة التي صدرت عن الزهراء بالنسبة لأبيها وحدّثنا التاريخ عن نتف منها تؤكّد نجاح فاطمة في هذه المحاولة التي أعادت إلى النبي ( صلّى اللّه عليه واله ) المصدر العاطفي الذي ساعده دون شك في تحمّل الأعباء الرسالية الكبرى ، ومن هنا قد نفهم السرّ في ما تكرّر على لسانه ( صلّى اللّه عليه واله ) من أنّ « فاطمة أم أبيها »[2].
إذ نرى أنّه كان يعاملها معاملة الام فيقبّل يدها ، ويبدأ بزيارتها عند عودته إلى المدينة ، كما يودّعها وينطلق من عندها في كلّ رحلاته وغزواته ، كان يتزوّد من هذا المنبع الصافي عاطفة لسفره ورحلته ، كما نلاحظ في سيرته كثرة دخوله عليها في حالات تعبه وآلامه أو حال جوعه أو حال دخول ضيف عليه ، ثم تقابله فاطمة ( عليها السّلام ) كما تقابل الام ولدها فترعاه وتحتضنه وتخفّف آلامه كما تخدمه وتطيعه .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|